لجريدة عمان:
2025-01-18@04:58:59 GMT

احتفاءات نريدها لوطن نحبه

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

تحتفـي سلطنة عمان قيادة وشعبا هذا اليوم بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد، وإذ تمر احتفالات هذا العام بكثير مما نحب لهذا الوطن العزيز كانخفاض الدين العام وتحسن التصنيف السيادي لسلطنة عمان فـي زمن قياسي فإنه لا ينبغي نسيان التأكيد على تجليات نحبها للاحتفاء بالعيد الوطني. يقينا لن يكون احتفاؤنا بعمان يوما واحدا وحسب، وليس هو اليوم المحرك لاعتزازنا وفخرنا ببلاد يعرفها التاريخ نضالا، وتعرفه بلادنا صنعت منجزها الحضاري عبر قرون من التحديات التاريخية قبل التحقق المشهود الموثق فـي كتب الحاضر، لكنه يومٌ للتعبير المباشر عن احتفالاتنا بعمان كل زمان وفـي كل مكان، وحين نترقب الاحتفال كل عام بالتوقيت ذاته المنتظر لا ينبغي أن تكون احتفالاتنا بهذا الوطن محض شعارات لفظية أو عبارات رقمية نسطرها هنا وهناك دون استشعار مسؤوليتنا اليومية تجاه هذا الوطن وأهله، مسؤولية تتقلّص بتكرار عبارات تعكس الارتباطات العاطفـية والسكنى الجغرافـية وحسب، لكنها تتجاوز ذلك لتعظم وتسمو فـي تمثلنا عُمانَ مع كل ما يصدر عنا مما نحب لها؛ بلادا أكرمتنا فاستحقت منا كل إخلاص وحب، ونمر فـي هذه المقالة العاجلة على بعض هذه التمثلات السلوكية المنفصلة عن الشعارات النظرية وعبارات الحب مكتوبة كانت أو منطوقة.

احتفاء بعمان عبر تعزيز قدر وقيمة الوطن فـي عقول وقلوب الأطفال مذ بداية الوعي بالنطق ومدلولاته، أن يكبر الطفل فـينا مرتبطا بهذه الأرض مستشعرا فخره بانتمائه لبلاد جديرة منه ومن الجميع بالكثير من العطاء، أن نزرع فـيه وفـي غيره عبر مراحل نشأتهم غنى هذه الأرض بتنوعها العجيب المختلف، بداية بالتنوع الجغرافـي الذي أكسبها تنوعا ثقافـيا بأبعاد اجتماعية مدهشة، مرورا بالتنوع الثقافـي متضمنا اللهجات والأزياء والفنون، ولا ننسى أن نؤكد على فكرة اكتمالنا باختلافنا شعبا متنوع المشارب متعدد الرؤى واحد المحبة تكافلا وتكاملا، دون فوقية لقوم على آخرين ولا انتقاص لقوم أو تهميش، أنّى يكون ذلك وكلنا تجمعنا بلاد سخية على اختلافاتنا الرائعة التي صنعت هذا النسيج المتكامل الرائع المسمى «وطن» ؟!

احتفاء بعمان حين نعوّد أبناءنا وطلابنا على أن المواطنة والانتماء مفردتان أسمى من مجرد الكتابة دفاعا أو هجوما بغية إثبات حجة أو دحض اتهام، بل هما معا مسؤولية وطنية وأخرى اجتماعية حيث تأتي عمان وأهلها أولا فـي سعينا المخلص لأن نكون فـي الصدارة، ومبادراتنا المجتمعية الهادفة للتكافل والاتحاد، فـي توظيف مهاراتنا وكفاءاتنا وخبراتنا آملين ما لن نبلغ أبدا من محاولات لنوفـي عمان الأم حقها من المحبة والإخلاص.

احتفاء بعمان حين يستشعر الأغنياء -الذين وجدوا أبواب رزقهم وثراءهم فـي هذه الأرض ومع هؤلاء الأهل (سواء كانوا عمانيين أو مقيمين)- مسؤوليتهم تجاه الفئات المحتاجة مادين يد العون بألف شكل وألف سبيل للمشاركة فـي رفع مستوى المعيشة لكثير ممن حولهم من أبناء أرضهم التي أكرمتهم فأكرموها ولم يجحدوا حقها؛ ليشعر الفقير بالأمان ويشعر الغني بالرضا فـي المشاركة والسخاء.

احتفاء بعمان حين لا ينتظر الموظف (رئيسا كان أو مرؤوسا) رقيبا يبحث معه وخلفه عن مكامن القصور، ومواضع الإهمال، بل يستشعر وحده رقابة ذاتية تسعى بعمله إلى التجويد عاما بعد عام، وتسمو به مواطنا يتلمّس مواضع الثغرات فـي القانون أو فـي النظام الإداري لاقتراح أفضل السبل تطويرا وتنمية، لا استغلالا لمصلحة شخصية أو منفعة زائلة، أن يعمل الجميع بروح الفريق الذي يؤمن بأن المؤسسة أو محيط العمل هما قارب يحمل الجميع و يرعاه الجميع تآزرا وتكاملا، ولن يصل ذلك القارب بر أمان أبدا إن سادت الأنانية وتفشّى الجشع، وصار الذكاء والقدرات والمناصب معاول هدم لا أكُفَّ بناء.

احتفاء بعمان التي تُغَلَّبُ فـيها المحبة الحقيقية على ادعاء المحبة سعيا لظهور أو شهرة، ويسمو فـيها الخير على تصنع الخير رياء أو تزلفا، وإذ يتحقق ذلك فلا يمكن أن يأتي بعدها حديث عن انتهاك خصوصيات، أو استغلال حالات إنسانية، احتفاء بعمان التي يؤرقنا فـيها همّ قد يؤرق البعض فنستشعره جميعا ونسعى لتشكيل رأي جماهيري معزز بالوعي يمكنه الإسهام فـي حلحلته وتجاوزه إدراكا بأن الهم منتقل، وما نحسبه بعيدا هذا اليوم مدركنا بعد حين.

احتفاء بتقدير وتكريم أولئك البسطاء الذين لا يعرفون طريق المنصات ولا درب الأضواء، لا يجيدون صياغة العبارات وإلقاء الخطب، لكنهم مجبولون على الكدح الدائم، ماهرون تحملهم قناعتهم بأقل الممكن المتاح لصنع أجمل المستحيلات وأروع الأمثلة إنجازا مجرّدا من الأنا مكتملا بالآخرين، لا بد من سعي للتنقيب عنهم (وهم كثر) والاحتفاء بهم ومعهم فللضوء مع هؤلاء ألق مضاعف وخير عميم.

ختاما: كل عام وسلطنة عمان (بلادنا التي نحب) برخاء ومحبة وسلام تحت لواء قائدها المفدى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه -، وبشعبها المخلص المحب، ومع عشاقها - وهي الجديرة بالعشق - فـي كل زمان وكل مكان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نوابغ العرب.. احتفاء بالعقول المبدعة وعكس هجرة العقول

أكد مسؤولون في مبادرة "نوابغ العرب"، أنها تعتبر نقلة نوعية لتسريع التنمية الاقتصادية الشاملة، عبر تبني نماذج اقتصادية مبتكرة قائمة على المعرفة والتكنولوجيا.

وتعزز المبادرة تكريم المبدعين العرب، مما يسهم في استعادة النهضة العلمية، ويتيح للجيل المقبل الاقتداء بإنجازاتهم، ويساهم في مكافحة هجرة العقول.

قال معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، رئيس لجنة جائزة "نوابغ العرب" المختصة بفئة الاقتصاد"، إن الجائزة الأكبر من نوعها على مستوى العالم العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، تمثل حجر الزاوية في دفع عجلة النهضة العربية في المجالات والتخصصات الحيوية، كما تساهم بفاعلية في تسريع وتيرة التنمية الشاملة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، فضلا عن تحفيز التحول نحو النماذج الاقتصادية المبتكرة القائمة على المعرفة والتكنولوجيا في العالم العربي.

وتهدف الجائزة إلى إلهام الأجيال الجديدة من الرواد والمبدعين الشباب، وتشجيعهم على صنع الفرص وإطلاق المشاريع الريادية التي تعزز المسارات التنموية وتفتح آفاقاً جديدة للمهارات والكفاءات المستقبلية.

كما تتوجه الجائزة للتركيز على المساهمات البارزة في تطوير وتطبيق النظريات والنماذج والأبحاث في مجال الاقتصاد، بالإضافة إلى الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية التي من شأنها تحسين الثروة وتنمية الأسواق.

من جانبه قال معالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد، رئيس اللجنة المختصة بفئة الأدب والفنون في جائزة "نوابغ العرب 2024"، إن نوابغ العرب يمثلون رموزاً يقتدي بها جيل المستقبل من النشء والشباب في العالم العربي، حيث يقدمون من خلال سيرهم الذاتية المشرفة وإنجازاتهم الاستثنائية نموذجاً يُحتذى به في النجاح ويعكس معايير التميز.

وأشار معاليه إلى أن النماذج توفر خرائط طريق لإشباع التطلعات والطموحات، من خلال الجهد والاجتهاد والبحث الدؤوب والتحصيل العلمي والمعرفي المستمر، لافتا إلى أن الجائزة تعتبر مشروعاً حضارياً عربياً يربط بين العقول العربية المبدعة ومجتمعات المعرفة على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، مما يسهم في تعزيز جسور التواصل والتكامل الفكري والمعرفي بين الأجيال المختلفة.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد يكرم الفائزين بجائزة «نوابغ العرب 2024» محمد بن راشد: كرمنا "نوابغ العرب".. نعتز بهم وبما قدموه من إسهامات رائدة

من جهتها أكدت هدى الهاشمي، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، رئيسة لجنة الترشيحات في جوائز "نوابغ العرب" ، أن "نوابغ العرب" يعد مشروعاً استراتيجيًا عربيًا محكم التخطيط، يُتوقع أن يكون له تأثير إيجابي طويل المدى في إعداد جيل جديد من الكفاءات العربية وتحفيز مواهب الشباب الواعدة في القطاعات الحيوية، مما يضمن مستقبلاً مزدهرًا للمنطقة.

وأشارت إلى أن المشروع يركز على تكريم العقول العربية المتميزة والتعريف بإنجازاتها الاستثنائية، مما يعزز بيئة متكاملة تحتضن الابتكار وتشجع على التطوير والإبداع، وذلك من خلال الاستفادة من الموارد المحلية وتنمية القدرات البشرية، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق التوجهات الإستراتيجية والرؤى المستقبلية.

من ناحيته قال الدكتور عامر أحمد شريف، المدير التنفيذي لدبي الصحية، مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، رئيس لجنة الطب في جائزة "نوابغ العرب 2024" ، إن تكريم المبدعين العرب في القطاعات الحيوية والتخصصات المتخصصة، خاصة في مجال الطب، يُعتبر حجر الزاوية في الحفاظ على الكفاءات العربية وتنميتها، وتوسيع الفرص المتاحة لها

وأشار شريف إلى أن هذا التكريم يساهم بشكل فعّال في تقليل هجرة العقول إلى الخارج من خلال توفير بيئة محفزة وداعمة للإبداع والابتكار، مؤكدا أن الجائزة تشكل منصة رائدة لتحفيز البحث العلمي وتعزيز التميز الأكاديمي والابتكار الطبي، مشيدًا بالمساهمات التاريخية الكبرى التي قدمتها المنطقة العربية للحضارة الإنسانية.

بدوره لفت البروفيسور سهام الدين حسين كلداري مدير عام معهد البحوث العلمية في جامعة نيويورك أبوظبي، رئيس اللجنة المختصة بفئة العلوم الطبيعية في جائزة "نوابغ العرب 2024"، إلى أن هذه المبادرة الرائدة، التي تُعَد الأكبر من نوعها عربيًا تهدف إلى إحياء النهضة العلمية العربية، واستئناف دور علمائها في الساحة العلمية العالمية والإسهام في مسيرة الحضارة الإنسانية، كما كان الحال في العصور الذهبية للحضارة العربية.

وأكد أن هذه المبادرة، التي تحمل اسم "نوابغ العرب"، تبرز أهمية تمكين جيل جديد من العلماء العرب الذين يمتلكون القدرة على قيادة تحول معرفي شامل يعتمد على البحث والابتكار.

من جانبه أكد البروفيسور هاشم سركيس عميد كلية الهندسة والتخطيط في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا، رئيس اللجنة المختصة بفئة العمارة والتصميم في جائزة "نوابغ العرب 2024"، أن المبادرة التي تواصل في دورتها الثانية تسليط الضوء على إنجازات العقول العربية الأكفأ في تخصصاتها الستة، وتكرّم المبدعين العرب لدورهم الحضاري والإنساني المتميز ليس فقط في بناء الإنسان بل وأيضاً في تشييد العمران.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نوابغ العرب.. احتفاء بالعقول المبدعة وعكس هجرة العقول
  • الحكومة: تطبيق البكالوريا مرهون بإجراء حوار مجتمعي شامل وموافقة الجميع
  • لسلامة الجميع.. تحذير رسمي لسكان هذه المحافظات مما سيحدث خلال الساعات القادمة
  • احتفاء حذر في الضفة باتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الجميع «منتصر» في اتفاق غزة!
  • ترامب يسبق الجميع ويعلن التوصل لاتفاق وقف النار في غزة
  • 11 يناير.. يوم ماجد توَّجته المكرمات
  • عون: الجميع متساوون تحت راية العلم اللبناني
  • بو صعب: سلام منفتح على الجميع ولا نية لديه لإقصاء أحد
  • فخر للإمارات والعرب.. احتفاء واسع بإطلاق محمد بن زايد سات