منذ يومه الأول أخذ البابا على عاتقه مهمة إعادة ترتيب البيت الكنسى من الداخل بحكمة وبُعد نظر، واضعاً نُصب عينيه دعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سواء فى الداخل أو فى المهجر، فكانت رؤيته تتجاوز حدود الوطن، محاولاً تعزيز حضور الأقباط، واستثمار وجودهم كجسر محبة وسلام فى العالم. 

وفى إطار ترتيب البيت الكنسى وأخذ الكنيسة إلى التطور والحداثة، قام البابا فى مايو 2014، باستخدام طريقة جديدة فى صناعة الميرون المقدس، وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، مع الحفاظ على الصلوات والتقاليد الكنسية كما هى، ليؤكد أن الكنيسة القبطية أصيلة بتراثها، مرنة بعقلها، ومستعدة لتلبية احتياجات زمانها.

إلى جانب ذلك، ناقش البابا مع المجمع المقدس، وهو أعلى هيئة كنسية، ضرورة تنظيم الشئون الداخلية، وإعادة بعض الأساقفة إلى إيبارشياتهم لضبط الإدارة.

ولم يتوقف البابا عند الحدود الداخلية، بل توجه، بدعوة من رئيس دولة الإمارات، لزيارة الإمارات العربية المتحدة، حيث استقبله الشعب والمسئولون بحفاوة. دشن هناك عدداً من الكنائس، ليعمّق حضور الكنيسة القبطية فى المنطقة، ويترك بصمة من التعايش والاحترام بين الشعوب. 

وبعدها بشهر، فى يونيو، توجه إلى النرويج، حيث التقى بعدد من المسئولين لينقل «صورة المحبة» عن مصر والمصريين.

وفى أكتوبر، توجه البابا إلى روسيا فى زيارة تاريخية، حيث التقى بالبطريرك كيريل، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وكان هذا اللقاء تعبيراً عن الرغبة فى التقارب والتعارف بين الكنائس الشرقية، كأنها رسالة محبة عبر حدود الأديان والثقافات، مبنيّة على أساس التعاون والتفاهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عطية الله

إقرأ أيضاً:

البابا تواضروس: الكنيستان القبطية والروسية لديهما خبرات مشتركة في تعزيز المحبة

استقبل البابا تواضروس الثاني اليوم الخميس، وفدًا رهبانيًا من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية برئاسة المطران قسطنطين مطران زاريسك والنائب البطريركي لإفريقيا، ووفد لجنة العلاقات بين الكنيستين، حيث يبدأ اليوم الاجتماع الخامس للجنة ذاتها في القاهرة.

تبادل الزيارات

ووجه البابا تحية إلى البطريرك كيريل وأعرب عن سعادته بتنامي العلاقات بين الكنيستين، مشيرًا إلى أنه منذ لقائه بغبطة البطريرك عام 2014، إذ بدأت العلاقات في الازدهار في ظل تكثيف تبادل الزيارات، لافتًا إلى أن تلك الزيارات تبني جسورًا من المحبة وتفتح بابًا لتبادل الخبرات الروحية والاحتفاء بمحبة المسيح من خلال الحياة الرهبانية.

خبرات مشتركة بين الكنيستين

وأكد أن الكنيستين القبطية والروسية لديهما خبرات مشتركة يمكن من خلالها تعزيز المحبة والتعاون، رغم الاختلافات العقائدية، حيث يجمعهما الهدف المشترك - بناء ملكوت الله على الأرض وتكريس الحياة للسعي إلى النصيب السماوي.

وشدد قداسته على أن العالم في أمس الحاجة اليوم لمحبة المسيح، وسط الحروب والمعاناة التي تدفع الإنسان للبحث عن السلام من خلال المحبةن موضحًا أن رسالتنا جميعًا هي أن نكون شهودًا للمسيح وأن ننشر المحبة في كل مكان، متمنيًا أن تكون هذه الزيارة لمصر زيارة مباركة.

علاقة المحبة

واختتم قداسة البابا كلمته بالتأكيد على علاقة المحبة التي تجمعه بالبطريرك كيريل، معربًا عن تقديره لدعم غبطته وتشجيعه لتلك الزيارات والحوار المستمر بين الكنيستين، مرحبًا بالوفد على أرض مصر، التي تباركت بالعائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي وتزينت بدماء الشهداء والنسّاك والقديسين.

من جانبه، قدم المطران قسطنطين تحيات البطريرك كيريل لقداسة البابا تواضروس، معربًا عن سعادته والوفد المرافق بوجودهم في مصر، وشعورهم بالمحبة الكبيرة التي لمسوها في كل مكان زاروه في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وأكد أن العلاقة بين الكنيستين تتسم بالودّ، مثمنًا التبادل الرهباني ودعم الكنيسة القبطية لأبناء الجالية الروسية وتقديمها أماكن للصلاة للشعب الروسي، مع تأكيده على أن القاهرة ستصبح مقرًا لإيبارشية إفريقيا.

كما شكر الأنبا سرابيون مطران لوس أنچلوس ورئيس لجنة العلاقات بين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية  الروسية الأرثوذكسية، قداسة البابا على استقباله وفد اللجنة، مشيرًا إلى أن لجنة العلاقات تأسست بعد اللقاء الأول بين قداسة البابا تواضروس والبطريرك كيريل، حيث تجتمع كل سنتين، وعليه نحتفل اليوم بمرور عشر سنوات على تأسيسها. كما أوضح نيافته أن تبادل الزيارات جزءًا من عمل اللجنة، بينما يظل الحوار اللاهوتي المشترك هو الأساس لاستعادة الشركة الكاملة بعد حل الخلافات اللاهوتية.

وأشار الأنبا سرابيون إلى الاجتماع الأخير للجنة الحوار اللاهوتي الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، معربًا عن أمله في الوصول إلى اتفاق لاستعادة الشركة الكاملة بين الكنيستين.

الوفد الروسي يشكر البابا تواضروس

كما قدّم الشكر لقداسة البابا تواضروس على مبادرته لدعوة ممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية إلى اجتماع في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، الذي عُقد في سبتمبر الماضي بحضور وفد من الكنيسة الروسية، وهو أول اجتماع من نوعه منذ عام ١٩٩٣.

واختتم قداسته بالتعبير عن سعادته لالتفاف الكنائس الأرثوذكسية حول مائدة مستديرة، مشيرًا إلى أن رغم وجود بعض الخلافات اللاهوتية، إلا أن هناك اتفاقًا كاملاً في القضايا الاجتماعية، مثل رفض الزواج المثلي، معبرًا عن أمله في أن تنجح لجنتا العلاقات والحوار في تحقيق التفاهم الكامل والوحدة المسيحية، مدفوعين بالمحبة والحكمة لخدمة كنيسة المسيح وشهادة الحق.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس: الكنيسة جزء من نسيج هذا الوطن
  • في العيد الـ12 لتجليس البابا تواضروس.. تفاصيل خروج قانون بناء الكنائس للنور
  • «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».. كيف قضى البابا تواضروس على مخطط الإخوان لإشعال الفتنة؟
  • في ذكرى تجليس البابا تواضروس.. كيف كانت علاقة البطريرك الـ 118 مع الكنائس الأخرى؟
  • إسهامات البابا تواضروس الثاني خلال 12 عامًا من تجليسه
  • غدا.. الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحتفل بالذكرى السنوية لتجليس قداسة البابا تواضروس الثاني
  • غدًا.. الكنيسة القبطية تحتفل بمرور 12 عام على تجليس البابا تواضروس الثاني
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيي الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل الأنبا أثناسيوس
  • البابا تواضروس: الكنيستان القبطية والروسية لديهما خبرات مشتركة في تعزيز المحبة