لبنان ٢٤:
2025-03-15@05:02:30 GMT

إلى السيد حسن... لا أحد يريد حربًا أهلية

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

إلى السيد حسن... لا أحد يريد حربًا أهلية


تقول أوساط حزب سياسي مسيحي إن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله انطلق في حديثه أمس الأول من حادثة الكحالة ليبني عليها فرضية أن ثمة فريقًا من اللبنانيين، وتحديدًا من المسيحيين، يخطّط لحرب أهلية جديدة. فالمسيحيون بمختلف أحزابهم وتياراتهم يعرفون أنهم سيكونون الأكثر تضررًا في أي حرب محتملة، وهم يعرفون أكثر من غيرهم أن ظروف الحرب المزعومة غير متكافئة، وإن كان البعض يغمز من قناة عدم تكافئ بين الأحزاب المسيحية والفلسطينيين في 13 نيسان من العام 1975، وهم يدركون أيضًا أكثر من غيرهم ما كلّفت الحربُ اللبنانيين من ضحايا ودمار وتشريد وهجرة، وهم أكثر الناس تمسّكًا بالسلم الأهلي، وبأن يعاد تأسيس الدولة واستعادة دورها الطبيعي على أسس واضحة وسليمة، وليس على أساس "غالب ومغلوب" في المعادلات والتوازنات القائمة بين منطقين مختلفين في نظرتهما إلى الدولة الواحدة والجامعة والموحِّدة.

     وتتابع هذه الأوساط لتستنتج أن ما يجري على أرض الواقع من اهتزازات أمنية متفرقة ليس سوى نتيجة التخبّط السياسي، الذي تعيشه البلاد، ونتيجة تغييب رأس الدولة بامتناع "الفريق الممانع" عن حضور جلسات انتخابية متتالية على مدى اثنتي عشرة جلسة لم ينتج عنها أي مؤشر لانتخاب رئيس وفق شروط لبنانية جامعة، وليس رئيسًا ينتمي إلى هذه الجهة السياسية أو تلك، مع ما يعني أن المطلوب من "حزب الله" أولًا، أن يتخّلى عن شروطه الرئاسية المسبقة إذا كان يريد فعلًا أن يكون للبنان رئيس بمواصفات وطنية جامعة، وذلك نظرًا إلى ما هو مطلوب منه في هذه المرحلة الحسّاسة والدقيقة، بالتوازي مع حكومة فاعلة يواكبها عمل تشريعي إصلاحي، تمهيدًا لوضع البلاد على سكة التعافي.    وفي اعتقاد هذه الأوساط أن أي حديث عن أي مغامرة أمنية، ولو من باب التحذير، سيدفع الأمور إلى الأسوأ وسيفاقمها، وذلك خوفًا من أن يصبح ما يتخّوف منه السيد نصرالله، ويشاطره في هذا التخّوف جميع اللبنانيين من دون استثناء، واقعًا مفروضًا بقوة ما لدى البعض من هواجس قد تتحّول إلى كوابيس بفعل تكرار الحديث عنها. 
وفي ما يشبه النصيحة، ولو هي بجمل، تتوقف هذه الأوساط عند المسار السياسي الانحداري، الذي سيؤدّي حتمًا إلى دخول أكثر من طابور خامس على خطّ زعزعة العلاقة، التي لا تزال قائمة بين اللبنانيين، ولو أنها لا تزال مربوطة بخيط رفيع من الحرير. فإن أي تأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية بمواصفات جامعة وموحِدة ستكون له انعكاسات خطيرة على الوضعين الأمني والاقتصادي والاجتماعي، خصوصًا أن جمر الأحداث الأمنية في مخيم "عين الحلوة" لا يزال تحت رماد النوايا، التي يُقال عنها إنها غير صافية، مع تكاثر الحوادث الأمنية الفردية المتنقلة، حيث النزوح السوري الكثيف، من دون استبعاد فرضية عامل التدّخل الإسرائيلي المخابراتي عبر تأجيج ما هو مخفي من خلاف بين اللبنانيين، مع ما يرافقه من تهديدات متواصلة من قبِل قادة العدو بـ "إعادة لبنان إلى العصر الحجري".    فتلافي احتمال نشوب أي حرب أهلية، كما ترى هذه الأوساط مندرجاته، لا يكون سوى بالعمل الجدّي لمنع حصول هكذا حرب، ستكون حتمًا كارثية بكل مقاييسها. وهذا العمل الجدّي لا يكون مرحليًا سوى بالسعي الحثيث للخروج من هذا الفراغ القاتل، والذي توازي سلبياته ما قد ينتج عن أي حرب أو فتنة. وهذا السعي يكون بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية يحمي ظهر الجميع في هذه الأوقات العصيبة والصعبة، ويحمي لبنان من الانزلاق غير الارادي نحو ما يُخطّط له من ضمن سيناريو بدأت ملامحه تظهر في المنطقة، بدءًا من اليمن وصولًا إلى لبنان.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ماذا كان يريد حميدتي من الميرغني؟

عندما بدأت عملية "الاتفاق الإطارى" تحاول أن توسع آطارها بضغط من " المسهلين" بعد ورشة لجنة تسيير المحاميين في اغسطس 2022، و وقع بعدها الحسن نجل الميرغني على الإطاري. و بدأ قائد ميليشيا الدعم الطواف على بعض القوى السياسية، و الطرق الصوفية، و أيضا رجال الإدارات الأهلية، بهدف تكوين قاعدة اجتماعية عريضة تدعم " الإتفاق الإطاري" في الظاهر، و لا يستبعد أن يكون يبحث عن ايجاد دعم لأجندة أخرى كان يخبئها لمرحلة قادمة. و لا أريد أن اخوض في كل اللقاءات، اريد حصر المقال في لقاء مهم، بين قائد الميليشيا و "الاتحادي الديمقراطي الأصل" الذي انقسم بين الأخوين " الحسن و جعفر" الأول موقع على الاتفاق الإطاري، و الأخر كان يرأس مجموعة " قحت الديمقراطي".. حيث ذهب حميدتي في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر 2022، لمقابلة السيد محمد عثمان الميرغني لمباركة الأمر الذي جاء من أجله.. حميدتي كان يعلم أن السيد الميرغني عاجز عن أداء أية مهمة سياسية، و غير قادر على الاستيعاب بحكم السن.. و هذا أكده إبراهيم الميرغني في المقابلة التي أجراها معه عزام إبراهيم.. حيث قال أن الميرغني خارج عن التفاعل السياسي منذ خمس سنوات.. و هناك الذين يصدرون بيانات بأسم دون علمه..
يتأكد من الزيارة أن حميدتي كان يريد الأسم فقط " الميرغني" و ليس الأفعال، و الزيارة كانت ذات مضامين غير معلنة.. تؤكدها كلمة حاتم السر الذي قال في كلمة ترحيبه بقائد الميليشيا ( أن الزيارة ذات دلالات و معاني و رسائل لمن يريد أن يفهم لأنها جاءت في مواقيت في غاية الأهمية) لكن حاتم السر لم يفصح عن دلالات الزيارة و رسائلها للذين يريدون معرفة مغذى الزيارة.. لكن التقرير الصحفي الذي كتبه سنهوري عيسى يقول فيه (أن أهداف تحركات حميدتي داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تكمن في التوسط لطي الخلافات بين نجلي الميرغني " جعفر والحسن" واستمالة الميرغني للحاق بالاتفاق الإطاري، كما تحمل أهدافا "غير معلنة" تعزز طموحات الجنرال حميدتي في بناء تحالفات مستقبلية مع الطائفة الختمية استعدادا للانتخابات المقبلة)... إذا كان حميدتي ذهب في نسق تفكير الانتخابات ما كان الحرب اندلعت مطلقا.. و هذا الذي كان قد أشار إليه الإمام من قبل، عندما قال أن حميدتي إذا هو يريد السلطة عليه أن يخلع البزة العسكرية، و يمارس السياسة كمدني، و لا نمانع إذا أراد أن ينتمي لحزب الأمة.. حميدتي يعرف تماما مقدراته السياسية.. و يعرف أن البندقية هي التي قدمته لمركز السلطة و ليس السياسة..
تظل زيارة حميدتي إلي الميرغني مكان تساءل يحتاج إلي إجابة.. و حاتم السر و المجموعة التي معه هم الذين كانوا حول مولانا، و هم وحدهم يستطيعون الإجابة على سبب الزيارة.. خاصة أن حاتم أشار أنها ذات دلالة و مغذى.. أيضا أشار إلي هذه التساؤلات سنهوري عيسى في تقريره الصحفي قال ( تساؤلات عديدة طرحتها زيارة الجنرال حميدتي إلي مولانا الميرغني وتنظيم مأدبة عشاء على شرفه.. في مقدمتها ما الأهداف الظاهرة والخفية للزيارة والمأدبة .. وهل ستغير في مواقف مولانا الميرغني وتلحقه بالاتفاق الإطاري…؟ .. وهل زيارة حميدتي للميرغني وتنظيم مأدبة عشاء على شرفه بحضور البرهان وبعض قيادات الاتحادي الأصل الموقعة على الاتفاق الإطاري تؤشر لقرب لحاق الميرغني بقطار الاتفاق الإطاري .. أم تكتيك مرحلي ومؤشر لتحالف مستقبلي بين "حميدتي والميرغني" .. وما تأثير إنضمام الميرغني الي الاتفاق الإطاري علي المشهد السياسي السوداني…؟) و معلوم أن بيت الميرغني كان متنازع بين ولدي الميرغني الحسن و جعفر.. و قبل ذهاب الحسن للتوقيع على مسودة " الاتفاق الإطاري" كان إبراهيم الميرغني يقف إلي جانب جعفر.. و عند توقيع الحسن على الإطاري تحول إبراهيم من جعفر إلي الحسن، و أصبح المسؤول السياسي.. هل كان لطه عثمان الحسين الذي يدير مع الأمارات مؤامراتها ضد السودان تدخل في أن يقنع إبراهيم الميرغني لكي يتحول إلي جانب الحسن.. لكن ظلت المجموعة التي تقود الحزب إلي جانب جعفر بعيدة عن الإطاري، و مجموعة جعفر هي التي كانت تصدر بيانات بأسم الميرغني.. و المجموعة نفسها هي التي فصلت إبراهيم الميرغني عندما غادرت محطة جعفر.. و بعد فترة غادرت المجموعة نفسها محطة جعفر عندما قرر الأبن الثالث للميرغني عبد الله المحجوب أن يدخل حلبة السياسة، و أيضا استخدمت نفوذها في فصل المجموعة التي حول جعفر خاصة " حاتم السر و معتز الفحل و أخرين" .. هل حدث بسبب أن كل من جعفر و الحسن قد قاما بزيارة سرية للأمارات و مقابلة طه عثمان الحسين لإقناعهم بدعم الميليشيا في حربها.. أم هي أسباب أخرى.. خاصة أن جعفر جعل زيارته للأمارات في طي الكتمان دون حتى أن يبررها، و رجع يواصل رئاسته " قحت الديمقراطي" الذين أيضا كانوا راغبين في الأسم و ليس الفعل..
أن انعقاد اجتماعات نيروبي و ذهاب إبراهيم الميرغني للمشاركة مع المجموعة و هي تعلم أن إبراهيم لا يمثل الحزب بل يمثل نفسه... تؤكد أن زيارة حميدتي للميرغني كان يريده سندا لمشروعه السياسي المدعوم من حزب الأمة.. و الذي ذهب رئيس الحزب و اعضاء من المكتب السياسي للمشاركة بفاعلية و قناعة.. و أن يكون أسم الميرغني موجودا للدلالة على أن المجموعة لها قاعدة اجتماعية سياسية عريضة.. رغم أن مشوار حميدتي للميرغني كان لهذا السبب، رغم تغيير أدوات الصراع لآن حميدتي كان مقتنعا أن انقلابه سوف ينجح بنسبة 99% لأن قواته كانت تحرس أغلبية مؤسسات الدولة المهمة و الكباري و المصارف و حتى القيادة العامة.. كان حميدتي يبحث عن دعومات سياسية.. هل حاتم السر كان مدركا لذلك.. و إذا كان الجواب بنعم ما هو الذي جعله يتخلف عن الجناح السياسي للميليشيا.. و إذا كان الجواب بلا ماذا كان يقصد بمغذى الزيارة و دلالتها و ما هو الذي يريد أن يعرفه الأخرين؟ أن المجموعة التي حول الميرغني كانت تعرف مقاصد حميدتي، و إلي أية جزء كانت مشاركة في مشروع الانقلاب، و متى تخلت عنه؟ نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • ولي العهد يهنئ السيد مارك كارني بمناسبة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسته وأدائه اليمين الدستورية رئيسًا لوزراء كندا
  • وفد من تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين زار وزير العمل محمّد حيدر
  • نعمت عون: أتمنى أن يكون للبنانيات حصّة وازنة في التعيينات المقبلة
  • لبنان جاهز لتوقيع أكثر من 20 اتفاقية مع السعودية
  • السيد الرئيس أحمد الشرع بعد تسلمه مسودة الإعلان الدستوري: نأمل أن يكون ذلك فاتحة خير للشعب السوري على طريق البناء والتطور
  • ماذا كان يريد حميدتي من الميرغني؟
  • ترمب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة
  • ترامب: لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة
  • رئيس الرابطة المارونية: معالجة ملف المودعين يتطلب وقتا
  • 23 ألف عائلة عراقية في مخيمات اقليم كوردستان.. ماذا عن اللبنانيين؟