شهدت المملكة المتحدة حادثا أثارا جدلا واسعا بشأن الأخلاقيات الطبية وحقوق الأسر بعدما توفي الطفل آيدن براقي -الذي كان يبلغ من العمر عاما واحدا- في مستشفى "غريت أورموند ستريت" بالعاصمة لندن إثر قرار المحكمة العليا وقف علاجه وسحب أجهزة التنفس الصناعي التي كانت تبقيه على قيد الحياة.

وعانى آيدن من مرض عصبي عضلي نادر ومتقدم لا يوجد له علاج معروف، مما جعله يعيش على دعم الأجهزة الطبية منذ عمر 3 أشهر وحتى وفاته.

ورغم أنه كان "سليما إدراكيا" وقادرا على الإحساس بما حوله أصدرت المحكمة العليا حكما لصالح المستشفى بوقف العلاج، إذ زعم محامو المستشفى أن "أعباء العلاج تفوق الفوائد المحدودة" في حالته.

Boy dies after High Court rules life support stops https://t.co/A4SEtZCLLI

— BBC Health News (@bbchealth) November 15, 2024

وكانت المحكمة العليا استمعت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أن الطفل كان يعاني من مرض عصبي عضلي شديد ومتقدم ولا يوجد له علاج معروف، لكنه كان "سليما إدراكيا" ويمكنه "الرؤية والسمع والشم والشعور والاستمتاع".

وفي حكمها الذي صدر الأربعاء الماضي ونشر لاحقا وصفت المحكمة القضية بأنها "قضية حزن يائس"، مشيدة بتفاني نريمان براقي والدة آيدن التي قضت نحو 16 ساعة يوميا بجواره، في محاولة لتوفير كل ما يمكنه أن يحسّن حالته".

وقالت القاضية مورجان "لقد أخذت بعين الاعتبار آراء والدته التي أكدت أنه ينبغي أن يستمر في تلقي هذه الرعاية ورغباتها القوية فيما يتعلق بهذا الطلب".

رد المستشفى على الحكم

من جانبه، قال متحدث باسم مستشفى "غريت أورموند ستريت" إن جميع القرارات المتعلقة بعلاج آيدن كانت تهدف إلى تحقيق أفضل مصلحة له، مشيرا إلى أن اللجوء إلى المحكمة كان "الملاذ الأخير" بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى.

وأضاف المتحدث "نحن ندرك تماما الحزن الذي تسبب فيه هذا القرار لعائلة آيدن، ونتفهم رغبتها المستمرة في تقديم أفضل رعاية له".

ورغم إشادتها بالرعاية التي تلقاها ابنها داخل المستشفى فإن والدة آيدن أعربت عن أسفها لأن القرار حرمها من فرصة تجربة خيارات علاجية أخرى كانت تأمل أن تمكنه من العودة إلى المنزل، وقالت إن وفاته بهذه الطريقة كانت أمرا مؤلما.

قضية آيدن تسلط الضوء على النقاشات المستمرة في المملكة المتحدة بشأن الأخلاقيات الطبية ودور المحاكم في تحديد مصير المرضى الذين لا أمل في شفائهم، مثل هذه القضايا تثير تساؤلات بشأن الحدود التي يمكن للأسر أو السلطات الطبية أن تفرضها في قرارات الحياة والموت.

حالات مشابهة

وتعد قضيتا شارلي غارد وألفي إيفانز من أبرز الحالات التي أثارت جدلا واسعا بشأن الأخلاقيات الطبية وحقوق الآباء ودور المحاكم في القرارات المتعلقة بالحياة والموت بالمملكة المتحدة.

ولد غارد سنة 2016 مصابا بمتلازمة نادرة تعرف بـ"استنفاد الحمض النووي الميتوكوندري"، مما تسبب في تلف دماغه وضعف عضلاته، وسعى والداه لنقله إلى الولايات المتحدة لتلقي علاج تجريبي، لكن الأطباء في مستشفى "غريت أورموند ستريت" رأوا أن العلاج لن يكون فعالا، وأن استمرار دعم الحياة يطيل معاناته دون جدوى.

وقضت المحكمة العليا البريطانية ثم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بوقف العلاج، ليتوفى شارلي في يوليو/تموز 2017 بعد سحب أجهزة التنفس الصناعي.

Parents confirm their 'beautiful boy' Charlie Gard has died. RIP Charlie. https://t.co/RnQP3AT3yc pic.twitter.com/8NGeRd1Zd5

— LADbible (@ladbible) July 28, 2017

أما إيفانز فكان يعاني من حالة عصبية نادرة وغير معروفة، وأصر والداه على نقله إلى إيطاليا لتلقي علاج في مستشفى بالفاتيكان، لكن الأطباء في مستشفى "ألدر هاي" أكدوا أن حالته غير قابلة للعلاج.

وأيدت المحاكم البريطانية قرار إنهاء العلاج، وتوفي ألفي في أبريل/نيسان 2018 بعد إزالة أجهزة التنفس.

FOX NEWS ALERT: Alfie Evans, the terminally ill toddler at the center of an intense UK legal battle, passes away 5 days after being removed from life support pic.twitter.com/8rfPuWOESE

— FOX & friends (@foxandfriends) April 28, 2018

الجدل بشأن القضيتين

وتصر عائلات الضحايا على حقها في المشاركة باتخاذ القرارات الطبية التي تخص أطفالها، في حين ترى المستشفيات ضرورة اتباع معايير طبية صارمة تضع مصلحة الطفل أولا.

ويطالب بعض الآباء أحيانا بتجربة علاجات تجريبية حتى وإن كانت مثبتة علميا، في حين تظهر هذه الحالات تزايد الاعتماد على المحاكم لحسم النزاعات بين الأسر والمستشفيات.

ويشير خبراء الأخلاقيات الطبية إلى أن مثل هذه القضايا تعكس الصراعات المعقدة بين الأمل العائلي والمعايير الطبية، ويقول خبير الأخلاقيات في جامعة لندن الدكتور جوناثان كريغ "من الضروري وجود توازن بين الحفاظ على كرامة المريض وتقديم الرعاية المناسبة، مع احترام قرارات الأسرة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المحکمة العلیا فی مستشفى

إقرأ أيضاً:

بيضرب أمي.. شاب ينهي حياة شقيقه بـطعنة بالقلب في إمبابة

كشفت تحقيقات النيابة العامة بشمال الجيزة الكلية عن ملابسات قتل شاب لشقيقه دفاعا عن والدته بمنطقة إمبابة حيث تبين انه سدد له طعنة قاتلة في القلب اردته قتيلا في الحال. 

وانتدبت النيابة الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه وتحديد توقيت وأسباب الوفاة كما طلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة. 

ووردت إشارة من المستشفى إلى مديرية أمن الجيزة بوصول شاب مصاب بطعنة نافذة في الصدر اخترقت القلب وانه فارق الحياة قبل إسعافه متأثرا بإصابته، وفور إخطار اللواء سامح الحميلي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة وجه بسرعة الانتقال إلى مسرح الواقعة وفحص البلاغ وبيان ملابساته، وأشارت التحريات الأولية بقيادة اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة للمباحث إلى أن شقيق المجني عليه وراء ارتكاب الجريمة. 

أضافت التحريات بإشراف اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية أن المجني عليه كان يتعدى على والدته بالسب والضرب بسبب رفضها إعطائه مبلغا ماليا فتدخل شقيقه الآخر لحماية والدته وتشاجر مع شقيقه الأكبر وتطور الأمر عندما أسرع الصغير إلى المطبخ وعاد حاملا سلاحا أبيض يهدد به شقيقه فاخترق السلاح صدره وسقط غارقا في دمائه. 

استغاث الأخ الأصغر بالجيران ونقل شقيقه الى المستشفى إلا أنه فارق الحياة بسبب إصابته بطعنة في القلب، وألقت مباحث إمبابة القبض على المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة مؤكدا على انه لم يكن ينوي قتل شقيقه وانما تهديده فقط لابعاده عن والدته قائلا:"مكنش قصدي بس كان بيضرب أمي". 

تحرر المحضر اللازم وباشرت النيابة المختصة التحقيق. 

مقالات مشابهة

  • تيك توك يطلب من المحكمة العليا تأجيل الحظر القادم
  • تيك توك يلجأ إلى المحكمة العليا في أمريكا لموجهة الحظر
  • «تيك توك» يلجأ إلى المحكمة العليا في محاولة أخيرة لتجنب الحظر بأميركا
  • تيك توك تطالب المحكمة العليا الأمريكية بمنع حظر المنصة بالولايات المتحدة
  • الأونروا”: نقص حليب الأطفال في غزة يهدد حياة أكثر من 8500 رضيع
  • أونروا: نقص حليب الأطفال في غزة يُعرض حياة أكثر من 8500 رضيع للخطر
  • الأونروا: نقص حليب الأطفال في غزة يعرض حياة أكثر من 8500 رضيع للخطر
  • القضاء يستعرض أهم الإصلاحات التي قامت بها المحكمة العليا
  • بيضرب أمي.. شاب ينهي حياة شقيقه بـطعنة بالقلب في إمبابة
  • شاحن هاتف ينهي ويوجع حياة 7 أفراد من نفس العائلة في السعودية