تقديم بقلم الدكتور عبد الله الفكي البشير (2-1)

كتاب: سليم أغا: ملحمة أحد ضحايا الاسترقاق، تأليف جيمس مكارثي، ترجمة ياسر عَـبِـيدِى بَرْدَويل، 2024

يمثل هذا الكتاب: سليم أغا: ملحمة أحد ضحايا الاسترقاق، مرآة تاريخية صادقة لصورة من صور ممارسة العبودية والرق في سجل الإنسانية. فهو يُعبر عن تاريخ مرحلة قانون الغابة، حيث استعباد الإنسان لأخيه الإنسان، والتي لا نزال نعيش بقاياها، كوننا لم نبلغ بعد مرحلة قانون الإنسان.

ولمَّا كان بطل هذه الملحمة، المسترَق سليم أغا التقلاوي (1826– 1875)، وهو من أبناء تقلي بغرب السودان، فإن الكتاب، وهو يستدعي الذاكرة الاستعمارية وإرث العبودية، يصب في تغذية الحالة الثورية التي ظل يعيشها الشعب السوداني من أجل التغيير واستكمال الاستقلال، ولا يزال. فعندما اندلعت ثورة 21 أكتوبر 1964، بسبب قضية جنوب السودان، والحكم العسكري أوانئذ، ولم يكن موضوع العبودية بعيداً، كان الشعب السوداني يتوق للتغيير والتحرر. وكانت الثورة تعبيراً عن التناغم مع حركة الحقوق المدنية Civil Rights Movement في الولايات المتحدة ، واستجابة لحاجة بيئات التعدد الثقافي الملحة، للحرية والسلام والعدالة. بيد أن الثورة وُئدت، ولم تستطع، على الرغم من قوتها، أن تحقق التغيير في اتجاه الحقوق المدنية والاعتراف بالتعدد الثقافي، وكان وأدها بمثابة خيانة لأشواق جماهير السودان، ومفارقة لاتساق السودان مع المشهد العالمي. عاود الشعب ثوراته، حتى أشعل ثورة 19 ديسمبر 2018، وهو يسعى لإحداث التغيير باستعادة السودان المُغيَّب، وبعث إرثه المبعثر، وتصحيح مساره المُكيَّف في وجهة تصادم مكوناته الثقافية، والمنبت عن تراثه الحضاري وتركيبة شعوبه الوجدانية. لقد وصلنا هذا الكتاب، وهو يمثل عودة ذات منبتة عن جذورها، وتوطين لتاريخ مُنتزع قهراً، في نسخته العربية هذه، بعد رحلة بحث وتنقيب شاقة وطويلة، قام بها الباحث الفنان ياسر عَـبِـيدِى بَرْدَويل. لقد ظل ياسر يعمل بجدٍ على مدى نحو عقدين من الزمان، في جمع المعلومات، والترجمة، والتواصل مع الأطراف المختلفة، ليخرج لنا بهذا الكتاب المعتق، وقد كنت من الشاهدين على كل مراحل تطور خلقة.

صدر الكتاب في نسخته الإنجليزية، أول مرة، عام 2006 بعنوان: Selim Aga: A Slave’s Odyssey لمؤلفه الباحث الأسكتلندي جيمس ماكارثي. تمحور الكتاب حول قصة حياة المستَرق سليم أغا، متكئاً على مذكرات سليم التي كتبها بخط يده عام 1846، وقد جاءت ملحقه بالكتاب، وهي بعنوان: Incidents Connected with the life of Selim Aga أحداث لها علاقة بحياة سليم أغا. كما اشتمل الكتاب ضمن ملاحقه، على عمل آخر من أعمال سليم، وهو عبارة عن مقال بعنوان: “رحلة إلى أعالي نهر الكنغو أو زائير”، نُشر في 1 يوليو 1875. كما تضمن الكتاب بعض أشعار سليم. وبهذا فالكتاب يشتمل على سيرة ذاتية، كتبها صاحبها سليم، وسيرة عامة، كتبها عنه، ماكارثي بالإنجليزية، وأتي ياسر فنقلها للغة العربية.

يقدم الكتاب قصة طفل ولد حراً في جبال تقلي في غرب السودان، وهو يعيش في حضن والديه مع أسرته وبين أهل قريته. والسودان وقتئذ تحت الحكم التركي المصري (1821- 1885)، الذي قضى على الممالك الإسلامية في السودان: مملكة الفونج (1504- 1821)، ومملكة تقلي (1530-1821)، وغيرهما. لما بلغ الفتى اليافع سن العاشرة في حوالي عام 1826، دخل قسراً في قفص العبودية والرق، حينما اختطفه اثنين من تجار الرقيق العرب، وهو يرعى بأغنام أسرته في محيط قريته. لتتبخر أحلام الفتى التي بدأت تتبلور. فقد كان “يتطلّع إلى اليوم الذي يترك فيه مهمة رعى قطيع والده إلى أخيه الصغير، ويصبح بعدها رجلاً مستَقلاً ممتلكاً لقراره وصاحب مُمتلكات، له زوجة وعائلة”. وتلاشت كذلك آمال والده، الذي اختار له، عندما بلغ سن الثامنة، زوجة المستقبل. وكانت هذه من العادات والتقاليد في تـَقـَلي، حيث تتم الخطوبة لأزواج المستقبل منذ الطفولة، ويتلقي الزوج عروسه المستقبلية فقط عندما يمتلك منزلاً. وكان الفتى يكن لوالده محبة كبيرة، وقد عبر عن ذلك، قائلاً: “إنني أكن مشاعر المحبة لأبى بصورة كبيرة، فقد كان يحيطني برعاية أبوية صادقة لدرجة أن مُحاباته لي أثارت في والدتي مشاعر سلبية تجاهي”. نسفت الأقدار كل ذلك، ليتجرع الفتى اليافع مرارة العبودية، وليكتسب اسماً بديلاً هو سليم أغا، وظل يمضغ المهانة والحرمان في صمت. وصف سليم في مذكراته تلك اللحظة، لحظة أن أصبح عبداً، فاقداً لوالديه وعائلته وأصدقائه، ومحروماً من إحدى الحقوق الأساسية للإنسان، حق الحرية، فكتب، قائلاً: “لقد أصبحت الآن بدون شك عبداً. فقد انحدر وضعي من شخصٍ كان مرافقاً للأمراء إلى مجرد شيءٍ يمارس عليه العنف، يُباع ويُشترى لإرضاء شخصٍ آخر. أصبح والدي بعيداً جداً عنى، ولم يكن بجانبي أحد من أقربائي أو أصدقائي لمؤازرتي والرثاء لحالي البئيس… من يومها لم تنعم عيناي بمشاهدة والديّ أو عائلتي أو حتى أصدقاء طفولتي”.

تنقل الفتى اليافع سليم في رحلة عبودية قاسية وطويلة وفظة مع الأسياد وفي أسواق ومحطات تجارة الرقيق. فمن تقلي مسقط رأسه إلى الأبيض، ودنقلا، وكورتي، والقاهرة، والإسكندرية، إلى أن تم بيعه أخيراً في سوق النخاسة بالقاهرة إلى سيّده التاسع مونسيور بيوزين Monsieur Piozzin . وبعد أسبوعين فقط انتقل من منزل بيوزين ليلتحق بمنزل صهره روبيرت ثيربــيرن، القُنصل البريطاني في الإسكندرية. بهذا يكون سليم قد قطع أكثر من ألفي ميل، جلها سيراً على الأقدام، ونزيف دماء بسبب الضرب، وذرف دموعاً على مدى نحو عام من تاريخ استرقاقه. عاش سليم في الإسكندرية مع سيده الجديد، حياة مختلفة في بيت فسيح، ومدهش بالنسبة لمن في سنه، ولم يجد من أسياده السابقين سوى الضرب والتعنيف والقسوة. كان المشهد الأكثر إدهاشاً في كل ما رآه سليم في بيت سيده الجديد، هو تلك “المرآة الطويلة التي شاهد فيها كائناً أسود صغير الحجم يقوم بتقلّيد حركاته كالشبح”. عاش سليم حياة مختلفة تماماً. غير أن السؤال الذي يطرح نفسه، وقد أشار لمعناه مؤلف الكتاب ماكارثي، والسؤال هو لماذا اشترى القنصل البريطاني ثيربــيرن عبداً؟ في الوقت الذي أجازت فيه الحكومة البريطانية قانون تحريم العبودية في العام 1833. على الرغم من أهمية السؤال، إلا أن سليم كتب في مذكراته، بأنه كمُسترَق تم إنقاذه علي يد روبيرت ثيربــيرن.

وكتبت الروائية الإنجليزية سارّا هاريَت بيرنى في 2 فبراير 1843، مشيرة إلى أن شراء سليم كان بسبب عاطفي، وهي تتحدث عن عائلة ثيربــــيرن ومسكنها، قائلة: “ولديهم أكثر من ذلك، خادم حبشي أو نوبي شاب، تم شراؤه بدافع عاطفي عندما كان عمره عشر سنوات بواسطة أحد أشقاء السيد ثيربـــيرن الذي رآه في سوق العبيد بالقاهرة، ثم بعثه هدّية لزوجة أخيه في أُسكتلندا. والآن يبلغ السابعة عشر. ولقد بَذَلَت السيّدة جهداً كبيراً في تعليمه، وتنصيره وجعله واثقاً من نفسه”. فالشراء، كما ترى بيرني، كان بدافع عاطفي. ووصفت بيرني سليم، قائلة: “إنّه مخلوق طيّب وأكثر أصالةً ورقةً وحناناً وصدقاً، قلّما سمعت عن مثيله. ويُغنـّى الأغانى الشعبية الأسكتلندية كما (العندليب)، وندعوه دائماً إلى غرفة الرّسم بغرض الاستماع إليه. ليس مُعجباً بنفسه أو مغروراً، ولكنه فقط يُغنـّى لأن سيّدته اللّطيفة تطلب منه ذلك. ويخُـط بيده كما يخط “الجنتلمان” وينطق الإنجليزية كما أنطقها أنا أو أنت”.

غادر سليم الإسكندرية مع أسرة ثيربــيرن في العام 1836 إلى إسكتلندا، ليبقى فيها مع هذه الأسرة حتى مغادرته إلى لندن عام 1849 للإقامة فيه. تولت إليزابيث ثيربــيرن العناية بسليم وتوفير احتياجاته، والعناية بتعليمه. كان سليم وفياً حافظاً للفضل والجميل، عندما كتب مذكراته، أهداها للسيدة ثيربـــــيرن، فكتب، قائلاً: “إلى السيدة / ثيربـــــيرن.. سيدتي.. بعد كتابتي مخطوطة قصيرة لبعض الأحداث ذات الصلة بحياتي، أجد نفسي ممتناً لك لما بذلتيه من جهدٍ واهتمام عظيمين في تعليمي، والذي انتشلني من ظلمات إفريقيا الي نور المعرفة وحياة الدِّعة الاجتماعية المتحضرة”. وأضاف سليم في الإهداء مستحضراً أمه وعشيرته وأقاربه، قائلاً: “… إلى مَنْ أهدى هذه الأحداث إذا لم أهْـدِها إلى كفيلة طفولتي؟ بلي يا سيدتي..، إليك، وإليك وحدك، أعترف الآن بفضلك عليَّ لما أتمتع به من مزايا. رغم بُعد الشُقة عن عشيرتي وأقاربي.. ورغم بُعدى عن اهتمام ورعاية أمي.. وجدت فيك، سيدتي، البديل الطبيعي الحقيقي لاحتياجاتي تلك”. وختم الإهداء، قائلاً: “كل ما أتمناه أن تجعل نصائحك منى حصناً منيعاً، حينما أواجه هجوم وانتقادات الحاقدين المنتشرين في العالم، وما أكثرهم”.

مذكرات سليم أغا أول مذكرات سودانية

لقد استقر رأي الباحثين في السودان على أن أول مذكرات سودانية تصلنا، هي مذكرات يوسف ميخائيل مليكة القبطي السوداني، كما يسمي نفسه، والمعروفة بـ: مذكرات يوسف ميخائيل عن التركية والمهدية والحكم الثنائي في السودان ، وقد كتبها في العام 1934. ولكن ظهور مذكرات سليم أغا التقلاوي ، بفضل جهود الباحث ياسر عَـبِـيدِى بَرْدَويل، يجعلنا أمام كشف علمي ومعطى جديد، على إثره تتأخر مذكرات يوسف ميخائيل إلى المرتبة الثانية في سلم صناعة المذكرات والسير في السودان. لتصبح مذكرات سليم أغا، وقد كتبها عام 1846 في المرتبة الأولى، وهو سابق ليوسف ميخائيل بنحو قرن من الزمان. ثم تأتي بعد ذلك المذكرات التي كتبها سجناء المهدية بعد سقوط الدولة المهدية، وهي: مذكرات القسيس النمساوي الأب جوزيف أهرولدر الموسومة بـ: عشر سنوات أسر في معسكر المهدي (1882م-1892م) . ثم مذكرات الضابط النمساوي رودلف سلاطين باشا (1857–1932): السيف والنار في السودان . ومذكرات شارلس نيوفلد (1856-1913) بعنوان: سجين الخليفة: اثنا عشر عاماً أسيراً بأم درمان . ثم تلتها مذكرات إبراهيم فوزي باشا، الذي عمل سكرتيراً لتشارلز جورج غردون (1833- 1885)، ثم أصبح سجيناً للمهدية، وجاءت مذكراته بعنوان: السودان بين يدي غردون وكتشنر، في جزئيين . ثم توالي بعد ذلك صدور المذكرات.

تحدث سليم في مقدمة مذكراته عن العبيد وأسرى الحروب في أفريقيا وبيعهم للمشترين العرب والأتراك على الساحل الشرقي، وللإسبانيين والبرتغاليين والأمريكان على الساحل الغربي. ووصف العبيد، قائلاً: “إن كثيراً من هذه المخلوقات البائسة يتم جلبهم ليعيشوا في مستوى الحيوانات المتوحّشة بواسطة مواطني تلك الدولة الفدرالية، (الولايات المتحدة الأمريكية)، التي تتظاهر باعتناق مبادئ الحرية والديانة المسيحية بمعناها الحقيقي”. وأضاف سليم متناولاً أثر عمليات البيع في تشجيع اختطاف الأهالي، قائلاً: “إن بيع هؤلاء الأسرى يشجع الآخرين على اختطاف بعض الأهالي الضعفاء والانهماك في الإتجار البشع لضحايا الإنسانية إشباعاً لأطماعهم ورغباتهم الذاتية”. ثم وقف عند مصيره، قائلاً: “وفي هذا السياق تقرّر مصير المؤلف. وهو سيقوم فيما يلي بسرد سيرته في صورة ذكريات”. قدم سليم معلومات متنوعة في مذكراته، وخصص محاوراً تناول فيها: “وصف وادي تـَقـَلي وقاطنيه”، و “الصّبا وما قبل العبودية”، كما قدم وصفاً لبعض المشاهد في المدن التي مر بها وهو طفل مسترق، ففي كورتي في شمال السودان مثلاً، حيث قضى نحو ثلاثة أشهر، قدم وصفاً لنظام الرَّي، الشادوف، وتحدث عن الساقية، وغيرها. كما ضمَّن مذكراته أشعاراً كتبها باللغة الإنجليزية، وهي أشعار متنوعة، منها، قوله في قصيدته “السماء”:

أرقب العالم ما سِـر الوجود؟

روعة الخلق التي ما حمتهُ من مغبات الرعود

فنسينا. قدرة الخالق فوق ما خلق.

في السماءْ.. هذه الزرقة ما حاكاها فـَنان قدير

اشحَذ الفكر أيا عبد الله… وأنظر..

ذلك الضوء المنير

نور الله علي الأرض.. كمشكاة الفلق.

وفي قصيدته “الفصول”، كتب سليم، قائلاً:

تلك الطبيعة أدركت حرمانكم

ما بالكم تتسارعوا لبكاء؟

الشمس إن غابت ستأتيكم غداً

وبدفئها يتدفق الترياق

وكتب سليم أشعاراً لبريطانيا، بالطبع قبل أن تأتي بريطانيا مستعمرة للسودان في العام 1898. كتب سليم في صدر إحدى قصائده، قائلاً: “سأحتفل بهذه المناسبة بكتابة قصيدة غنائية إلي الدولة التي يدين لها كثير من أبناء وطني باستعادتهم لحريتهم وتحرير وعيهم”، فكتب، قائلاً (بعض أبيات متفرقة):

بريطانيا: يا أرضَ المحبةِ والسلام

يا حُصن أمْنٍ ما خـَطاهُ جسورْ

نجمٌ تلألأ في الدُنـَا متفرداً

ما شابهَـتـْه في السماءِ بدور

رَفـَعتِ رايات السلامِ محبةً

أطفأتِ نيران الفـَتـَى المَحْرور

نـَصَـبَتْ شواطِـئك “الحرية” للملأ

حَمَت الشعوب وآوَت المهجور

فغدوتِ بيتاً للغريب وأهله

وعَـتـَقتِ عبداً واهناً وصبور

وعلا شعارك عالياً ومدوياً

” العِتقُ للمأجور والمقهور”!

من المهم الإشارة إلى أنه تم تكريم سليم مؤخراً بتضمين سيرته في قاموس أكسفورد للسير الوطنية البريطانية. وقد تم تكليف المؤلف مكارثي بإنجاز سيرة سليم، وقد تم نشرها في طبعة 2011 من القاموس.

ترشدنا أشعار سليم، بما تنطوي عليه، حينما يحين وقت دراستها، وقد قدم ياسر خدمة جليلة بترجمتها، إلى خبايا تجربته، وإلى تاريخ نفسه وتقلباتها، فضلاً عن كونها شاهداً على حياته وخبراته. يقول الشاعر محمد المهدي المجذوب (1918- 1982) في مجموعته الشعرية: منابر :

وأكتبُ شِعراً ليْسَ للشعرِ غايةٌ سِوَى أنّهُ قَاضٍ عريقٌ وشَاهِدُ

إن مذكرات سليم جاءت متسقة مع حالة نمو الوعي التي يعيشها الشعب السوداني، بل هي تعبير عن الوعي بالذاتية السودانية. وتكتسب قيمتها وأهميتها، إلى جانب احتلالها عن جدارة موقع أول مذكرات سودانية، كونها تمثل إضافة إلى المكتبة السودانية والعربية. وذلك من خلال ما تقدمه لنا من معلومات، وتعريف بما انطوت عليه تلك الحقبة التاريخية، والظروف التي عاشها سليم كمسترق، والحياة التي عاشها في المملكة المتحدة بعد مرحلة العبودية. من المؤكد أن هذه المذكرات ستكون معينة ومفيدة كثيراً، بل لا يمكن تجاوزها، عندما يأتي يوم فتح ملف الذاكرة الاستعمارية، وملف العبودية والرق، للحوار الحر والدراسات المعمقة في السودان. كذلك، وكما أشار المؤلف ماكارثي، بأنه وعلى الرغم من الكم الهائل من المدوّنات المكتوبة بواسطة عبيد سابقين تم أخذهم من غرب أفريقيا إلي المزارع الأمريكية، ولكن على حد علمه، ليس هناك من بين مؤلفي هذه المدوّنات أحداً من شرق أفريقيا أو شمالها. ويؤكد بأنه لا توجد كتابات لرقيق سابق من هذه المنطقة باللّغة الإنجليزية. وأضاف ماكارثي، قائلاً: تعتبر مذكرات سليم عن حياته الباكرة في تلك المنطقة من حيث العادات والاقتصاد إضافة قيّمة لتعريفنا بمجتمع من أكثر مجتمعات أفريقيا سحراً في ذلك الوقت، على الأقل لارتباط نسبها بـالمملكة “الإسلامية” الممتدّة والمتداخلة بين الثقافة العربية والإفريقية السوداء.

نلتقي في الحلقة الثانية، وهي الأخيرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسومالاسترقاق العبودية جيمس مكارثي د.عبدالله البشير

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: العبودية د عبدالله البشير

إقرأ أيضاً:

بسرعة قياسية وعلى ارتفاع 775 مترًا في جبال الألب.. تلفريك سويسري ينقلك إلى مطعم جيمس بوند الدوار

في حدث تاريخي يجذب عشاق المغامرة والجبال من مختلف أنحاء العالم، افتُتح مؤخرًا التلفريك الأكثر انحدارًا في العالم في جبال الألب السويسرية. ويربط هذا التلفريك قرية ستيشلبرغ الواقعة عند قاع الوادي مع منطقة مورين الجبلية، حيث يبلغ انحداره المذهل 159.4%.

اعلان

وتستغرق الرحلة أربع دقائق فقط لتجاوز ارتفاع 775 مترًا عبر مسار طوله البالغ حوالي 1,194 مترًا، مما يجعله إنجازًا هندسيًا بامتياز. وتم تصميم العربتين خصيصًا للتعامل مع هذا الانحدار الشديد، حيث تتدليان من ذراع بطول 11 مترًا، وتتسع كل منهما لما يصل إلى 85 راكبًا. إضافة إلى ذلك، يعمل النظام بشكل مستقل تمامًا بفضل أجهزة استشعار متطورة وكاميرات مراقبة تسمح بتشغيله دون الحاجة إلى وجود موظفين على متنه.

الكشف عن التلفريك الذي يصل لمطعم جيمس بوند الشهير

وانطلقت أول رحلة رسمية للتلفريك مساء الجمعة، 13 ديسمبر، خلال حفل افتتاح مهيب، قبل أن تبدأ العربات في استقبال الركاب بشكل منتظم اعتبارًا من يوم السبت 14 ديسمبر. ويُعد هذا المشروع جزءًا من تطوير شامل تحت مسمى "شيلثورن باهن 20XX"، والذي يشمل بناء مسار جديد بثلاث مراحل.

وسيُسهم المسار الجديد عند اكتماله في تقليص زمن الرحلة بين ستيشلبرغ وقمة شيلثورن من 32 دقيقة إلى 18 دقيقة فقط. ويأتي هذا التطوير جنبًا إلى جنب مع افتتاح تلفريك آخر يربط بين منطقتي مورِن وبيرغ، بينما يُنتظر اكتمال المرحلة الأخيرة بين بيرغ وشيلثورن بحلول مارس 2025، على أن يُنجز المشروع بأكمله بحلول ربيع/صيف 2026.

مطعم بيتز غلوريا في قمة شيلتهورن.Marco Zurschmiede via Schilthornbahn AG

وتشتهر قمة شيلثورن عالميًا بفضل مطعم "بيز غلوريا" الذي ظهر في فيلم جيمس بوند الشهير "في خدمة صاحبة الجلالة السرية" عام 1969. ويمثل المطعم، الذي يُعد أول مطعم دوّار في العالم وفقًا لمصممه المهندس كونراد وولف، تحفة معمارية فريدة تقدم إطلالة بانورامية 360 درجة على أكثر من 200 قمة جبلية، من بينها مونت بلانك إذا كانت الرؤية صافية.

الطبيعة الخلابة في سويسرا

وتعود شهرة المطعم إلى رواية إيان فليمنغ الشهيرة التي حملت نفس الاسم عام 1963، حيث مثّل المبنى مخبأ الشرير إرنست بلوفيلد. وقد أكمل فريق إنتاج الفيلم بناء المطعم جزئيًا مقابل استخدامه لتصوير مشاهد الفيلم.

Relatedيُساعد في حل أكثر الحسابات تعقيداً.. سويسرا تكشف عن حاسوبها الجديد ”Alps“بعد 15 عامًا: صور انحسار الأنهار الجليدية في سويسرا تبكي زوجين بريطانيّينفيضانات تيسينو في سويسرا: جسر مدمر وانقطاع للكهرباء والمياه

ويأتي هذا الإنجاز السويسري الجديد ليُعيد تسليط الضوء على جبال الألب كمقصد سياحي جذّاب لعشاق الطبيعة والمغامرة، في حين يستعد الزوار لخوض تجربة استثنائية عبر التلفريك الأكثر انحدارًا في العالم، وصولًا إلى القمة التي ارتبطت بروح المغامرة والعميل الشهير جيمس بوند.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل ستزور إسبانيا قريبا؟ قانون جديد يلزم السياح بتقديم 100 معلومة شخصية عنهم وخشيةٌ من تأثر السياحة سياحة في قلب الأزمة..كيف تزعزع حشود الزوّار هويّة روما؟ سياحة لا تخضع لتوقعك المالي.. 5 بلدان تجعلك تعيش متعة حقيقية.. لكنك ستدفع أكثر من ميزانيتك المرصودة جيمس بوندمطاعمسياحةسويسراجبال الألبسيارات كهربائيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ438: صفقة التبادل وشيكة في غزة والجيش الإسرائيلي يتوغل خارج المنطقة العازلة بسوريا يعرض الآن Next أنا صهيوني والحاخامات وأصدقائي اليهود كانوا دوما إلى جانبي.. بايدن يحتفل بعيد حانوكا في البيت الأبيض يعرض الآن Next فون دير لاين: سقوط الأسد يفتح أفقا جديدا للشعب السوري وأردوغان يؤكد أهمية دعم دمشق بالمرحلة القادمة يعرض الآن Next مراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا حيث يفوق عدد قطع السلاح عدد السكان يعرض الآن Next لأصحاب الحقائب العامرة.. "فيا مونت نابوليوني" في ميلانو يتربع على عرش أغلى شوارع التسوق في العالم اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو ترامب: تركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين ومفتاح البلاد بيد أردوغان فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياإسرائيلضحايادونالد ترامبهيئة تحرير الشام جو بايدنروسياإعصارتغير المناخنيجيرياموسكوطالبانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • صور تلسكوب جيمس ويب الجديدة تكشف كيفية تشكل الكواكب
  • قراءة في كتاب «العقل والفلسفة والإيمان في مواجهة الإلحاد» للدكتور أمان قحيف باتحاد الكتاب وسط الدلتا
  • أنشيلوتي يتحدث عن التتويج بجائزة أفضل مدرب لعام 2024
  • بسرعة قياسية وعلى ارتفاع 775 مترًا في جبال الألب.. تلفريك سويسري ينقلك إلى مطعم جيمس بوند الدوار
  • إشهار كتاب ” مذكرات الدكتور ممدوح العبادي.. السياسي الأمين” في “شومان”
  • وزير الصحة بالحكومة الليبية يثمن “ملحمة طبية” نفذها أبطال مستشفى بن سينا
  • “فن تصميم الكتاب” يدعو للعودة إلى القراءة التقليدية في معرض جدة للكتاب 2024
  • “هذا الكتاب حلو”.. حين تتحول الثقافة إلى حوار تفاعلي بين زوار معرض جدة للكتاب 2024
  • بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
  • قراءة في كتاب: “محافظة سراة عبيدة” .. تاريخ وحضارة عادات وتقاليد