هزيمـة أمريكا في البحار وخسارتُها أمام اليمن
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
فاطمـة الــراشدي
على مر كُـلّ السنوات الماضية، كانت أمريكا وما زالت تسعى للسيطرة على اليمن نظرًا؛ لأهميّة موقعها الاستراتيجي التي تتمتع به، وامتلاكها لباب المندب الذي يعد من أهم الممرات البحرية في العالم.
زجت أمريكا العديد من الدول العربية، لخوض حرب مع اليمن لتحقيق مصالحها وأهدافها، بينما هي تقف في الخلف دون التدخل المباشر، مكتفية بعملائها من دول الخليج لتنفيذ ما تريد من خطط لإخضاع اليمن، والهيمنة عليها بالكامل.
وفي العام 2015م قامت بشن عدوان عدائي على اليمن، بقيادة السعوديّة ودول الخليج، كان الغرض منه السيطرة على كُـلّ موانئ ومواقع اليمن المهمة كمواقع النفط والغاز وغيرها، لكنها فشلت، وباءت كُـلّ خططها ومؤامراتها بالفشل المحتوم، فقد لاقت في اليمن ما لاقت من مقاومة شرسة ترفض الذل والخنوع، طوال سنوات العدوان وفرض الحصار الشديد عليها.
وما زالت أمريكا تسعى إلى اليوم، للوصول إلى اليمن والتحكم بها قيادة ودولة وشعباً، وقد أنفقت عشرات المليارات وقدمت الكثير في سبيل الظفر بها والسيطرة عليها بالكامل.
وُصُـولًا إلى يومنا هذا وبعد عام على بدء عملية (طُـوفَان الأقصى)، والتي من خلالها أعلنت اليمن حظر كُـلّ موانئها وممراتها على السفن الإسرائيلية والأمريكية، ومنع أبحارها فيها بدايةً من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، امتداداً ووُصُـولًا إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر العربي.
فرضت اليمن حصاراً خانقاً على سفن العدوّ الصهيوني والسفن الأمريكية، وكلّ سفينة متجاوزة لقرار الحظر متجهة إلى الأراضي المحتلّة من أي بلد كانت، فلا تمر سفينة متجاوزه لقرار الحظر إلا وتم قصفها وإغراقها حالًا، وإن لم تغرق أصبحت بلا فائدة وأضرارها كبيرة.
وعلى صدد هذا الحظر والحصار من قبل اليمن في البحر الأحمر وغيره، قامت أمريكا بتشكيل تحالف الغرض منه الردع لليمن لوقف حظرها في البحر وفك حصار السفن بزعمها، لكنها لاقت الرفض من قبل الكثير من الدول، التي تخاف على مصالحها من أن تطالها الصواريخ اليمنية، والتي باتت تشكل رعباً وقوة عظيمة، ولم يرض بتأييد القرار الأمريكي بالحرب على اليمن سواء بريطانيا، التي تحالفت مع أمريكا، وقامت بشن عدوان على اليمن، مستهدفة عدة مناطق في المحافظات اليمنية، ظنًا منهم أنهم بهذا العدوان، سيجعلون من اليمن تتراجع وتوقف ضرباتها على السفن الداعمة للكيان المحتلّ.
ورغم العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وتهديداتهم، لم تتوقف اليمن عن عملياتها في البحار ولم تتراجع، بل زادت وتوسعت نصرة لفلسطين وردًا على القصف العدائي لليمن.
حاولت أمريكا بشتى الوسائل العبور من البحر الأحمر، دون التعرض للقصف من قبل القوات المسلحة اليمنية، وقد أرسلت العديد من المدمّـرات الأمريكية والحاملات لحماية سفنها، ولكنها كلها تعرضت للقصف بالصواريخ والمسيّرات اليمنية، وكان آخرها إرسال مدمّـرة “إبراهام” التي قصفتها القوات المسلحة في البحر العربي، الثلاثاء الماضي؛ والتي كانت تُحظر وتعد لشن عدوان على اليمن، بالتزامن مع قصف مدمّـرتين في البحر الأحمر، بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
أخيرًا من خلال كُـلّ هذه الأحداث، يتضح لنا فشل وهزيمة أمريكا، بفرض هيمنتها على اليمن والسيطرة عليها، وعدم قدرتها على حماية سفنها من الصواريخ اليمنية، وتلقيها العديد من الهزائم في البحر الأحمر، فقد نكلت اليمن بها وبسفنها منذ فرضها الحصار على السفن الداعمة لـ “إسرائيل”.
خسرت أمريكا الكثير من السفن والمدمّـرات في سبيل المرور من مضيق باب المندب إلى الأراضي المحتلّة، خابت وفشلت وتلقت هزائم نكراء، واتّضح لنا بأنها ليست سوى “قشـة” كما وصفها السيد القائد.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر على الیمن فی البحر
إقرأ أيضاً:
تحقيق لمجلة الإيكونوميست: تكاليف هجمات البحر الأحمر بلغت حوالي 200 مليار دولار في عام 2024
الثورة نت/..
أجرت مجلة الإيكونوميست تحقيقا يكشف التراجع في عدد السفن المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر وازدياد عدد السفن الصينية.
وأوضح التحقيق أن الشركات الأمريكية والبريطانية تواجه أقساط تأمين تصل إلى 2٪ من قيمة السفينة وأن تكاليف هجمات البحر الأحمر بلغت حوالي 200 مليار دولار في عام 2024. مؤكدا انخفاض أحجام الشحن من باب المندب إلى الثلثين وتم تغيير الجنسية النهائية للسفن.
وأكد تحقيق مجلة الإيكونوميست أن “الحوثيين” متطورون بشكل مدهش ويستكشفون تكنولوجيا الأسلحة الجديدة، لافتا إلى أن بعض الدول العربية أبقت قواتها البحرية بعيدة عن مواجهة “الحوثيين” لتجنب الظهور بمظهر الداعم لإسرائيل.
وذكرت شركة التأمين السويدية لمجلة الإيكونوميست أن أسعار التأمين في البحر الأحمر ارتفعت بمقدار 20 ضعفا.
أما المعهد الأسترالي المعهد الأسترالي للشؤون الدولية فذكر أن “الحوثيين” يواصلون مضايقة “إسرائيل” في البحر الأحمر ولم يوقفهم شيء مما “جمعه العالم” ضدهم حتى الآن.
من جهتها أكدت وكالة “رويترز” تراجع أسعار النفط عند التسوية يوم الخميس وسط توقعات بتوقف هجمات ” الحوثيين” على السفن في البحر الأحمر، حيث ذكر مسؤول في شركة أجين كابيتال في نيويورك جون كيلدوف لرويترز ان “التطور على جبهة “الحوثيين” ووقف إطلاق النار في غزة يساعدان المنطقة على البقاء أكثر هدوء وهو ما يخفض بعض العلاوة الأمنية على أسعار النفط. مضيفا أن المستثمرين سيظلون حذرين بعد تصريح “عبدالملك الحوثي” أنهم سيراقبون التطورات في الأيام المتبقية قبل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وسيواصلون هجماتهم إذا استمرت الضربات الإسرائيلية.