إليك ما يقوله الخبراء حول العلاقة بين الالتهابات التي تصيب الأمهات أثناء الحمل وزيادة احتمال الإصابة بالتوحد لدى الأطفال.

اعلان

شهدت المعلومات حول مرض التوحد طفرة كبيرة منذ ظهور المصطلح لأول مرة في عام 1911، حيث لا يُنظر إلى اضطراب طيف التوحد اليوم على أنه "مرض" أو "إصابة"، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، بل كمجموعة من السمات التي تتفاوت بشكل كبير بحسب النوع وشدة الأعراض.

ولكن على الرغم من هذا التقدم، لا يزال العلماء يسعون جاهدين لفهم العديد من جوانب هذه الحالة.

ويشمل ذلك الأسباب الكامنة التي تساهم في الإصابة بالتوحد أو تزيد من احتمالية حدوثه، على الرغم من أن الأبحاث الحالية تشير في المقام الأول إلى مزيج من العوامل الوراثية والبيئية.

Relatedالشطرنج لتعزيز قدرات ذوي الاضطرابات المعرفية أو مصابي التوحدوفاة أول مريض شُخّص بالتوحد عن عمر يناهز 89 عاماً

أحد هذه العوامل هو الإصابة بالعدوى أثناء الحمل، مثل الإنفلونزا، والتي كانت محور دراسات مستفيضة في كل من النماذج الحيوانية والبشر.

وعلى الرغم من أن هذه العلاقة قد لا تكون بالضرورة سببية، بمعنى أن الإصابة بالإنفلونزا أثناء الحمل ليست شرطا لإصابة الطفل بالتوحد، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن مثل هذه العدوى قد تكون عاملاً مساهماً في ذلك.

هل تؤدي الإصابة بالإنفلونزا أثناء الحمل إلى التوحد؟

يقول الدكتور إيان ليبكين، مدير مركز جامعة كولومبيا للعدوى والمناعة في جامعة كولومبيا، في حديث مع يورونيوز: "يشير عملنا إلى أن النساء اللواتي يعانين من نوبات الحمى، واللواتي لديهن نسبة مرتفع من الأجسام المضادة التي تصل إلى الهربس البسيط من النوع الثاني، واللواتي أبلغن عن الإصابة بالإنفلونزا ولديهن سوابق عن إصابتهن بالإنفلونزا، جميعهن أكثر عرضة لإنجاب أطفال سيحصلون لاحقًا على تشخيص التوحد".

كان ليبكين كبير مؤلفي دراسة استكشفت الصلة المحتملة بين الإصابة بالإنفلونزا أثناء الحمل وخطر إصابة الأطفال بالتوحد.

وركزت الدراسة على حالات الإنفلونزا المؤكدة مخبريًا، بدلًا من الاعتماد فقط على الردود على الاستبيانات أو السجلات الطبية، ووجدت بعض الأدلة على زيادة خطر الإصابة بالتوحد عندما تكون الإنفلونزا التي تم تشخيصها مخبريًا مصحوبة بأعراض حادة تم الإبلاغ عنها من قبل الشخص المريض.

قال ليبكين: "لا شيء من هذا مفاجئ للغاية". "أعني أننا نطلب من النساء عدم شرب الكحول أثناء الحمل، وعدم تناول بعض الأدوية أثناء الحمل، وعدم التدخين أثناء الحمل، فلماذا نندهش من أن عاملاً بيئياً آخر قد لا يكون مهماً أيضاً في التأثير على النمو الطبيعي للجنين".

Relatedكيف تتغير أدمغة النساء أثناء الحمل؟ العلماء يقدمون الإجابةدراسة: 20% من الأمريكيات يتعرضن لسوء المعاملة والتمييز أثناء الحمل والولادة دراسة: تدخين الماريجوانا أثناء الحمل يزيد احتمال إصابة المواليد بالتوحددراسة: السكري أثناء الحمل قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب

قال المؤلفون إنه إذا كانت العدوى تساهم في زيادة خطر الإصابة بالتوحد، فقد لا يكون ذلك بسبب الفيروس نفسه بل بسبب استجابة الجهاز المناعي للأم والالتهابات التي يسببها.

لماذا قد تؤدي العدوى الفيروسية أثناء الحمل إلى التوحد؟

لفهم ما يحدث للجنين بشكل أفضل عندما تصاب الأم بعدوى تؤدي إلى التوحد، درس الباحثون نماذج حيوانية.

الدكتورة إيرين سانشيز مارتن، وهي باحثة في مختبر كولد سبرينغ هاربور في الولايات المتحدة الأمريكية، قدمت مؤخرًا نتائج دراستها الجارية على الحيوانات التي تبحث في كيفية مساهمة الالتهاب أثناء الحمل في اضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال.

وقالت لـ"يورونيوز هيلث" إن بحثها أجري على نماذج الفئران ووجدت أن التنشيط المناعي للأمهات أثناء الحمل مرتبط بنتائج سلوكية مشابهة لما يمكن تفسيره على أنه توحد لدى البشر.

وأوضحت قائلة: "لا يمكننا القول بأن الفئران مصابة بالتوحد لأنها متلازمة مختلفة، لكنها يمكن أن تزيح بعض السلوكيات والتشوهات التي يمكن أن ترتبط باضطرابات النمو العصبي، والتي عادة ما تكون التوحد وكذلك الفصام".

ركز البحث أيضًا على دراسة التأثيرات المباشرة لتعريض الفئران الحوامل للفيروسات، والتي قالت سانشيز مارتن إنها قد تعادل تقريبًا الثلث الأول من الحمل عند البشر.

اعلان

وأظهر أنه بمجرد تنشيط الجهاز المناعي للأم بعد محاكاة العدوى، ظهرت علامات مبكرة للعجز في النمو لدى الأجنة حتى في غضون 24 ساعة من التعرض.

Relatedدراسة جديدة: عدد ساعات النوم أثناء الحمل قد يُؤثر على نمو الأطفال

وقالت إنه من المثير للاهتمام أن العجز في النمو كان موجودًا في الغالب في الأجنة الذكور وليس الإناث.

الالتهاب وليس العامل المعدي المحدد

في حين أكدت سانشيز مارتن أن هذه النتائج قد لا تنسحب بشكل كامل على البشر بسبب استخدام نماذج الفئران، إلا أنها أضافت أنها يمكن أن تسلط الضوء على المكونات التي تساعد على تفسير العوامل التي تؤدي إلى التوحد، نظراً لأن الدراسات التي أجريت على الفئران تسمح بإجراء مقارنات بين الأجنة من نفس الأم.

وكانت النتائج أن الاضطرابات في بيئة الجنين مثل السائل الذي يحيط بالجنين أو المشيمة يمكن أن تفسر سبب تعرض البعض لخطر الإصابة بالتشوهات في النمو.

اعلان

وقال سانشيز مارتن: "في الأساس، هذا يجعلنا نفهم أن الالتهاب هو العامل المرتبط بهذه المشاكل".

وأضاف ليبكين أيضًا أن "المستويات المرتفعة من بروتين السيتوكين المرتبط بالالتهاب" كانت شائعة لدى النساء اللاتي أنجبن أطفالًا تم تشخيصهم لاحقًا بالتوحد.

وقال: "لذلك نعتقد أن السبب هو الالتهاب وليس العامل المعدي المحدد، وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تحفيزها".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة روسيا تشن هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا وتسفر عن ضحايا وأضرار واسعة أبحاث طبيةازنولفنلأاالصحةمرض التوحدأبحاث وتنميةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ408: غارات إسرائيل تقتل العشرات شمال غزة وتغتال مسؤول الإعلام في حزب الله يعرض الآن Next خيبة أمل شخصيات عربية وإسلامية في أمريكا من فريق ترامب للشرق الأوسط وارتياح في صفوف المستوطنين يعرض الآن Next غارة إسرائيلية تستهدف محمد عفيف مسؤول الإعلام في غارة على بيروت.. فمن هو؟ يعرض الآن Next روسيا تشن هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا وتسفر عن ضحايا وأضرار واسعة يعرض الآن Next تسمم غامض يصيب الأطفال في جنوب أفريقيا ويؤجج مشاعر الكراهية ضد الأجانب اعلانالاكثر قراءة طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ليلة مرهقة وأول اختبار حقيقي لقواتنا اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما حب وجنس في فيلم" لوف" رجل يحتجز عدداً من الموظفين داخل مطعم بضواحي باريس رغم توقف شركات طيران عالمية.. الإمارات تبقي رحلاتها إلى إسرائيل مفتوحة اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29ضحاياالصيندونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب اللهفولوديمير زيلينسكيطعنمدارس مدرسةحادثشرطةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: كوب 29 ضحايا دونالد ترامب الصين فولوديمير زيلينسكي إسرائيل كوب 29 ضحايا دونالد ترامب الصين فولوديمير زيلينسكي إسرائيل أبحاث طبية الصحة مرض التوحد كوب 29 ضحايا الصين دونالد ترامب إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حزب الله فولوديمير زيلينسكي طعن مدارس مدرسة حادث شرطة الإصابة بالتوحد یعرض الآن Next إلى التوحد یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مادة شائعة في مياه الشرب ترتبط بزيادة التوحد بنسبة 500%!

الولايات المتحدة – كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ارتباط مثير للقلق بين مادة شائعة في مياه الشرب وزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال.

وتوصل فريق من الباحثين من “معهد الأمراض المزمنة” في ولاية ماريلاند، إلى أن الأطفال الذين نشأوا في مناطق تُضاف فيها مادة الفلورايد إلى مياه الصنبور “كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بمعدل يزيد بستة أضعاف مقارنة بأقرانهم الذين لم يتعرضوا لتلك المياه”.

وحلل فريق البحث، بقيادة الدكتور مارك جير، بيانات أكثر من 73 ألف طفل وُلدوا في ولاية فلوريدا بين عامي 1990 و2012، وراقبوا تطورهم خلال العقد الأول من حياتهم.

وكشفت النتائج عن ارتفاع خطر الإصابة بالتوحد بنسبة 526% لدى الأطفال الذين تعرضوا بالكامل للفلورايد. كما أظهرت الدراسة زيادة بنسبة 102% في خطر الإعاقات الذهنية، و24% في حالات تأخر النمو.

واعتمدت الدراسة المنشورة في مجلة BMC Pediatrics، على مقارنة مجموعتين من الأطفال: الأولى تضم 25662 طفلا عاشوا في مناطق يستهلك سكانها مياها مفلورة بنسبة تزيد عن 95%، والثانية تضم 2509 طفلا لم يتعرضوا للمياه المفلورة مطلقا. ومن المثير أن 5 فقط من أطفال المجموعة الثانية شُخّصوا بالتوحد، مقابل 320 حالة في المجموعة الأولى.

وأثارت هذه النتائج جدلا واسعا في الأوساط الطبية، لا سيما في ظل الانتقادات التي يوجهها وزير الصحة الأمريكي، روبرت ف. كينيدي الابن، لإضافة الفلورايد إلى المياه، إذ أعلن عزمه تقديم طلب رسمي إلى مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) لإعادة النظر في التوصيات المتعلقة بذلك.

ومن جانبها، أعربت الطبيبة، فيث كولمان، عن تشككها في صحة الدراسة، مشيرة إلى وجود قيود منهجية عدة، منها غياب بيانات دقيقة عن كميات الفلورايد المستهلكة، وعدم استبعاد الأسباب الوراثية المحتملة، فضلا عن أن متوسط سن تشخيص التوحد في الدراسة (6.13 أعوام) يتجاوز العمر المعتاد الذي يتم فيه اكتشاف الاضطراب (عام إلى عامين).

ورغم هذه المخاوف، لا تزال المؤسسات الصحية الأمريكية، مثل مراكز السيطرة على الأمراض، توصي بإضافة الفلورايد إلى مياه الشرب لدوره الكبير في الحد من تسوس الأسنان. ويُقدّر أن نحو ثلثي سكان الولايات المتحدة يستهلكون مياها مفلورة.

لكن دراسات أخرى حذرت من أن التعرض المزمن لمستويات مرتفعة من الفلورايد قد يرتبط بانخفاض معدلات الذكاء ومشاكل في النمو العصبي. وأشارت مراجعة لـ74 دراسة نشرت في مجلة JAMA Pediatrics، إلى أن كل زيادة بمقدار 1 ملغم/لتر للفلورايد في بول الطفل ارتبطت بانخفاض قدره 1.63 نقطة في معدل الذكاء.

وفي ضوء هذه النتائج، دعا الباحثون إلى إعادة تقييم دقيقة للمخاطر والفوائد المرتبطة باستخدام الفلورايد، خاصة في ظل التباين بين الدول؛ حيث تمتنع معظم الدول الأوروبية عن إضافة الفلورايد إلى المياه، في حين أن معدلات التوحد فيها أقل بكثير من الولايات المتحدة.

المصدر: ديلي ميل

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر: مياه الشرب المفلورة قد ترتبط بزيادة التوحد لدى الأطفال
  • 5 خطوات بسيطة لإنهاء شجارات الأشقاء وبناء علاقة أقوى بينهم
  • مادة شائعة في مياه الشرب ترتبط بزيادة التوحد بنسبة 500%!
  • هل تُخفي مياه الشرب سرا يرتبط بالتوحد؟
  • أطفال أمريكا مهددين بإصابة (التوحد)
  • الفلورايد في مياه الشرب قد يضاعف خطر التوحد لدى الأطفال
  • مها النمر: فقر الدم في الحمل قد يؤدي لنقل دم أثناء الولادة
  • هل مرضى التوحد لا يتفاعلون اجتماعيا؟
  • الأمهات المصابات بالسكري قد ينجبن أطفالًا مصابين بالتوحد وفرط الحركة
  • إليك الفوائد والأضرار .. ماذا يحدث عند تناول الثوم يوميا؟