التاريخ حَمَّال أَوْجُه، فما تراه نصرا يراه الآخر هزيمة، وما يدوّنه مُؤرِّخٌ ما يتغاضى عنه مؤرخٌ آخر لأن المؤرّخ بشرٌ يتأثَّر بموقفه الذاتى تجاه الأحداث وفق رؤاه الذاتية وقناعاته الشخصية وثقافته وانحيازه وما تأثر به سماعا أو مشاهدة، فموضوع حياد المؤرخ مثل حياد الناقد كالغول والعنقاء والخِلّ الوفى كما قالت العرب قديما أى من المستحيلات ولذلك علينا أن نفكر فيما دوّنه المؤرخون ليس من باب الشك والريبة ولكن من باب الحيطة والحذَر وقد حظى التاريخ فى شتى الأمم والعصور بأقوال متناقضة فى حوْج لتفكير المتلقى للوصول إلى الحقيقة أو شِبه الحقيقة، ومن عجب أن جُلَّ المؤرخين ينبهرون بشخصيات القيادة فى المعارك متناسين الجنود الذين يتساقطون فى الميادين بين قتيل وجريح، ويتناسون المدنيين الذين يدفعون ثمنا باهظا فى التهجير وضياع ممتلكاتهم وذويهم، ومن عجب أن القوانين تحمى المدنيين دون الجنود، وكأن الجنود آلات لها أن تموت دون تحريم قانونى ولذا آمل أن تشمل المواثيق الدولية وقوانين الدول تحريم قتل الجنود والمدنيين، فالحروب مدمرة إلا إذا كانت لنصرة الحق ودفع الظلم.
لماذا لا نجد فى أقسام التاريخ مساق تأريخ التاريخ وتمحيص التاريخ أو التاريخ المقارن لنرى الرؤى المغايرة للحقيقة ونكشف ما تناساه المؤرخون نسيانا أو عمدًا. وسنكتشف الحقيقة وزيفها فى آن واحد؛ كما أننا سنعثر على ما غفل عنه المؤرخون؛ وربما كان الأدب شعره ونثره معينا للمؤرخ الحديث فى وصف ما آلت إليه الشعوب وأحوالها وترفها ومآسيها وفقرها فربما كان المؤرخ منبهرا بالحكام متناسيا الشعوب لكن الأديب ولا سيما الشاعر شعر بما لم يشعر به المؤرخون.
قال الشاعر:
إِنِّى جَعَلْتُكَ فِى الفُؤَادِ مُحَدِّثِى /
وَأَبَحْتُ جِسْمِى مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي
فَالجِسْمُ مِنِّى لِلجَلِيْسِ مُـؤَانِسٌ/
وَحَـبِيْبُ قَـلْـبِى فِـى الفُؤَادِ أَنِيسِي
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قالت العرب
إقرأ أيضاً:
"الثقافة وبناء الحضارات".. ضمن نقاشات ثقافة الفيوم
أقام فرع ثقافة الفيوم، عددًا من اللقاءات الثقافية والورش الفنية، ضمن برامج الهيئة العامة لقصور الثقافة تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
خلال ذلك عقدت مكتبة مطرطارس، يوما ثقافيا، تضمن حوارا مفتوحا بعنوان "الثقافة وبناء الحضارات"، تحدثت فيه شيماء عباس، أمينة المكتبة، عن أهمية الثقافة الشعوب.
وأوضحت "عباس" أن الثقافة هي المعيار التي يقاس بها مدى تقدم ورقي الشعوب، وهي نتاج أفكار المجتمع، فهي سلسلة متواصلة تشمل عادات وتقاليد الشعوب، أخلاقهم والقوانين التي تحكمهم، وخبرات السنوات السابقة.
وفي سياق آخر نظمت المكتبة محاضرة بعنوان "تنظيم الوقت" تحدثت فيها شيماء عبد الرحمن، أمينة المكتبة، عن أهمية الوقت وأن تنظيم الوقت يتم عن طريق إعداد جدول مهام يومي، تحدد فيه الأولويات والأهداف.
"مشروعات الدولة الحديثة ومنها العاصمة الإدارية".. حوار مفتوح بفرع ثقافة الفيوموشهدت مكتبة منية الحيط حوارا مفتوحا حول مشروعات الدولة الحديثة ومنها العاصمة الإدارية، أدار الحوار إبراهيم معوض، أخصائى النشاط، بحضور عدد من طلاب مدرسة أبو بكر الإبتدائية، استعرض فيها نبذة عن المشروعات القومية التي تمت على أرض الواقع السنوات الأخيرة، ثم تحدث عن العاصمة الإدارية الجديدة.
وضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح دياب مدير عام الفرع، نفذ كل من انتصار فتحي وهند عبدالتواب، أمناء مكتبة الطفل بمكتبة الفيوم العامة، ورشة فنية من الورق الكانسون، وأخرى بمكتبة اللاهون للرسم والتلوين، وتعليم الأطفال كيفية إستخدام الألوان الشمعية للمناظر الطبيعية، تدريب الفنانة منار حسين.
وشهدت أيضا مكتبة الكعابي ورشة فنية من الفوم، نفذت فيها أماني عبد التواب، مسئول قسم الجمعيات الثقافية، حافظة نقود، إلى جانب ورشة حكي لقصة "عالم الطيور" تأليف د.عز الدين فراج، قدمتها ميرفت كمال أمينة المكتبة، فيما واصل نادي المرأة بقصر ثقافة الفيوم، ورش تعليم الكروشيه والتريكو، مع عدد من السيدات، بمكتبة الفيوم العامة، بينما عقدت مكتبة سيلا مسابقة ثقافية بين الأطفال، أدارتها أمل علي، أخصائي النشاط.
يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها فرع ثقافة الفيوم، تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي.