مع حلول الخريف تتساقط أوراق الشجر لتنمو أخرى أكثر نضارة، ومع خريف 1952، وُلد وجيه صبحى باقى سليمان فى المنصورة، فى لحظة كانت فيها أوراق الشجر تتساقط لتفرش الأرض بألوانها الذهبية، وكأن الطبيعة تُعد الأرض لشجرة ستنمو جذورها لتظلل الكنيسة كلها لاحقاً.

نشأ «وجيه» فى كنف عائلة مصرية تقليدية تهتم بالقيم الروحية والدينية، وترعى أبناءها بحب وحرص، فوالده المهندس صبحى، مهندس المساحة، ابن القاهرة، ووالدته سامية، بنت دير القديسة دميانة ببرارى بلقاس فى الدقهلية، لم يتركا فرصة إلا واستثمراها لغرس القيم الدينية والروحية فى «وجيه» وإخوته، وكأنهما كانا يدركان أنه سيحمل فى المستقبل لقب «البابا الثامن عشر بعد المائة» فى تسلسل بابوات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فقد كانت والدته السيدة سامية تهتم بغرس محبة الله وتعزيز الإيمان فى نفوس أطفالها، وحينما انتقلت الأسرة بين عدة مدن مثل سوهاج ودمنهور، كان رباطهم بالكنيسة يتوطد.

كبر «وجيه»، الصغير الشقى المحبوب، المفعم بروح العمل الجماعى والمسئولية، وهو يحمل طموحاً مبكراً وحباً للمساعدة، ولكنه قد نال نصيبه من الفقد، الذى جاء مبكراً بوفاة والده صباح أول امتحانات الشهادة الإعدادية وكأنما سقطت ورقة من تلك الشجرة التى زُرعت قبل 15 سنة، تحدى الألم ليتفوق فى دراسته، مُكملاً طريقه نحو كلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية.

هناك، فى قاعات الكلية وبين كتب الصيدلة، أبحر «وجيه» فى عالم العلم، محاولاً فهم ما وراء الطب والعلاج، ساعياً أن يكون «ذلك الذى يريح الناس» من أوجاعهم، ولم تكن هذه المرحلة الأخيرة، بل تابع دراسته حتى نال زمالة الصحة العالمية فى إنجلترا عام 1985، ليتعلم مراقبة جودة تصنيع الدواء.

ومع مرور الزمن، وجد نفسه فى خدمة الكنيسة، التى احتضنته صغيراً ليكبر معها ويحمل أثقالها، حتى بات البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عطية الله

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر ويدين العدوان على غزة

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الاثنين، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك بمقر مشيخة الأزهر، حيث قدّم البابا تهنئته لشيخ الأزهر والمسلمين بمناسبة قرب حلول عيد الفطر المبارك، متمنيًا أن يحل الخير والسلام على مصر بمسلميها ومسيحييها.

وأعرب شيخ الأزهر عن امتنانه لهذه الزيارة، مؤكدًا أنها تعكس متانة العلاقات بين المصريين من مختلف الأديان، وتعبر عن أواصر المحبة والأخوة الوطنية.

وتناول اللقاء عددًا من القضايا المهمة، وعلى رأسها الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، حيث أدان شيخ الأزهر والبابا تواضروس المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين، وخاصة جريمة استهداف مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والتي وصفها الإمام الأكبر بأنها دليل على أحقاد كارثية وتجرد تام من معاني الرحمة والإنسانية. كما شدد الجانبان على رفضهما لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشيدين بالموقف المصري والعربي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.

وناقش اللقاء التحديات الثقافية والمجتمعية التي تواجه الأجيال الجديدة، في ظل انتشار المحتوى الإعلامي غير الهادف والغزو الفكري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن غياب المحتوى الإعلامي والدرامي الذي يعزز القيم والأخلاق بات يشكل خطرًا حقيقيًا يستدعي تدخلاً عاجلًا لإعادة توجيه المشهد الإعلامي بما يحفظ الهوية والقيم الأخلاقية لمجتمعنا.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يستقبل السفير البولندي في مصر
  • بحثا التعاون المشترك.. البابا تواضروس يستقبل السفير البولندي في مصر
  • الكنيسة القبطية والتكنولوجيا.. كيف يغيّر العصر الرقمي شكل الخدمة الروحية؟
  • يستغلون شعار الهامش ولا يعرفون الهامش او اهل الهامش (1)
  • شيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر ويدين العدوان على غزة
  • شيخ الأزهر يستقبل البابا تواضروس للتهنئة بعيد الفطر المبارك
  • البابا تواضروس يهنئ شيخ الأزهر بعيد الفطر
  • قداسة البابا تواضروس الثاني يصلي قداسًا مع الكهنة الجدد ضمن برنامجهم التدريبي
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بلجيكا تحتفل بافتتاح الصلاة في كنيسة السيدة العذراء والشهيد مارجرجس في مقاطعة لمبورخ
  • الملكة المتوجة