هل يزيد تلوث الهواء من خطر الإصابة بسرطان الرأس.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أوضحت نتائج دراسة جديدة أعتمد القائمون عليها على قاعدة بيانات السرطان الوطنية الأمريكية (SEER)، التي تغطي الفترة بين 2002 و2012، عن وجود ارتباط بين ارتفاع مستويات الجسيمات الملوثة في الهواء وزيادة حالات الإصابة بسرطان منطقة الرأس والرقبة.
وركز فريق البحث على الجسيمات الدقيقة PM2.5، وهي جسيمات ملوثة أصغر من 2.
وأوضح المشرف على الدراسة، جون كرامر، الأستاذ المشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة، أن النتائج أظهرت أن العلاقة بين تلوث الهواء وسرطان الرأس والرقبة لم تكن فورية، بل ظهرت بشكل واضح بعد فترة من الزمن وبالتحديد، كان أعلى ارتباط بين التعرض لتلوث الهواء وزيادة حالات سرطان الرأس والرقبة بعد مرور 5 سنوات من هذا التعرض.
وقال: "نفترض أن الارتباط بين تلوث الهواء وسرطان الرأس والرقبة ناتج عن تأثير المواد الملوثة التي نتنفسها على بطانة الأنف والحلق نلاحظ أن الكثير من الحالات تتراكم فيها المواد المسرطنة في الجسم، ما قد يؤدي إلى تطور السرطان".
وأضاف كرامر: "نركز على حجم معين من جسيمات التلوث لأن الأنف والحلق يعملان كفلاتر لهذه الجسيمات قبل دخولها إلى الرئتين. وبينما يتم تصفية الجسيمات الأكبر حجما، فإننا نتصور أن أنواعا مختلفة من التلوث تؤثر على أجزاء مختلفة من مجاري الهواء العلوية".
ومن جانبها، قالت ستيلا لي، المعدة الرئيسية من مستشفى بريغهام والنساء: "رغم أن الأبحاث قد تناولت تأثير ملوثات الهواء على أمراض الرئة بشكل موسع، إلا أن القليل من الدراسات ركز على تأثير التعرض لتلوث الهواء كعامل خطر على مجرى التنفس العلوي، بما في ذلك تطور سرطان الرأس والرقبة".
وأكدت: "تسلط هذه الدراسة الضوء على دور التلوث البيئي في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الجهاز التنفسي العلوي، ما يبرز الحاجة الماسة لمزيد من الأبحاث وزيادة الوعي العام حول هذا الموضوع".
ومن جانبها، قالت المعدة المشاركة في الدراسة، أماندا ديلغر، من كلية الصحة العامة في ماساتشوستس: "تظهر دراستنا الارتباط الوثيق بين الصحة البيئية والصحة الشخصية. نؤكد على الحاجة إلى تحسين معايير جودة الهواء لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الرأس والرقبة".
ويأمل فريق البحث في توسيع نطاق أبحاثه من خلال تحليل مجموعات بيانات إضافية. كما يأمل كرامر أن يساهم عرض نتائج هذه الدراسة في توجيه السياسات الصحية المستقبلية وتحسين استراتيجيات العلاج.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سرطان منطقة الرأس طب الأنف والأذن والحنجرة تلوث الهواء سرطان الرأس المواد المسرطنة الرأس والرقبة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف العوامل المؤثرة على شيخوخة الدماغ
أوضحت نتائج دراسة حديثة أجراها باحثو جامعة جونز هوبكنز، بالتعاون مع مجموعة من كبار السن المعرضين لخطر الخرف (برنامج BIOCARD)، أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أولئك الذين يعانون من مستويات منخفضة من بروتينات معينة في سائلهم النخاعي، شهدوا تغيرات دماغية أسرع ومروا بتدهور إدراكي مبكر مقارنة بغيرهم.
وفي الدراسة، تتبع الباحثون المشاركين لمدة تصل إلى 27 عاما (بمتوسط 20 عاما، حيث كانت فترة المتابعة تتراوح بين 20 و27 سنة، ولكن المتوسط الذي تم حسابه هو 20 عاما)، ما أتاح لهم تقديم رؤى جديدة حول كيفية تأثير العوامل الصحية المختلفة على شيخوخة الدماغ.
واستخدم الباحثون مجموعة BIOCARD لفحص العوامل المرتبطة بتسارع ضمور الدماغ، وتحول الأفراد من الإدراك الطبيعي إلى الاختلال الإدراكي المعتدل (MCI).
وبدأ البرنامج في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة عام 1995، ثم استمر في جامعة جونز هوبكنز من عام 2015 حتى 2023، وشمل 185 مشاركا بمتوسط عمر 55 عاما في البداية، حيث كان جميعهم طبيعيين إدراكيا.
وخضع المشاركون لاختبارات دماغية واختبارات سائل النخاع على مدار 20 عاما، لقياس التغيرات في هياكل الدماغ ومستويات البروتينات المرتبطة بمرض ألزهايمر.
وأظهرت النتائج أن المعدلات المرتفعة لانكماش المادة البيضاء وتضخم بطينات الدماغ كانت من العوامل المهمة لظهور الاختلال الإدراكي المعتدل في وقت مبكر. وعلى وجه الخصوص، ارتبط ضمور المادة البيضاء بزيادة خطر الإصابة بالاختلال الإدراكي المعتدل بنسبة 86%، بينما ارتبط تضخم البطين بزيادة الخطر بنسبة 71%.
كما أظهرت الدراسة أن الأفراد المصابين بالسكري كان لديهم زيادة في خطر الإصابة بالاختلال الإدراكي المعتدل بنسبة 41% مقارنة بالأفراد غير المصابين بالسكري.
ومن جهة أخرى، وجد الباحثون أن انخفاض نسبة ببتيدات بيتا أميلويد Aβ42 إلى Aβ40 في السائل النخاعي، ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالاختلال الإدراكي المعتدل بنسبة 48%. ويعد هذا التوازن بمثابة علامة حيوية لمرض ألزهايمر، حيث يرتبط اختلال التوازن بين هذين الشكلين من بروتينات بيتا أميلويد بتكوين لويحات ضارة في الدماغ
وعندما كان المشاركون مصابين بالسكري ولديهم مستويات منخفضة من بيتا أميلويد Aβ42 إلى Aβ40، زاد خطر الإصابة بالاختلال الإدراكي المعتدل لديهم بنسبة 55%. وهذا يشير إلى أن تفاعل هذين العاملين معا يزيد بشكل كبير من احتمالية التدهور الإدراكي.
وتؤكد هذه النتائج على أهمية التشخيص المبكر للأفراد الذين يعانون من ضمور دماغي متسارع، أو أولئك الذين لديهم عوامل حيوية غير مواتية. ومن خلال التعرف المبكر على هذه الحالات، يمكن تحسين استراتيجيات التدخل الوقائي لتأخير أو حتى منع ظهور الاختلال الإدراكي المعتدل (MCI).