الأدب والسنع في المجتمعِ العُماني
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
جابر حسين العُماني **
jaber.alomani14@gmail.com
يتميز المجتمع العُماني بالتزامه الراسخ بالتقاليد العربية ذات الجذور والقيم والمبادئ الإسلامية، مما يجعله في مصاف المجتمعات المتقدمة من حيث الالتزام بالمنهج العربي والاسلامي الموروث، والذي عرف في الأوساط العُمانية بـ"السنع أوالأدب" الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من التراث العُماني العريق الذي توارثه العُمانيون عبر الأجيال، وهو مجموعة من الممارسات السلوكية والاجتماعية التي تهدف إلى التربية على الاحترام والتقدير والإجلال للآخرين بغض النظر عن خلفياتهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم المختلفة، ويتجلى ذلك من خلال أن يعيش الفرد الشعور بالتواضع والكرم والاحتشام وغيرها من قيم التقدير والاحترام التي تنعكس في فنون التعامل الإنساني مع الآخر في شتى المجالات الإنسانية والاجتماعية.
ومن تلك الجوانب الموروثة التي تعلمها الإنسان العُماني وحافظ عليها، ولا زال يغرسها في أبنائه الكرام، وهي تعد من التربية على التقاليد والقيم الأصيلة، وهنا نتعرض لذكر خمس منها لنقف على أهم الجوانب التي شكلت الشخصية العُمانية الفريدة، وهي كالاتي:
أولًا: تقاليد الترحيب وحسن الضيافة؛ إذ لا يزال العُمانيون يهتمون بكرم الضيافة ويعتبرونه واجبًا أسريًا واجتماعيًا، فهم يهتمون بإكرام الضيف ودعوته لتناول القهوة وأكل التمر وأنواع الأطعمة والأطباق الشعبية المختلفة، والجلوس مع الضيف بتواضع واجلال، حتى يشعر بأن البيت بيته وهو ليس بالإنسان الغريب بل هو بين أهله وناسه. ثانيًا: تقاليد اللباس الوطني: يحرص العُمانيون على ارتداء الثوب العُماني الموروث الذي يعكس الهوية العُمانية والتراث الخالد لأهل عُمان، كما تتمسك المرأة العُمانية بالثوب الموروث مثل الوقاية "الحجاب" واللباس الساتر، ويعتبر الحفاظ على الثوب التقليدي للمرأة والرجل من ابرز سمات الموروث العُماني الأصيل الذي يرمز إلى الاحتشام والعفة والسداد. ثالثًا: تقاليد الحكمة والحوار: يتميز العُمانيون باختيار الحديث الهادئ وتجنب رفع الصوت أثناء الحوارات والنقاشات المختلفة، لذا عُرفت الشخصية العُمانية بهدوئها وعدم تدخلها فيما لا يعنيها من حيث احترام خصوصيات الآخرين، وهو أمر عظيم يعد من سمات الشخصية العُمانية الذي لا يزال إلى يومنا هذا سمة غالبة عرف بها أهل عُمان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمان أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ". رابعًا: تقاليد الحفاظ على التراث الشعبي: إن من أهم الموارد التي يعتمد عليها الإنسان العُماني في تنشئته هو الحفاظ على تراثه المجيد، فقد عُرفت سلطنة عُمان منذ القدم بقلاعها، وفنونها الشعبية، وحرفها التقليدية، وأكلاتها الشعبية، فما أجملها من تقاليد عُمانية تشعر الفرد العُماني بالفخر لما ورثه من تراث شعبي من آبائه وأجداده الكرام، وكما قيل في المثل الشعبي: "الي ماله أول ماله تالي". خامسًا: تقاليد آداب الاستقبال والمجلس: يحرص الفرد العُماني الأصيل في جلسته وقيامه في مجالس الرجال أن يكون جلوسه وقيامه بشكل لائق يعكس أدبه واحترامه للآخرين بطريقة تُظهر معدنه واحترامه وتقديره لمن حوله بحيث يبرز للجميع أخلاقه وشخصيته العُمانية الفذة التي تربى عليها، متجنبًا الحركات العشوائية التي قد تحرجه وتحرج الجالسين معه، فتراه إذا جلس يجلس ويداه على ركبتيه، وإذا صافح صافح بكلتا يديه ضاغطًا برفق على يد من يصافحه لزيادة الود والاحترام والتقدير.وقد ورد عن حفيد النبي الأكرم الإمام جعفر بن محمد الصادق قال: "إِنَّ اَلْمُؤْمِنَيْنِ إِذَا اِلْتَقَيَا فَتَصَافَحَا أَدْخَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا، وَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى أَشَدِّهِمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ، فَإِذَا أَقْبَلَ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِوَجْهِهِ عَلَيْهِمَا تَحَاتَّتْ عَنْهُمَا اَلذُّنُوبُ كَمَا يَتَحَاتُّ اَلْوَرَقُ مِنَ اَلشَّجَرِ".
وأخيرًا.. ونحن نعيش الأيام النوفمبرية المباركة بمناسبة العيد الوطني الرابع والخمسين يجدر بنا جميعاً أن نحافظ على هذه التقاليد المتمثلة في الإرث العُماني الأصيل المستمد من هويتنا الإسلامية المباركة، وقيم ديننا الحنيف، فهو أمانة عظيمة بين أيدينا، يجب الحفاظ عليها بالتمسك بالتقاليد والقيم الأصيلة التي تعكس ما جبلت عليه الشخصية العُمانية من سمو أخلاقها ودماثتها وحسن استقبالها وتعاملها مع الآخرين.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
200 مشروع عُماني صغير ومتوسط في "معرض تكاتف الخليجي"
مسقط- العُمانية
افتتح اليوم الخميس معرض "تكاتف "الخليجي لرواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الذي تنظمه شركة "لينكس" بالشراكة مع هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويستمر لمدة 3 أيام بمحافظة مسقط.
ورعى الافتتاح معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، بحضور عدد من أصحاب السمو وأصحاب السعادة والسفراء وممثلي الدول الخليجية المشاركة.
ويهدف المعرض إلى تعزيز فرص النمو للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وفتح آفاق تجارية جديدة، وإنشاء شراكات استراتيجية، بما يتماشى مع رؤية سلطنة عُمان لدعم هذا القطاع باعتباره أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني.
وقالت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد منظمة معارض "تكاتف" الخليجي ومؤسسة شركة لينكس للمبادرات المجتمعية إن فكرة معرض تكاتف منذ انطلاق نسخته الأولى تأتي لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمكينها من الترويج لمنتجاتها وخدماتها، وفتح آفاق تجارية جديدة من خلال التعاون مع مختلف الجهات المشاركة، مضيفةً أن مؤسسة لنكس للمبادرات المجتمعية، والمتخصصة في إدارة الفعاليات في سلطنة عُمان تتولى تنظيم المعرض مواصلةً التزامها بتوفير منصة لتعزيز ريادة الأعمال والتعاون الخليجي المشترك.
وأوضحت أن المعرض يشهد مشاركة 200 مشروع عُماني بعلامات تجارية معتمدة، إلى جانب مشاريع من دول الخليج الأخرى مما يعكس اهتمام رواد الأعمال الخليجيين وإيمانهم بقوة السوق المحلي ورغبتهم في مشاركة الأفكار التطويرية مع الشباب العُماني في مجال ريادة الأعمال.
وتابعت صاحبة السمو القول: "جديدنا في هذا المعرض أننا أتحنا الفرصة لعدد من الطلاب بالتنسيق مع كلية عمان للسياحة لتدريب وتأهيل الطلاب في مجال إدارة الفعاليات وعمليات التنسيق ، ونأمل أن يستفيد الطلاب من طاقم العمل لدينا".
ومضت تقول: "نسعى في كل معرض وفي كل فعالية إلى أن تكون هناك علاقة مستمرة بيننا وبين العارضين والمشاركين وذلك من خلال تقديم خدمات الدعم والمساندة وإننا نسعى لتقديم خدمة مجتمعية في كل عمل".
يُشار إلى أن من الأهداف الرئيسية للمعرض هو إنشاء شراكات وسبل تعاون مع المؤسسات ذات التوجهات أو المجالات المرتبطة لتحقيق تأثير إيجابي وإحداث تغيير فعّال للمشاريع المشاركة ودعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة كركيزة أساسية للاقتصاد المحلي.