جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-18@14:03:34 GMT

رؤية السلطان وحتمية التنفيذ

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

رؤية السلطان وحتمية التنفيذ

 

 

◄ ينبغي علينا في الغرفة السعي لتحسين بيئة الأعمال وتبسيط الإجراءات لتكون أكثر سلاسة وشفافية

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

قبل أيام، تفضل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- بلقاء غير عادي مع رجال الأعمال ورواد الأعمال العُمانيين، في جلسة امتدت لأكثر من 3 ساعات، أُتيح للحضور الحديث بحرية عن تحديات القطاع الخاص، واقتراح حلول نابضة بالإبداع والشجاعة، ولعل ما يميز هذا اللقاء التاريخي هو تجاوب جلالته- أعزه الله- بتوجيهات واضحة حول كيفية مواجهة تلك التحديات، وإشارته إلى ضرورة المضي قدمًا في بناء اقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا.

اليوم.. يتبادر السؤال الجوهري إلى أذهان الكثيرين حول تنفيذ توجيهات جلالة السلطان على أرض الواقع، وما إذا كان يتعين على غرفة تجارة وصناعة عُمان أن تتولى قيادة هذا التنفيذ؟

غرفة تجارة وصناعة عُمان ليست مجرد كيان اقتصادي؛ إنها حلقة الوصل بين الحكومة والقطاع الخاص، وركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية. وكوني جزءًا من هذا المجتمع الاقتصادي، أرى أن الغرفة عليها أن تتحمل دورًا قياديًا في ترجمة توجيهات جلالته إلى خطوات عملية ملموسة، فنحن أمام مسؤولية تتطلب منا العمل بلا توقف لتعزيز الشراكات الاقتصادية وخلق بيئة تمكِّن رواد الأعمال العُمانيين من تحقيق تطلعاتهم.

وفي عام 2022، ساهم القطاع الخاص العُماني بنسبة تقارب 70% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، مما يعكس أهميته في بناء اقتصاد متنوع ،ولكي نتمكن من تعزيز هذه النسبة، على الغرفة أن تتبنى دور الوسيط النشط الذي يسعى للتقريب بين رؤية الحكومة وطموحات القطاع الخاص، يشمل ذلك التنسيق مع الجهات الرسمية، وتبسيط الإجراءات، وتطوير التشريعات لتكون مرنة ومتوافقة مع متطلبات السوق، ما يساهم في زيادة مشاركة القطاع الخاص ودعمه لمبادرات التنمية المستدامة.

إضافة إلى ذلك، يجب علينا توجيه اهتمام خاص نحو الشباب، حيث إن أكثر من 40% من سكان عُمان تقل أعمارهم عن 30 عامًا. وتمكين هؤلاء الشباب عبر برامج تدريبية وتوجيهية مبتكرة يعزز مستقبلنا فالاستثمار في الجيل القادم ليس مجرد استثمار في الأفراد؛ إنه استثمار في مستقبل الوطن بأكمله.

أما على صعيد التحديات، فإن البيروقراطية والإجراءات المعقدة تمثل عقبة حقيقية للكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة. تشير الأرقام إلى أن هذه المشاريع تمثل حوالي 90% من إجمالي الشركات المسجلة في عُمان، ولكن ما زالت تجد صعوبة في الحصول على التمويل والدعم اللازمين للنمو. لهذا، ينبغي علينا في الغرفة السعي لتحسين بيئة الأعمال، وتبسيط الإجراءات لتكون أكثر سلاسة وشفافية؛ مما يعزز الثقة بين المستثمرين والجهات التنظيمية.

كما إنني أرى ضرورة إطلاق حملات توعوية تعزز من إدراك المجتمع بأهمية القطاع الخاص في تحقيق التنمية. النجاح هنا يعتمد على خلق وعي مجتمعي يعرض نجاحات القطاع ويسلط الضوء على مبادرات تُحدث فرقًا حقيقيًا.

وفيما يتعلق بتقييم أثر المبادرات، لا يمكننا الاكتفاء بإطلاق المشاريع دون مراقبة فاعليتها. لذا، أرى أن الغرفة بحاجة إلى تشكيل فرق عمل متخصصة ولجان مراقبة تتولى متابعة التقدم وتقييم أثر كل خطوة. من هنا، نستطيع أن نطور ونحسّن بشكل مستمر ونبني أساسًا قويًا لتحقيق الأهداف.

صحيحٌ أن مسؤوليات الغرفة عديدة ومُعقَّدة، لكنني أؤمن أن التحديات ليست سوى محطات لتقييم قدرتنا على الإنجاز. الدعم السامي الذي وفره جلالة السلطان- نصره الله- يُشجِّعنا جميعًا على مواجهة هذه التحديات بروح التحدي والإصرار، ليس فقط لتحقيق النجاحات الفردية، ولكن لبناء اقتصاد أكثر استدامة وشمولية.

إنَّ الرؤية الواضحة من لدن جلالة السلطان المفدّى، نحو تعزيز دور القطاع الخاص، تتطلب مِنَّا جميعًا العمل بجدية وإصرار وغرفة تجارة وصناعة عُمان، بوجودنا جميعًا، تقف الآن أمام فرصة حقيقية لتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس؛ مما يُسهم في بناء عُمان التي نحلم بها جميعًا، ويدفعنا نحو مستقبل يُحقق طموحات الأجيال القادمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية يفتتح المُلتقى التوظيفي المُوسع لتوفير أكثر من 5 ألاف فرصة عمل

افتتح المهندس أيمن عطيه محافظ القليوبية اليوم الإثنين، المُلتقى التوظيفي المُوسع المُقام بنادي سيتي كلوب بمدينة بنها بالتعاون مع وزارة العمل وبمشاركة مديريات التربية والتعليم والشباب والرياضة ومديرية العمل.

وذلك بحضور الدكتورة إيمان ريان نائب المحافظ، وإيمان السيد وكيل وزارة مديرية العمل بالقليوبية، والدكتور وليد الفرماوي وكيل وزارة الشباب والرياضة، ومصطفى عبده وكيل وزارة التربية والتعليم، واللواء طارق ماهر رئيس مركز ومدينة بنها، والدكتورة نجلاء الفرماوي مدير مكتب المبادرات الشبابية بالمحافظة.

وفي هذا الصدد أوضحَّ "عطيه" أن الهدف من إقامة المُلتقى هو توفير فُرص عمل حقيقية للجنسين من أبناء المحافظة وبمشاركة 56 شركة رائدة ومتنوعة في شتى المجالات بالقليوبية، كذلك التنسيق بين الشركات لتوفير أيدي عاملة لهم ولتعظيم الفُرص، قائلاً أننا لا نغفل عن توفير فرص عمل لذوي الهمم وإدماجهم في المُجتمع بشكل طبيعي، منوهاً بأن المحافظة والدولة تولي إهتماماً بالغاً بذوي الهم وتوفير فُرص عمل لائقة وتعزيز فرص التوظيف لجميع الشباب في محافظة القليوبية والعمل على تمكين الشباب إقتصادياً، على أن تقوم شركات القطاع الخاص المتواجدة داخل المُلتقى بالإعلان عن الوظائف الشاغرة لديها وإستلام طلبات الباحثين عن العمل خلال فعاليات الملتقى، لافتاً إلى الإهتمام البالغ الذي توليه الدولة بالشباب وبناء الإنسان المصري وتمكينهم في سوق العمل وخلق المزيد من فرص العمل الحقيقية ومواجهة البطالة وتشجيعهم على المشاركة في الحصول على الوظائف المُتاحة بالقطاع الخاص، حيث إن القطاع الخاص شريك أساسي في دفع مسيرة البناء والتنمية، وذلك بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في ظل مُبادرة « بداية جديدة لبناء الإنسان».

وفي السياق ذاته تفقدَّ "محافظ القليوبية" ومرافقوه أقسام المُلتقى وشاهد إقبال الشباب على التقديم بالشركات والتقى ببعض الشباب وأصحاب الشركات المشاركة واطمئن على الوظائف المُتاحة ومدى إقبال الشباب عليها، لافتاً إلى أهمية المُلتقى الذى يرتكز على قيام الشركات بعرض فُرص العمل المُتاحة لديها ويتقدم لها الشباب طبقاً لمؤهلاتهم وخبراتهم على حسب رغبتهم في طبيعة العمل بالقطاعات المتوافر بها فرص عمل، فيما تقوم هذه الشركات بعمل مقابلات مع كل شاب أو فتاة لمعرفة مدى تأهيلهم لشغل هذه الوظائف وفي حالة الموافقة تقوم بتشغيلهم وتوفير الضمانات اللازمة للشباب للحصول على فرصة عمل تتناسب مع إمكانياتِهم وتُحقق لهم دخل مناسب، موجهاً رسالة إلى الشباب داخل الملتقى بحثهم فيها على إستغلال فُرص الوظائف المتاحة بالمُلتقى وبذل مزيد من الجهد لتحقيق التميز والتفوق في تلك الوظائف، مؤكداً بأن المحافظة تسعى جاهدة لتحقيق القدر الأكبر من تمكين الشباب وخلق المزيد من فرص العمل الحقيقية ومواجهة البطالة وتشجيعهم على المشاركة فى الحصول على الوظائف المُتاحة بالقطاع الخاص حيث أن القطاع الخاص شريك أساسي ورئيسي للدولة في دفع مسيرة البناء والتنمية وتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠م.

كما أكدَّ "محافظ القليوبية" أن التعاون مع الكيانات الإقتصادية الخاصة أمراً هاماً في خلق فرص العمل وتوفيرها لأبناء المحافظة، مشيراً إلي أهمية ما يُقدمه المُلتقي بتوفير فُرص عمل متنوعة في عدة مجالات من بينها الأغذية والملابس والأثاث والإستيراد والتصدير بالإضافة إلى تواجد مؤسسات التضامن للتمويل الأصغر، الأمر الذي يعكس إهتمام مبادرة "بداية جديدة" بتنمية الفرد على كافة الأصعدة، موجهاً الشكر والتقدير للقائمين على المُلتقى ومسؤولي وأصحاب الشركات المُشاركة وحرصهم على تعيين الشباب بمختلف الوظائف بالشركات وفقاً لمهاراتهم وخبراتهم.

مقالات مشابهة

  • المشاط تروج لجهود الحكومة في تحسين مناخ الاستثمار وتهيئة بيئة الأعمال
  • مستجدات مشروع الخط الأول للقطار الكهربائي السريع: تقدم ملحوظ في التنفيذ
  • الوقف وحتمية الابتكار لضمان الاستدامة
  • "الشورى" يطّلع على جهود "نزدهر" لتنمية القطاع الخاص والتجارة الخارجية
  • "الغرفة" تدشن النسخة الثالثة من "الامتياز التجاري" ضمن جهود تعزيز تنافسية القطاع الخاص
  • غرفة تجارة وصناعة عُمان تطلق النسخة الثالثة من برنامج الامتياز التجاري
  • برنامج الامتياز التجاري يبحث تطوير الشركات العمانية وتمكين أصحاب الأعمال
  • محافظ القليوبية يفتتح المُلتقى التوظيفي المُوسع لتوفير أكثر من 5 ألاف فرصة عمل
  • "الشوربجي": المؤسسات الصحفية القومية مستمرة في دعم جهود الدولة على جميع المسارات
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي له رؤية لمستقبل الوطن لمواجهة التحديات الخارجية