واصل البابا مسيرته فى تطوير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتحقيق المزيد من الإنجازات التى تسجل فى تاريخ البطريرك الـ118، ففى 2019 افتتح المكتبة البابوية المركزية بمركز لوجوس البابوى فى إطار السعى إلى توفير مساحة أكاديمية رائدة، تهيِّئ بيئة علمية تراثية للدراسة والبحث لكل المهتمين بالقبطيات فى مصر والعالم.

وفى هذا العام أولى البابا والمجمع المقدس اهتماماً واسعاً بالمجتمع والأقباط، حيث أوصى بإنشاء صندوق لرعاية الإيبارشيات ذات الاحتياج بحيث تشارك فيه كل الإيبارشيات بشكل اختيارى، ووجود دار لكبار السن فى جميع الإيبارشيات وعمل اجتماع أسبوعى لهم بجميع الكنائس، وتطبيق برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة، والاهتمام بأبناء الكنيسة من المتفوقين والموهوبين فى جميع المجالات، للعمل على إنشاء بنك المعرفة الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتضمن كافة العلوم الكنسية بجميع فروعها.

قرارات متوازنة داخل المجمع المقدس حول تغيير موعد الاحتفال بعيد الميلاد فى المهجر

وتصاعد داخل الكنيسة الشقاق حول التعليم الكنسى والاتهامات بوجود تعليم غير أرثوذكسى كما شهد صراعاً على تغيير موعد الاحتفال بعيد الميلاد فى كنائس المهجر بدلاً من 7 يناير ليكون 25 ديسمبر، وقرر المجمع المقدس حلاً لتلك الخلافات التوصية بتشكيل لجنة لوضع دستور إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتشكيل لجنة فرعية جديدة للمراجعة الإيمانية تكون مسئولة عن مراجعة أى تعليم خاطئ ينشر سواء على الميديا أو على المنابر، وفى حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته، ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا، وتم بناء على ذلك استثناء فى إيبارشية لوس أنجلوس أثار عاصفة كبيرة من الاعتراضات.

كما قام البابا بتدشين 16 كنيسة خلال عام 2019 منها 7 فى مصر، 6 فى ألمانيا، 1 سويسرا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: العيد الـ12 لتجليس البابا تواضروس عطية الله

إقرأ أيضاً:

سر الاعتراف والتوبة في الكنيسة القبطية: طريق المصالحة مع الله

 

 

سر الاعتراف والتوبة هو أحد أسرار الكنيسة السبعة، ويُعد من أهم الوسائل الروحية التي تمنح المؤمنين فرصة للتوبة والمصالحة مع الله. يمثل هذا السر دعوة مستمرة لمراجعة الذات، والاعتراف بالخطايا أمام الله من خلال الكاهن، وطلب الغفران لتجديد العلاقة الروحية مع الله ومع الآخرين.

ترصد الفجر مفهوم سر الاعتراف والتوبة من جانب الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية: 

وفقا للعقيدة الارثوذكسية، يُعدّ سر الاعتراف من الوسائل الروحية المهمة لتجديد العلاقة بين الإنسان والله. يعكس هذا السر التوبة والندم على الخطايا والاعتراف بها أمام الكاهن، الذي يمثّل دور الأب الروحي. يتميز سر الاعتراف في الكنيسة الأرثوذكسية بعدة عناصر رئيسية:

اولا المفهوم الروحي:

 سر الاعتراف هو لقاء بين التائب والله من خلال الكاهن. الكاهن لا يحكم على التائب، بل يرشده ويمنحه الغفران باسم المسيح، ثانيا  أهمية التوبة: التوبة هي الأساس في هذا السر. يجب أن يكون التائب نادمًا بصدق على خطاياه ومصممًا على تغيير حياته للأفضل، ثالثا دور الكاهن:الكاهن هو الوسيط الروحي في السر، يستمع إلى الاعترافات، ويقدم الإرشاد الروحي، ثم يمنح التائب الحلّ (الغفران) باسم المسيح.

وتتمثل خطوات الاعتراف:

 فى التحضير الشخصى حيث يبدأ التائب بالصلاة والتفكير العميق في خطاياه، وطلب معونة الله للتوبة، ويقوم التائب بذكر خطاياه بصراحة ووضوح، ويقدم الكاهن إرشادات روحية، ثم يمنح الغفران باسم الثالوث القدوس، تعزيز العلاقة مع الله، الاعتراف في الكنيسة الأرثوذكسية يتمتع بسرية مطلقة. لا يحق للكاهن بأي حال من الأحوال الكشف أي تفاصيل من الاعتراف، سر الاعتراف يُعتبر وسيلة مهمة للتوبة والنمو الروحي، وهو فرصة للتجديد المستمر في الحياة المسيحية.

في الكنيسة الأرثوذكسية، لا يوجد مكان محدد أو ثابت يشبه "غرفة الاعتراف" كما هو الحال في الكنيسة الكاثوليكية. بدلًا من ذلك، يتم الاعتراف عادة في أماكن بسيطة داخل الكنيسة أو في إحدى قاعاتها أو غرفة صغيرة أو المكتب الخاص بالكاهن  متوفر به كرسيين بسيطين أحدهما للكاهن والآخر للشخص الذي يعترف، حيث يتوفر جو من الهدوء والخصوصية. يتم التركيز على الجانب الروحي أكثر من الشكل التنظيمي، الهدف هو توفير الخصوصية للتائب والكاهن بعيدًا عن أعين أو آذان الآخرين، وفي بعض الأحيان، يجري الاعتراف بالقرب من الهيكل المقدس أو أمام أيقونة السيد المسيح، للتأكيد على أن الاعتراف موجّه لله وليس للكاهن، يقوم الكاهن فى البداية بصلاة تمهدية، وفى الانتهاء يضع الكاهن يده على راس المعترف لصلاة الحل وغفران الخطايا.

تسعى الكنيسة دائمًا لتوفير الراحة والخصوصية حتى يشعر التائب بحرية وأمان أثناء الاعتراف، إذا لم يكن داخل الكنيسة مكان مناسب، يمكن أن يتم الاعتراف في مكان آخر يختاره الأب الكاهن مع التائب، شريطة الحفاظ على قدسية السر وسريته.

وفقا للعقيدة الكاثوليكية: 

سر الاعتراف، الذي يُطلق عليه أيضًا سر المصالحة، هو طقس ديني يجسد رحمة الله اللامتناهية تجاه الخطاة، منح السيد المسيح سلطته للكنيسة من خلال الرسل ليغفروا الخطايا باسمه، كما جاء في إنجيل يوحنا (20: 23): "من غفرتم خطاياهم تُغفر لهم، ومن أمسكتموها عليهم أُمسكت." والهدف الروحي منها هو تجديد علاقة المؤمن بالله.

تتم خطوات الاعتراف اولا:

بفحص الضمير وهى مراجعة النفس وتحديد الخطايا التي ارتُكبت،ثانيا الندم الحقيقي، وهو  الإحساس بالحزن على الخطايا والرغبة الصادقة في التغيير،ثالثا الاعتراف بالخطيئة، التوجه إلى الكاهن والإقرار بالخطايا، بداخل المكان المخصص للاعتراف ويكون عادة فى منتصف القداس يتواجه الكاهن إلى  كرسي الاعتراف وهو مكان مخصص داخل الكنيسة ويكون عادا فى اخر جزء فى الكنيسة خلف المقاعد حيث يُمارَس سر الاعتراف، يتكوّن عادةً من قسمين أو ثلاثة، مكان للكاهن: يجلس في الجزء الأوسط ولم يرى المعترف يسمعه فقط،  مكان للمُعتَرِف: يجلس أو يركع في أحد الجانبين، ويُفصل بينه وبين الكاهن حاجز أو ستارة للحفاظ على السرية، فيتيح هذا التصميم سرية كاملة وراحة نفسية للمُعتَرِف أثناء تقديم اعترافه، واخبرا  الغفران: ينطق الكاهن بصيغة الحل التي تعلن مغفرة الخطايا باسم المسيح.

لماذا يُستخدم كرسي الاعتراف؟

كرسي الاعتراف يُمثل "عرش الرحمة الإلهية"، حيث يقدم الله غفرانه من خلال الكاهن، تصميمه يُشجع المُعتَرِف على التوجه إلى الله دون خوف، مع التركيز على النعمة والشفاء الروحي.

اولا للسرية التامة: يضمن الخصوصية للمُعتَرِف ويمنع التعرف عليه.

 الراحة النفسية: يساعد على إزالة الخجل والرهبة، خاصة إذا كان المُعتَرِف يشعر بصعوبة في التحدث عن خطاياه.

الطقس الرسمي: يعكس قدسية السر وأهميته الروحية.

في بعض الحالات، يمكن أن يتم الاعتراف في مكان آخر غير كرسي الاعتراف، وجهًا لوجه: في غرفة مخصصة إذا كان المُعتَرِف يرغب في الاعتراف مباشرة للكاهن،وفي الحالات الطارئة: مثل المستشفيات أو المنازل، إذا تعذّر على الشخص الوصول إلى الكنيسة.

دور الكاهن 

يلعب الكاهن دورًا محوريًا باعتباره وسيطًا بين المؤمن والله، حيث  يلتزم الكاهن بالحفاظ التام على سرية ما يُقال خلال الاعتراف، ويقدم الكاهن الإرشاد والنصح للمؤمنين لتجنب السقوط في الخطايا مجددًا، وتدعو الكنيسة الكاثوليكية المؤمنين إلى ممارسة سر الاعتراف بانتظام، خاصة خلال زمن الصوم والاستعداد للأعياد، ويُعتبر الاعتراف جزءًا لا يتجزأ من التحضير الروحي للاحتفال بسر الإفخارستيا (التناول)،ويُشجع المؤمنون على الاعتراف حتى بالخطايا البسيطة، لتعميق النقاء الروحي.

سر الاعتراف والتوبة في الكنيسة الكاثوليكية هو رمز عظيم لرحمة الله وحبه الذي لا حدود له. إنه دعوة دائمة للعودة إلى حضن الله، وتأكيد على أهمية التوبة في حياة المؤمنين. عبر هذا السر، يجد المؤمنون في كل مرة بداية جديدة، تتجدد فيها قلوبهم وتنير حياتهم بالسلام الإلهي.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يستقبل وفدًا من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • البابا فرنسيس يثمن جهود لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية
  • محافظ القاهرة يستقبل وفد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لبحث سبل التعاون المشترك
  • الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رحيل القديس إيسي وأخته تكلا
  • رفضوا عبادة الأصنام.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد القديستين بربارة ويوليانة
  • سيامة قمص جديد في فيلادلفيا على يد نيافة الأنبا كاراس
  • معمودية 10 أطفال جدد في بوليڤيا على يد نيافة الأنبا يوسف
  • سر الاعتراف والتوبة في الكنيسة القبطية: طريق المصالحة مع الله
  • كيف تحاكم الكنيسة المخطيء؟
  • الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رحيل البابا أبرام بن زرعة