لاقى إجراء الانتخابات البلدية الموسعة في ليبيا ونجاحها ردود فعل محلية ودولية وترحيب من قبل الكثيرين خاصة لما شهدته العملية من تأمين ومشاركة وهدوء شرقا وغربا وجنوبا دون وقوع أية مضايقات أو غلق لجان، وسط تساؤلات حول استغلال هذا في إعادة الزخم حول عملية انتخابية عامة من رئاسية وبرلمانية قريبا.

وعقدت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا انتخابات موسعة شملت 58 بلدية في كل مناطق ليبيا، بلغت المشاركة فيها حتى إغلاق مراكز الاقتراع نحو 74%، وشارك في تأمينها نحو 24 ألف ضابطا من الأجهزة الأمنية والعسكرية.



"فرصة لانتخابات عامة"
من جهته، أكد رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح أن "الانتخابات البلدية ليست عملية لتبادل السلطة فحسب، بل هي إعادة هيكلة للحكم المحلي في البلاد، مؤكدا أن مشكلة إنفاذ قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية ليست فنية، بل سياسية وأن جميع القوانين التي تحال للمفوضية بخصوص انتخابات عامة تبقى حبسية الأدراج"، وفق قوله.

في حين أكد رئيس مجلس النواب، "عقيلة صالح" أن "إقبال المواطنين على الانتخابات يؤكد رغبتهم في الاستقرار والأمن والنظام والمشاركة في صنع القرار، مشددا على أهمية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة حرة ونزيهة".

"هجوم وإحراج"
لكن رئيس حكومة الوحدة الليبية، "عبدالحميد الدبيبة" قال من جانبه إن "نجاح الانتخابات البلدية بطريقة سلسلة وآمنة، هي دليل ضد من يحاول اختراع مراحل انتقالية جديدة شرطا لإجراء الانتخابات، مشيدا بمشاركة الناخبين وإرادتهم، مضيفا أن هذه الإرادة يصادرها الممددون لأنفسهم بعدم صياغة قوانين انتخابية عادلة وقابلة للتطبيق، في إشارة لمجلسي النواب والدولة"، كما قال.
فهل يمهد نجاح وإنجاز المفوضية لانتخابات بلدية موسعة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا قريبا؟


"تعزيز الثقة ومؤشر إيجابي"
وأكد عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب الليبي، صالح فحيمة أن "نجاح مفوضية الانتخابات في تنظيم أكبر انتخابات بلدية في البلاد في يوم واحد، يُعد إنجازًا بارزًا يعكس تحسنًا ملحوظًا في الوضع الأمني والإداري، ويُظهر قدرة المؤسسات الليبية على تنظيم عمليات انتخابية سلسة، مما يُعزز الثقة في إمكانية إجراء انتخابات عامة في المستقبل القريب".

وأشار في تصريحاته لـ"عربي21" إلى أن "المشاركة الكبيرة تُشير بوضوح إلى استعداد الشعب الليبي للانخراط في العملية الديمقراطية وإصراره على ممارسة حقه الانتخابي، وهذا النجاح سيشجع الجميع لانتخابات عامة خصوصا وأنه قد تم إنجاز قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وهي جاهزة للتطبيق فيما لو أطلقت يد المفوضية كما في انتخاب البلديات"، وفق تقديراته.

وتابع: "الخطوة الإيجابية تحفز الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات والعمل معًا، وهذا الإنجاز مؤشرًا إيجابيًا على قدرة ليبيا على تنظيم انتخابات ناجحة، ويُعزز الأمل في تحقيق انتقال ديمقراطي سلس يُلبي تطلعات الشعب في الاستقرار والتنمية"، كما رأى.

"إنهاء الانقسام ورفض المماطلة"
النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المتنازع على رئاسته)، عمر العبيدي أشار إلى أن "مرور الانتخابات بمشاركة واسعة بدون أي خروقات أمنية هي دلالة واضحة على مستوى الوعي والإدراك عند الموطنين بضرورة وحساسية المرحلة وأنه لا خيار للاستقرار إلا خيار الذهاب إلى الصندوق ليختار الشعب ممثليه في إدارة حكم الدولة".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أنه "لا خيار لإنهاء الانقسام وإنهاء الأزمة وتوحيد البلاد إلا عبر إجراء انتخابات عامة جديدة، كما أن نجاح هذه العملية الانتخابية سيُحرج كل الأجسام السياسية التشريعية والتنفيذية بأنه لا توجد أي حجة للتأخير أو المماطلة للذهاب إلى انتخابات عامة برغبة ناخبين يتجاوز عددهم 2,800,000 ناخبا"، كما أكد.

"نجاح وضغط مجتمعي"
من جانبه قال الصحفي الليبي المختص بالشأن الانتخابي، مصطفى الفرجاني إن "نجاح المفوضية في تنفيذ الانتخابات البلدية يمثل حدثا محليا بالغ الأهمية، ويترجم بأن ما يتم تصويره من عوائق أمام تنظيم الانتخابات العامة ما هي إلا حجج واهية يمكن تجاوزها عبر الإرادة السياسية والضغط المجتمعي، أي أن هذه الانتخابات أسقطت ورقة التوت وكشفت عن زيف صعوبة إجراء انتخابات في ليبيا".


وأكد أن "نجاح هذا الانتخابات يبعث برسائل إيجابية عديدة للمجتمع المحلي والدولي على قدرة المؤسسات الليبية في تنظيم الانتخابات المحلية والعامة على حد سواء، إضافة إلى أن الإقبال الشعبي على مراكز الاقتراع يعكس رغبة حقيقية في المشاركة السياسية، ويمثل مؤشراً قوياً على استعداد المواطنين للانخراط في استحقاقات أكبر مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، ويؤكد على إمكانية تجاوز حالة الجمود السياسي"، كما رأى.

وتابع لـ"عربي21": "الانتخابات البلدية هي مثال حي على أن النجاح ممكن إذا تضافرت الجهود، وهي خطوة تؤسس لأمل جديد بأن الانتخابات الوطنية الكبرى قابلة للتحقيق إذا وجدت الإرادة السياسية عند جميع الأطراف وتجاوز نقاط الخلاف، وفيما يتعلق بقوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فالمشكلة ليست في القوانين بل المشكلة سياسية بالدرجة الأولى وتتعلق بالإرادة السياسية لدى الأطراف الحاكمة حاليا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الانتخابات البلدية ليبيا عقيلة صالح الدبيبة ليبيا الانتخابات البلدية عقيلة صالح الدبيبة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات البلدیة إجراء انتخابات انتخابات عامة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

معزب: نرحب بتعديل قوانين 6+6 لضمان انتخابات مقبولة للجميع

معزب: نرحب بمراجعة قوانين 6+6 وتعديلها لضمان قبول نتائج الانتخابات

ليبيا – أكد عضو مجلس الدولة الاستشاري وعضو المؤتمر العام منذ 2012، محمد معزب، أن لقاءً جمع عدداً من رؤساء اللجان بمجلس الدولة بالمبعوثة الأممية ستيفاني خوري يوم الخميس، حيث استمر النقاش ساعتين وتناول أبرز المعوقات التي تعترض طريق الانتخابات في ليبيا.

تركيز على القوانين الانتخابية

وأوضح معزب، خلال مداخلة عبر برنامج “حوارية الليلة“ على قناة “ليبيا الأحرار“، أن المبعوثة الأممية ركزت على إيجاد حلول للمعوقات الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بالقوانين الانتخابية، مشيرًا إلى أن ذلك يعد نقطة حساسة ومفصلية في العملية السياسية.

وتابع: “الموقف كان معارضًا لقوانين لجنة 6+6، لأنها ساهمت في تأجيل الانتخابات في ديسمبر 2021، حيث وصلت إلى نفس النتيجة بضرورة إعادة النظر فيها وتعديلها بما يجعلها مقبولة للجميع لضمان قبول نتائج الانتخابات”.

موقف موحد لمجلس الدولة

وشدد معزب على أن مجلس الدولة اتخذ موقفًا موحدًا تجاه قوانين لجنة 6+6 في ذلك الوقت دون أي انقسام، مؤكدًا أن مراجعة القوانين أمر مرحب به، بشرط أن يُفضي إلى انتخابات مقبولة تعكس إرادة الليبيين.

وأضاف: “نحن نسعى الآن إلى توحيد صفوف المجلس والمشاركة في العملية السياسية كجسم واحد، لأن الانقسام يضر بالمجلس”.

مشاركة المجلس في الحوارات القادمة

وفيما يتعلق بمشاركة مجلس الدولة في الحوارات السياسية المستقبلية، أكد معزب أن الأمر ليس معضلة كبيرة ويمكن معالجته بطريقة عملية، مشيرًا إلى أن هناك مقترحات وحلول مطروحة للتعامل مع الوضع الحالي للمجلس.

واختتم حديثه بالإشارة إلى أهمية معالجة القوانين الانتخابية لضمان تجاوز العراقيل الحالية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات الشعب الليبي.

متابعات المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • انتخابات مُبكرة قبل الرئاسة
  • عبد العزيز: إحاطة خوري بلا جديد والبعثة جزء من مؤامرة لإفقار ليبيا
  • معزب: نرحب بتعديل قوانين 6+6 لضمان انتخابات مقبولة للجميع
  • رئيس هيئة التفاوض السورية: يجب تنظيم استفتاء على الدستور الجديد وإجراء انتخابات حرة
  • الانتخابات الرئاسية: الآية إنقلبت
  • أمام مجلس الأمن.. خوري تدعو إلى تشكيل حكومة توافقية تمهد الطريق للانتخابات الليبية
  • الأمم المتحدة تقترح خطة لاستقرار ليبيا وإجراء انتخابات  
  • مشيرب: يجب ضم البلديات وتعيين محافظين دون انتخابات
  • نائب:اختلاف سياسي داخل الإطار على تعديل قانون الانتخابات
  • صحة مطروح: نجاح أول عملية في تخصص المخ والأعصاب بمستشفى الحمام المركزي