يجتمع السبت القادم عدد من كبار المفكرين، ورجال الأعمال من مصر والسودان لبحث كيفية إعادة إعمار السودان الذي مزقته الحرب، والمؤتمر مصري- سوداني مشترك، وهو محاولة لعمل موحد بين البلدين لإزالة آثار الجريمة الكبرى التي اقترفها الدعم السريع بحق السودان، وتعددت جرائم الدعم بقيادة محمد حمدان دوقلو الملقب بحمدتي، والذي ارتكب جرائم لم تخطر ببال أحد حيث تعمد تدمير المؤسسات العسكرية، والمدينة والخدمية حيث دمرت مستشفيات ومدارس وجامعات وطرق الخرطوم، ومطارها ومعظم محطات الكهرباء والمياه والصرف وأصبحت العاصمة المثلثة التي بناها السودانيون بدمهم من عشرات السنين تحولت إلى بيوت من خراب على أيدي التمرد الذي لا يعرف أحد حتى الآن لماذا قام بكل هذا التدمير، وهو يعلن ليلاً ونهارًا أن معركته مع الجيش السوداني وليست مع الشعب.
والمؤتمر سيعقد تحت رعاية وزارتي الصناعة والتجارة المصرية والسودانية بمشاركة مراكز بحثية نجحت في رصد آلاف المنشآت والمباني والخدمات في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان وولاية الجزيرة وولايات الخرطوم الخمسة جنوب كوردفان وأجزاء من ولاية سونار، ولم يقتصر الخراب الذي قامت به تلك الميليشيا على ولاية من ولايات السودان حتى وصل إلى أقصى شمال السودان في مدينة مروي القريبة من الحدود المصرية.
وهناك تقديرات كثيرة تتجاوز المئة مليار لإعادة بناء السودان من جديد، وهي أموال لا يمكن توفيرها دون مشاركة عربية، وإسلامية فاعلة ومشاركة الدول الكبرى والمنظمات الدولية الفاعلة في هذا الشأن، والحديث عن إعادة إعمار السودان في الوقت الحالي هو حديث مبكر، واستباقي للكوارث المحتملة عند عودة الشعب السواني إلى بلاده ومدنه وأريافه حيث الصدمة والذهول من هول ما ارتكبه التمرد في حق البلاد من تدمير خاصة وأن العائدين من دول كمصر ودول الخليج قد شاهدوا، وتعايشوا مع الاستقرار والأمن واستمتعوا بالخدمات المختلفة من صحة وتعليم وكهرباء ومياه نظيفة وطرق معبدة ووسائل نقل حديثة ومتنوعة، وبالتالي لن يقبل هؤلاء بأقل من ذلك في سودان ما بعد الحرب خاصة وأن السودان يتمتع بأكبر وأكثر الثروات في الوطن العربي بل وأفريقيا فهو مخزون الغذاء الرابع في العالم بثروة ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة، وأكثر من ١٣٠ مليون رأس من القطيع دولة الذهب والنحاس واليورانيوم والمنجنيز وهو دولة الحدود المفتوحة على سبع دول، وهو إحدى الدول المطلة على أهم ممر مائي عالمي في البحر الأحمر، وكل تلك الثروات إذا ما تم استغلالها بطريقة علمية يمكن أن تحول السودان إلى دولة نهضة حديثة، وتساهم في اكتفاء الوطن العربي كله من القمح والغذاء.
كما يقولون ربما ضارة نافعة فقد سكت العرب وامتنعوا عن تقديم المساعدة للسودان منذ استقراره في يناير ١٩٥٦ وظلت البلاد كنزًا تحت الأرض لا يستفادوا منه شعبه، أو الشعوب المجاورة وربما جاء اليوم الذي ينتفض فيه العرب والدول الأفريقية المجاورة، ويقدموا يد المساعدة للسودان في استخراج هذا الكنز العظيم كي يعود بالنفع على كل شعب السودان، وكل دول المنطقة.
ونحن الآن أمام مفترق طرق أما أن يكون السودان بثرواته للسودانيين ولمن ساعد من الدول العربية والأفريقية، وإما أن ينقض الاستعمار الجديد بكل تحالفه على تلك الثروات، ويحرم شعبه منها بل ويستعملهم كعبيد وعمال سخرة لاستخراج ونقل هذه الثروات إلى عواصم أوربا كما يفعل في معظم الدول الأفريقية والخيار الآن بات واضحًا وصريحًا لشعب السودان والشعوب العربية والأفريقية ولا غموض اليوم في الاختيار.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
كالكاليست: لا خطة لإعادة إعمار الشمال منذ اندلاع الحرب
قالت صحيفة كالكاليست، المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، إنه وبعد مرور أكثر من عام وشهرين على اندلاع الحرب، لا تزال الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على تقديم خطة واضحة لإعادة إعمار الشمال، وعودة عشرات الآلاف من السكان إلى منازلهم.
ووفقا لما ذكرته كالكاليست، تسلّط استقالة إليعازر "تشيني" ماروم، المسؤول عن مشروع إعادة إعمار الشمال، الضوء على الفشل المستمر في إدارة الأزمة.
واستقال ماروم بعد 5 أشهر فقط من توليه المنصب، مشيرا إلى تقليص صلاحياته بعد تعيين زئيف إلكين وزيرا مسؤولا عن إعادة إعمار الجنوب والشمال.
وقالت الصحيفة إن ماروم -الذي قدّم شهادته أمام لجنة خاصة في الكنيست– أشار إلى تقديمه خطة أولية بقيمة 31 مليار شيكل (8.4 مليارات دولار)، لكن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قرر تخفيضها إلى 15 مليار شيكل (4 مليارات دولار).
وأكد أن الحكومة سبق أن وافقت في شهر مايو/آيار الماضي على تخصيص مليار شيكل، منها 200 مليون شيكل (55.7 مليون دولار) تم رصدها مؤخرا لتحسين البنى التحتية في بعض البلدات الشمالية. ومع ذلك، أشار إلى وجود تحديات تتعلق بعودة السكان، مثل التزامات إيجار المنازل والعام الدراسي للأطفال، حسب كالكاليست.
إعلان الدمار والإهمال يقوّضان جهود الإعماروفي حين تواصل قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها في جنوب لبنان ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار، يبقى الوضع على الجانب الإسرائيلي متأزما، حسب الصحيفة.
وأشار إلكين في شهادته إلى تحديات خطيرة، مثل الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وانتشار القوارض والمشاكل الصحية الناتجة عن إهمال الصيانة، لافتا إلى أن تعويضات الأضرار من قِبل مصلحة الضرائب غير كافية.
وأوضح أن 4 مليارات شيكل (1.1 مليار دولار) من إجمالي المبلغ المرصود سيتم استخدامها العام المقبل، مع توزيع باقي المبلغ وفق خطة متعددة السنوات.
فجوة في الأداء الحكوميومنذ بداية الأزمة، لم تقدم الحكومة حلولا عملية لسكان الشمال الذين يواجهون أوضاعا مأساوية، بحسب كالكاليست.
ودعا ماروم في رسالته للكنيست إلى ضرورة إيجاد حلول حقيقية بدلا من الاعتماد على التصريحات الفارغة.
واختتمت جلسة الكنيست التي تناولت الأزمة دون مشاركة فعّالة من ممثلي السلطات المحلية، حيث لم يُمنحوا وقتا كافيا للتعبير عن وجهات نظرهم، وفق الصحيفة.
وحسب الصحيفة، فإن الحكومة تواصل طرح خطط غير مكتملة تفتقر للأسس التنفيذية الواضحة، ما يزيد معاناة سكان الشمال، الذين ما زالوا ينتظرون حلولا واقعية لمشاكلهم، حسب الصحيفة.