أوروبا تعيد النظر في حدودها.. هل “الوحدة الأوروبية” في خطر؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
17 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: في ظل تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية، تعيد أوروبا فرض الرقابة على حدودها، مما يثير مخاوف من تهديد الوحدة الأوروبية.
وقررت ألمانيا توسيع رقابتها على الحدود البرية مع جيرانها، بما في ذلك فرنسا وبلجيكا وبولندا.
وأشارت وزيرة الداخلية الألمانية إلى أن القرار جاء للحد من الهجرة غير النظامية وحماية البلاد من تهديدات أمنية.
كما تبنت دول أخرى مثل السويد وهولندا سياسات مشددة تجاه المهاجرين.
وتثير عودة الضوابط الحدودية تداعيات على اتفاقية شينغن، التي تتيح حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي.
وتأتي هذه التطورات مع صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، حيث حققت مكاسب سياسية مستغلة مخاوف الشعوب من تدفق اللاجئين.
وتعاني دول أوروبا من أزمات اقتصادية عديدة، بدءا من تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية وصولا إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الطاقة.
في هذا الصدد، قال الدكتور فرانز هيرمان، المحلل السياسي من برلين، في حديثه لقناة “سكاي نيوز عربية”:
هذه الإجراءات تعكس المخاوف من زيادة تدفق المهاجرين وتراجع السيطرة الأمنية، في خطوة قد تمهد لنهاية الحلم الأوروبي.
إعادة فرض الرقابة الحدودية قد تكون بداية لتفكك أوسع داخل الاتحاد الأوروبي، مما يهدد الإنجازات التي تحققت على مدى عقود.
الأزمات ساهمت في زيادة النقمة الشعبية وتعزيز النزعة القومية، مما يضعف قدرة الاتحاد الأوروبي على مواجهة التحديات بشكل موحد.
من جهته، أوضح جوزيف ليند، الخبير في الشؤون الأوروبية من باريس، لـ”سكاي نيوز عربية”:
هذه السياسات تعكس صعود اليمين المتطرف في أوروبا، والذي يستغل أزمة الهجرة لتعزيز شعبيته.
السويد قررت تقديم عروض مالية للمهاجرين لمغادرة البلاد طواعية، بينما جمدت هولندا طلبات اللجوء لمدة عامين.
حزب “البديل من أجل ألمانيا” حقق نجاحات في الانتخابات المحلية، مما يزيد من احتمالية تغيير السياسات الوطنية تجاه الهجرة.
مارين لوبان في فرنسا قد تكون من أبرز المستفيدين من هذا التصعيد، مع تعزيز فرصها في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تخصيص مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا تسبب في تراجع الدعم الشعبي للحكومات، مما يعزز مخاوف التفكك الداخلي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
كالاس: العقوبات الأوروبية على روسيا يجب أن تظل سارية
شدّدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الجمعة، على عدم وجود ما يستدعي رفع العقوبات عن روسيا، بعد عرقلة المجر تمديدها بانتظار عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقالت في تصريح لصحافيين "نحن بالتأكيد بحاجة إلى العقوبات المفروضة. إنها رافعتنا، وسيكون غريباً جداً التخلي عنها".
وتابعت كالاس "الأمور لم تتغيّر. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يغيّر أهدافه ولم يتغيّر شيء على الأرض. لذلك لا أسس لرفع العقوبات".
وفرض الاتحاد الأوروبي 15 حزمة من العقوبات غير المسبوقة على موسكو منذ بدأت القوات الروسية هجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
والقرار المقبل بشأن تمديد مفاعيل العقوبات يجب أن تتّخذه الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإجماع بحلول 31 يناير (كانون الثاني).
"Things haven't changed. Putin hasn't changed his goals and nothing has changed on the ground. So there is no basis to for lifting the sanctions." @kajakallas
https://t.co/mcTatbGgdA via @BarronsOnline
ولكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أحد أكثر الحلفاء قرباً من ترامب في الاتحاد الأوروبي والزعيم الأكثر تودّداً لروسيا في التكتل، رفض تمديد مفاعيل العقوبات بانتظار إجراء مناقشات مع فريق ترامب عقب توليه السلطة.
وقال أوربان الجمعة إن بروكسل يجب أن تتكيّف مع الوضع المتغيّر لأن "حقبة جديدة بصدد أن تبدأ".
وأضاف أوربان خلال مقابلة أجرتها معه الإذاعة الرسمية "لقد حان الوقت لرمي العقوبات من النافذة وإنشاء نظام لعلاقات خالية من العقوبات مع روسيا. الطريق طويل، لكن علينا العمل على ذلك".
وتابع "في الوقت الراهن، فإن الإشارات الآتية من بروكسل ليست مشجعة".
#Hungary PM calls for end to #EU sanctions on #Russia; lauds #DonaldTrump's return as 'new dawn'
Watch for more details pic.twitter.com/VEQcRst0vT
ويعد ترامب الذي سيؤدي اليمين الدستورية الإثنين، بعقد صفقة تنهي سريعاً الحرب في أوكرانيا، ما أثار مخاوف من أن يجبر كييف على تقديم تنازلات كبيرة لموسكو.
وقالت كالاس "أياً تكن المفاوضات، سنكون في وضعية أضعف بكثير" إذا رفعت العقوبات قبل الأوان.
وأضافت "لا أعتقد أيضاً أن من مصلحة الولايات المتحدة التخلي عن العقوبات الآن".
ويبدي دبلوماسيون أوروبيون قلقهم إزاء العرقلة المجرية مع قرب موعد انتهاء مفاعيل العقوبات في نهاية الشهر.
ومن شأن انقضاء المفاعيل أن يسمح لموسكو بالتصرّف بأكثر من 200 مليار يورو (205 مليارات دولار) من أصول مصرفها المركزي في أوروبا.
وفي الأثناء، لم تصدر موسكو أي مؤشر يدل على تراجع في حملتها الرامية إلى السيطرة على أراض في شرق أوكرانيا والتي دمّرت بلدات وقرى.