شبكة انباء العراق:
2025-02-05@01:12:13 GMT

أقدم الموانئ المُكتشفة حتى الآن

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

نشرت مواقع عدة مقالات مبنية على نتائج الحفريات الأثرية التي اجريت بالقرب من مدينة الناصرية، في مكان يُقال له: (أبو طبيرة)، وهو من الاماكن المرتبطة بالخطوط الساحلية القديمة لحوض الخليج العربي. وتحدثت تلك المقالات عن ميناء سومري مندثر بالقرب من مدينة أور الأثرية، وبما يؤكد ان السومريين كانوا أول من ركب البحر، وأول من تفنن في الحسابات الملاحية وقيادة السفن الشراعية.

وقد ظهرت في الموقع بعض الركائز المينائية والواجهات الساحلية المخصصة لاستقبال السفن التجارية. .
يعود تاريخ الميناء إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهذا ما أكده الفريق التابع لجامعة سابينزا الإيطالية (Italian University Sapienza)، والذي كان يقوده علماء الآثار: ليقيا رومانو (Lycia Romano)، وفرانكو داجوستينو (Franco D’Agostino) عام 2011، حيث اجرى الايطاليون دراساتهم الميدانية في الموقع القديم لأبو طبيرة المتموضع وقتذاك بمنتصف السهل الجنوبي لبلاد الرافدين على بعد 15 كم إلى الغرب من مدينة أور (العاصمة السومرية القديمة). .
بيّنت الدراسات ان اعماق الميناء كانت بحدود خمسة أمتار، ومساحته تعادل أكثر من تسعة أحواض سباحة أولمبية. .
تقول عالمة الآثار الايطالية (ليسيا رومانو) : لم نكن نبحث عن الميناء، لكننا اكتشفنا أثناء مسح الموقع حفرة لثعلب، وما ان نظرنا بداخلها حتى وجدنا لمحات عن بعض الجدران المبنية بالطوب الطيني (اللِبن) وهو الذي قادنا إلى العثور على هياكل الميناء القديم والأرصفة المبنية بمحاذاة ممر ملاحي متصل بالمدينة. .
وقال داجوستينو: إنه لم تظهر أي بقايا لسفن من الحفريات، لذلك ليس من الواضح نوع السفن التي كانت تعمل من الميناء. لكن الميناء، الذي يحتل مساحة كبيرة كان بالتأكيد مركزاً رئيسياً للمنطقة بأكملها. وقال إنه بفضل الممرات المائية، كان من الممكن للسفن الوصول مباشرة إلى البحر، وكذلك إلى داخل أور ومدينة أوروك السومرية الأبعد. ولا نعرف ما كان يسميه السومريون وقتذاك. .
وبالتالي يعد هذا الميناء أقدم المرافئ التي تم اكتشافها حتى الآن في العراق. وربما يقودنا إلى كتابة فصل جديد من تاريخ بلاد ما بين النهرين وحضارتها، ويدحض الفكرة القديمة التي كانت تقول أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت محاطة (فقط) بحقول الحبوب وقنوات الري. .
آخذين بعين الاعتبار ان الموانئ السومرية مذكورة في الألواح المسمارية، ويمكن تمييز بعضها في صور الأقمار الصناعية. وسبق لعلماء الآثار اكتشاف مرافئ نهرية صغيرة في الضواحي المجاورة لمدينة أور نفسها، لكنها تعود إلى ما قبل 2000 عاماً. .
اما الميناء الأقدم الذي اكتشفته البعثة الايطالية منذ بضعة سنوات فيعود إلى 4000 سنة، وهو الآن في منطقة جافة مهجورة. تبعد عن موانئ العراق الحالية بنحو 200 كم بالاتجاه الجنوبي الشرقي. وهذا دليل ملموس على ان تيارات انهار العراق حملت معها ملايين الاطنان من الطمى والغريّن، واسهمت في عمليات الارساب والترسيب والطمر منذ آلاف السنين. ومازالت الموانئ العراقية تعاني من ضراوة هذه الظاهرة الطبيعية في منطقة مصب شط العرب وخور عبدالله. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

بالقيديو .. الحاجة بحرية صاحبة أقدم تكية بالإسكندرية

 

 

أسمى معاني الإنسانية والرحمة، حينما تكون النية نابعة من القلب خالصةً لوجه الله صادقة، ومع شدة المصائب والابتلاءات والألم الذي يعتصر القلب وبدلاً من الحزن والاعتراض على القضاء والقدر، تقرر أن تدخل في تجارة مع الله وتزهد الدنيا، فينعم الله على الإنسان بالخير والبركة ويسخر له عباده، فبعدما تلقت خبر استشهاد فلذة كبدها، قررت أن تخرج الصدقات على روحه، ليشفى غليلها ويطفئ نار قلبها، ويلهمها الصبر، وأن ترحم ضعف الفقراء والمساكين، فتبدأ مع أذان الفجر تعد من داخل مطبخها الصغير المتواضع، ما لذ وطاب من الطعام والشراب، لتملئ أكبر الموائد في أصغر الأزقة المتوارية خلف أسوار مسجد المرسي أبو العباس، يمكث المئات من الناس الذين غلبهم التعب والشقاء لتناول الطعام في هدوء وسكينة، ثم ينفض الحشد مناديين إيها بالدعوات "أطعمك الله من طعام الجنة"، إنها الحجة بحرية صاحبة أقدم تكية بالإسكندرية.

"بحرية"، من سكان منطقة بحري، في العقد السابع من عمرها، تلقت خبر استشهاد أخيها في حرب 73، وأخذت والدتها عهد على نفسها أنها لن تأخذ قرشًا عوضًا عن روح ابنها الذى أفدى بنفسه وبروحه ودمه، من أجل وطنه وحفظًا لأهله، وقررت أن تتصدق على روحه، وتفتح مطعمًا مجانيًا لإطعام الفقراء والمساكين والمحتاجين لوجه الله، وأن تمتد هذه التكية إلى يوم يبعثون، لعلها تكون شفيعًا عند الله، وتوفت الحجة البحرية، وأخذت أكبر بناتها تكمل طريق والدتها وتنفيذًا للعهد التي قطعته على نفسها، واستمرت بنفس نهج والدتها تعد أشهى الأكلات وتنظم أكبر الموائد وتستقبل ضيوفها بأحسن تحية ووجهها البشوش.

وتقول بحرية في لقائها مع جريدة الوفد، أن فكرة التكية بدأت سنة 73 بعد انتهاء حرب أكتوبر، وتلقيهم خبر استشهاد أكبر إخوانها، وغيم الحزن والألم على الأسرة، وعاهدت والدتها نفسها على أنها لن تقبل بأي مالاً عوضًا عن ابنها، لأن ذلك لن يعيده لأحضانها، فقررت أن تطعم فقراء ومحتاجين الإسكندرية بشكل مجاني، وفي بادئ الأمر كانت تقوم بتوزيع الوجبات على الفقراء في المنطقة، ثم اتخذت مكانًا صغيرًا عبارة عن مطبخ صغير وممر بجوار مسجد المرسي أبو العباس الموجود بمنطقة بحري، واختارت هذا المكان على وجه التحديد لتكون قريب من كل المحتاجين ولسهولة الوصول لمكان التكية، وشرعت في إعداد أنواع الطعام المختلفة بنفسٍ راضية، ونظمت المقاعد والموائد، لاستقبال ضيوفها.

وأضافت بحرية، أنه بعد وفاة والدتها قررت أن لا تقطع عهدها وتكمل مسيرتها، وتبدأ استعدادها ليوم التكية في اليوم الذي يسبقها، حيث تجهز الأواني والصحون، وتبدأ في تجهيز الطعام بجمع المكونات مثل، الأرز والخضروات واللحوم، وجلبها لمكان المطبخ الخاص بمكان التكية، ووضع قدور الطعام على شعلة موقد الغاز، وتحضير مكون تلو الأخر، وتنتهي من ذلك عقب انحسار النهار ودخول الليل، ثم تقوم بتغطيته، وفي صباح يوم التكية تبدأ في كنس المكان وفرش الحصير، وتنظيم الطبيليات والكراسي، وتحضير الأواني وتجهيزها لتصبح جاهزة لوضع الطعام فيها، وتضع الصحون والملاعق على الطبليات، لتصبح التكية جاهزة لاستقبال الناس.

وأوضحت بحرية أنها تنظم التكية في صباح يومي الجمعة والإثنين من كل أسبوع، وأن هناك من يقوم بدعمها ومساعدتها ومدها بالمال والمواد الغذائية التي تحتاجها لإعداد الطعام الخاص بالتكية للمشاركة في عمل الخير وكسب الثواب، مضيفتًا أن وجود الناس من حولها وأنها قادرة على الإطعام، يبعث في نفسها الراحة وينزل على قلبها السكينة، وأن التكية غيرت حياتها بشكل كبير، فالبرغم من المجهود البدني والعضلي الكبير التي تبذله لإعداد الطعام وتجهيزه بأفضل شكل، إلا أنها لا تشعر بالتعب والنصب، بل على العكس زادها بركةً في صحتها وقدرة تحمل بدنها بالرغم من كبر سنها.

وأشارت بحرية، أن أولادها وبناتها وإخواتها، يساهمون معاها في التكية حيث يقدمون على إعداد الطعام بالتناوب معها، بالإضافة إلى تطوع بعض الناس للعمل معاها ومساعدتها، دون طلب مقابل مادي، رغبةً في كسب الثواب والتقرب إلى الله، مضيفتًا أن التكية خلال شهر رمضان المبارك تكون بشكل يومي وأن الدعم الغذائي يكون أضعاف مضاعفة مقارنة بالأيام العادية، وأن الإقبال يزيد خلال الشهر الكريم.

لمشاهدة الفيديو اضغط على 

 

IMG-20250202-WA0031 IMG-20250202-WA0030

مقالات مشابهة

  • المخطوطة السينائية: أقدم نص إنجيلي يكشف أسرار الماضي.. ما القصة
  • الكشف عن امتداد أنبوب النفط إلى حوش قريب من الميناء
  • الشرع لـ "تلفزيون سوريا": النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"
  • أقدم محل ورد بالإسكندرية ، صنع بوكيه خطوبة الملك و زبائنه من فناني الزمن الجميل
  • الدفاع المدني السوري: مجزرة مروعة راح ضحيتها 14 امرأة ورجل واحد، وإصابة 15 امرأة بعضها بليغة ما يرشح عدد الوفيات للارتفاع، وجميعهم من عمال الزراعة، في حصيلة أولية لانفجار السيارة المفخخة بجانب السيارة التي كانت تقلّ العمال المزارعين، على أطراف مدينة منبج
  • موانئ العراق تعلن إحصائية إرساء السفن لعام 2025
  • أقدم ورشة لصناعة مجسمات السفن والماكيتات بالأنفوشي في الإسكندرية ( فيديو )
  • بالقيديو .. الحاجة بحرية صاحبة أقدم تكية بالإسكندرية
  • جريمة فاريا... توقيف والدة المرتكب والفتاة التي كانت برفقته
  • أمن الدولة ألقت القبض على من كانت برفقة صديقها الذي دهس الشاب في فاريا (صورة)