ترشيحات ترامب.. ما بين ديناميات الشرق الأوسط ومآلات إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
على الرغم من أن دونالد ترامب ستبدأ مدة إدارته رسمياً في 20 يناير المقبل، وهو تاريخ الانتقال الرسمي للسلطة بينه وبين الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، إلا انه بدأ في وضع رؤية لسياسته الخارجية من خلال الإعلان عن تشكيلة إدارته التي بدأت تتضح ملامحها.
وهو ما آثار العديد من التأويلات حول أولويات ترامب في المرحلة القادمة، حيث ان تعيينات السياسة الخارجية جاءت على أولوية تحرك الرئيس الأمريكي قبل الخوض في الملفات الداخلية والاقتصادية، وهو ما يثبت صحة ما تم تناوله في المقالة السابقة حول هيمنة ملف السياسة الخارجية بالنسبة للرئيس القادم للولايات المتحدة.
وعليه، ستركز هذه المقالة على هذه الترشيحات وانعكاساتها على تعاطي ترامب مع الشرق الأوسط ومدي دعم هذه الإدارة لإسرائيل؟
بدأ دونالد ترامب في الكشف عن بعض أسماء المسؤولين الذين ستوكل لهم مناصب هامة خلال فترة ولايته المقبلة. ومن بين هذه الشخصيات، سوزي وايلز التي بعد أن قادت حملة ترامب الانتخابية تتجه لتشغل منصب كبير الموظفين في البيت الأبيض.
ومن بين الأسماء المرشحة لمنصب مستشار الامن القومي مايك والتز نائب ولاية فلوريدا وكان والتز عنصرا في القوات الخاصة وهو معروف بعدائه للصين فضلا عن توم هومان الذي سيشغل منصب رئيس وكالة الهجرة ومراقبة الحدود وذلك وفقا لما أعلنه ترامب في تغريدة على موقعه الخاص "تروث سوشيال، إلي جانب ماركو روبيو المرشح لوزير الخارجية، الذي يعد من ابرز الداعمين للمشروع الاستيطاني.
اما مايك هاكابي حاكم ولاية أركنساس فقد تم ترشيحه لسفير الولايات المتحدة لدي إسرائيل، وقد طالما شكك في الهوية الفلسطينية ويعارض حل الدولتين وقد طالب في 2015، بالاعتراف بالضفة الغربية بانها إسرائيلية.
كما أعلن ترامب عن تعيين إليز سيتفانيك سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وتعتبر من بين الداعمات لإسرائيل وتعد أبرز المشرعين المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس وقد سبق وان استجوبت رؤساء الجامعات خلال جلسة استماع في الكونجرس بسبب الشعارات المعادية لإسرائيل التي رفعها طلاب هذه الجامعات الذين ساندوا فلسطين وهو ما ادي إلى استقالة رؤساء جامعتي بنسيلفانيا وهارفارد، كما ايدت منع تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) وعلي جانب اخر قد استضافها نتنياهو لإلقاء كلمة في الكنيست.
في خضم استقراء الأسماء البارزة في إدارة ترامب، يتعين محاولة تفنيد واستنباط تعاطي الإدارة الامريكية الجديدة مع الشرق الأوسط ، وذلك خلال الإجابة علي تساؤليين ما هي دلالات التعيينات في ظل واقع إقليمي يتسم بتصاعد التوترات في المنطقة وما هي تداعياتها علي مجريات الأمور؟
سوف تنطلق توجهات الرئيس ترامب من موروثات الإدارة السابقة، ومن بين هذه الملفات التركة التي توارثتها عن إدارة بايدن متجسدة في الحروب المتواصلة والمستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا بعدما فشلت إدارة بايدن في إيقافها أو تطورها أو التحكم في نسق تغييرها، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية التي تتسع حالياً خاصة بعد اشتباك كوريا الشمالية في إقليم كورسك.
ناهيك عن ذلك، وفي مقدمة الملفات المشتعلة في المنطقة، يأتي الملف الإيراني، بكل أبعاده وتداعياته، سواء ما هو متعلق بالمركز، أي إيران عينها، أو اذرعها، المتمثلة في وكلائها في المنطقة، من الحوثيين في اليمن، إلى الحشد الشعبي في العراق، مروراً بالخلايا التابعة في سوريا، وصولاً إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة.
وعلى الرغم من أن سياسات ترامب يُصعب، في كثير من الأحيان التنبؤ بها، إلا أن الواقع سيفرض تغييرات كثيرة على سياساته في الشرق الأوسط الذي تأثر بالحرب الإسرائيلية على غزة وما تلاها من تصاعد للصراع في المنطقة، كما أنه من المؤكد أن هذه التعيينات تعكس رؤية دونالد ترامب وتفاعله مع قضايا المنطقة، خاصة في ضوء الإعلان عن تعيين شخصيات معادية للقضية الفلسطينية بل ومؤيدة لليمين الاسرائيلي وتنتهج سياسته.
وعلي الرغم من إطلاق حملة ترامب للعديد من المبادرات حول إنهاء تلك الحروب بما يخفف من الأعباء عن الاقتصاد الأمريكي وخاصة في الشرق الاوسط ألا ان حلفاء الولايات المتحدة في إسرائيل يحتجون على هذه المساعي بزعم أن الأهداف الإسرائيلية من تلك الحروب لم تتحقق بعد وهو ما يفتح العديد من التأويلات حول شكل وطبيعة المرحلة القادمة.
وبالتالي لعل من المفيد مناقشة ملامح الإدارة الجديدة وتوجهاتها التي يرسيها في ضوء الترشيحات المعلنة حتى الآن وفي حقيقة الأمر تعد سياسات ترامب إزاء الشرق الأوسط واضحة، فبتعيين الفريق المشار إليه، تبرز ملامح المرحلة القادمة والتي ترتكز على مزيد من الدعم لإسرائيل وربما الميل الواضح نحو توسعها على حساب أراضي فلسطينية، فضلا عن ممارسة مزيد من الضغط والتحجيم ضد إيران، وبالتالي فأن وجهة النظر والمألات الإسرائيلية هي التي سوف تهيمن علي المصالح الامريكية في المنطقة، بما يسهم في تقويض تلك المصالح في نهاية الأمر، وذلك علي عكس مقاربات ونهج الرئيس السابق دوايت أيزنهاور الذي منع إسرائيل من احتلال سيناء عام 1956 وأيضا هينري كيسنجر في عهد الرئيس نيكسون حيث طبق كيسنجر حينها سياسة "بناء الجسور" في تطوير علاقات أمريكية أكثر إيجابية مع الدول العربية، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، طبق كيسنجر نظرية "التفكيك والتركيب" عبر العمل على تفكيك القضايا والأزمات الكبرى إلى عناصر وتفاصيل أصغر لفهمها ثم إعادة تركيبها بما يتناسب مع المعطيات الجديدة.
ومن ثم، تعد توجهات ترامب نحو الشرق الأوسط من خلال الموازنة بين المصالح الإسرائيلية والعربية غير منطقية في ظل ان الحلول الإسرائيلية تتجه نحو الحلول العسكرية فقط، كما إن خطة ترامب السابقة التي رسم خطوطها عام 2020، عبر تعميق العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والدول العربية والضغط على إيران، لم تعد مواتية، لا سيما مع تغير المشهد الدولي، وظهور متغيرات متعلقة بقوى دولة صاعدة قادرة وراغبة في التفاعل مع المنطقة وقضاياها
ومن جهة أخري، لم تراعي تلك الرؤية تغيير شكل التحالفات والديناميكيات التي فرضتها القوي المهيمنة في الاقليم حيث أن هناك تحالفات مغايرة في المنطقة باتت تتشكل محاورها ودوائر نفوذها؛ وهو ما يسهم في تغيير شكل التحالفات الامريكية في المنطقة بطبيعة الحال، وثمة مؤشرات عديدة أبرزها، زيارة رئيس الأركان السعودي إلي مقر القوات المسلحة الإيرانية يوم 10 نوفمبر 2024 لعقد مباحثات حول الدبلوماسية الدفاعية وتوسيع التعاون الثنائي وبالتالي لم يتم استخدام المجال الجوي السعودي من قبل الولايات المتحدة لتوجيه ضربات إلي إيران، والتحركات السعودية لعقد اتفاقية امنية مع العراق لتعزيز التعاون العسكري إلي جانب تصاعد النفوذ الصيني والروسي في المنطقة بشكل اعمق عما كان عليه في فترة ولاية ترامب الأولي.
ختاما، تظهر تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لأعضاء فريق إدارته بعضا من رؤيته فيما يتعلق بالشرق الأوسط، كما أن التلميحات المتصاعدة التي تشكل الإدارة تشير إلى أنه ثمة محاولة للقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية وتلاشي حل الدولتين، وتشكيل شرق أوسط جديد، ومع ذلك وفي تقديري ولن يدفع ترامب بهذا الحل وستكون تحركاته في هذا الإطار ممنهجة وتدريجية نظراً لأولويات أخرى تتعلق بالصين وإنهاء الحرب في أوكرانيا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دونالد ترامب جو بايدن سوزي وايلز منصب مستشار الامن القومي الولايات المتحدة دونالد ترامب الشرق الأوسط فی المنطقة وهو ما من بین
إقرأ أيضاً:
كيا الأردن تحقق إنجازًا استثنائيًا في تجربة العملاء في الشرق الأوسط
#سواليف
20 فبراير – أعلنت #شركة_كيا في #الشرق_الأوسط عن تحقيق إنجاز بارز بفوزها بجائزة #أفضل #تجربة_للعملاء (CX) ، وذلك بعد تسجيلها علامة كاملة 100/100 في تجربة العملاء لخدمات ما بعد البيع، بالإضافة إلى تحقيقها نسبة 97% في خدمات المبيعات. يعكس هذا الإنجاز التزام كيا الراسخ بتقديم خدمات استثنائية وفق أعلى المعايير العالمية، وحرصها المستمر على تعزيز رضا العملاء عبر تجربة متكاملة.
وفي تعليق على هذا الإنجاز، قال السيد عامر البجّالي، المدير التنفيذي للشركة الوطنية العربية للسيارات – كيا الأردن:
“نحن فخورون بهذا التقدير الذي يعكس التزامنا المستمر بتقديم خدمات عالية الجودة لعملائنا في منطقة الشرق الأوسط. لقد عملنا بجد لضمان راحة عملائنا عبر توفير بيئة متكاملة داخل مراكزنا، تشمل مناطق ترفيهية مثل منطقة الأطفال والمسرح والمقهى. نحن نؤمن بأن تجربة العميل الاستثنائية هي حجر الأساس لبناء علاقة طويلة الأمد، وسنواصل الابتكار لضمان أعلى مستويات الرضا.”
مقالات ذات صلة أسعار الذهب في السوق المحلية 2025/03/23خدمات مبتكرة لتعزيز تجربة العملاء تميّزت بها كيا في الأردن:
خدمة تسليم السيارة للصيانة في المساء :(Drop-off)تتيح هذه الخدمة للعملاء ترك سياراتهم في مراكز الخدمة بعد ساعات العمل الرسمية وخصوصاً في المساء، مما يمنحهم مرونة أكبر في جدولة مواعيد الصيانة دون الحاجة لتعطيل أعمالهم أو جدولهم اليومي.
خدمة المساعدة على الطريق :24/7توفر هذه الخدمة دعمًا سريعًا في حالات الطوارئ على مدار الساعة، سواء كانت مشكلات ميكانيكية، نفاذ الوقود، الإطارات المثقوبة، أو الحاجة إلى السحب. فريق متخصص مستعد للتدخل بسرعة لضمان راحة العملاء وأمانهم على الطريق.
خدمة المتابعة بعد الصيانة:بعد كل زيارة إلى مركز الخدمة، يقوم فريق كيا بمتابعة العميل لضمان رضاه التام عن الخدمة، ومعالجة أي ملاحظات قد تكون لديه من خلال التغذية الراجعة.
طاقم متخصص ومدرب:تضم كيا فريقًا من المهندسين والفنيين المعتمدين، الحاصلين على تدريبات مكثفة ومتقدمة من الشركة الصانعة، مما يضمن تقديم خدمات صيانة وتشخيص عالية الدقة.
ورش عمل مجهزة بأحدث التقنيات:تتميز مراكز الخدمة التابعة لكيا بأحدث المعدات والأجهزة التقنية المصنعة بناءً على توصية الشركة الصانعة والتي تضمن تشخيصًا دقيقًا لجميع المشاكل التقنية، وصيانة سريعة وفعالة لجميع موديلات كيا، بالإضافة الى قسم اصلاح البودي والدهان المجهز بأحدث المعدات والتقنيات الرقمية حيث يعمل فريقنا من الخبراء بالتنسيق مع أنظمة متقدمة لتحليل الهيكل وتصحيح العيوب بدقة متناهية، مما يضمن نتائج استثنائية.
حملات صيانة متميزة وعروض خاصة:توفر كيا حملات صيانة دورية تشمل خصومات على تكاليف الصيانة، فحص مجاني لأنظمة السيارة الأساسية، وعروض خاصة على قطع الغيار الأصلية.
سهولة حجز المواعيد عبر تطبيق “My Kia” :يتيح تطبيق “My Kia” للعملاء حجز مواعيد الصيانة بسهولة تامة من خلال هواتفهم الذكية، حيث يمكنهم اختيار موعد مناسب للصيانة، الاطلاع على سجل الصيانة السابق، وتلقي إشعارات بالتحديثات حول حالة السيارة.
خدمة النقل المجاني للعملاء:ضمانًا لعدم تأثر جدول العملاء، توفر كيا خدمة نقل مجانية أثناء صيانة سياراتهم.
مرافق راحة وترفيه في مراكز الخدمة:تحرص كيا على تقديم تجربة فريدة داخل مراكزها عبر توفير مرافق مريحة، مثل منطقة انتظار راقية مجهزة بشبكة واي فاي ومقاعد مريحة، منطقة خاصة للأطفال، والمقهى حيث يمكن للعملاء الاستمتاع بالمشروبات والمأكولات الخفيفة أثناء انتظار سياراتهم.
نبذة عن كيا تاون
كيا تاون: أكبر معرض لكيا في العالم!
كيا تاون هو مفهوم مبتكر من كيا يوفر للعملاء وعشاق السيارات تجربة تفاعلية غير مسبوقة. يتميزكيا تاون بكونه أكثر من مجرد صالة عرض تقليدية، بل هو وجهة متكاملة حيث يمكن للزوار استكشاف أحدث طرازات كيا، تجربة القيادة، والتفاعل مع التقنيات الحديثة التي تقدمها العلامة التجارية.
يوفر كيا تاون بيئة مريحة وممتعة للزوار، حيث يمكنهم الاستمتاع بمرافق راقية تشمل مناطق استراحة، مساحات مخصصة للعائلات، وخيارات ترفيهية تتيح لهم قضاء وقت ممتع أثناء التعرف على سيارات كيا. كما يقدم كيا تاون خدمات استشارية متميزة من خبراء كيا لمساعدة العملاء في اختيار السيارة المثالية التي تناسب احتياجاتهم. بفضل كيا تاون، تعزز كيا علاقتها بعملائها من خلال توفير تجربة شاملة تجمع بين الابتكار، الراحة، والمتعة، مما يجعلها الوجهة المثالية لكل من يبحث عن سيارة جديدة وتجربة عملاء لا مثيل لها.