أوبزيرفر: اليمين المتطرف بـإسرائيل فرح بعودة فريق ترامب ووعود تغيير الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، تقريرا، أعدّه جيسون بيرك، قال فيه إنّ: "الناشطين الفلسطينيين عبروا عن صدمتهم من اختيارات ترامب من المتشددين الداعمين لإسرائيل".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "المستوطنين وصفوا الفريق الذي اختاره ترامب من المتشددين المسيحيين وداعمي إسرائيل بفريق الحلم"، مبرزين أنه "يقدم لهم: فرصة خاصة واستثنائية، لتوسيع سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية وبشكل دائم وينهي أي أمل لقيام الدولة الفلسطينية".
وبحسب التقرير نفسه، "عبّرت الجماعات الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية عن صدمتها من تعيينات ترامب لداعمي واضحين لمشاريع النشطاء الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، وقالوا إن حكومة بنيامين نتنياهو تكتسب الدعم والجرأة من فوز ترامب".
ونقل التقرير، تحذير افتتاحية في صحيفة "هآرتس" العبرية من أن "سلسلة التعيينات التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يجب أن تقلق كل من يهتم بمستقبل إسرائيل".
وأضاف بيرك أنّ "إسرائيل زادت ومنذ الانتخابات الأمريكية من عمليات هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس. وفي الأسبوع الماضي كان سكان حي البستان في القدس، يبحثون في أنقاض بيوتهم التي قرّرت بلدية القدس هدمها لأنها أقيمت بدون ترخيص".
وقال ناشط مخضرم قاد لسنوات مقاومة الجهود الرامية لهدم منازل العائلات الفلسطينية في حي البستان، فخري أبو دياب، إنّ: "الجرّافات عادت في يوم الانتخابات الأمريكية لتدمير جزء من منزله الذي تركته فرق الهدم التابعة للبلدية قائما في وقت سابق من هذا العام".
وقال أبو دياب، ذو 62 عاما، إنّ 40 شخصا، بينهم أطفال، أصبحوا بلا مأوى وأن 115 منزلا مهددة بالهدم الآن. مضيفا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تريد هدم هذا المكان منذ عشرين عاما وهي الآن تستغل الفرصة. هذه مجرد طريقة لمعاقبتنا وإجبارنا على الرحيل.
وأبرز أبو دياب: "أنا هنا، حيث كان والدي وأجدادي، وسأبقى هنا". فيما قالت زوجته أمينة إنّه مع وجود ترامب في السلطة: "لم يعد هناك ما يكبح جماح دولة الاحتلال الإسرائيلي". وقالت بلدية القدس إنّ: "المباني تقع على أرض مخصصة كمنطقة عامة مفتوحة".
من جهتها، قالت منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "عير عميم" إنّ: "الهدف الحقيقي من عمليات الهدم هو ربط جيوب المستوطنات التي زرعت في الأحياء الفلسطينية بالقدس". وأضافت أنّ: "السلطات المحلية تشعر بالجرأة بعد فوز ترامب. وأن عمليات الهدم في البستان قد تكون نذيرا عما هو قادم".
وفي الأسبوع الماضي، هدمت قرية بدوية في صحراء النقب من أجل بناء مجمع لليهود "الأرثوذكس" وبناء على أوامر من وزير الحرب، إيتمار بن غفير، كما تم تدمير 25 مبنى في الضفة الغربية حسب الأمم المتحدة.
وتشير الصحيفة إلى أنّ: "اختيارات ترامب صدمت حتى المتشددين، فقد قال مرشحه لوزارة الخارجية، السناتور عن فلوريدا، ماركو روبيو، إنه يعارض وقف إطلاق النار على غزة، ويعتقد أن إسرائيل يجب أن تدمر كل عنصر من حماس".
ووصفت إليس ستيفانيك، التي تم ترشيحها كسفيرة لدى الأمم المتحدة، الأمم المتحدة بأنها "بؤرة لمعاداة السامية" لإدانتها للوفيات في غزة. ومن المقرر أن يكون السفير الأمريكي الجديد لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي هو مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي يدعم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ووصف حل الدولتين في فلسطين بأنه "غير قابل للتطبيق".
وخلال زيارة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2017، قال هاكابي: "لا يوجد شيء مثل الضفة الغربية. لا يوجد شيء مثل المستوطنات؛ إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن. لا يوجد شيء مثل الاحتلال".
أمّا مرشح ترامب لوزير الدفاع، بيتر هيغسيث، وهو مقدم البرامج في شبكة "فوكس نيوز"، فهو مسيحي إنجيلي رسم وشما للحروب الصليبية التي يربطها باليمين المتطرف.
وقال مدير أرتيت كوهانيم -المنظمة التي تزعم أن مهمتها هي استعادة وإعادة البناء في القدس للشعب اليهودي-، دانيال لوريا: "لم تكن إسرائيل تطلب أمرا أكثر من هذا". وتقف المنظمة هذه خلف عدد من مشاريع طرد العائلات الفلسطينية من بيوتهم واستبدالهم بعائلات يهودي وطلاب دين يهود.
وقال: "لا يوجد هناك دولة عربية في أرض إسرائيل، وحقيقة وجود عدة محاولات لعمل شيء مختلف وخلال السنوات الماضية، لا أهمية له"، مضيفا: "نحن في وضع استثنائي الآن، وسوف نحصل على شرق أوسط جديد ونعيد تغيير كل شيء".
ووفقا للتقرير نفسه، قد قارن بعض المتشددين من اليمين المتطرف في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ترامب، بالملك الفارسي كورش العظيم، والذي غزا مملكة بابل في 539 قبل الميلاد وسمح لليهود بالعودة من منفاهم إلى القدس.
وأبرز التقرير، أن "الأحزاب المؤيدة للاستيطان، تدير مناصب رئيسية في الحكومة الائتلافية الإسرائيلية، التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ففي الأسبوع الماضي، قال بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية والمدافع عن توسيع المستوطنات، إن عام 2025 سيكون: عام السيادة في يهودا والسامرة. مستخدما الاسم العبري للضفة الغربية والذي يستخدمه اليمينيون في إسرائيل وأنصارهم في الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة لزيادة وتيرة التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وحضر سموتريتش وعدد من الوزراء مؤتمرا عقد قرب غزة لمناقشة عودة الإستيطان اليهودي إليها بعد الحرب.
ورفض السفير المرشح لدولة الاحتلال الإسرائيلي، هاكابي، استخدام أي مصطلح لوصف الضفة الغربية المحتلة، غير يهودا والسامرة، وهو مؤيد متحمس لمؤسسة مدينة داوود، وهي حديقة أثرية ممولة من حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في حي فلسطيني في القدس، تديرها إيلاد، وهي مجموعة استيطانية إسرائيلية متّهمة بتهجير العائلات الفلسطينية من القدس، من خلال شراء منازل فلسطينية واستخدام قوانين مثيرة للجدل تسمح للدولة بالاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية.
وكشف تقرير للاتحاد الأوروبي خلال عام 2018، أنّ: مشاريع "إيلاد" في أجزاء من القدس المحتلة تستخدم كـ"أداة سياسية لتعديل الرواية التاريخية ودعم المستوطنات وإضفاء الشرعية عليها وتوسيعها". فيما رفضت المؤسسة مناقشة دعم المشاريع من حكومة الاحتلال الإسرائيلي والخارج.
وقد شهدت فترة ولاية ترامب الأولى، خطوات غير مسبوقة لدعم مطالبات دولة الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك، والاعتراف بضم الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان.
إلى ذلك، يعتقد الناشطون المؤيدون للاستيطان، وفقا للتقرير نفسه، أنّ: "اختيارات ترامب تعني أن الإدارة الجديدة سوف تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. ويقول لوريا: لقد تحدثوا عن حق اليهود في العيش في كل مكان، وأنه من المستحيل تقسيم [القدس] إلى قسمين، وأنك لا تستطيع أن تسمح للكراهية والشر والإرهاب على عتبة بابك الخلفي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب اليمينيين المتطرفين الشرق الأوسط اليمين المتطرف ترامب فريق ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة لا یوجد
إقرأ أيضاً:
على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!
ربما آن الأوان للإعلان عن تحالف «مصرى سعودى إيرانى تركى» صريح ينقذ الشرق الأوسط من تقلبات صانع القرار فى البيت الأبيض ونفاق الحسابات الدولية.مرة أخرى ينبغى التأكيد أن السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم يحرك فقط مياه القضية الفلسطينية الراكدة، وإنما أعاد تشكيل رؤية قادة الشرق الأوسط لخريطة تحالفاتهم.
بل يمكن الذهاب بعيداً بالقول إن التداعيات السياسية لطوفان الأقصى وصلت بتأثيراتها غير المباشرة إلى استراتيجية الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إزاء إيران ومن ثم الشرق الأوسط.قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كان الحديث السائد فى المنطقة يدور حول إمكانية المضى فى مسار التطبيع مع الكيان الصهيونى بمجرد اعترافه بحق الفلسطينيين فى إقامة دولة مستقلة، والشروع فى بدء عملية سياسية بهذا الشأن، وهو ما كان ولا يزال مرفوضاً من قبَل الكيان الصهيونى.
وكان الخطاب الطائفى يروج إلى أن الصراع فى الشرق الأوسط مذهبى بين الدول السنية وإيران الشيعية، إضافة إلى حلفائها فى المنطقة، لكن «طوفان الأقصى»، علاوة على تاريخ ترامب مع المنطقة أثناء ولايته الأولى وسياساته غير الموثوقة، دفع الجميع إلى إعادة قراءة المشهد فى ظل استمرار جرائم الإبادة الصهيونية التى تستهدف تهجير سكان غزة والضفة الغربية، ما يدفع المنطقة حتماً إلى فوضى عارمة ستطول الجميع.
من نتائج هذه القراءة الجديدة زيارة رئيس هيئة أركان الجيش السعودى طهران ولقاء نظيره الإيرانى لتوقيع اتفاقات دفاعية وأمنية، ثم تأكيد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة العربية الإسلامية، رفض العدوان على إيران والمساس بسيادتها.
فى السياق ذاته يأتى تأكيد زعماء الدول المشاركة فى القمة على أن إقامة الدولة الفلسطينية هى السبيل الوحيد للسلام والاستقرار فى المنطقة وليس مجرد البدء فى مسار مائع نحوها.
بالتوازى مع الخطوة السعودية الإيرانية غير المسبوقة كان «إلون ماسك»، صديق ترامب المفضل، والذى أعلنه وزيراً للكفاءة الحكومية، يلتقى سراً بمندوب إيران لدى الأمم المتحدة السفير «أمير سعيد كرفان».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» جرى اللقاء بناء على طلب من إلون ماسك، وتناول سبل نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين إيرانيين إيجابية اللقاء الذى قد يسفر عن تغير فى سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران على عكس المتوقع.
فور إفصاح ترامب عن الأسماء المرشحة لتولى حقائب وزارية فى إدارته الجديدة ساد التشاؤم أوساط غالبية المراقبين بسبب ما عُرف عن تشدد وتطرف غالبية المرشحين المصنفين كصقور فى الحزب الجمهورى، خاصة وزيرى الدفاع والخارجية ومستشاره للأمن القومى؛ فجميعهم من أشد الداعمين للكيان الصهيونى والمؤيدين لمساعيه بشأن ضم الضفة الغربية، والمعادين لإيران ومشروعها النووى.
بالطبع من حق الجميع الشعور بالقلق والتشاؤم، لكن لقاء إلون ماسك مع الدبلوماسى الإيرانى رفيع المستوى يؤشر إلى تغيير لا يمكن تجاهله فى رؤية الرئيس الأمريكى الجديد تجاه الصراع فى الشرق الأوسط.
وصحيح أن «ترامب» لن يسعى إلى تحقيق حل الدولتين بحسب تصريح سفيره المرشح لدى الكيان الصهيونى، ومع ذلك هناك ما يمكن عمله على الأقل لمنعه من دعم أى مسعى صهيونى لضم الضفة الغربية، أو تقنين احتلال قطاع غزة.
قد نرى قفزات متعددة ومتناقضة فى سياسة ترامب تجاه المنطقة، لكن تجاوزها غير مستحيل بإظهار صلابة فى الإرادة السياسية لدى دولها تُكمل ما بدأته المقاومة، وذلك بإعلان تحالف صريح يضم السعودية ومصر وإيران وتركيا عبر اتفاقات ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية ودفاعية وثقافية وعلمية.
تحالف يستثمر رغبة ترامب فى إنهاء الحرب ويقنعه بأن ضم الضفة الغربية يُنهى اتفاقات أوسلو ويدفع الأجهزة الأمنية التابع للسلطة الفلسطينية إلى الانضمام لصفوف المقاومة وأن تقنين أى مشروع استيطانى فى غزة لا مستقبل له وتهديد لاتفاق كامب ديفيد للسلام مع مصر، خاصة إذا أصر الكيان على استمرار احتلاله لمحور فيلادلفيا.
من شأن هذا التحالف تخفيض وتيرة الصراع ودفع الاحتلال الصهيونى للتراجع عن مخططاته التوسعية تحت وطأة خسائره الناجمة عن حرب استنزاف طويلة دخلها بالفعل.