حكم التفاؤل والتشاؤم من الأيام.. دار الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يعمد الكثير من الناس إلى التفاؤل تجاه متغيرات الحياة والتشاؤم على الجانب الآخر، فنسمع في بعض الأحيان عبارات تقال من البعض، يعربوا فيها عن تشاؤمهم من يوم محدد أو رقم معين.. الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن حكم التشاؤم من الأيام.
حكم التشاؤم من الأياموتسرد «الوطن» خلال السطور الأتية، حكم التشاؤم من الأيام، وفقا لما أعلنته دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني، إذ أفادت بأن التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها منهى عنه شرعًا، لأن الأمور تجري بقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه.
أما التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام من الأمور الحسنة التي لا مانع منها شرعًا، فهي من الفأل المندوب إليه، الذي يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصوده، ويُقَوِّى عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه.
والتشاؤم: هو حالة نفسيَّة تقوم على اليأس والنَّظر إلى الأمور من الوجهة السَّيِّئة، والاعتقاد أنَّ كلَّ شيء يسير على غير ما يُرام، وهو عكس اليُمْن أو التفاؤل.. انظر: «الصحاح».
والتشاؤم من عادات العرب قديمًا، حيث عُرِف عندهم بـ«التَّطيُّر».. النهاية لابن الأثير، ويقول الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم»، والتطير: التشاؤم، وأصله الشيء المكروه من قولٍ أو فعلٍ أو مرئي، وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور، فإن أخذت ذات اليمين تَبرَّكوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم، وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم.
الإسلام يهدم عادة الجاهليةوجاء الإسلام بهدم هذه العادة الجاهلية والتحذير منها؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى، ولاَ طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الفألُ»، قالوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قال: «كَلِمَةٌ طَّيِّبَةٌ» (متفق عليه).
والحكمة مِن منع التشاؤم والتطير عمومًا أو بالأزمنة خصوصًا: هو أنَّ في هذا التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، وتشتت القلب بالقلق والأوهام، فيميت في المرء روح الأمل والعمل، ويدبُّ فيه اليأسُ، وتضعف الإرادة والعزيمة لديه، وربما نَزَل بالشخص بسبب هذا التشاؤم المكروه الذي اعتقده بعينه على سبيل العقوبة له على اعتقاده الفاسد.
حكم التفاؤل من الأيامأما عن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام: فهو من الأمور الحسنة التي لا مانع منها شرعًا؛ فهي من الفأل المندوب إليه والذي يبعث في النفس الرجاء في عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصوده، ويُقَوِّي عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه، وهو القائل في الحديث القدسي «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي» رواه البخاري، وقد روى أبو داود عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».
وعند البيهقي من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما: «مَنْ عَرَضَ لَهُ مِنْ هَذِهِ الطِّيَرَةِ شَيْءٌ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ» قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَة يسْمعهَا أحدكُم» متفق عليه.
يقول الإمام النووي في «شرح صحيح مسلم» (14/ 219): [وأما الفأل: فقد فَسَّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة. قال العلماء: يكون الفأل: فيما يسر وفيما يسوء والغالب في السرور.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإنَّ التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله الإنسان أو شرٍّ يصيبه، أما التفاؤل بنحو رقمٍ أو يومٍ معينٍ على وجه من الاستحسان له؛ فلا مانع منه شرعًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دار الإفتاء التشاؤم صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه ا ال ف أ ل
إقرأ أيضاً:
«الإفتاء» توضح كيفية حساب الثلث الأخير من الليل.. يستجاب فيه الدعاء
أجابت دار الإفتاء المصرية، على تساؤل ما أوقات إجابة الدعاء، وكيف أجعل يومي مباركًا، وكيفية حساب الثلث الأخير من الليل الذي يستجاب فيه الدعاء، حيث يعتاد المسلمون في كثر من الأوقات والمناسبات على ترديد الأدعية، خاصة وأنها عبادة مستحبة.
ما أوقات إجابة الدعاء وكيف أجعل يومي مباركًا؟وعن أوقات استجابة الدعاء، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك أوقات أخبر الشرع أنها أوقات فاضلة واستجابة، منها ليلة القدر، يوم عرفة، ليلة النصف من شعبان.
أوقات إجابة الدعاءواستشهد شلبي، في توضيحه أوقات إجابة الدعاء، بما جاء عن الإمام الشافعي في «الأم» (1/ 264، ط. دار المعرفة): [بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليالٍ: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان] اهـ.
وتابع أمين الفتوى، أنه من مواطن استجابة الدعاء، الثلث الأخير من الليل، من المغرب إلى الفجر، أحسب عدد الساعات وأقسمها على 3 ويكون الثلث الأخير هو وقت استجابة الدعاء، كذلك لحظة أذان المغرب والشخص صائم، مستشهدًا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قال: «ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابُ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ».