يمانيون:
2025-01-17@22:52:01 GMT

في موسم الرياض.. المقدسات تُهان

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

في موسم الرياض.. المقدسات تُهان

فاطمة عبدالإله الشامي

في الوقت الذي تعاني فيه غزة من أفظع أنواع العنف والاعتداء، حَيثُ تُذبح الأرواح من الوريد إلى الوريد، ويتعرض المدنيون للأذى بشكل يومي، نجد أن الفعاليات في المملكة العربية السعوديّة، في موسم الرياض، تثير الكثير من الاستياء والغضب.

إن استقدام الراقصات والفنانين لإحياء حفلات ترفيهية في وقت تُعاني فيه شعوب من ويلات الحروب والجرائم يُظهر تباينًا صارخًا بين الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون وبين مظاهر الاحتفال التي تفتقر إلى الحساسية والمشاعر الإنسانية.

هذه الفعاليات، التي تُظهر حياةً من الترف والسعادة، تتجاهل تمامًا الألم الذي يعتصر قلوب الأُمهات الثكالى والأطفال الذين فقدوا أسرهم.

إن هذا التناقض الحاد يُعبر عن عدم الوعي بالواقع المأساوي الذي تعيشه الأُمَّــة الإسلامية، ويخاطب قضايا تُعتبر جوهرية في صميم الهوية الإسلامية والإنسانية، في الوقت الذي يُستقبل فيه الفنانون والراقصات في حفلات صاخبة، تُنسى المعاناة التي يعيشها إخواننا في غزة، حَيثُ يتعرضون للقصف والتهجير، ويُعانون من نقص حاد في المواد الأَسَاسية، مثل الغذاء والدواء.

تتجلى مظاهر الاستهزاء بالمقدسات والرموز الدينية في هذا السياق، حَيثُ يتم استغلال الكعبة، رمز الوحدة الروحية والاجتماعية، في فعاليات تُعتبر بعيدة كُـلّ البعد عن الروحانية والتفكر، أن استخدام الرموز الدينية في سياقات ترفيهية، خَاصَّة في ظل الظروف المأساوية التي تعاني منها فلسطين، يُعتبر استهزاءً بمعاناة الآخرين وعجزًا عن التعاطف مع القضايا الإنسانية، ومن المؤلم أن يُنظر إلى الكعبة، التي تشكل قبلة المسلمين، كخلفية لفعاليات تُفقدها هيبتها وتُقلل من شأنها.

هذا النوع من الفعاليات لا يُظهر فقط قلة احترام للقيم الإسلامية، بل يُعزز أَيْـضًا من مشاعر الانقسام بين المجتمعات، يُظهر أن هناك فصلًا كَبيرًا بين ما يُفترض أن تمثله المملكة كداعم رئيسي لقضايا الأُمَّــة الإسلامية، وبين ما يُمارس في بعض الفعاليات التي تُعبر عن انفتاح غير مدروس أَو غير واعٍ بتبعاته، أن استغلال المقدسات لأغراض ترفيهية، بينما تُعاني شعوب من الظلم والاحتلال، يُعد بمثابة إهانة لكل من يؤمن بأن الإنسانية تتطلب التعاطف والتضامن.

إن الاحتفالات التي تُقام في هذا السياق لا تعبر فقط عن تجاهل فاضح للمعاناة الإنسانية، بل تعكس أَيْـضًا انعدام الوعي بالواجبات الدينية والأخلاقية تجاه إخواننا في فلسطين، يجب أن نفهم أن الفرح الذي يأتي في وقت تعاني فيه شعوب من الأزمات ليس فرحًا حقيقيًّا، بل هو نوع من الانفصال عن الواقع، ورفض للإنسانية التي تجمعنا، أن الترفيه في ظل هذه الظروف يُعتبر استهزاءً بالمقدسات وقيم الإنسانية، علاوة على ذلك، عندما يُنظر إلى هذه الفعاليات من قبل الجماهير، قد يُفسر ذلك على أنه عدم احترام لمشاعر الملايين من المسلمين الذين يعتبرون الكعبة رمزًا مقدسًا.

إن الرقص والاحتفال حول مجسم الكعبة المشرفة الذي صنعه صانعوا الترفيه في موسم الرياض في ظل هذه الظروف يثير تساؤلات حول مدى الإيمان الذي يتدهور ومستوى الوعي اللاموجود بالقضايا الإنسانية، ومدى قدرة المجتمع على التعاطف مع أُولئك الذين يُعانون، ويجب أن نكون واعين بأن المملكة قد استفزت ملايين المسلمين بهذا التصرف المُشين.

كما أن هذه الفعاليات، عندما تأتي في وقت يُحاصر فيه الفلسطينيون ويُقتلون بوحشية، تُظهر بشكل صارخ انعدام التعاطف مع الألم الذي يعيشه الآخرون.

إن الرقص والاحتفال في ظل هذه الظروف يُعتبر بمثابة إهانة للضحايا الذين يُقتلون يوميًّا من قبل الاحتلال الصهيوني، وللأسر التي تُشرد، وللأطفال الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم، أن هذه الصورة تُعزز من مشاعر الإحباط والغضب في نفوس الكثيرين، خَاصَّة عندما يُنظر إلى هذه الفعاليات على أنها احتفاء بالفرح بينما تُغفل معاناة الآخرين.

إن الواجب الأخلاقي والديني يقتضي أن نكون متضامنين مع إخواننا في المحن، وأن نُظهر التعاطف مع الذين يُعانون من الظلم، إن الفرح الذي يأتي على حساب معاناة الآخرين ليس فرحًا حقيقيًّا بل استهزاء بمعاناتهم، بل هو نوع من الانفصال عن الواقع، ورفض للإنسانية التي تجمعنا، يجب أن نعمل جميعًا على استنكار هذا الفعل وتعزيز قيم التعاطف والتضامن، وأن نكون صوتًا لمن لا صوت لهم، خَاصَّة في أوقات الأزمات.

في عالم اليوم، حَيثُ تتداخل القضايا الإنسانية مع القيم الثقافية والدينية، يصبح من الضروري أن نتبنى مواقف تعكس إنسانيتنا وتضامننا مع الآخرين، يجب على الجميع أن يستنكر ويدين هذا الفعل الذي قد مسّ بمقدساتنا الإسلامية، وعلينا تعزيز قيم التعاون والتعاطف، يجب أن نحرص على أن تكون الفعاليات التي تُقام في أي مكان تعكس القضايا التي تهم الناس، وأن تُظهر تضامنًا حقيقيًّا مع من يُعانون.

إن المقدسات والأماكن الإسلامية يجب أن تُحترم وأن تُستخدم لتعزيز القيم الروحية والإنسانية، وليس لتكون أدوات للتسلية والترفيه والاستهزاء، أن الكعبة، ورموز الإيمان، تستحق منا جميعًا الاحترام والتقدير، ويجب أن نظل متضامنين مع كُـلّ من يعاني، سواء في غزة أَو في أي مكان آخر في العالم، أن التعاطف مع المعاناة الإنسانية هو ما يعكس إنسانيتنا، وهو ما يجعلنا نتجاوز حدود الثقافة والعرق والدين لنقف جميعًا معًا في وجه الظلم.

إن العالم اليوم بحاجة ماسة إلى قيم التعاطف والإنسانية، ويجب أن نكون جزءًا من هذا التغيير، علينا أن ندرك أن الفرح الحقيقي لا يأتي إلا عندما نكون قادرين على مشاركة آلام الآخرين، وعندما نُظهر أننا نُقدّر الحياة ونُحترم معاناة الآخرين.

إن هذه القيم هي ما يجعلنا بشرًا، وهي ما يُعزز من وحدتنا كأمة واحدة، ويُسهم في بناء عالم أفضل للجميع، ولتعلم المملكة أنها قد سببت على نفسها ومن يقف خلفها بهذا الاستهزاء وسلطت عليها غضب الله وغضب الناس.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذه الفعالیات التعاطف مع أن نکون ی عانون الذین ی یجب أن التی ت الذی ی

إقرأ أيضاً:

السيد ذي يزن يتوج الفائز بجائزة مهرجان المسرح العربي مع إسدال الستار على الفعاليات

 

مسقط- العُمانية

رعى صاحبُ السُّمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب اليوم حفل ختام مهرجان المسرح العربي في دورته الـ15 الذي استضافته سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح والجمعية العُمانية للمسرح، واستمر 7 أيام بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.

وقد فاز العرضُ المسرحيُّ "البخارة" لفرقة أوبرا تونس (قطب المسرح) من الجمهورية التونسية بجائزة صاحبِ السُّمو الشيخ الدّكتور سُلطان بن محمد القاسمي لمهرجان المسرح العربي في دورته الـ15.وقال رفيق علي أحمد رئيس لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي في دورته الـ15 إن اللجنة رصدت ملامح جديدة في المهرجان منها وجود عشرة عروض مسرحية من أصل خمسة عشر لمخرجات ومخرجين شباب قدموا جميعاً رؤى جديدة وجماليات تنحو نحو توظيف التكنولوجيات الجديدة والرقمنة، إضافة إلى ستة عروض من أصل خمسة عشر عرضاً في المهرجان لست مبدعات عربيات ومن أجيال مختلفة، طرحت أعمالهن قضايا معاصرة تعيشها مجتمعاتنا وتلمست مكامن الأمل والألم.

وأضاف أن اللجنة عملت على مدار أيام المهرجان على مشاهدة عروض المسار الأول المشاركة في التنافس على جائزة صاحب السُّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وعقدت ثمانية اجتماعات ناقشت ودرست وحللت العروض بوجهة نظر نقدية وسعت لرصد الومضات الإبداعية بدقة وتفصيل.

وكرّم صاحبُ السُّمو السّيد وزير الثقافة والرياضة والشباب الفرقة الفائزة بجائزة صاحب السُّمو الشيخ الدّكتور سُلطان بن محمد القاسمي للمسرح العربي في دورته الخامسة عشرة، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، والجمعية العُمانية للمسرح.


 

كما كرم سعادة السّيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة رئيس اللجنة الرئيسة لمهرجان المسرح العربي في دورته الـ 15 الفرق المشاركة في المهرجان والفائزين في مسابقة البحث العلمي.


 

وأعلن سعادة إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح رئيس مجلس الأمناء عن استضافة جمهورية مصر العربية مهرجان المسرح العربي في دورته السادسة عشرة في يناير 2026م.وتضمن الحفل عرض فيلم مرئي استعرض حصاد مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة عشرة بدءًا من افتتاحه، مرورًا بالعروض المسرحية المشاركة، وفعالياته المختلفة إضافة إلى قصيدة شعرية ألقتها الشاعرة نورة بنت عبدالله البادية وفقرة للفنون الشعبية قدمتها فرقة المثايل للفنون الحماسية.


 

وهدف المهرجان إلى الإسهام في خدمة الثقافة العربية عامة والمسرح العربي خاصة وتنفيذ أهداف الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، وإيجاد مساحات لتطوير وتنمية الإبداع المسرحي العربي وفي ترويج المنتوج المسرحي العربي الجيد، وترسيخ الاحتفال باليوم العربي للمسرح (10 يناير) باعتباره تقليدًا مسرحيًّا عربيًّا سنويًّا، والإسهام في توسيع ودعم البحث العلمي المسرحي والتأليف المسرحي العربي الموجه للكبار والصغار.

وشهد المهرجان 15 عرضًا مسرحيًّا أقيمت على 3 مسارح مختلفة وهي مسرح قصر البستان ومسرح العرفان بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض ومسرح كلية الدراسات المصرفية.

وانقسمت العروض المسرحية المتنافسة في المهرجان إلى مسارين، تنافست في الأول على جائزة سُمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وهي: عرض "أسطورة شجرة اللبان" لفرقة مزون بسلطنة عُمان عن رواية موشكا لمحمد الشحري، اقتباس نعيم نور، إخراج يوسف البلوشي، وعرض "البخارة" لمسرح أوبرا تونس قطب المسرح بتونس من تأليف صادق الطرابلسي وإلياس الرابحي وإخراج صادق الطرابلسي، و"عرض الملجأ" لمسرح معمل 612 بالأردن ومن تأليف نجيب نصير وسوسن دروزة، وإخراج سوسن دروزة والحاكم مسعود، وعرض "المؤسسة" لمسرح الصواري بالبحرين عن نص أنطونيو باييخو، إعداد وإخراج عيسى الصنديد، وعرض "بين قلبين" لمسرح مشيرب للإنتاج الفني بقطر ومن تأليف طالب الدوس، وإخراج محمد يوسف الملا، وعرض "ريش" لمسرح شادن للرقص المعاصر بفلسطين، من تصميم وإخراج شادن أبو العسل.


 

كما تأهل عرض "سيرك" للفرقة الوطنية للتمثيل بالعراق، من تأليف وإخراج جواد الأسدي، وعرض "غصة عبور" لفرقة المسرح الكويتي بالكويت، من تأليف تغريد الداوود، وإخراج محمد الأنصاري، وعرض "كيف نسامحنا؟" لمسرح الشارقة الوطني بالإمارات، من تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج محمد العامري، وعرض "ماكبث المصنع" لفريق كلية طب أسنان جامعة القاهرة بمصر عن ماكبث شكسبير، وإعداد وإخراج محمود إبراهيم الحسيني، وعرض "هُمْ" لمسرح أنفاس بالمغرب ومن تأليف عبد الله زريقة وإخراج أسماء الهوري.

أما عروض المسار الثاني فهي عرض "ذاكرة صفراء" لفرقة نورس المسرحية بالسعودية من تأليف عباس الحايك، وإخراج حسن العلي، وعرض "عد عكسي" للمسرح القومي دمشق بسوريا من تأليف وإخراج موسيقي سامر الفقير، ومن تأليف ودمى وإخراج العرض هنادة الصباغ، وعرض "نساء لوركا" للفرقة الوطنية للتمثيل بالعراق عن نصوص للوركا من تأليف وإخراج عواطف نعيم، وعرض "هاجّة (بوابة 52)" لمسرح الناس بتونس من تأليف دينا مناصرية وإخراج دليلة مفتاحي.

وترأس لجنة تحكيم مهرجان المسرح العربي في نسخته الخامسة عشرة رفيق علي أحمد من لبنان، وعضوية الدكتور تامر العربيد من سوريا، والدكتور سامي الجمعان من السعودية، والدكتور عبد الكريم بن علي جواد من سلطنة عُمان، ولخضر منصوري من الجزائر.

مقالات مشابهة

  • «بني آدم» تعيد أحمد حلمي إلى خشبة مسرح موسم الرياض | صورة
  • أحلام في موسم الرياض 2025.. (تفاصيل الحفل بالكامل)
  • موسم الرياض يحقق حلم العالمي أنتوني هوبكنز
  • أنتوني هوبكنز يحقّق حلماً طال انتظاره في الرياض
  • محافظ المنيا: تكثيف الفعاليات والأنشطة يسهم في تنمية الوعي المجتمعي
  • أنتوني هوبكنز يضيء "موسم الرياض" بحفل موسيقي حيّ
  • الحياة حلم.. تركي آل الشيخ يشوق جمهور موسم الرياض لحفل أنتوني هوبكنز
  • السيد ذي يزن يتوج الفائز بجائزة مهرجان المسرح العربي مع إسدال الستار على الفعاليات
  • GRAMMY 2025| تأثر الفعاليات بحرائق لوس أنجلوس.. وبيان الإدارة بشأن إلغاء الحفل
  • 4 كؤوس في الأسبوع الرابع عشر من موسم سباقات الرياض