الكيانُ الصهيوني التلميذُ البريطاني النجيب
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
الجرائمُ التي يرتكبُها الكيانُ الصهيوني في غزةَ ولبنانَ لا يمكنُ للعقل أن يصدِّقَها أَو أن يتوقَّعَ الإنسانُ أن مثل تلك الجرائم يمكن أن تُرتكَبَ في القرن الحادي والعشرين، وكانت أُستاذة الكيان الصهيوني بريطانيا قد ارتكبت نفس الجرائم في حق الفلسطينيين في النصف الأول من القرن الماضي، ومن يعُدْ إلى التاريخ ويطلع على ما ارتكبته بريطانيا من جرائم أثناء احتلالها لفلسطين تمهيدًا لتسليمها للصهاينة يكتشفْ التشابُهَ الكبيرَ بين ما يرتكبه الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وما ارتكبته بريطانيا في فلسطين في الماضي.
فعندما أصدرت بريطانيا وعد بلفور المشؤوم عام 1917م والذي قضى بمنح اليهود الصهاينة أرض فلسطين لم تكن قد استكملت سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية، وبعد أن استكملت سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية بدأت بتهيئة الظروف لاستقبال الهجرات اليهودية تنفيذًا لوعد بلفور، خَاصَّة وأن أعداد اليهود في فلسطين عام 1918م لم تتجاوز بضعة آلاف يهودي فقط، فبدأت بالتركيز على الأراضي التي رأت توطين اليهود فيها وعملت على مضايقة العرب الفلسطينيين؛ لإخراجهم منها، مستخدمةً في ذلك كُـلّ الوسائل الممكنة المشروعة وغير المشروعة؛ لإرغامهم على ترك مساكنهم وأراضيهم وتسهيل استيلاء الصهاينة عليها دون تدخل من القوى العربية أَو الأجنبية.
وما حدث في يافا خلال ثلاثينيات القرن الماضي مثالٌ صارخٌ على الإجرام البريطاني في حق الشعوب الأُخرى بشكل عام وفي حق الفلسطينيين بشكل خاص ودرس كبير تعلم منه الصهاينة التعامل مع الآخرين، وعندما نشاهد الخراب الحادث في غزة على يد الصهاينة نجد نفس الصورة حدثت في يافا؛ فقد كانت يافا مدينة فلسطينية تاريخية وكل زاوية فيها وكل مَعْلَمٍ يؤكّـد هذه الحقيقة.
ونظرًا لأَنَّ بريطانيا كانت تخطط أن تكون يافا عاصمة للكيان الصهيوني المزمع إنشاؤه مستقبلًا؛ فقد عملت على تدمير المدينة بشكل كامل، حَيثُ قامت بتدمير المنازل والمساجد والكنائس والأسواق والمعالم الأثرية وكل ما يدل على وجود فلسطيني في المدينة، وبنفس الطريقة التي تنفَّذُ حَـاليًّا في غزة من خلال إصدار إنذارات للسكان لتفريغ المنازل والأحياء ثم تأتي الطائرات البريطانية وتقصف الحي حتى استكملت تدمير كافة الأحياء.
الفارق بين الأمس واليوم أن السكان بالأمس كانوا يغادرون مدنهم على أمل العودة في المستقبل، واليوم يرفض السكان مغادرة مدنهم، وبعد ذلك بنى الصهاينة مدينة جديدة باسم جديد ومعالم جديدة على أنقاض المدينة القديمة، وهذا ما يرغب الصهاينة القيام به اليوم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء البريطاني يشكر ترامب على جهود السلام بشأن أوكرانيا
وجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الخميس الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إحياء إمكانية التوصل للسلام في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، خلال مؤتمر صحفي مع ترامب في البيت الأبيض إن أي اتفاق سلام في أوكرانيا يجب أن يكون مستداما ومستقرا.
وأشار ستارمر، إلى أنه سيناقش مع ترامب كيفية التأكد من التزام روسيا باتفاق السلام المحتمل، لافتا إلى أن قسم كبير من الدعم الأوروبي لأوكرانيا منح لن تستعيدها القارة العجوز.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيوقع مع نظيره الأوكراني فلودومير زيلينسكي اتفاقية المعادن، وسخر ترامب من وصفه زيلينسكي بالديكتاتور متسائلا : "هل أنا قلت ذلك؟"، وأكد أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأوضح ترامب، خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه سيسعى بالتأكيد إلى إعادة أكبر قدر من الأراضي لأوكرانيا.