سواليف:
2025-04-02@23:07:01 GMT

المناهج ما بين فلسفة الدولة وفلسفة المجتمع)

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

#المناهج ما بين #فلسفة #الدولة وفلسفة #المجتمع)

بقلم الناشطة السياسية : باسمة راجي غرايبة

مازلت أتذكر أن أول عهدي بالمدارس ورياض الأطفال كانت من روضة الأطفال في قريتي التي كانت في( بيت جدي والد أمي) في وسط القرية فهي أول الخطوات التي سرت بها في مسيرتي التعليمية فهذه الروضة كانت عبارة عن غرفتين وساحة صغيرة فيها مرجوحة حديدية ومطبخ صغير كان يسمى ( الخشة) ومازلت أذكر معلماتي في هذة الروضة المرحومة( ناديا أبو رحمون ، وفضة الرشدان) اللتان تعلمت من خلالهن الحروف الهجائيه ولغة الأرقام التي تعلمتها عن طريق اللعب بوسيلة تعليمية تسمى ( العداد) أو عن طريق ( أعواد الثقاب لعلبة الكبريت) ومازلت أذكر أيضا أن أول مدرسة للإناث كانت عبارة عن غرفتين تم التبرع بهما من أجل إقامة أول مدرسة للإناث في حوارة وأن أهل القرية هم الذين سعوا من أجل إقامة المدرسة لاجل تعليم أبناءهم وكان المعلم أو المعلمة الذي يدرس في القرية يحظى بالاهتمام وله إعتبارات مجتمعية خاصة جدا مبنية على أسس الإحترام والتقدير لرسالة التعليم والتربية ويساهم في بناء الاجيال وكثيرا ماكان يلجأ الأباء إلى المعلم أو المعلمة من أجل المساعدة في التربية وتشكيل السلوك لأن المعلم يتمتع بصلاحيات مجتمعية تتشابه وتتقاطع مع صلاحيات الأب والأم من حبث توجيه الطلاب والإلتزام بمنظومة القيم والأخلاق، وهذا بالطبع نتيجة العلاقة بين المعلم والمجتمع ، فالمجتمع هو بمثابة وزارة التربية والتعليم في ذاك الوقت فهو يحدد مسارات التعليم واتجاهاته وإحتياجاته ويركز أيضا على القيم الأخلاقية والمحتمعية السائدة.


من هنا تنطلق ماهية فلسفة التعليم فالمجتمع يبني هذه الفلسفه على أسس إنسانية ووطنية وعروبية بالاضافة إلى الاساس المعرفي والاكاديمي، فالمجتمع الذي تسوده علاقات إنسانية مثل العطاء وحب الخير والتعاون بين الناس حتما سيرسخ أساس إنساني راقي ، كذلك الأمر بالنسبة إلى المجتمع الذي تسوده وترسخت فية المبادئء الوطنية والعروبية ولديه تاريخ نضالي مترسخ في فكر الأباء والاجداد من الطبيعي ان هذه المبادئء والمفاهيم أن يتم نقلها من المجتمع إلى المعلم ومن ثم تنتقل إلى المعلمين والتربويين الذين يضعون مناهج وزارة التربية والتعليم لتصبح فلسفة قومية عروبية ووطنية وإنسانية ، وهي الفلسفة التي علمتنا ان العروبة لاتتجزأ وان الوطن العربي وحدة واحدة وتجلى ذلك في مناهج التاريخ والجغرافيا وهذه المناهج التي رسخت في أذهاننا أن فلسطين أرض عربية وان قضية فلسطين قضيتنا المركزية كما رسخت في فكرنا مفاهيم النضال ، وان تحرير فلسطين هو قمة الجهاد والنضال العروبي والإسلامي.
فالمناهج يجب أن ترتبط إرتباطا وثيقا بفلسفة المجتمع، فالمعركة المفصلية الآن بين ((فلسفة المجتمع وفلسفة الدولة ))لتطوير المناهج وتعديلها وتطويرها فالاصل ان تنطلق المناهج من رؤية المجتمعات التي أسست للتعليم وليس من المنطق أن تفرض الدولة فلسفتها الخاصة التي تعتمد على الواقع الحالي أو بناء على بنية الدولة وعلاقاتها الخارجية والمراحل التي أجبرت الدولة على التماهي معها ؛ خاصة بعد توقيع الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني،بل يجب أن تنطلق من المتغيرات الجديده والتحولات في علاقة الدولة مع العالم ومتغيراته الإنسانية والسياسية خاصة بعد سنوات من الصمت والقبول بالواقع المرير
لقد تغير الحال وتسارعت الاحداث بعد معركة السابع من اكتوبر فالمتغيرات الان تشمل تغيرات إنسانية ومجتمعية وسياسية وعلى الدولة أن تتماهى مع هذه المتغيرات ويتم عكسها على فلسفة التعليم ومن ثم يتم تجذريها في المناهج وترسيخ مفاهيم أخرى جديدة وعلى رأسها مفاهيم (التحرر الوطني) وإدراج المفاهيم الأممية الإنسانية مثل (الحرية العدالة وحقوق الإنسان) وسعي الشعوب نحو التحرر ونيل حريتها ونبذ المفاهيم التي رسختها الامبرياليةالإستعمارية والرأسمالية والحروب
فالمعركة الأن معركة تحرر وطني وستقودها الاجيال القادمة التي من المفترض أن تتسلح بالمعرفة وأدوات الثقافة التي تمكنها من الإستمرار في خوض معارك التحرر الوطني وهذة الأدوات يجب ان يتم ترسيخها في المناهج والكتب المدرسية والمقررات الجامعية للمرحلة المقبلة،
فمسألة الحذف والشطب في المناهج السابقة كانت ضمن قيود فلسفة التعليم التي فرضتها الدولة في المراحل السابقة ولم تستند إلى فلسفة المجتمع وأحتياجاته فالمجتمعات العربية لم تقبل بهذه المناهج إطلاقا وبقيت تخوض معارك طويلة وتطالب بتغييرها
أما آن الأوان ان تعتمد الدولة على فلسفة المجتمع العروبية والانسانية بعد أن وصلت المتغيرات في العالم وخاصة بالنسبة للشعوب العربية واوصلتنا إلى حد اليأس والقهر والاحباط ومن الطبيعي أن تحدث ثورة معرفية وثقافية لنسف كل المفاهيم الامبريالية والإستعمارية فهذة الثورة المعرفية والثقافية هي أساس التحرر الوطني والآنساني من تلك اامعايير الوهمية التي أوصلتنا إلى مرحلة الرعب والخوف على وطننا وهويتنا وتاريخنا من الإندثار.

مقالات ذات صلة قرارات تعليمية هامة جديدة لهيئة الاعتماد 2024/11/17

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فلسفة الدولة المجتمع

إقرأ أيضاً:

ترامب: محادثاتي مع السيسي خلال المكالمة الهاتفية كانت ناجحة للغاية

الولايات المتحدة – أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر منصة “X” ، أنه ناقش مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العديد من المواضيع من بينها الأوضاع في قطاع غزة والمواجهة مع الحوثيين في اليمن.
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه أجرى مكالمة هاتفية “ناجحة للغاية” مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضح أنه ناقش مع السيسي عددا من القضايا الإقليمية والدولية، في مقدمتها الأوضاع في غزة والتطورات العسكرية في اليمن.

وأكد ترامب، في منشور عبر منصاته الرسمية، أن النقاش تطرق إلى “التقدم العسكري الهائل” الذي أحرزته الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد جماعة الحوثي في اليمن.

تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الضربات الأمريكية والبريطانية ضد مواقع الحوثيين.

كما أشار ترامب إلى أن المحادثة شملت ملف غزة، حيث تباحث مع السيسي حول “الحلول الممكنة” للوضع في القطاع، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية وتصاعد الأزمة الإنسانية.

وتلعب مصر دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بشأن وقف النار في غزة ووقف الحرب.

تأتي هذه المحادثة في وقت تشهد فيه المنطقة توترا غير مسبوق، حيث تصاعدت العمليات العسكرية في غزة، وازدادت التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى الاشتباك المتبادل بين الولايات المتحدة والحوثيين.

يشار إلى أن ترامب تحدث مع السيسي خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما في يناير الماضي، بشأن نقل الفلسطينيين من غزة إلى “دول مجاورة”.

وفي فبراير الماضي، ألغى السيسي زيارة إلى الولايات المتحدة، لإجراء محادثات في البيت الأبيض على خلفية خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • «كان محبوبًا من الجميع».. جنازة مهيبة لمعلم بورسعيد المقتول بطلقة طائشة
  • الإمارات للتوحد: قيادة الدولة حريصة على تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع
  • الأحد..التعليم تعتمد جدول العودة والتسجيل والنقل والوظائف
  • الحبس سنتين عقوبة انتحال الصفة إذا كانت لوظيفة عسكرية بالقانون
  • واحدة منها كانت في رمضان.. 8 أمور أخفاها الله عن عباده
  • ترامب: محادثاتي مع السيسي خلال المكالمة الهاتفية كانت ناجحة للغاية
  • تقرير برلماني: مخرجات مؤسسات التعليم العالي لا تواكب سوق العمل
  • المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون التعليم المدرسي
  • مصطفى شعبان يعرب عن فخره بأداء صلاة العيد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي
  • صحة غزة: جثامين المسعفين كانت مقيدة وبها طلقات في الصدر