خلال ندوة "الدفاع ضد التهديدات الناشئة: الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي": تشارك البيانات يسهل تنظيم الهجمات بدقة وعمق
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أكد الخبراء على ضرورة الاستخدام المقيد للذكاء الاصطناعي، وعدم استبداله بالأفراد، لضمان استخدام إيجابي وآمن.
قال الدكتور أحمد حسن علي، مدير الأمن السيبراني في ألكان، إن الذكاء الاصطناعي بات من أهم الموضوعات العصرية التي يتداولها العالم بأسره في جميع القطاعات، إلا أنه يعد سلاحًا ذا حدين، حيث أصبح المهاجمون يستخدمونه لابتكار هجمات إلكترونية أكثر دقة ودهاء، وهو ما ظهر جليًّا من اختلاف تكتيكات المهاجمين بعد ظهور الذكاء الاصطناعي.
وأكد أيمن شعبان، رئيس وحدة الاستجابة للحوادث في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشركة "كاسبيرسكي"، أن الشركات وقطاع الأعمال يستخدمون التعلم الآلي منذ أكثر من 20 عامًا، لذا فإن التقنية ليست جديدة، رغم تنوع أشكالها. وأضاف أن الهجمات أصبحت أكثر تطورًا وسرعةً مقارنة بالسابق، مع ظهور أدوات جديدة مثل "ChatGPT" التي تُستخدم في إعداد الهجمات باحترافية، مما يستلزم توخي الحذر عند استخدام هذه الأدوات. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المتداولة ويقوم بتحليلها بشكل تفصيلي، لذا أصبحت التحديات الأمنية أكثر سهولة للمهاجمين الذين باتوا يستهدفون التكنولوجيا ذاتها. وبهذا، تبرز أهمية عدم الثقة المطلقة في الأدوات المستخدمة، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الأعمال.
أوضح نيكولاي سولينج، مدير التكنولوجيا في شركة "هيلب إيه جي"، أن التحدي الأكبر هو كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل إيجابي وآمن، خاصة في الاستعدادات الدفاعية، مشددًا على ضرورة الاستفادة من التجارب الدولية الرائدة في هذا المجال، مثل التجربة اليابانية.
كما أشار إلى أن معظم الأفراد يشاركون بياناتهم، مما يسهل على الذكاء الاصطناعي تنظيم الهجمات بدقة وعمق.
ونوّه إلى أن هناك عدة قطاعات تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يستدعي نشر الوعي بأهمية وكيفية الاستخدام الأمثل والآمن لهذه الأدوات.
قال يحيى الجوهري، رئيس أمن المعلومات في "إي فاينانس"، إن القطاع المالي هام للغاية، وأصبح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي ضرورة، مما يتطلب التعامل بحذر، خاصة فيما يتعلق بالمعاملات البنكية. وأشار إلى أن استخدام وتداول البيانات، خاصة البيانات المالية، يشكل تحديًا رئيسيًا لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل آمن، حيث إنه لا يزال تقنية جديدة بالنسبة لنا. وأكد أن الهجمات أصبحت أكثر صعوبة بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يستلزم وجود قواعد ومعايير محددة لاستخدامه وتداول المعلومات في القطاعات المختلفة، بالإضافة إلى توعية الموظفين بضرورة تحييد استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الهامة.
صرح محمد البرنس، مستشار أمن المعلومات في "جي تي إس القابضة"، أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا محالة من جميع القطاعات، مما يتطلب تقليل الاعتماد الكامل عليه وإمكانية تعديل مخرجاته.
وأشار إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم حاليًا بشكل فردي، وإذا كان هناك حاجة لاستخدامها في أي منظمة، يجب وضع ضوابط ومعايير واضحة. كما شدد على ضرورة عدم استبدال العنصر البشري بالذكاء الاصطناعي في جميع الأعمال، ولو بشكل مؤقت، لضمان الاستخدام الآمن.
وقال أحمد المنشاوي، أخصائي أول لحلول حماية البيانات والاسترداد السيبراني في "ديل تكنولوجيز"، إنه لبناء نظام دفاعي معتمد على الذكاء الاصطناعي داخل المنظمات، لا بد من وضع إطار استراتيجي للدفاع يمكنه التعامل مع الهجمات المبتكرة التي يستخدم فيها المهاجمون الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى أن الدراسات تتوقع أن نحو 82% من المنظمات ستعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا على ضرورة حماية البيانات وعدم إتاحتها بالكامل على منصات الذكاء الاصطناعي، مع تعزيز التوعية والتدريب، وبناء أنظمة دفاعية متطورة لحماية قطاع الأعمال.
أوضح محمد إسماعيل، مدير هندسة التكنولوجيا والاستراتيجية في "سيليكون 21"، أن الذكاء الاصطناعي ساهم في تنوع أساليب الهجمات، رغم أن التصدي لها أصبح أكثر صعوبة مع زيادة تداول البيانات.
وأضاف أن أدوات الدفاع تفتقر إلى التعامل مع الهجمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يستلزم تحقيق توازن في الاعتماد عليه، خاصة أننا لا نزال نجهل نقاط الضعف الخاصة به.
وأكد على ضرورة تطوير المهارات البشرية، مشيرًا إلى أن العنصر البشري لا غنى عنه، وأنه لا يوجد نظام تكنولوجي متكامل تمامًا، لذا يجب أن نتعامل على هذا الأساس لضمان نتائج إيجابية.
بدوره أوضح المهندس رامي كلش، مدير خدمات الأمن السيبراني في "مايكروسوفت"، أن المهاجمين بدأوا بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي، وأصبح التطور يظهر من خلال أشكال الهجمات المختلفة التي نراها اليوم. فعلى سبيل المثال، بدأ المتصيدون باستخدام الذكاء الاصطناعي لتزييف الرسائل الصوتية لأشخاص حقيقيين بهدف الخداع، مع محاولات متواصلة للحصول على الرمز السري باستخدام التحليلات المعقدة.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ساعد المهاجمين، حيث أصبحوا قادرين على توفير الوقت واكتشاف نقاط الضعف لدى الضحايا من خلال التحليلات التي تُجريها أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أننا ما زلنا في مرحلة التجربة في استخدام الذكاء الاصطناعي، ما يستدعي عدم استبداله بالأفراد في الأنظمة الدفاعية، بل الاستفادة منه بجانب التدخل البشري.
يأتي المعرض برعاية كل من "ديل تكنولوجيز"، ومجموعة "إي فاينانس" للاستثمارات المالية والرقمية، والبنك التجاري الدولي "CIB مصر"، وشركة "هواوي"، وشركة "أورنچ مصر"، وشركة "مصر للطيران"، بالإضافة إلى "المصرية للاتصالات" و"ماستر كارد"، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة "فورتينت". وتضم قائمة الرعاة أيضًا كل من "إي آند إنتربرايز"، ومجموعة "بنية"، وشركة "خزنة"، وشركة "سايشيلد"، ومجموعة "شاكر"، وشركة "ICT Misr" و"IoT Misr"، و"نتورك انترناشيونال"، و"كاسافا تكنولوجيز"، و"إيجيبت تراست".
تُقام فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط وإفريقيا، "Cairo ICT’24"، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، في مركز مصر للمعارض الدولية، وبإشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ينظم الفعالية شركة "تريد فيرز إنترناشيونال" والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تحت شعار "The Next Wave"؛ حيث سيتم استكشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات، بمشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
تقنية جديدة في الذكاء الاصطناعي.. «عائشة» تدعم طلاب جامعة زايد
مريم بوخطامين (أبوظبي)
أخبار ذات صلة الإمارات والبحرين.. علاقات أخوية راسخة رحلة الهجن تقطع الصحراء الغربية في الطريق إلى وجهتها النهائيةأطلقت جامعة زايد تقنية جديدة في الذكاء الاصطناعي هي «عائشة»، لديها القدرة على تحسين تجربة الطلاب بشكل كبير في دعم البحث المكتبي الشخصي، من خلال توفير دعم شامل، وسهولة الوصول على مدار الساعة، وتتميز بقدرتها على تلبية احتياجات المستخدمين عبر مجموعة من الخدمات الرئيسية.
وأكد يرجو لابالنين، أمين مكتبة خدمات البيانات في جامعة زايد، سعي الجامعة بشكل دائم إلى تطوير مرافقها العلمية والعملية مواكبة لآخر ما توصلت له العلوم في الذكاء الاصطناعي وتطويعه نحو مستجدات العصر، والتي كانت من ضمنها تقنية الذكاء الاصطناعي «عائشة»، وهي وكيل محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي (chatbot متقدم)، طورته مكتبة جامعة زايد لإعادة تعريف خدمات المكتبة وتعزيزها، حيث تقدم «عائشة» الدعم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتعمل كرفيقة بحث، ودليل للمكتبة، ومركز للمعرفة، ورفيقة دراسة.
وأوضح أن التقنية «عائشة» تساعد المستخدمين في العثور على المقالات والكتب والموارد للمشروعات، وتحديثهم بفعاليات المكتبة، وتوفير معلومات موثوقة للنمو الأكاديمي والشخصي، يتم تشغيلها بواسطة ChatGPT API وتدمج المعلومات من قواعد بيانات المكتبة، وفهرس المكتبة، والمصادر الخارجية، مثل Wikipedia وGoogle لتقديم إجابات دقيقة وجديرة بالثقة.
وقال أمين المكتبة: إن «عائشة» تتحدث اللغتين العربية والإنجليزية، ولغات أخرى، وتتحدث بكفاءة اللغة الإنجليزية، حيث إن معظم بيانات تدريب ChatGPT كانت باللغة الإنجليزية، ومع ذلك، تتمتع «عائشة» بقدرات عالية في اللغة العربية، وتدعم لغات متعددة، مما يجعلها سهلة الوصول ومفيدة لمجتمع جامعة زايد. وبين أنه تم إطلاق «عائشة» رسمياً في 18 نوفمبر 2024، وتسهم «عائشة» في تسهيل الوصول إلى المقالات البحثية، والتنقل داخل فهرس المكتبة، والإجابة عن الاستفسارات حول خدمات المكتبة المختلفة، ناهيك عن إبراز إمكاناتها التقنية والترويج لها بشكل فعّال، حيث ابتكر الفريق صوراً ومقاطع فيديو فائقة الواقعية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من المنتجات ذات العلامات التجارية، مثل القمصان والحقائب والملصقات، وصُممت هذه المواد لتسليط الضوء على القدرات المبتكرة لـ«عائشة»، وتشجيع النقاش حول الفرص والتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحاً أن «عائشة» ظهرت أيضاً في جميع جلسات التوعية المعلوماتية وفعاليات المكتبة الأخرى، مما عزز وعي الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بقدراتها ودورها في تلبية احتياجاتهم الأكاديمية بفعالية.
وأوضح أن آلية التواصل ممكنة للجميع مع «عائشة» وعلى مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر الموقع الإلكتروني الخاص لمكتبة جامعة زايد باستخدام جهاز الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، مضيفاً أن الفريق يعمل باستمرار على مراقبة أداء «عائشة»، وتطوير ميزات جديدة لضمان تحسين تجربتها وتلبية احتياجات المستخدمين بكفاءة أكبر.
تفاعل متعدد الوسائط
أشار لابالنين إلى أن التقنية تدعم الدراسة من خلال إرشاد الطلاب في أداء المهام الأكاديمية والواجبات، من خلال نصائح وتوصيات مخصصة وتفاعل متعدد الوسائط: تحسين تجربة المستخدم من خلال معالجة النصوص، الصوت، والصور، مما يتيح تفاعلاً أكثر تنوعاً وديناميكية، تحديثات الفعاليات: توفير تحديثات مستمرة حول خدمات المكتبة، وورش العمل، والأنشطة لتعزيز المشاركة، وباعتبارها قاعدة معارف المكتبة: تقديم معلومات دقيقة وموثوقة مستندة إلى موقع المكتبة الإلكتروني، الأدلة والأسئلة الشائعة، وتعزيز المعرفة المعلوماتية: تدريب المستخدمين على كيفية البحث وتقييم الموارد الأكاديمية الموثوقة بشكل فعال من خلال اختيار الكلمات المناسبة، واستراتيجيات البحث، وتقييم المصادر الأكاديمية، إلى جانب دعم الدراسة عبر إرشاد الطلاب في أداء المهام الأكاديمية والواجبات، من خلال نصائح وتوصيات مخصصة.