يمانيون:
2025-03-25@13:05:48 GMT

البحرية الأمريكية: خسائر بالجملة وإقرار بالتجزئة

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

البحرية الأمريكية: خسائر بالجملة وإقرار بالتجزئة

يمانيون – متابعات
بين الإنكار الكلي والاعتراف المجزأ، تُدير الإدارة الأمريكية معركة البحار إعلاميًا مع القوات المسلحة في اليمن، وهي معركة تتصاعد مجرياتها بشكل دراماتيكي مثير، لكن المؤكد على الأقل من التسريبات والتصريحات المتكررة لضباط البحرية الأمريكية أن ما تواجهه البحرية الأمريكية أكبر بكثير من مجرد اشتباك ناري لحظي.

فالمعركة، وفق تقييم المهتمين الأمريكيين أنفسهم، تكشف بشكل فاضح عن نقاط ضعف القوة الأمريكية التي لطالما اعتد وتباهى بها الرؤساء والقادة الأمريكيون باعتبارها وسيلة لتنفيذ الدبلوماسية الأمريكية وفرضها في العالم.

العقيدة البحرية الأمريكية ذاتها قائمة على أن “الدبلوماسية البحرية هي تطبيق القدرات البحرية في السعي لتحقيق الأهداف الوطنية أثناء التعاون والمنافسة تحت الصراع”.

ويعتبرها القادة الأمريكيون المؤسسون الأوائل جوهر العلاقات الدولية ودرة تاج القوة الأمريكية. ولعل أوضح ما يبين هذا الجانب، هو التصريح الشهير لعميد الدبلوماسية الأمريكية، الدبلوماسي المخضرم “هنري كسنجر”، بوصفه الحاملة أنها تعادل مئة ألف طن من الدبلوماسية.

تجليات الموقف اليمني
لا مكان للخوف في العقل اليمني الذي يدير هذه المعركة ويخوضها بشجاعة لا مثيل لها, هذه الجرأة تنطلق من دوافع إيمانية ترتقي بالمعركة إلى مستواها الحضاري وبأبعاد وجودية، من واقع أن نتائج هذه المعركة حاسمة في تحديد تموضع الأمة عمومًا, فضلاً عن ثمار استعادة أدنى حقوقها الإنسانية ولوازم وجودها الحضاري المحترم، والتي يستحيل تحقيقها بغير وسائل القوة وأدوات بسط النفوذ. ولعل في مخرجات قمة “المطالبات” الموصوفة هزلاً بـ “الاستثنائية” ما يؤكد هذه الحقيقة ويدحض ما سواها من السبل والوسائل والأدوات والطرق والأساليب والمناهج المجترحة والمجربة – معنا نحن العرب- على مدار عقود من الزمن، ومع سوانا من الأمم والشعوب التي عاشت تجارب مماثلة ولم يتحقق لها التحرر ويتأتى لها الاستقلال إلا بالقوة.

يدرك الأمريكي هذه التداعيات الاستراتيجية للمواجهات الجارية، ويحاول جاهداً أن يخفيها أو يحد من تأثيراتها، على الأقل في اللحظة الراهنة، لذا يلجأ لتقسيط المعلومة وتجزئة الإقرار، وتسريبها على فترات زمنية وعبر قنوات غير رسمية وتوزيعها على ألسنة المتحدثين غير ناطق البنتاغون.

الخوف في أروقة البنتاغون
في مطلع شهر مايو العام المنصرم، بدأت الاشتباكات اليمنية مع “أيزنهاور”، وإلى هذا اليوم لم تتوقف الأحاديث والتصريحات واللقاءات التي تملأ الأوساط الإعلامية الأمريكية عن تحديث تداعيات هذه العملية وتجديد ما يمكن اعتباره أسرار الاشتباك الموصوف أمريكياً أيضًا بغير المسبوق في تاريخ البحرية الأمريكية.

التقارير الأخيرة، بما في ذلك تلك التي أوردتها “أكسيوس”، على لسان وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون المشتريات والاستدامة بيل لابلانت، الذي تحدث في ندوة علمية باعتباره فيزيائيًا ومتخصصًا في مجال الصواريخ وقضى معظم حياته في هذا المجال، تحدث صراحة عن ما شاهده يؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية أسلحة متطورة وبشكل متزايد، بما في ذلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز.

يعبر المسؤول الأمريكي الرفيع عن دهشته من تنامي هذه القدرات وعلى نحو أثار إعجابه وذهوله في آن واحد، ويضيف أن تراكم القدرة والخبرة التي ظهرت في عمليات اليمن الصاروخية تدفعه لشعوره بالخوف: “أصبحوا مخيفين”، ويعود ليجدد دهشته مما شاهده من أعمال قام بها اليمنيون في الأشهر الستة الماضية بوصفها أنها “مذهلة حتى بالنسبة لخبراء الدفاع”.

لعل في حديث “بالانت” الذي جاء بعد يوم من عملية استهداف الحاملة “لينكولن” في العربي ومدمرتين في الأحمر ما ينبئ بخسائر غير عادية لحقت بالقطع البحرية الأمريكية المستهدفة، بالنظر إلى طريقة تجزئة الاعتراف المعتمد من قبل واشنطن في نشر نتائج هذه العمليات تمامًا كما حصل مع “أيزنهاور” و”روزفلت” وغيرهما.

بينما تواصل الولايات المتحدة تقديم روايات تتعلق بنجاحها في الدفاع والتصدي للهجمات اليمنية، فإن التقارير تشير إلى صعوبة التعامل مع القدرات المتنامية لليمنيين.

تقرير معهد البحرية الأمريكية يعكس هذه الحقيقة، حيث يذهب كاتب التقرير إلى أن اليمنيين، بعملياتهم البحرية المتكررة، يكشفون عن نقاط ضعف خطيرة في الأسطول الأمريكي، ويصف التقرير عمليات اليمن بأنها مزعزعة لمكانة القوة البحرية الأمريكية في المنطقة، ويتساءل عن جدوى العمليات البحرية الأمريكية، وكيف حولها اليمنيون إلى مجرد قطع قد تعجز حتى عن الدفاع عن نفسها فضلاً عن حماية ما يسميه الأمريكي “الملاحة الدولية”.

ولا يستبعد أن تنتهي هذه المواجهات بفرض اليمنيين شروطهم (مع استمرار هذا الاتجاه في تنامي القدرات العسكرية اليمنية، قد يؤدي ذلك إلى تغييرات جذرية في المعادلات العسكرية في المنطقة، وقد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة للتكيف مع شروط اليمنيين).

الإهانة الكبيرة جدا

بعد عملية “أبراهام لينكولن”، علق أحد المهتمين الصينيين “مختص بالشأن العسكري” في حديث مطول عن العملية بالقول:

“اليمنيون فيما مضى كانوا قد اشتبكوا مع حاملة الطائرات الأمريكية، بعد الهجوم الذي تعرضت له حاملة الطائرات “أيزنهاور”، ما أدى في الأخير لهروبها في يونيو الماضي، يبدو أنهم الآن يستهدفون حاملة الطائرات “لينكولن”. لكن هذه المرة: “الأضرار ليست كبيرة لكن الإهانة كبيرة جدًا؟” (عبارة مشهورة في الصين).

يضيف: “عندما رأيت هذا الخبر، اعتقدت في البداية أن إحدى وسائل الإعلام أعادت نشر أخبار يونيو من العام الماضي، ولكن اتضح أنه صحيح. في 12 نوفمبر، شن المسلحون اليمنيون هجمات باستخدام صواريخ كروز وطائرات مسيرة وصواريخ بحرية باليستية على حاملة الطائرات “لينكولن” الواقعة في بحر العرب، كما استهدفت اثنتان من المدمرات الأمريكية في البحر الأحمر باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة, واستمرت العمليتان لمدة ثماني ساعات”.

يكمل الخبير الصيني: “لماذا أقول إن “الأضرار ليست كبيرة لكن الإهانة كبيرة جدًا؟” أولاً، اليمنيون يستهدفون المدمرات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، بينما يهاجمون حاملة الطائرات بصواريخ كروز وطائرات مسيرة فقط، ولم يستخدموا الصواريخ فرط الصوتية من أولئك التي لديهم أكثر من 100 رأس حربي عابر.

ويُجيب: يبدو أن حاملة الطائرات “لينكولن” لا تتمتع بنفس المعاملة التي تحظى بها المدمرات، أليس ذلك استحقارًا لحاملة الطائرات؟ ثانياً، بالنسبة للسفن الموجودة على البحر الأحمر، فمتعارف أن “الحوثيين” يهاجمونها باستمرار، فلماذا وقد اختبأنا بعيدًا في البحر العربي تتابع الهجمات علينا بينما نحن بعيدون عنك عدة مئات من الأميال؟ منذ الهجوم على حاملة الطائرات “أيدودو” (وهو اسم الدلال الذي يطلقه الصينيون على “أيزنهاور”) مرتين في ثلاثة أيام في يونيو، لم تدخل حاملة الطائرات الأمريكية حتى البحر الأحمر، بل اختبأت بعيدًا في بحر العرب. “هذا يعد تنمرًا صارخًا، عاد به عقل وإلا لا؟” (بيتمسخر الخبير الصيني بلسان الأمريكيين).

ثم يكمل حديثه “وبالطبع، تظل ردود فعل القوات الأمريكية كالمعتاد في إنكار تعرض حاملاتهم للهجوم، ويقولون “لم يحدث شيء”. لا أستطيع تفويت ذكر الهجوم السابق على “أيدودو”. في ذلك الوقت أصابت الصواريخ اليمنية منطقة قريبة من الحاملة مسافة 200 متر. كثيرون اعتقدوا أن الهجوم لم يكن مؤثرًا لأنه لم يصب مباشرة، لكن في الواقع، الإصابة على بعد 200 متر كانت أكثر رعبًا. تخيل، طول حاملة الطائرات الأمريكية يبلغ أكثر من 300 متر، لذا فإن الإصابة على بعد 200 متر تعني أن القذيفة مرت قريبًا جدًا، كما لو أن رصاصة مباشرة مرت من أمام حواجب شخص، إصابة شخص بشكل مباشر سهلة جدًا، لكن من الصعب أن تحاول جعل الرصاصة تمر من أمام حاجب الشخص! هذا هو “التحكم المرن”، هذا هو فن الحرب. مما يجعل حاملة الطائرات الأمريكية تحاول الهرب حتى وإن كانت في حالة فوضى، والنقطة المهمة، هي أن حاملة الطائرات نفسها بدون سابق إنذار لم تستطع اعتراض ذلك الهجوم.
——————————————————
موقع أنصار الله . تقرير | يحيى الشامي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حاملة الطائرات الأمریکیة البحریة الأمریکیة وطائرات مسیرة

إقرأ أيضاً:

حاملات الطائرات رسالة تحذير أمريكية لإيران

رصدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة من خلال "حاملات الطائرات" التي أبحرت إلى المنطقة خلال الفترة الماضية، معتبرة أنها رسالة إلى طهران، كما أوضحت أن تلك الحاملات قد تغير ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط.

وذكرت "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتوسيع دور حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في الشرق الأوسط في ظل العمليات ضد الحوثيين "المدعومين من إيران"، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات الثانية "يو إس إس كارل فينسون" قد تصل إلى المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وترافق  الحاملتين العديد من السفن كجزء من مجموعات حاملات الطائرات الضاربة.
وقالت في تحليل تحت عنوان "حاملات الطائرات الأمريكية قد تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط"، إن تلك التحركات ستعزز الوجود الأمريكي في المنطقة، مما يوفر للبنتاغون مزيداً من الطائرات والقوة النارية، موضحة أنه على الرغم من أن هذا التركيز على القوة النارية جديد، إلا أنه ليس فريداً. 

رداً على رسالة #ترامب..#إيران: لا يمكن العودة إلى اتفاق 2015 النووي
https://t.co/RlwvcnIj0p

— 24.ae (@20fourMedia) March 23, 2025

 

 


الحفاظ على وجود حاملتي طائرات

وأضافت الصحيفة، أنه كان لدى الولايات المتحدة حاملتا طائرات بالمنطقة في الماضي، وعادة ما تكون هناك واحدة لدعم القيادة المركزية الأمريكية، وأحياناً كانت تعبر حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة، فعلى سببيل المثال بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أبقت واشنطن حاملة الطائرات الأمريكية، جيرالد فورد، وعدة سفن في شرق البحر الأبيض المتوسط لردع تنظيم "حزب الله" اللبناني أو إيران.
وبقيت حاملة الطائرات فورد في المنطقة حتى أوائل يناير (كانون الثاني) 2024، حين عادت إلى الولايات المتحدة، ورافقتها حاملتا الطائرات الأمريكية، ميسا فيردي وكارتر هول، إلى جانب حاملة الطائرات الأمريكية "باتان"، وضمت هذه السفن الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين، وكانت في الخارج لمدة ثمانية أشهر.


ردع الحوثيين

وكانت حاملة الطائرات الأمريكية دوايت أيزنهاور موجودة أيضاً في المنطقة، ودعمت العمليات المصممة لتأمين البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، وبحسب الصحيفة، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور ومجموعة حاملات الطائرات الضاربة التابعة لها منطقة مسؤولية القيادة المركزية في يونيو (حزيران) 2024، وبقيت لفترة وجيزة في منطقة مسؤولية القيادة الأمريكية الأوروبية، ثم عادت إلى الولايات المتحدة، بعد أن تم نشرها لمدة سبعة أشهر.
وصرح البنتاغون آنذاك أن حاملة الطائرات أيزنهاور "حمت السفن العابرة للبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأنقذت بحارة أبرياء من هجمات الحوثيين غير القانونية المدعومة من إيران، وساعدت في ردع أي عدوان آخر"، ثم اتخذت حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" مقراً لها في القيادة المركزية لدعم العمليات في البحر الأحمر والمنطقة.
وفي أغسطس (آب)، وصلت حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" إلى المنطقة، وعلى متنها طائرات إف-35 وطائرات "إف-إيه/18 سوبر هورنت"، وخلال هذه الفترة، اعترضت أمريكا عدداً من الصواريخ الإيرانية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024.
وبحسب الصحيفة، في ذلك الوقت، كانت لدى الولايات المتحدة 3 مدمرات صواريخ موجهة في شرق البحر الأبيض المتوسط، شملت "يو إس إس بولكلي"، و"يو إس إس أرلي بيرك"، و"يو إس إس كول".
ونُشرت أيضاً 4 مدمرات كجزء من عملية "حارس الازدهار" لحماية البحر الأحمر، وهي: يو إس إس مايكل مورفي، ويو إس إس فرانك إي. بيترسن جونيور، ويو إس إس سبروانس، ويو إس إس ستوكديل، وكانت يو إس إس إنديانابوليس موجودة أيضاً في منطقة مضيق باب المندب في أكتوبر (تشرين الأول) 2024.

 

محاولات #ترامب لحل النزاعات العالمية تصطدم بالواقعhttps://t.co/J1F4jlPcDC pic.twitter.com/ITpmB11lnS

— 24.ae (@20fourMedia) March 22, 2025

 


رسالة إلى إيران

وتقول جيروزاليم بوست، إن إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة بمثابة رسالة إلى إيران، وقد أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى طهران مؤخراً يعرض فيها إجراء محادثات، ومع ذلك، إذا لم تجلس إيران على طاولة المفاوضات، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى وسائل أخرى لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم أو تحويل مخزونها من اليورانيوم إلى أسلحة، وتابعت الصحيفة: "في الوقت نفسه، تشارك إسرائيل في عمليات في غزة، وتقصف الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن، لذا، فإن حاملات الطائرات ضرورية لمواصلة بعض هذه العمليات".
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة إن "الخلاصة، هي أن القوة النارية الأمريكية في المنطقة وفيرة، وقد يصل المزيد منها".

مقالات مشابهة

  • "متحدث الحوثيين" يعلن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" بصواريخ فرط صوت
  • الاشتباك المتكرر مع حاملة الطائرات و 3 اهداف قاتلة
  • الحوثيون: استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان ومطار بن غوريون الإسرائيلي بصواريخ باليستية
  • حاملة الطائرات فينسون ..تدوير للفشل و انتحار أمريكي جديد
  • اليمن يرفع وتيرة التصعيد.. حصار جوي على كيان العدو
  • "أنصار الله" تعلن استهداف مطار بن غوريون والاشتباك مع حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"
  • الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون وحاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان / فيديو
  • "أنصار الله" تعلن استهداف مطار بن غوريون والاشتباك مع حاملة الطائرات الأمريكية ترومان.. عاجل
  • حاملات الطائرات رسالة تحذير أمريكية لإيران
  • المجلس الأطلسي: النجاح اليمني كشف ضعفًا استراتيجيًا في البحرية الأمريكية