الحراصي: الذكاء الاصطناعي يخلق وظائف جديدة بالإعلام ويساعد المؤسسات على قراءة توجهات الجمهور
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
رعى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، الأحد، انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الرابع "الاتصال والإعلام وثورة الذكاء الاصطناعي: الحاضر والمستقبل"، والذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بجامعة السلطان قابوس.
ويتناول المؤتمر الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام أكثر من 60 ورقة علمية، تتعلق بالأطر الفلسفية في استخدامات الذكاء الاصطناعي في الاتصال والإعلام، وتجارب تطبيق الذكاء الاصطناعي في صناعات الاتصال والإعلام عربيا ودوليا، وإشكالات وتحديات الاتصال والإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي، وبرامج التعليم والتدريب الإعلامي في حقل الاتصال والإعلام في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الصناعة الإعلامية في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي.
وقال معالي الدكتور وزير الإعلام راعي المناسبة: "إن الذكاء الاصطناعي يؤثر في تغيير جوانب متعددة من الحياة خاصة في المجالات الإبداعية وصناعة المحتوى، وسيعمل في مجال الإعلام على تغيرات ضخمة لها شقان إيجابي، وآخر يبدو في الفترة الحالية سلبيا مثل التغيير في الوظائف الإعلامية، وإنتاج المحتوى الإعلامي ومخاطر التضليل الإعلامي، أما الآفاق الإيجابية فسيعمل الذكاء الاصطناعي على إيجاد وظائف جديدة، ويساعد المؤسسات الإعلامية على قراءة توجهات الجمهور باستغلال تقنياته لقراءتها البيانات الضخمة في عملية إنتاج المحتوى الإعلامي، بالإضافة إلى جوانب تخصيص المحتوى الإعلامي لكل فرد، وسوف يجد من الإعلام بمختلف أشكاله ما يناسبه وما يحقق له مراده وتوجهاته".
وأضاف معاليه- في تصريح صحفي- أن هذا المؤتمر يتزامن مع أمرين مهمين هما احتفال سلطنة عمان بمرور 50 عاما على بدء بث تلفزيون سلطنة عمان الذي بدأ في ال17 من نوفمبر 1974م، وصدور قانون الإعلام العماني كونه ينظم العمل الإعلامي ويوازن بين الحريات والحقوق وبين المسؤوليات.
من جانبه، قال المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر: "من الثابت اليوم بعد سلسلة من التجارب لتطوير التطبيقات المختلفة، أصبحت إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي في مجالات متعددة منها تحسين سرعة ودقة إنتاج الأخبار، وتحليل البيانات الضخمة، وفهم اتجاهاتها العامة، كما توضح بعض المؤشرات تطور استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وزيادة اتجاهات توظيفه في المؤسسات الإعلامية حول العالم".
وأضاف أن بعض التقارير والدراسات تشير إلى تطور حجم سوق هذه التطبيقات في قطاع الإعلام من 10 مليارات دولار أمريكي في عام 2022م، إلى ما يزيد على 30 مليار دولار بحلول عام 2030م، كما تؤكد بعض المؤشرات على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى لنحو 80% من المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وتوجه نحو 70% من المؤسسات الإعلامية العالمية إلى زيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفاعل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، وتحسين سرعة إنتاج المحتوى بنسبة تزيد على 50% في المؤسسات الإعلامية التي تعتمد تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن هناك توجها لأكثر من 45% من المؤسسات الإعلامية حول العالم إلى توظيف مختصين في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات خلال السنوات المقبلة، لذا ينبغي البحث في الوجوه الأخرى من ثورة الذكاء الاصطناعي التي يتمكن فيها التحيز الخوارزمي من تقديم رؤية منحازة وغير عادلة عن بعض القضايا والمجموعات، ويصبح من السهل انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة، وتتضاعف إشكالية تهديد الخصوصية بشكل غير مسبوق، إلى جانب مخاطر أخرى تتعلق بإضعاف التفكير النقدي، وتآكل أخلاقيات العمل الصحفي.
وقدمت المتحدثة الرئيسة للمؤتمر البروفيسورة أليكساندرا نيكول أستاذ مساعد بجامعة معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا في أستراليا، ورقة عمل بعنوان "كيف يغير الذكاء الاصطناعي صناعة الإعلام"، وأشارت إلى ما شهده هذا العام من نمو هائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل صناعة الأخبار وفي الجامعات التي تسهل إنشاء النصوص والصور والأعمال الفنية وما يتصل بالصوت والفيديو وغيرها من الوسائط، موضحة أن المصطلحات المستخدمة للتقنيات التوليدية للذكاء الاصطناعي متنوعة ومتطورة في المقابل وتستخدم بشكل غير متسق. وذهبت من خلال ورقتها لتناول تقنيات تتجاوز المصطلحات المتعارف عليها مثل دردشة جي بي تي لشركة "أوبن آيه آي" ومتصفح براد التابع لشركة "جوجل" و"كو بايلوت" التابع لشركة مايكروسوفت.
وذكرت أن هناك دراسة قامت بها كلية لندن للاقتصاد أن 85 من العاملين في غرف الأخبار جربوا الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكان أكبر استخدام للذكاء الاصطناعي في إنتاج الأخبار، يليه التوزيع ثم جمع الأخبار، وذهبت في سياق ورقتها للكشف عن التحديات التقنية والمالية في مجال الذكاء الاصطناعي بالأخلاقية والثقافية والإدارية.
وشارك في الجلسة الرئيسة الأولى للمؤتمر عدد من الباحثين الدوليين، وهم الدكتور حسين أمين أستاذ الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور غسان مراد أستاذ اللسانيات الحاسوبية والإعلام بالجامعة اللبنانية، والدكتور هايرو لوجو أوكاندو عميد كلية الاتصال جامعة الشارقة، والدكتور نور الدين الميلادي أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة السلطان قابوس.
وتناولت الجلسة دور الذكاء الاصطناعي في النهوض ببرامج تعليم الصحافة والإعلام والتحديثات المصاحبة والمرتبطة بتعزيز هذا الذكاء لعملية التعلم، والمخاوف من الوظائف التي سيؤديها الذكاء الاصطناعي والاعتماد المفرط على التكنولوجيا على حساب تطوير مهارات التفكير النقدي.
كما تناولت الجلسة بدايات الذكاء الاصطناعي التي تعود إلى أكثر من 20 سنة من خلال برمجيات المعالجة الآلية للغات الطبيعية، وما يقوم به هذا الذكاء من أعمال في مجال الإعلام كالترجمة والتنقيب عن الاقتباسات وتغطية أخبار البورصة العالمية، ومع الانتشار الذي تولد بعد تشات جي بي تي ضاعف من تأثير التطبيقات على الإعلام من كل جوانبه.
وتطرق المشاركون في الجلسة إلى الآمال والتوقعات الأولية للذكاء الاصطناعي التي عززت فكرة الثورة التقنية، وما يعزز ذلك مستقبلا من خلال ظهور وظائف ذاتية جديدة تطبيقات الذكاء تعمل على إيجاد السرعة واختصار الوقت في النهوض بالخبر الصحفي.
وناقشت الجلسة آليات استثمار الذكاء الاصطناعي في الجانب الإعلامي بالإضافة إلى التعليم والاقتصاد والصحة، وما يجب على الحكومات في العالم من اتخاذ تدابير مبكرة للاستثمار في مثل هذه الإمكانات التقنية العالية.
تلا ذلك جلسات تناولت الأطر الفلسفية والمفاهيمية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في الاتصال والإعلام والبحث الإعلامي والاتصالي في مجال الإعلام والذكاء الاصطناعي.
ويسعى المؤتمر من خلال دورته الحالية إلى إثراء الجهود البحثية ذات الصلة بواقع ومستقبل الإعلام والاتصال في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، وتحليل واقع ومستقبل الإعلام والاتصال وتحدياته من زوايا فلسفية، ومنهجية، وتطبيقية عملية.
كما يسعى إلى تسليط الضوء على تغيرات البيئة الإعلامية والاتصالية والمشتغلين فيها، والمهارات اللازمة لمواكبة التغيرات المستقبلية، والتحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي.
وأعلن المؤتمر الدولي الرابع لقسم الإعلام بالتعاون مع مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF) المؤسسة العالمية العلمية والتطبيقية الرائدة في صناعة المحتوى والذكاء الاصطناعي عن إطلاق أول تحد من نوعه: تحدي مبتكري المحتوى بالذكاء الاصطناعي (شباب GEN AI) بمشاركة أكثر من 50 متدربا، لتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي لدى طلاب الجامعات، والصحفيين في المؤسسات الصحفية العمانية.
وأكد الدكتور محمد عبد الظاهر رئيس تحدي مبتكري المحتوى بالذكاء الاصطناعي (شباب GEN AI) على أهمية تعزيز مهارات الاستخدام الأمثل لتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في قطاع الإعلام والترفيه، قائلا: " لدى السلطنة فرصة كبيرة في نمو قطاع الذكاء الاصطناعي ودمجه في العديد من القطاعات الاقتصادية، ونهدف من خلال التحدي تعزيز ثقافة الذكاء الاصطناعي، ومهارات الشباب الإعلاميين، والصحفيين في دمج العديد من تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي في عمله اليومي".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اليوبيل الذهبي لتلفزيون سلطنة عُمان.. نصـف قرن مــن العطاء والإبداع
وزارة الإعلام العمانية تحتفي بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عُمان
تحتفي وزارة الإعلام ممثلةً بتلفزيون سلطنة عُمان اليوم بمرور 50 عامًا على بدء بث تلفزيون سلطنة عُمان والذي يصادف السابع عشر من نوفمبر عام 1974 م، ويُشكل محطة تاريخية مُهمة في مسيرة الإعلام العُماني ويعكس الاهتمام الذي توليه سلطنة عُمان لهذا القطاع منذ بدايات النهضة المباركة.
وقد تمكّن تلفزيون سلطنة عُمان على مدار خمسين عامًا من القيام بدور محوري في المشهد الإعلامي المحلي والعربي، ونجح في ترسيخ دوره كمؤسسة إعلامية وطنية بفضل توجهاته الاستراتيجية في تطوير المحتوى والتقنيات وتعزيز دوره كمنبر إعلامي يعكس رؤية سلطنة عُمان نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتطورًا.
وبدأ تلفزيون سلطنة عُمان مسيرته بعد أربع سنوات من انطلاق النهضة العُمانية بقيادة المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد /طيّب الله ثراه/ ليصبح نافذة إعلامية تنقل صوت عُمان ورؤيتها إلى العالم، وتعكس الهوية الثقافية والاجتماعية والسياسية وتعزز التواصل مع أبناء الوطن وتدعم مشاركتهم في البناء والتطوير، وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، شهد تلفزيون سلطنة عُمان تحولات كبيرة في المحتوى والتقنيات، ومرّ بمراحل تطور مختلفة، ليواكب التغيرات التكنولوجية، وليؤدي أدوارًا رئيسة في نقل الأحداث وتعزيز الوعي الوطني.
وقد بدأت أولى خطوات تلفزيون سلطنة عُمان ببثٍّ محدود في مسقط وبعض المناطق المجاورة باستخدام أجهزة بسيطة قدم من خلالها التلفزيون نشرات الأخبار المحلية، وخطابات السُّلطان، وبرامج تثقيفية للتعريف بالمفاهيم الحديثة للنهضة العُمانية، وعلى مدار السنوات الخمسين الماضية مرّ بمحطات رئيسة أعقبت مرحلة التأسيس وهي مرحلة التوسع التي امتدت لعشر سنوات منذ العام 1980م حيث شهدت توسيع شبكة البث لتغطي أغلب محافظات سلطنة عُمان، كما تم تطوير المحتوى لتقديم برامج تثقيفية وترفيهية، وتطوير البنية الأساسية لشبكة الإرسال.
وفي عام 1990م بدأت مرحلة التحول الرقمي باستخدام تقنيات البث الرقمي لتعزيز جودة الصورة والصوت، مع دخول العالم عصر العولمة، حيث عمل تلفزيون سلطنة عُمان على تحسين نوعية الإنتاج، من خلال إطلاق برامج حوارية تغطي القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وواصل تلفزيون سلطنة عُمان مسيرة تطوره من خلال مرحلة البث الفضائي؛ ما مكّنه من وصول القنوات إلى جميع أنحاء العالم، فيما تم إطلاق قنوات متخصصة مثل عُمان الثقافية، وعُمان مباشر، الأمر الذي أتاح تنوع المحتوى ليشمل الأخبار، والثقافة، والرياضة، والتغطيات المباشرة للأحداث الرسمية؛ حيث تجاوز عدد ساعات البث أكثر من 100 ألف ساعة بث سنويًّا تشمل مختلف أنواع البرامج.
ومنذ تأسيس تلفزيون سلطنة عُمان كان له الدور وما يزال في تعزيز الهوية الوطنية عبر بث البرامج التي تُعنى بتراث عُمان وتاريخها العريق، وأدى مهمّته في نقل الأحداث الوطنية الكبرى والخطابات السامية التي عززت روح الانتماء الوطني، وربط مختلف محافظات سلطنة عُمان ببعضها، كما أسهم في نشر الوعي المجتمعي من خلال برامجه التوعوية، ودعم الإنتاج الفني المحلي من خلال الدراما العُمانية وبرامج الترفيه، ونشر الثقافة والتراث العُماني عبر برامج وثائقية وتغطيات المهرجانات التراثية إلى جانب حضوره الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما ساعد على الوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور.
وقد أكد الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام العمانى في مقابلة مع إذاعة الشباب على أن تلفزيون سلطنة عُمان واكب كل مراحل التطور في المسيرة الطويلة لتطور الإعلام العُماني وقام بأدوار جليلة في تثقيف وتنوير الإنسان العُماني ونشر الوعي، وفي تطوير الفن والترفيه وبث الفعاليات في مختلف المجالات وإنشاء قنوات متخصصة مثل القناة الرياضية والقناة الثقافية وانتهاءً بتطوير المنصات الإلكترونية.