في العيد الـ12 لتجليسه.. طفولة ونشأة البابا تواضروس الثاني
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.
نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.
كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.
هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.
ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عطية الله
إقرأ أيضاً:
الكنيسة القبطية تحتفل بشهر كيهك بتسابيح وألحان مميزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام أجواء روحانية مميزة، مع دخول شهر كيهك القبطي، المعروف بـ"الشهر المريمي"، الذي يخصص لتمجيد السيدة العذراء وتسابيح ميلاد المسيح.
وتشهد الكنائس خلال هذا الشهر إقامة تسبحة كيهك الشهيرة، المعروفة بـ"سبعة وأربعة"، والتي تتضمن ألحانًا وتأملات تمجد السيدة العذراء وتهيئ المؤمنين للاحتفال بميلاد المسيح.
وتعد هذه التسبحة فرصة للتقرب إلى الله من خلال الصلوات الليلية الطويلة والألحان القبطية العريقة.
ويعتبر شهر كيهك من أبرز الشهور الروحية في السنة القبطية، حيث يجتمع الأقباط في الكنائس للمشاركة في الصلوات والتسابيح التي تمتد لساعات طويلة، وسط أجواء تعكس الفرح بقدوم عيد الميلاد.
وتحرص الكنيسة على دعوة المؤمنين للاستفادة من هذا الشهر في الصلاة والتوبة والتأمل الروحي، باعتباره فرصة للتأهب لاستقبال ميلاد المسيح بروح مليئة بالإيمان والمحبة.