البطة الصفراء.. وجبة متكاملة من الضحك بعيداً عن كوميديا الإفيهات
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
شكل سينمائى جديد يقدمه المنتج رامى السكرى فى أول إنتاجه السينمائى من خلال فيلم «البطة الصفراء»، حيث يجمع فيه خبراته الابتكارية التى قدمها فى الإعلانات والمضمون والمحتوى، ليقدم عملاً فانتازياً كوميدياً أكشن فى إطار واقعى، من خلال شخصية باحث علمى يتسم بالجدية والرغبة فى تحقيق إنجاز جامعى كبير، وفجأة تنقلب حياته رأسًا على عقب حين يختار البحث الميدانى الذى يقتضى النزول إلى أرض الواقع ومعايشة بعض «الحالات» الحيّة على الطبيعة فى مجال تخصصه النوعى وهو علم نفس الجريمة، ومن خلال مساعدة أحد ضباط الشرطة، يحصل على بيانات ثلاثة من المجرمين كعينة تطبيقية يطبق عليهم أفكاره لدراسة سلوكهم الإجرامى من حيث الدوافع والاستجابة، ويستغل هؤلاء المجرمون سذاجة الأستاذ الجامعى ويورّطونه فى عدد من الأعمال الإجرامية.
الفيلم يقدم محتوى هادفاً، بعيداً عن كوميديا الإفيهات، واستطاع أن يثبت نفسه بين بعض الأفلام التى استخفت بعقل الجمهور وقدمت الضحك من أجل الضحك.
العمل بطولة مطلقة للفنان الشاب محمد عبدالرحمن «توتا»، بمشاركة غادة عادل، والذى يقدم لأول مرة كوميديا بشكل مختلف بعيداً عن الافيهات، حيث وفرت حبكة الفيلم فرصة كبيرة لخلق مواقف مضحكة تعتمد على التناقض بين حياة البحث العلمى والجدية المشوبة بشىء من حسن النية المبالغ فيه.
ويأتى الفيلم بمنزلة محاولة جديدة من الفنانة غادة عادل لتغيير جلدها فنيًا والتمرد على أدوار الفتاة الجميلة الناعمة التى ظلت فيها لفترة طويلة بسبب طبيعة ملامحها، وتجسد دور رشا المجرمة المسجلة خطرًا، التى تنتمى إلى حى شعبى، وتسعى لاستغلال الباحث الجامعى، الذى يغير نظرته فى بحثه وحياته وفكرته عن اللصوص فى نهاية الفيلم.
ويلعب ضيوف الشرف فى الفيلم دوراً مهماً فى منح الأداء التمثيلى حيوية وجذباً للجمهور، ومن هؤلاء الفنان عمرو رمزى فى دور ضابط الشرطة، والفنان أحمد أمين الذى أحدثت الأغنية التى يقدمها حالة من البهجة فى الشريط السينمائى.
حاورنا صُناع العمل للتعرف على كواليس التصوير فقالوا..
غادة عادل: تمردت على الكوميديا وأنافس نفسى فى الصيف
عبرت الفنانة غادة عادل عن سعادتها بردود الفعل حول الفيلم وقالت: أتمنى أن أكون قد قدمت شيئاً مختلفاً من خلال فيلم البطة الصفرا، معتبرةً أن العمل فيه «كل العناصر التى تؤدى إلى النجاح، من ممثلين ومؤلف ومخرج وإنتاج وكل أجواء العمل»، وأعربت عن أملها بأن «يلاقى الفيلم القبول والنجاح، بشكل أكبر خلال الأيام القادمة.
وعن شخصيتها أشارت إلى أنها تؤدى شخصية صيدلانية ورئيسة عصابة، تدعى رشا، تمر بتحوّلات عديدة خلال الفيلم. واعتبرت أنّ هناك فارقًا كبيرًا بين شخصيتها فى «البطة الصفرا» وشخصيتها فى «مرعى البريمو»، وقالت: «فى مرعى البريمو ظهرت بشخصية جمالات، وهى امرأة طيبة تحب زوجها وتعيش حياة عادية معه، أمّا شخصية رشا فهى شريرة إلى حدٍّ ما، وكذلك قوية وطموحة».
وأشادت بمحمد عبدالرحمن فى رابع تعاون بينهما، وقالت فنان موهوب وخفيف الظل جدًا وطموح، ويعمل دائمًا على تطوير نفسه.
ولفتت عادل إلى أنّها رفضت فى البداية المشاركة فى الفيلم دون قراءة السيناريو، لأنّها أرادت «الابتعاد عن الأعمال الكوميدية فى الوقت الراهن»، لكن «طلب منها المنتج رامى السكرى أن تقرأ العمل»، وهو الأمر الذى دفعها إلى الموافقة على المشاركة، «حتى قبل أن تنتهى من القراءة».
وأضافت: «أشعر بأن المخرج والمنتج فى معظم الأفلام الكوميدية يريدان بطلة سيدة لإكمال العمل فقط، لكنّ ذلك لم يكن الحال فى البطة الصفرا». وأكملت: «أعطيت حرية واسعة، وشعرت بالانطلاق وأنّ دورى لم يتم تحجيمه، وهذا يحسب للمؤلف محمود عزت، وأتمنى أن تكون دائمًا هناك مساحة كبيرة للأدوار النسائية فى الأفلام الكوميدية».
محمد عبدالرحمن:لا أنافس أحداً.. و«مو صلاح» دعمنى بصورته مع البطة
رغم أن الفيلم هو البطولة الثالثة لمحمد عبدالرحمن بعد فيلمى الدعوة عامة والخطة العايمه، إلا أنه يعتبره أهم أفلامه قائلاً: «هذا الفيلم تجربة مختلفة وجديدة بالنسبة لى، سواء على مستوى الشخصية أو الموضوع بشكل عام، خاصة أنه يعتمد على كوميديا الموقف أيضًا، وأتعاون من خلاله للمرة الرابعة مع غادة عادل بعد تجارب فنية سابقة فى السينما والمسرح، فهناك «كيمياء فنية» شديدة تجمعنا، ما يُسهم فى تقديم الأعمال بسلاسة وتفاهم.
وعن البطولة المطلقة قال تحمل بطولة عمل سينمائى من أكثر التجارب الممتعة.. ولكنها مسئولية كبيرة أتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور.
وعن استعداده للشخصية قال هو شخص منغلق على نفسه ليس اجتماعياً على الإطلاق ويركز فى عمله كأستاذ علم نفس فى الجامعة، وتتطور الأحداث ليشاهد الجمهور علاقة بين البطة الصفرا والبحث المشغول بتحضيره.
وتابع توتا أن كواليس تصوير الفيلم شهدت العديد من المواقف الكوميدية التى تجمعه بغادة عادل وفرح الزاهد والتى تجسد شخصية خطيبته ضمن أحداث الفيلم، وأكمل أن كواليس الفيلم كانت ممتعة، مشيراً إلى أن الفنانة غادة عادل كانت تهتم بهم كثيراً خلال التصوير، ودائماً تحضر لهم بط وكشرى خلال التصوير.
وأكد أن الفيلم استغرق تصويره ما يقرب من شهر ونصف فى العديد من الأماكن المختلفة بشوارع القاهرة، وهو ملىء بالكوميديا والرومانسية والدراما.
وعن ضيوف الشرف فى الفيلم أكد توتا أن الفيلم لا يوجد به عدد كبير من ضيوف الشرف كما أشيع، ولكن الفيلم يضم مجموعة كبيرة من النجوم الكبار وعلى رأسهم الفنان صلاح عبدالله.
وأضاف عبدالرحمن أن نجم ليفربول النجم المصرى محمد صلاح نشر صورة له وهو يحمل البطة الصفراء، وهناك من تعاملوا مع الصورة على أساس أنها دعاية للفيلم، ولا أعلم إذا كان هذا ما يقصده أو لا، وهو صديقى جدًا.
وعن المنافسة مع فيلم مرعى البريمو، وفيلم ع الزيرو فى موسم أفلام الصيف، قال محمد عبدالرحمن: لا توجد منافسة، وأنا لا أنافس أى شخص، وأتمنى أن يتواجد كل يوم فيلم رائع فى السينمات، وينال إعجاب الجمهور، وعلى العكس جميعنا زملاء، والأعمال العديدة الرائعة تساعد السينما والفن بشكل عام.
فرح الزاهد: قدمت شخصية الدكتورة بطريقتى الخاصة
تجسد فرح الزاهد شخصية خطيبة توتا ضمن الاحداث وقالت: أنا سعيدة بالتجربة فى فيلم «البطة الصفرا» الذى أقدم فيه شخصية دكتورة وخطيبة محمد عبدالرحمن توتا وهما شخصيتان مختلفتان تماماً وهناك بعض التفاصيل الغريبة بينهما وسعيدة بالعمل مع محمد عبدالرحمن «توتا» كونه من النجوم الذين أحبهم على المستوى الشخصى والفنى أيضاً وهو يضحكنى كثيراً واستفدت من تجربتى معه كثيراً.
وعن ترشيحها للدور قالت: الذى رشحنى للدور هو المخرج عصام نصار، وأعتبر فيلم «البطة الصفرا» تجربة جديدة ومختلفة عن الذى قدمته فى فيلم «شوجر دادى»، والذى كنت أتحسس فيه طريقى بالسينما، وتعلمت منه الكثير الذى أفادنى على المستوى الشخصى والمهنى أيضاً، وحتى تجربتى الثانية «البطة الصفرا» تعلمت منها أيضاً لأنى من الشخصيات التى تحب أن تطور من نفسها وتنتقد أداءها باستمرار حتى يمكن أن أستفيد منه فى التجارب القادمة.
وأضافت: كنت أتمنى تصوير فيلم «البطة الصفرا» بعد عرض فيلم «شوجر دادى»، حتى أستفيد فعلياً من الملاحظات التى خرجت بها، ولكن ما حدث أنه قد تم تصوير العملين تقريباً فى توقيت واحد، ولا يمكن أن أقول إن هذا ساعدنى فى تجربتى الثانية، ولكنى اجتهدت قدر الإمكان فى «البطة الصفرا» وقبله «شوجر دادى» وأتمنى أن يلقى العمل إعجاب الجمهور، وأننى ما زالت فى بداية طريقى الفنى وهو أمر طبيعى أن يسعى الفنان دائماً فى تطوير نفسه.
وعن الصعوبات التى وجدتها فى التصوير قالت: الفيلم ككل صعب، ولكن شخصية الدكتورة فى الفيلم لم تكن صعبة بقدر ما تكمن الصعوبة فى تقديم الكوميديا، لذلك حاولت تقديم هذه الشخصية بطريقتى كفرح الزاهد، بمعنى أننى وضعت نفسى فى نفس المواقف التى تمر بها شخصيتى فى الفيلم، وفرضت بعض التساؤلات لو كنت فى هذا الموقف كفرح كيف يكون لى التصرف؟ وحاولت تقريب شخصية الفيلم من شخصيتى الحقيقية، كما كنت حريصة على أن يكون للشخصية أسلوب معين طبقاً للموقف الذى تتعرض له، على سبيل المثال: كان هناك بعض الألفاظ المختلفة، والمكتوبة فى سيناريو الفيلم وعندما وضعت نفسى مكان الشخصية، وجدت أننى لا يمكن أن أقول مثل هذه الألفاظ، وتناقشت مع المخرج عصام نصار وبالفعل تم تغييرها.
فريق العصابة:
أعرب الفنان إبرام سمير عن سعادته الشديدة للمشاركة فى الفيلم وجذب الأنظار فى العرض الخاص بأسلوبه الكوميدى فى سرقة البطة الصفراء.
وتحدث الفنان إبرام سمير عن دوره قائلاً: أجسد دور عضو فى عصابة البطة الصفراء، متخصص فى شىء معين وهذا ما أسعى له طوال أحداث العمل.
وتابع الفنان إبرام سمير حديثه عن سعادته بالتعاون مع طاقم عمل فيلم البطة الصفراء، إذ قال: تعاونت مع محمد عبدالرحمن «توتا» فى العديد من الأعمال الفنية، وسعيد بالطبع للتعاون مع مرة أخرى، وأتمنى أن يتكرر تعاوننا معاً طوال العمر، مازحاً: ده التعاون الـ190 مع توتا، موضحاً: لأول مرة أتعاون مع غادة عادل وسعيد للغاية لأنها ممثلة رائعة، وأيضًا سعيد بالتعاون مع كل من الفنان محمود حافظ، والفنان حسن أبوالروس، والفنان صلاح عبدالله، وجميع طاقم العمل، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور..
وقال الفنان حسن أبوالروس عن مشاركته فى الفيلم، شاركت فى الفيلم فى البداية كضيف شرف لكن المخرج عصام نصار غير الكثير فى الدور، وتحمست للفيلم بمجرد أن قرأت السيناريو.
وكشف عمرو رمزى كواليس مشاركته فى الفيلم قائلًا: «حين فاتحنى المنتج رامى السكرى فى فكرة العمل وأبطاله، لم أتردد فى الموافقة لأكثر من سبب منها، السيناريو الجيد وطبيعة الفنانين المشاركين الذين أحبهم على المستويين الإنسانى والفنى.
المنتج رامى السكرى: الإنتاج السينمائى هدفى الأساسى ومحمد عبدالرحمن من نجوم الصف الأول
للمرة الأولى يخوض المنتج رامى السكرى تجربة الإنتاج السينمائى بعد سلسلة طويلة من البرامج الناجحة مثل «الفرنجة» لكريم فهمى وأحمد فهمى وشيكو، و«الفاميليا» لأحمد أمين و«مش مسلسل هند صبرى»، و«هيتايا» لنيللى كريم، بالإضافة للعديد من الإعلانات، ونجح السكرى فى تقديم تجربة متكاملة أعد لها جيدًا لتخرج للجمهور محتوى محترم يحترم عقل المشاهد، ويسمح لكل أفراد الأسرة أن يشاهدوا عملاً بعيدًا عن الابتذال.
عن ردود الفعل التى تلقاها حول الفيلم قال، الحملة الدعائية للفيلم بالإضافة إلى فريق العمل أعطوا للجمهور صورة ذهنية أنه يدور فى إطار كوميدى فقط، لكنهم تفاجأوا بمحتواه فيلم تراجيدى اجتماعى رومانسى ذات محتوى وقصه مهمة، لأننا بحثنا عن تقديم الكوميديا فى إطار موضوع.
عن خوضه مجال الإنتاج السينمائى قال: الفكرة تشغلنى منذ فترة طويلة، وهو هدفى الأساسى منذ دخولى عالم الفن، وكنت أنتظر اللحظة المناسبة التى أكون فيها جاهزاً، فذاكرت جيدًا، بالإضافة إلى انشغالى لفترة بتقديم الاعلانات.
عن اختياره فريق العمل قال: هناك العديد من الفنانين المصريين الموهوبين بشكل حقيقى ويحتاجون لفرصة تقديمهم بشكل مختلف، وهذا هو حال السينما، كل من نجح وله بصمة حقيقية فى عالم الفن، هناك من آمن به وبموهبته وأعطاه فرصة لكى يكون نجم شباك، على سبيل المثال الزعيم عادل إمام بدأ مشواره بأدوار صغيرة حتى جذبت موهبته العالم وأصبح نجم الشباك الأول، ولذلك عندما فكرنا فى اختيار فريق العمل قررنا أن نعطى للشباب فرصة ونقدمهم بشكل مختلف، وأنا أعتبر محمد عبدالرحمن من نجوم الصف الأول، وهو فنان موهوب ولديه مشوار مميز لأنه ذكى ويفكر بشكل مختلف عن جيله، وإبرام سمير وكل فريق العمل موهوبون لذلك قررنا تقديمهم بشكل مختلف.
عن الصعوبات التى واجهته خلال التصوير قال، كنت قلقاً من تقبل الجمهور لشكل الفيلم، لكننى أخذت المغامرة وقررت أن أقدم عملاً مختلفاً.
وعن الطريقة المبتكرة لحملة الدعاية للفيلم واختيار «البطة الصفراء» كشكل دعائى خاصة أنها لفتت انتباه المشاهير والتقطوا معها الصور مثل محمد صلاح وغيره قال: نحن مدرسة إعلانية تعتمد على الابتكار دائماً، ولذلك فكرنا فى تقديم حمله دعائية مختلفة، وتنفيذ الفيلم بشكل عام اعتمد على الابتكار بداية من الاسم مروراً بالفكرة والدعاية.
وعن طرح الفيلم فى موسم صيف مزدحم قال: المنافسة مهمة، وتقديم أشكال مختلفة ووجوه مختلفة أمر مهم للسينما المصرية، بالإضافة إلى أننا نفذنا الفيلم وانتهينا من تصويره وأنا لا أفضل تأجيل عرضه، بالإضافة إلى أن لدينا أفكاراً جديدة ومختلفة نريد الاستعداد لها.
وعن مشاركته الإنتاج قال إن الفيلم إنتاج مشترك مع محمد حفظى وكريم السكرى وحامد مصطفى.
وعن العمل مع محمد حفظى قال: حفظى صديقى منذ 30 عاماً وكنا نفكر كثيراً فى كيفية تقديم عمل مشترك، وعندما جاءت الفكرة قررنا خوض التجربة.
وعن فكرة تقديم أفلام موجهة للمهرجانات وهو الأسلوب الذى اشتهر به محمد حفظى قال: أنا أفضل الأعمال التى تجمع بين الجماهيرية والمهرجانات، وهذا هدفى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البطة الصفراء سينمائي فيلم البطة الصفراء
إقرأ أيضاً:
نقيب المهندسين: حققنا نقلة نوعية في ملف المعاشات واستمرار العمل بقانون النقابة القديم يهدر حقوق الأعضاء
قال طارق النبراوى، نقيب المهندسين، إن النقابة حققت تقدماً ملحوظاً فى ملف المعاشات خلال العامين الماضيين مع مراعاة الظروف الاقتصادية العامة، مشيراً إلى أن القانون الحالى للنقابة يحتاج إلى تعديلات، أهمها شروط القيد. وأضاف «النبراوى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنّ زيادة أعداد الخريجين من أبرز التحديات التى تواجه النقابة، حيث أدت إلى تفاقم أزمة البطالة بين المهندسين، وأثرت كذلك بشكل مباشر على أوضاع المهنة.. وإلى نص الحوار:
بدايةً.. كيف تقيّمون وضع المعاشات فى نقابة المهندسين خلال العامين الماضيين؟
- استطعنا أن نحقق نقلة نوعية فى ملف المعاشات خلال العامين الماضيين، حيث كانت المعاشات فى البداية فى حدود ألف جنيه، ولكن الآن وصلنا إلى 1600 جنيه. وهذا يُعد تقدماً جيداً، فالمعاشات ترتبط بالإيرادات التى تحصل عليها النقابة، وفقاً لقانون النقابة، والتى تتضمن بشكل رئيسى دمج الإيرادات الناتجة عن الدمغات الهندسية. ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يواجهها الاقتصاد المصرى بشكل عام، فإن الأمور تسير بشكل جيد، والنتائج ستظهر مع نهاية العام، نحن ندعم المهندسين المتقاعدين بمجرد بلوغهم سن الستين، دون أى اشتراطات إضافية، هناك من يروج لأخبار مغلوطة على بعض الصفحات، ولكن يجب التأكيد على أن أى مهندس يصل إلى سن الستين، سواء كان فى وظيفة أو لا، يحق له الحصول على معاشه بشكل طبيعى، فنحن نلتزم بتقديم المعاشات بشكل مستمر، مع مراعاة الظروف الاقتصادية العامة.
طارق النبراوي: نقدم منحاً تدريبية مجانية تشمل التخصصات الجديدة كالذكاء الاصطناعي والهندسة البيئيةهل ينتظر المهندسون زيادة جديدة فى المعاشات قريباً؟
- لا يمكن لأحد التنبؤ بموعد زيادة المعاشات قبل مراجعة الميزانية من قبَل الجهاز المركزى للمحاسبة، كما أنه لا يمكن لأى شخص أن يضع مؤشرات دقيقة حول قيمة زيادة المعاشات قبل اعتماد الميزانية من الجهاز المركزى للمحاسبة، وهذا أمر لا بد من الانتظار حتى يتم إتمامه بشكل رسمى، عادةً ما يتم اتخاذ القرارات حول المعاشات فى الجمعية العمومية التى تُعقد فى الأسبوع الأول من شهر مارس، ولكن بفضل جهود زملائى المهندسين، وبالتعاون مع هيئة المكتب والمجلس الأعلى، نعمل جميعاً على تحسين وضع المعاشات وضمان زيادتها بشكل مستمر، بخاصة من خلال زيادة الدمغات الهندسية التى تُعد المصدر الرئيسى والوحيد لتمويل المعاشات.
وماذا عن استثمارات النقابة؟ هل هناك أى تحرك فى هذا الملف؟
- بالتأكيد، نعمل حالياً على تحريك استثمارات النقابة التى كانت تعانى من بعض الجمود فى الماضى، والجهود مستمرة فى هذا المجال، والأمور تتحسن بشكل تدريجى، وهناك اهتمام كبير بهذا الملف فى الوقت الراهن، ونحن نبذل أقصى جهد لأن ذلك سوف يصب فى مصلحة المهندسين أعضاء النقابة.
تندد النقابة دائماً بزيادة أعداد خريجى كليات الهندسة.. فى رأيك كيف يؤثر هذا على سوق العمل؟
- بالطبع، الأعداد الكبيرة لخريجى كليات الهندسة هى من أبرز التحديات التى نواجهها، ففى عام 2022 جرى الاتفاق مع وزير التعليم العالى على أن أعداد خريجى كليات الهندسة يجب ألا تتجاوز 25 ألفاً سنوياً، ورغم ذلك لاحظنا أن الأعداد لا تزال فى زيادة، وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة البطالة بين المهندسين، ما يؤثر بشكل مباشر على أوضاع المهنة.
وكيف تواجه النقابة هذا التحدى؟
- نحن فى نقابة المهندسين نحرص على عدم التساهل فى هذه المسائل، لأننا نعلم أن زيادة الأعداد دون تحسين الجودة تؤدى إلى تفشى البطالة وانهيار المهنة، على الرغم من أن سوق العمل لا تتسع لجميع الخريجين، إلا أن النقابة تحرص على مراقبة هذا الملف والعمل على تقليص الأعداد فى السنوات المقبلة بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، كما أن النقابة تعمل بكل جدية واهتمام للحفاظ على المهنة وتحسين أوضاع المهندسين، ونؤمن بأن المهنة تحتاج إلى تطوير مستمر، وأنه من الضرورى الحفاظ على جودتها لضمان استدامتها، لأننا نضع مصلحة المهندس فوق كل اعتبار، ونعمل بجهد لتوفير أفضل فرص العمل لأبنائنا.
ما التحديات التى تواجه النقابة خلال الفترة الجارية؟
- هناك العديد من التحديات، وأهمها بالطبع هو قانون النقابة الحالى الذى نعمل به منذ أكثر من خمسين عاماً، وأصبح من الواضح أنه لا يصلح لمواكبة التطورات التى تمر بها المهنة، ومنذ عام 2014 ونحن نسعى لتعديله، وقد قدمنا العديد من المقترحات على مدار الأعوام الماضية، ولكن للأسف لم يتم التعامل معها بالشكل الجاد الذى يتطلبه الأمر، كما أن القانون الحالى يؤثر على أداء النقابة فى كثير من الأمور، وبالتالى يؤثر على الخطوات التى يمكن أن تتخذها النقابة من أجل المهنة.
وماذا عن أبرز تلك التعديلات؟
- النواحى المالية من أبرز النقاط التى تحتاج إلى تعديل، وكذلك شروط القيد بالنقابة، لأن القانون الحالى يتحدث عن 4 جامعات حكومية فقط وفقاً لسنة 74، واليوم يوجد 129 كلية هندسة فى مصر، فلا بد أن يكون هناك تعديلات فى شروط القيد تعطى للنقابة حقوقاً فى هذا الموضوع، كما أن المهندسين فيما مضى كانوا يعملون فى القطاع العام للحكومة، لكن اليوم المهندسون يعملون فى كافة الأماكن ونحن مطالبون بأن يكون لدينا لائحة لكل المهندسين، وذلك حتى نتمكن من محاسبة كل المخطئين، سواء كانوا فى عمل حكومى أو قطاع خاص أو جهات خارجية، بالإضافة إلى تعديل شروط التقديم والتدخل فى العمل النقابى، كما أنه من ضمن التعديلات أيضاً أن يكون للنقابة دور فى تيارات التعليم الهندسى المختلفة، ويكون المجلس الأعلى له الحق فى وضع القواعد فى النقابة.
وهل هناك أى تقدم فى هذا الملف؟
- يجب أن يكون تعديل هذا القانون على رأس الأولويات، لأن استمرار العمل بالقانون القديم يؤدى إلى إهدار طاقات المهندسين وحقوقهم، وبالفعل عقدنا لقاء مع المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، واتسم اللقاء بالصراحة والوضوح والتقدير المتبادل، إذ تمت مناقشة ضرورة تعديل قانون نقابة المهندسين الذى مضى على إصداره أكثر من نصف قرن، وأصبح به من العوار ما يعيق مسيرة نقابة المهندسين على جميع الأصعدة النقابية والوطنية، ونحن ننتظر خلال الفترة المقبلة الرد من الوزارة.
وكيف ترى دور التعليم فى الارتقاء بمهارات المهندسين؟
- بالتأكيد من أكبر التحديات التى نواجهها فى مهنة الهندسة قضية التعليم، وهناك بعض المعاهد التى لا تقدم التعليم بالجودة المطلوبة، وهذا يؤدى إلى تخرج مهندسين بمستوى أقل من المطلوب. إضافة إلى ذلك، هناك زيادة فى أعداد المهندسين دون وجود تنسيق مع احتياجات سوق العمل، ما يعمق أزمة البطالة بين المهندسين. نحن بحاجة إلى ضبط هذه الأعداد وتطوير جودة التعليم الهندسى بشكل مستمر، ومن جانبنا نعمل على تنظيم الأعداد وحصولهم على التدريب المناسب، ونتعاون مع الجامعات ومعهد التدريب لتوفير برامج تدريبية للمهندسين الشباب فى التخصصات التى تحتاجها سوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، تقدم النقابة منحاً تدريبية مجانية لشباب المهندسين، تشمل تدريباً على التخصصات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعى والهندسة البيئية، كما نولى اهتماماً خاصاً بتدريب المهندسين فى المجالات التى تحتاجها الدولة والأسواق العالمية.
نعمل على تحريك استثمارات النقابة التي كانت تعاني من الجمودوهل تقدم النقابة الدعم اللازم لمشروعات التنمية المستدامة؟
- النقابة تسعى دوماً لتقديم الدعم فى مشروعات التنمية المستدامة، ولكن دورنا يتمثل فى تقديم الاستشارات الفنية والتعاون مع الجهات الحكومية لتنفيذ المشروعات. نحن لا نشارك بشكل مباشر فى تنفيذ المشروعات، ولكننا نحرص على أن يقدم المهندسون المؤهلون والمستشارون الفنيون أفضل ما لديهم فى هذا المجال. ولقد شاركنا فى العديد من المشروعات مثل ترميم المعالم التراثية، حيث قدمنا استشارات فنية ساعدت فى الحفاظ على التراث المصرى.
وماذا عن الدعم القانونى الذى تقدمه النقابة للأعضاء؟
- نعمل بشكل دائم على حماية حقوق المهندسين، وأنشأنا لجنة رئيسية للمساندة القانونية، حيث يمكن أن يتعرض أى مهندس لمشاكل أو تعسف فى العمل، هذه اللجنة مستعدة لتقديم المساعدة القانونية فى أى وقت، فى حال واجه المهندس أى مشكلة أو تعرض لظلم، يمكنه اللجوء مباشرة إلى اللجنة القانونية للنقابة، التى ستتولى تقديم الدعم القانونى الفورى له.
وما رسالتك لشباب المهندسين؟
- رسالتى لشباب المهندسين هى مواصلة التعلم والتدريب المستمر، فذلك هو مفتاح النجاح فى هذه المهنة، ويجب عليهم الاستفادة من الفرص التى تقدمها النقابة فى تطوير مهاراتهم، وأن يكونوا جاهزين لمواجهة التحديات المستقبلية وفى صدارتها التخصصات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعى والهندسة البيئية، لأن هذه المجالات ستفتح لهم أبواباً واسعة من الفرص فى المستقبل.
مستقبل «الهندسة»هناك الكثير من الأسباب التى تجعلنى متفائلاً بشأن مستقبل مهنة الهندسة فى مصر، أولاً التطورات التى يشهدها التعليم الهندسى، والمشروعات الكبرى فى الدولة تشير إلى أن الفترة المقبلة ستكون فترة ازدهار، ولقد شاركت مؤخراً فى مؤتمر عن تطوير التعليم الهندسى، ورأيت التقدم الكبير فى هذا المجال. كما أن هناك اهتماماً متزايداً من الدولة بتحسين الوضع الاقتصادى، ونتوقع أن يعود قطاع الهندسة إلى مكانته العالية والرائدة فى المستقبل، وتحقيق أعلى دخل مقارنة بالمهن الأخرى.