أقدم الموانئ المُكتشفة حتى الآن
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
نشرت مواقع عدة مقالات مبنية على نتائج الحفريات الأثرية التي اجريت بالقرب من مدينة الناصرية، في مكان يُقال له: (أبو طبيرة)، وهو من الاماكن المرتبطة بالخطوط الساحلية القديمة لحوض الخليج العربي. وتحدثت تلك المقالات عن ميناء سومري مندثر بالقرب من مدينة أور الأثرية، وبما يؤكد ان السومريين كانوا أول من ركب البحر، وأول من تفنن في الحسابات الملاحية وقيادة السفن الشراعية.
يعود تاريخ الميناء إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وهذا ما أكده الفريق التابع لجامعة سابينزا الإيطالية (Italian University Sapienza)، والذي كان يقوده علماء الآثار: ليقيا رومانو (Lycia Romano)، وفرانكو داجوستينو (Franco D’Agostino) عام 2011، حيث اجرى الايطاليون دراساتهم الميدانية في الموقع القديم لأبو طبيرة المتموضع وقتذاك بمنتصف السهل الجنوبي لبلاد الرافدين على بعد 15 كم إلى الغرب من مدينة أور (العاصمة السومرية القديمة). .
بيّنت الدراسات ان اعماق الميناء كانت بحدود خمسة أمتار، ومساحته تعادل أكثر من تسعة أحواض سباحة أولمبية. .
تقول عالمة الآثار الايطالية (ليسيا رومانو) : لم نكن نبحث عن الميناء، لكننا اكتشفنا أثناء مسح الموقع حفرة لثعلب، وما ان نظرنا بداخلها حتى وجدنا لمحات عن بعض الجدران المبنية بالطوب الطيني (اللِبن) وهو الذي قادنا إلى العثور على هياكل الميناء القديم والأرصفة المبنية بمحاذاة ممر ملاحي متصل بالمدينة. .
وقال داجوستينو: إنه لم تظهر أي بقايا لسفن من الحفريات، لذلك ليس من الواضح نوع السفن التي كانت تعمل من الميناء. لكن الميناء، الذي يحتل مساحة كبيرة كان بالتأكيد مركزاً رئيسياً للمنطقة بأكملها. وقال إنه بفضل الممرات المائية، كان من الممكن للسفن الوصول مباشرة إلى البحر، وكذلك إلى داخل أور ومدينة أوروك السومرية الأبعد. ولا نعرف ما كان يسميه السومريون وقتذاك. .
وبالتالي يعد هذا الميناء أقدم المرافئ التي تم اكتشافها حتى الآن في العراق. وربما يقودنا إلى كتابة فصل جديد من تاريخ بلاد ما بين النهرين وحضارتها، ويدحض الفكرة القديمة التي كانت تقول أن مدن بلاد ما بين النهرين كانت محاطة (فقط) بحقول الحبوب وقنوات الري. .
آخذين بعين الاعتبار ان الموانئ السومرية مذكورة في الألواح المسمارية، ويمكن تمييز بعضها في صور الأقمار الصناعية. وسبق لعلماء الآثار اكتشاف مرافئ نهرية صغيرة في الضواحي المجاورة لمدينة أور نفسها، لكنها تعود إلى ما قبل 2000 عاماً. .
اما الميناء الأقدم الذي اكتشفته البعثة الايطالية منذ بضعة سنوات فيعود إلى 4000 سنة، وهو الآن في منطقة جافة مهجورة. تبعد عن موانئ العراق الحالية بنحو 200 كم بالاتجاه الجنوبي الشرقي. وهذا دليل ملموس على ان تيارات انهار العراق حملت معها ملايين الاطنان من الطمى والغريّن، واسهمت في عمليات الارساب والترسيب والطمر منذ آلاف السنين. ومازالت الموانئ العراقية تعاني من ضراوة هذه الظاهرة الطبيعية في منطقة مصب شط العرب وخور عبدالله. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
أقدم نظام كتابة بالعالم له أصوله من رموز غامضة..أين اكتُشف؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشف الباحثون عن روابط بين ما سبق أقدم نظام كتابة في العالم والتصاميم الغامضة والمعقّدة التي خلّفتها الأختام الأسطوانية المنقوشة المنتشرة على ألواح طينية قبل حوالي 6000 عام.
يعتبر العلماء أنّ الكتابة المسمارية هي أول نظام كتابة استخدم البشر أحرفه ذات الشكل الإسفيني، لنقش لغات قديمة مثل السومرية على ألواح طينية، بدءًا من حوالي 3400 قبل الميلاد. كما يُعتقد أنّ نظام الكتابة نشأ في بلاد ما بين النهرين، حيث تطوّرت فيها أقدم حضارة معروفة في العالم تُعرف اليوم بالعراق الحديث.
لكن قبل الكتابة المسمارية، كان هناك نص قديم يستخدم علامات تصويرية مجرّدة تُسمى الكتابة المسمارية الأوّلية. ظهرت لأول مرة بين حوالي 3350 و3000 قبل الميلاد بمدينة "أوروك"، في جنوب العراق الحديث.
لكن أصول ظهور هذا النوع من الكتابة الأولية كانت غامضة، ولا تزال العديد من رموزها غير مفهومة.
وفوجئ الباحثون الذين أجروا تحليلاً دقيقاً للرموز المسمارية الأولية باكتشاف أوجه تشابه عندما درسوا نقوش الأختام الأسطوانية التي اختُرعت في "أوروك" عام 4400 قبل الميلاد، واستُخدمت لطباعة الزخارف على الطين اللين، وتطابق بعض الرموز، التي يبدو أيضًا أنها تنقل المعاني ذاتها في ما يتعلّق بالمعاملات والتجارة القديمة.
ونشرت مجلة Antiquity الثلاثاء، دراسة تفصيلية عن أوجه التشابه.