الجديد برس:
2024-11-17@16:14:11 GMT

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

المخاطر الخفية لـ«ما قبل السكري»

الجديد برس| منوعات|

يعاني نحو 98 مليون أميركي -أكثر من واحد من كل ثلاثة- من حالة «ما قبل السكري» (مقدمات السكري – prediabetes)، التي تعني أن متوسط كمية السكر (الغلوكوز) في دمهم مرتفعة، لكنها ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيصهم بوصفهم مصابين بمرض السكري.

 

مقاومة الأنسولين

يحدث مرض السكري عندما يواجه الجسم صعوبة في استخدام توظيف الغلوكوز للحصول على الطاقة، وذلك بسبب تراجع مستوى استجابة الخلايا للأنسولين الذي ينتجه البنكرياس، وهي حالة تعرف باسم «مقاومة الأنسولين» (insulin resistance).

وتجدر الإشارة إلى أن الأنسولين يُسهّل نقل الغلوكوز من الدم إلى الخلايا؛ ولذا يتراكم الغلوكوز غير المستخدم في مجرى الدم.

ويكمن الفرق بين مرض السكري ومقدمات السكري في مدى ارتفاع مستويات السكر بالدم. وفي هذا السياق، شرح د. هوارد لوين، الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة «هارفارد»، ورئيس تحرير «هارفارد مينز هيلث ووتش»، أنه: «إذا كنت تعاني (ما قبل السكري)، فمن المؤكد أنك ترغب في منع تحوله إلى تشخيص لمرض السكري. إلا أنه إذا تركت حالة (ما قبل السكري) دون تدخل، فإنها تحمل قدراً كافياً من الخطورة في حد ذاتها، خصوصاً أنها تفاقم خطر إصابتك بمشكلات خطيرة أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى المزمنة، ومرض الكبد الدهني، حتى لو لم تصب بمرض السكري الكامل مطلقاً».

 

أكبر ثلاثة أمراض في الانسان

فيما يلي نظرة على كل من هذه الحالات الثلاث، وكيف تؤثر على الأشخاص المصابين بمقدمات السكري:

أمراض القلب والأوعية الدموية: خلصت أبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بحالة «ما قبل السكري» معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (Cardiovascular disease) بنسبة 15 في المائة أكثر، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منها؛ ولذلك، فإنه من المهم للغاية الانتباه إلى عوامل الخطر القلبية الوعائية الأخرى، مثل التدخين وضغط الدم ومستوى الكوليسترول الدهني منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم الكوليسترول «الضار».

وهنا، شرح د. لوين: «يجب على الأشخاص المصابين بـ(ما قبل السكري) الإقلاع عن التدخين، والسعي إلى تحقيق مستويات أقل من ضغط الدم والكوليسترول (الضار)، مقارنة بأولئك الذين ينعمون بمعدلات طبيعية من سكر الدم».

من جهتها، توصي الجمعية الأميركية للسكري، المصابين بمقدمات السكري بالسعي لتحقيق مستوى ضغط دم أقل من 140/90 ملليمتراً زئبقياً. ومع ذلك، ينصح د. لوين، الأشخاص مرضى مقدمات السكري بالسعي نحو تحقيق أرقام أقل، أقرب إلى 120/80 ملليمتراً زئبقياً. واستطرد موضحاً أنه: «يمكنك أنت وطبيبك تحديد أفضل هدف لك».

من جهتها، توصي الإرشادات المعلنة بهذا الصدد المصابين بـ«ما قبل السكري» بإبقاء مستويات الكوليسترول «الضار» أقل عن 100 ملليغرام لكل ديسيلتر. وأكد د. لوين أنه كلما انخفض مستوى الكوليسترول «الضار» كان ذلك أفضل. أما مرضى السكري فيوصيهم بالسعي لتحقيق مستوى 70 ملليغراماً لكل ديسيلتر أو أقل.

وشرح د. لوين: «من خلال خفض ضغط الدم والكوليسترول، تتراجع احتمالية تراكم اللويحات الدهنية في الشرايين، ما يعمل بمثابة ثقل مقابل في مواجهة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، المرتبطة بمقدمات السكري».

وينصح د. لوين بتغيير نمط الحياة بوصفه نهجاً أساسياً لإدارة كل من ضغط الدم والكوليسترول، وإضافة الأدوية إذا لزم الأمر.

 

أمراض الكلى والكبد

– مرض الكلى المزمن: تخلق الإصابة بحالة «ما قبل السكري» عبئاً إضافياً على الكلى، في أثناء عملها على تصفية السكر والنفايات الأخرى من الدم. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى إتلافها.

وفي الواقع، خلصت دراسات إلى أن الأشخاص المصابين بـ«ما قبل السكري» أكثر عرضة للإصابة بأمراض الكلى المزمنة (Chronic kidney disease)، بمقدار الضعف، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية من السكر في الدم. ويتفاقم الخطر كلما طالت فترة إصابة الشخص بـ«ما قبل السكري».

– مرض الكبد الدهني: تزيد حالة «ما قبل السكري» من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني (fatty liver disease)، عبر عدة سبل، فمثلاً، يمكن أن تتسبب مستويات الغلوكوز المرتفعة، في تحويل الجسم للغلوكوز الزائد إلى دهون، التي يجري تخزينها في الكبد. ويمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى إضعاف قدرة الكبد على معالجة الدهون وتفتيتها، ما يتسبب بدوره في تراكمها.

 

اختبارات «ما قبل السكري»

عادةً لا تظهر أعراض لحالة «ما قبل السكري»؛ ولذلك، فإن ما يقدر بنحو 80 في المائة من المصابين بهذه الحالة لا يدركون إصابتهم بها؛ لذلك يُنصح الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، بإجراء فحص لـ«ما قبل السكري» حتى ولو كانوا يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام. وإلى جانب ذلك، عادة ما يطلب معظم الأطباء إجراء اختبار دم للهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (اختبار خضاب الدم السكري – hemoglobin A1c)، الذي يوضح متوسط مستويات السكر في الدم عبر الشهور الثلاثة السابقة. وحسب الجمعية الأميركية للسكري، يجري تشخيص مقدمات السكري إذا كانت مستويات الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي تقع بين 5.7 و6.4 في المائة.

 

تغييرات نمط الحياة

تُعدّ مسألة إدخال تغييرات على نمط الحياة، مثل فقدان الوزن، وممارسة الرياضة، وتعديل النظام الغذائي، أفضل الطرق لإدارة مستويات السكر في الدم، ومنع تطور «ما قبل السكري» إلى مرض السكري الكامل. (وقد يساعد في هذا المجال الحصول على قدر كافٍ من «فيتامين دي»).

 

تُهدد بحدوث أمراض القلب والكلى المزمنة والكبد الدهني

وشرح د. لوين، أن: «اتخاذ خيارات نمط حياة صحي لا يساعد فقط على خفض مستويات السكر في الدم، بل يسهم كذلك في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتلف الكلى، والكبد الدهني. وحتى إذا كنت بحاجة إلى دواء للوصول إلى الأهداف المتعلقة بضغط الدم وكوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة، فمن المحتمل أن تحتاج إلى جرعات أقل إذا ركزت على المجالات الثلاثة الآتية».

– إنقاص الوزن. إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فإن فقدان 5 إلى 10 في المائة من وزن جسمك الحالي، يمكن أن يُحسن مستويات ضغط الدم والكوليسترول. وحسب د. لوين، فإن فقدان الوزن، إذا لزم الأمر، يعد استراتيجية رئيسية للوقاية من مرض الكبد الدهني وعلاجه.

– ممارسة الرياضة. تنص الإرشادات الفيدرالية إلى ضرورة أن يمارس الجميع التمارين الهوائية متوسطة الشدة، لمدة 150 دقيقة على الأقل، أسبوعياً. وهنا، قال د. لوين: «أضف كذلك ساعتين أو ثلاث ساعات من تمارين المقاومة أسبوعياً، باستخدام الأوزان الحرة أو الآلات أو وزن الجسم».

بوجه عام، يرتبط الجمع بين التمارين الهوائية وتمارين المقاومة بتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين صحة الكبد.

– النظام الغذائي. قلل من تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات البسيطة، مثل الخبز والمعكرونة والأرز والبطاطا والأطعمة المصنعة والمشروبات الغنية بالسكر، مثل عصير الفاكهة والمشروبات السكرية. ذلك لأن الجسم يهضم هذه الكربوهيدرات سريعاً، ويمكن أن تتسبب في ارتفاع وانخفاض مستويات السكر في الدم بسرعة. وينصح بالاستغناء عنها لصالح الكربوهيدرات المعقدة، مثل تلك الموجودة في الحبوب الكاملة والفاصوليا والبازلاء الخضراء والعدس، وكذلك ينبغي زيادة معدلات تناول الأطعمة الغنية بالألياف.

جدير بالذكر أن الألياف تساعد في إنقاص الوزن، عن طريق إبطاء عملية الهضم، ما يساعدك على الشعور بالشبع وتقليل الجوع بين الوجبات، حسبما أوضح د. لوين. ومن خلال إبطاء امتصاص الجسم للغلوكوز تهدأ وتيرة ارتفاع نسبة السكر في الدم.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: أمراض القلب والأوعیة الدمویة خطر الإصابة بأمراض القلب ضغط الدم والکولیسترول مستویات السکر فی الدم الأشخاص المصابین مرض الکبد الدهنی بـ ما قبل السکری مرض السکری فی المائة

إقرأ أيضاً:

تعيين زهراء عبد الأمير رئيسا لإدارة المخاطر في بنك عمان العربي

 

مسقط- الرؤية

أعلن بنك عُمان العربي تعيين زهراء عبد الأمير سعيد رئيسا لإدارة المخاطر، في خطوة لتعزيز وتطوير المواهب الوطنية وتمكين الكفاءات النسائية في مختلف المستويات القيادية.

وتعد زهراء عبد الأمير من الكفاءات البارزة في القطاع المصرفي العماني، وهي أول عمانية تحصل على شهادة في إدارة المخاطر المالية من الجمعية العالمية للمتخصصين في إدارة المخاطر GARP.

ومع خبرات عملية تمتد لأكثر من 15 عاما في مجال إدارة المخاطر المالية، وضعت زهراء بصمة فارقة في مختلف المناصب التي شغلتها خلال مسيرتها المهنية، وبعد انضمامها لفريق العمل في بنك عمان العربي تولت منصب مساعد مدير عام ورئيس قسم مراجعة الائتمان، وقد أثبتت كفاءة عالية في مهام عملها التي تضمنت ضمان ومتابعة جودة الائتمان والامتثال التنظيمي، ووضع استراتيجيات التكيف مع المخاطر إضافة لقيادتها لمختلف مهام العمل اليومية وخطط تنمية المواهب وبرامج التوظيف والتدريب.

وقال سليمان الحارثي الرئيس التنفيذي لبنك عُمان العربي: "تلعب إدارة المخاطر دورا حيويا في القطاع المالي والمصرفي، حيث تعمل على تخفيف المخاطر وتمكين المؤسسات من مواصلة العمل والنمو في بيئة عالمية تتسم بالعديد من المتغيرات المتواصلة، ويسعدنا تعيين زهراء عبدالأمير رئيس إدارة المخاطر لتنضم للعدد الكبير من الكفاءات الوطنية الشابة التي تشغل مناصب مرموقة في إدارات وأقسام بنك عمان العربي، ومن بينها قيادات واعدة من النساء، وهو ما يبرهن على نجاحنا في الاستثمار في كوادرنا ومواردنا البشرية من خلال ما نقدمه من برامج تدريب وتأهيل ذات مستوى عالمي لصقل المواهب وإعداد قادة الغد.

وأضاف: "إن القدرات والخبرات الواسعة التي تتمتع بها زهراء عبدالأمير ستجعلها إضافة قيمة ترتقي بالعمل في إدارة المخاطر وتعزز النمو طويل المدى للبنك، ونتمنى لها ولكافة كفاءات وكوادر البنك كل التوفيق وأن يكون هذا المنصب الجديد محطة جديدة في مسارها المهني تساهم في تطوير قدراتها بشكل أكبر، وتتيح لها المزيد من النجاح والمساهمة بشكل فعال في التحول الشامل لبنك عمان العربي نحو رقمنة الخدمات واثراء تجربة العملاء".

ومع كفاءتها وتفانيها في العمل لضمان تحقيق الأهداف وقدرتها العالية في إدارة العمليات متعددة المهام، أصبحت زهراء عبدالأمير من الرواد المرموقين في مجال إدارة المخاطر التشغيلية والائتمانية والسوقية والتنظيمية في سلطنة عمان.

وتخرجت زهراء في جامعة وارويك بتخصص بكالوريوس الرياضيات وعلوم الاقتصاد والإحصاء، وحصلت على ماجستير إدارة الأعمال من كلية  IE  للأعمال في مدريد، وقد عززت خبراتها من خلال دورات في علوم البيانات والتعلم الآلي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • تحذير من علاج شهير لنزلات البرد .. يرفع السكر
  • كيف تتسبب هرمونات التوتر بمرض السكري المرتبط بالسمنة؟
  • تعيين زهراء عبد الأمير رئيسا لإدارة المخاطر في بنك عمان العربي
  • يؤثر سلبًا على المزاج.. ماذا يحدث لجسمك عند الإفراط في تناول السكر؟
  • بالفيديو والذكاء الاصطناعي.. تقنية جديدة للكشف المبكر عن السكري وضغط الدم
  • خبير: سوق العملات المشفرة عالي المخاطر مقارنة بالأصول الأخرى ..فيديو
  • روسيا.. ابتكار خبز خاص لمرضى السكري بمكونات بيولوجية نشطة
  • دور النظام الغذائي في الوقاية من مرض السكري والتحكم بمستويات السكر
  • ابتكار خبز خاص لمرضى السكري