قلعة قايتباي.. عبق التاريخ الباقي بالإسكندرية
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وأنت تتجه من شرق الإسكندرية بموازاة بحرها الجميل، في تجاه أقصى غربها، يتصدر مشهد قلعة قايتباي على امتداد النظر لوحة تاريخية شاهدة على عراقة البناء وعلى عبق تاريخ المدينة القديم .
تقع القلعة في أقصى غرب الإسكندرية بحى الجمرك، وقد شيدت على أنقاض واحدة من عجائب الدنيا السبع منارة الإسكندرية القديمة التى تهدمت سنة 702 ھ إثر زلزال مدمر فى عهد السلطان نصر بن قلاوون، وفي عهد السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي، زار الإسكندرية سنة 882 ھ / 1477 م، وأثناء تفقده لموقع المنارة القديمة أمر أن يبنى على أنقاضها القلعة التي اتخذت اسمها منه، وتُشير المصادر التاريخية إلى أنه تم استخدام أحجار المنارة في بناء القلعة، والتي تم الانتهاء من بنائها بعد عامين سنة 884 ھ .
تأخذ قلعة قايتباي شكل مستطيل يبلغ طوله 150 مترا وعرضه 130 مترا، يحيط بها البحر من ثلاث جهات، وتحتوى على سور خارجي يضم أبراجا دفاعية من جهاته الأربعة، وآخر داخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح، ويوجد بداخل القلعة فى فنائها البرج الرئيسي وهو على شكل قلعة أخرى مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترا وارتفاعها 17 مترا وتحتوى فى أركانها الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهى من أعلى بشرفات بارزة تضم فتحات كانت تستخدم لرمي السهام.
وتتكون قلعة قايتباي من ثلاثة طوابق، يشغل الطابق الأول مسجد القلعة، أما الطابق الثاني فيحتوى على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، بينما يحتوى الطابق الثالث على حجرة كبيرة يعلوها قبة تشكل قمة القلعة يعلوها تمثال الإله بوسيدون، إله البحار والمحيطات عند الإغريق، ويوجد بهذا الطابق مقعد السلطان قايتباي، وكان يجلس بها لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية، كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز المصنوع من القمح للجنود، ويوجد أيضا طاحونة لطحن الغلال .
تعرضت القلعة على مدار تاريخها الطويل لفترات من الإهمال وفترات أخرى من الإهتمام والإزدهار، ففي العصر المملوكي اهتم السلطان قنصوة الغوري بالقلعة اهتماما كبيرا وزاد من قوة حاميتها وشحنها بالأسلحة والعتاد، ومع دخول العثمانيين مصر استخدموا القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بها وجعلوا بها قوات من الجند المشاة والفرسان والمدفعية للدفاع عن بوابة مصر الساحلية الشمالية، ومع دخول الحملة الفرنسية مصر استولى عليها نابليون.
ومع تولى محمد على حكم الدولة المصرية قام بتجديد أسوار القلعة وأضاف بعض الأعمال التي تتناسب والتطور الدفاعي للقرن التاسع عشر تمثلت فى تقوية أسوارها وتجديد مبانيها وتزويدها بالمدافع الساحلية، وبعد قيام الثورة العرابية ضرب الإنجليز الإسكندرية 1882م، حيث تم تخريب القلعة وإحداث تصدعات بها، حتى قامت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1904 بعمل الإصلاحات اللازمة لاستعادة شكل القلعة التاريخي، واستندت في ذلك على الدراسات الموجودة فى كتاب وصف مصر الذي وضعه علماء الحملة الفرنسية .
شهدت قلعة قايتباي اهتماما كبيرا بعد قيام ثورة يوليو 1952م، ويعد مشروع الصوت والضوء الذي تم تدشينه مؤخرا بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر خير دليل على اهتمام الدولة المصرية بالقلعة، والذي كان له أثر كبير على إزدياد أعداد الزائرين، حيث يقدم عرض الصوت والضوء تجربة مثيرة باستخدام تكنولوجيا الإضاءة المتقدمة والسرد التاريخي لتاريخ الاسكندرية منذ تأسيسها على يد الاسكندر الأكبر مروراً بالعصور الرومانية والإسلامية حتى تاريخها الراهن مسلطا الضوء على منارة الاسكندرية القديمة ومكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت منارة المعرفة للعالم القديم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: شرق الإسكندرية القلعة قلعة قايتباي منارة الإسكندرية المصادر التاريخية قلعة قایتبای
إقرأ أيضاً:
«أشغال الشارقة» تنجز تطوير «نصب الاتحاد» بحلّة جذابة
الشارقة: «الخليج»
بالتزامن مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ53، أعلنت دائرة الأشغال العامة في الشارقة، إنجاز نصب ونافورة ميدان الاتحاد، في خطوة تعكس التزام الإمارة بالابتكار في تصميم الميادين العامة، ويُعد من أكبر الميادين الموجودة بالشارقة وأبرزها موقعاً وجمالاً.
يقع الميدان على مساحة نحو 60 ألف متر مربع في منطقة السور التي يحيطها السوق الإسلامي ومسجد الملك فيصل. وقد صمّم الميدان بشكل مميز، حيث جمع بين الرونق الخاص للميادين العامة والحدائق العامة، حيث تضم أماكن جلوس في مختلف أنحائها، وأعمدة الإنارة ذات الشكل المميز، ما يعطيها بعداً آخر للزائرين خلال المساء.
ويمثل هيكل النافورة المائية الذي يحمل شكل وردة بسبع بتلات، ترمز في مجملها إلى الإمارات السبع وتحمل كل بتلة محارة بداخلها قطعة لؤلؤ في شكل جميل تلتقي فيه لترتفع على شكل عمود تعلوه لؤلؤة ذهبية ترمز إلى الاتحاد بارتفاع 52 متراً، وتنساب من كل قطعة لؤلؤ وتزويدها بوحدات إضاءة زرقاء وسبع نافورات صغيرة تضخّ من داخل النصب التذكاري، ومثلها منسابة من الحوض المائي وشلال مائي دافق بوحدات إضاءة بيضاء. واشتملت أعمال التطوير على تركيب تقنيات وأنظمة هندسية حديثة لإثراء تجربة الزوار وتعزيز الطابع البصري للمنطقة، حيث تضمنت الأعمال إنشاء نافورات سايبرنيتيك جيزر في الخزان العلوي بسبع فوهات رأسية، يصل ارتفاعها إلى 8 أمتار، وأخرى رأسية في الخزان السفلي بارتفاع يصل إلى 3.5 متر، ونافورات عملاقة قوسية تضيف تأثيراً زخرفياً متناسقاً، ونافورات قوسية ثانوية تغذي الشلالات المركزية الصغيرة لتمنح حركة ديناميكية لتدفق المياه.
كما طوّرت التأثيرات الضوئية باستخدام مصابيح LED متغيرة الألوان ومقاومة للعوامل البيئية، حيث زودت النوافير بـ21 كشافاً حول نافورات الجيزر، و28 كشافاً للنافورات العملاقة، و42 كشافاً لتزيين الشلالات، و175 متراً من شريط LED لإبراز الجدران الخارجية للأحواض.
وصمّمت 7 شلالات بقدرة تدفق تصل إلى 75 متراً مكعباً في الساعة، وتركيب 7 سحب مائية صناعية قابلة للتحكم.
وشملت الإضاءة 42 كشافاً لإبراز تفاصيل النصب التذكاري بدقة و21 كشافاً إضافياً لإضاءة العمود المركزي، بإجمالي 343 مصباحاً و182 فوهة مائية و30 مضخة.
واستخدمت في تنفيذ المشروع مواد متنوعة تشمل 814 متراً مكعباً من الخرسانة، و140 متراً مكعباً من الخرسانة الدقيقة، و95 طناً من الفولاذ، و854 متراً مكعباً من قاعدة الطرق، و 2506 متراً مكعباً من البلاط، و1575 متراً مربعاً من بلاط الموزاييك.
كما تضمنت المواد 4050 متراً مربعاً من العزل المائي، و450 متراً مربعاً من الدهان والجص، و2415 متراً مربعاً من صفائح البولييثين.
ويأتي هذا المشروع ليحقق التوازن بين الحداثة والهوية الثقافية، متحولاً إلى وجهة مميزة للجمهور ومعلم بارز يعكس تطلعات الإمارة نحو الابتكار والتطوير المستدام.