تفشي حمى الضنك في بنجلاديش بسبب تغير المناخ.. والبعوض يهدد حياة الآلاف
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تشهد بنجلاديش أسوأ انتشار لحمى الضنك منذ سنوات، حيث يتسبب ارتفاع درجات الحرارة مع موسم الأمطار في زيادة عدد حالات الإصابة بالمرض بشكل كبير، فمنذ بداية عام 2024، أسفرت الحمى عن وفاة أكثر من 400 شخص، مع تسجيل أكثر من 78 ألف حالة إصابة في جميع أنحاء البلاد، ما يؤثر على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضغوط شديدة.
يشير الخبراء إلى أن الظروف المناخية المتغيرة الناجمة عن تغير المناخ تسهم بشكل رئيسي في تفشي حمي الضنك، ووفقًا لأستاذ علم الحيوان من جامعة جهانجيرناجار، فإن هطول الأمطار غير المعتاد الذي استمر حتى أكتوبر، يوفر بيئة مثالية لتكاثر حشرة البعوض، وهي الناقل الرئيسي للحمى، بسبب تراكم المياه الراكدة، وأن الكثافة السكانية في المدن تفاقم من انتشار المرض.
التأثير على النظام الصحيوأثر التفشي المتزايد منذ العام الماضي، في حدة المرض بشكل كبير على نظام الرعاية الصحية في بنجلاديش، الذي يواجه صعوبة في توفير العلاج اللازم للمصابين، كما تواجه المستشفيات صعوبة في التعامل مع العدد الكبير من المرضى، حيث يضطر العديد منهم إلى الانتظار لفترات طويلة للحصول على العلاج اللازم، وذلك بعدما تم الإبلاغ عن 1705 حالات وفاة وأكثر من 321 ألف إصابة في 2023.
إجراءات الوقاية والعلاجمن جهته، دعا الأطباء في بنجلاديش إلى أهمية الكشف المبكر لتقديم العلاج المناسب لتقليل عدد الوفيات، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد لدغات البعوض، مثل استخدام طاردات البعوض والنوم تحت الناموسيات، كما دعا الخبراء إلى اتخاذ تدابير صارمة للتخلص من المياه الراكدة، التي تعتبر البيئة المثالية لتكاثر البعوض.
فقد أصبح تفشي حمى الضنك أكثر تكرارًا وشدة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يشير إلى الحاجة الماسة لتطوير استراتيجيات لمكافحة المرض بشكل مستدام، وقد أعرب الخبراء عن ضرورة مراقبة النواقل على مدار العام وليس فقط في موسم الرياح الموسمية، من أجل تقليل تكاثر البعوض والسيطرة على المرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حمي الضنك بنجلاديش البعوض تغير المناخ
إقرأ أيضاً:
شهدت فيضانات تاريخية.. 2024 أكثر سنوات أوروبا حرا
باريس"أ.ف.ب": سجلت أوروبا سنة 2024 معدلات حرارة قياسية، لكنها حرارة شهدت أيضا أسوأ فيضانات منذ أكثر من عقد، ما يكشف الوجه المزدوج المتطرف لتغير المناخ.
وذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي المتخصص في مراقبة المناخ في تقرير نشره الثلاثاء بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن ما يقرب من ثلث شبكة الأنهار في أوروبا غمرتها المياه العام الماضي الذي صُنف من أكثر عشر سنوات رطوبة في القارة منذ عام 1950.
وقالت سامانثا بورجيس من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF)، الذي يشرف على خدمة كوبرنيكوس للمناخ، خلال مؤتمر صحافي إن هذه "الفيضانات الأكثر اتساعا" التي شهدتها أوروبا "منذ عام 2013".
وأثرت الفيضانات على نحو 413 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 335 منهم على الأقل، كما تسببت بأضرار قُدّرت بنحو 18 مليار يورو.
وقد وقعت هذه الكوارث خلال العام الأكثر حرارة على الإطلاق في العالم، وهي تظهر بوضوح أن ارتفاع معدلات الحرارة مع ما يرافقه من امتصاص كميات أكبر من المياه من الغلاف الجوي، يسمح بهطول أمطار غزيرة وفيضانات أكثر عنفا، وهو تهديد يثقل كاهل أوروبا بشكل خاص.
في سبتمبر، تسببت العاصفة بوريس في خمسة أيام فقط بهطول كميات من الأمطار توازي في العادة معدل المتساقطات في ثلاثة أشهر، ما أدى إلى فيضانات وأضرار هائلة في ثماني دول في وسط أوروبا وشرقها.
وبعد شهر، تسببت عواصف قوية أججتها رياح دافئة ورطبة من البحر الأبيض المتوسط، في هطول أمطار غزيرة على إسبانيا، ما أدى إلى فيضانات دمرت مقاطعة فالنسيا في شرق البلاد وأسفرت عن مقتل 232 شخصا.
في أوائل عام 2024، حدثت فيضانات كبرى في كل شهر في مختلف أنحاء القارة، وفق التقرير الذي لفت إلى ما شهدته المملكة المتحدة في يناير، وشمال إسبانيا في فبراير، وشمال فرنسا في مارس و مايو، وألمانيا وسويسرا في يونيو.
وكانت تدفقات الأنهار مرتفعة بشكل خاص، إذ سجل بعضها، مثل التيمز في المملكة المتحدة واللوار في فرنسا، أعلى مستوياتها منذ 33 عاما في الربيع والخريف.
ويعود ذلك إلى هطول أمطار غزيرة بشكل خاص في الجزء الغربي من أوروبا، في حين كانت المناطق الشرقية في المتوسط أكثر جفافا ودفئا.
وبحسب بورجيس، فإن هذا "التناقض المذهل" لا يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ، بل بأنظمة الضغط المتعارضة التي تؤثر على الغطاء السحابي ونقل الرطوبة.
لكنها أوضحت أن العواصف التي حدثت في 2024 "ربما كانت أكثر عنفا بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة"، مضيفة "مع احترار المناخ، نشهد تزايدا مطردا في الأحداث المتطرفة".
ويؤكد ذلك توقعات خبراء المناخ في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، والتي تفيد بأن أوروبا ستكون واحدة من المناطق التي من المتوقع أن يرتفع فيها خطر الفيضانات أكثر من غيرها بسبب الاحترار المناخي.
منذ ثمانينات القرن العشرين، تشهد أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي. وقد باتت "القارة الأكثر دفئا"، وأصبحت من "البؤر الساخنة" لتغير المناخ، على ما تؤكد فلورنس رابييه، مديرة المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.
وشهد عام 2024 أعلى معدلات حرارة على سطح القارة على الإطلاق. وقد ساهم ذلك في ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات المحيطة، والتي وصلت أيضا إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وفي ذوبان الأنهار الجليدية الأوروبية بمعدل غير مسبوق.
وقال منسق العلوم بالاتحاد الأوروبي في مكتب الأمم المتحدة لتغير المناخ أندرو فيروني إن "التحرك العاجل ضروري، إذ من المتوقع أن تصل شدة المخاطر إلى مستويات حرجة أو كارثية بحلول منتصف هذا القرن أو نهايته"، مؤكدا أن كل عُشر درجة مئوية تتجنب أمورا خطيرة.
نصف المدن الأوروبية فقط لديها خطط للتكيف مع الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والحرارة الشديدة. ويشير التقرير إلى أن "هذا يمثل تقدما مشجعا مقارنة بـ 26% في عام 2018".
لكن بعض الدول في جنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز تتخلف عن الركب. لذا، يتعين التحرك بشكل أسرع وأبعد، وبتكاتف الجميع، وفق ما أكدت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.