وصف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، ما اعتبرها "أعمال الشغب التي قام بها المسلمون" ضد مشجعي مكابي تل أبيب بالحدث الخطير الذي كان يجب معالجته بشكل حثيث وقوي. 

وقال أولمرت في مقال نشره عبر صحيفة "هآرتس" إن "الشرطة في هولندا لم تستعد بسرعة ولم تتخذ الخطوات المطلوبة للدفاع عن الضيوف الذين دخلوا بشكل قانوني إلى عاصمتها، وردود الزعماء السياسيين في هولندا، بمن فيهم رئيسة بلدية أمستردام، تدل على أنهم يدركون أن هذا الحدث غير محتمل، وأنه يهدد الاستقرار الداخلي وسمعتها كدولة يوجد فيها تطبيق للقانون ضد الجرائم".



وأضاف أن هذه الردود "تدل بالأساس على الإدراك بأن التسليم باعمال الشغب العنيفة لجمهور مسلم منفلت العقال يمكن أن يضر ليس فقط بمشجعي كرة قدم، بل سيضر مواطنيها أيضا".

وأوضح أن "هولندا ليست الدولة الوحيدة في أوروبا التي توجد فيها جالية مسلمة كبيرة، التي أحيانا تسمح لنفسها باستخدام العنف، حتى دون صلة بدولة إسرائيل واليهود أو بالشرق الاوسط، فألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا ودول كثيرة أخرى أصبحت هدفا لهجرة المسلمين".


وذكر أن "الفجوة بين التراث الاجتماعي لدول أوروبا ونمط الحياة فيها، وغياب نمط حياة ديمقراطي في الدول التي جاء منها المهاجرون المسلمون، تقلق جدا أوروبا التي يوجد فيها أعداد كبيرة من المسلمين، وفي الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك بالذات في هولندا، هذه الفجوة خدمت أحزاب اليمين التي تعتبر المهاجرين المسلمين تهديدا لنمط الحياة الذي أغلبية ساحقة في هذه الدول تريد الحفاظ عليه".

وأضاف "يبدو أن الصدمة التي تسببت فيها الهجمات العنيفة على مشجعي مكابي تل أبيب يمكن أن تؤدي إلى استخلاص الدروس، التي ستؤدي إلى بدورها  لمواجهات داخلية بين السلطات الحكومية في الدول الأوروبية وبين الجاليات الإسلامية التي تعيش فيها".

وأشار إلى أنه "بخصوص إسرائيل والإسرائيليين فإنه ليس بالضرورة أنه سيحدث تغيير، قبل أي شيء آخر لأن أعمال الشغب هذه ليست ظاهرة عنيفة من اللاسامية، فقد كانت بالأساس مظهر من مظاهر كراهية معظم المسلمين لدولة إسرائيل ومواطنيها، بسبب ما حدث ويحدث في المنطقة، وليس استمرارا للاسامية التاريخية التي مصادرها تكمن في التعصب الديني المسيحي".

وأوضح أن" الرد التاريخي الذي ساد في هولندا وتمثل في تصريحات هزلية لعدد من قادتها لا يمثل سبب الكراهية المتزايدة لإسرائيل ومواطنيها، لكن هذه الكراهية آخذة في الاتساع وهي تهدد بعزل إسرائيل بشكل سيهدد مكانتها ونمط حياتها".

وزعم أن "محاولة المقارنة بين أعمال الشغب في أمستردام وحدث كارثي هي في المقام الأول الدليل على فقدان الاتزان النفسي لجزء من الذين يردون في داخلنا، لكن ذلك أكثر، فنحن نعيش منذ سنوات غير قليلة في أجواء فيها حكومة إسرائيل تشجع وتقوم برعاية نظرية أن كل العالم ضدنا وأن الجميع يحاولون القضاء عليها".

وأضاف أن "الإسرائيلي الذي يعارض سياسة الحكومة أو جزء من عملياتها العسكرية في السنة الأخيرة يعتبر حسب من يؤيدون الحكومة وبعض أعضائها بأنه من حماس ويتعاون مع قتلة الاسرائيليين، وربما حتى قام بالتنسيق للهجوم القاتل في تشرين الأول/ أكتوبر في 2023 مع يحيى السنوار، وأيضا من ينتقد خطوات الحكومة خارج الدولة أو ينتقد الأحداث التي تحدث في ساحات الحرب فهو بشكل تلقائي عدو الشعب ومؤيد لحماس".

وقال أولمرت "في هذا المناخ قمنا بتحويل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الصديق الكبير لإسرائيل الذي هب لمساعدتها بشكل لم يفعله أي رئيس أمريكي آخر في أي يوم، إلى عدو ومؤيد لحماس.. بايدن أرسل جيشه إلى الشرق الأوسط، وأرسل حاملات الطائرات والغواصات، والطائرات القتالية الأكثر تقدما شاركت بالفعل في الدفاع عن المدن والمستوطنات لدينا من صواريخ إيران. ولكن تأخير صغير في تزويدنا بعدد من القنابل على ضوء الاستخفاف الفظ من قبل الحكومة، وبالأساس رئيس الحكومة، بتصويات الإدارة الأمريكية في مواضيع تتعلق بالمس الشديد بمئات آلاف الفلسطينيين الذين ليسوا إرهابيين في غزة، كان من شأنه أن يعرض بايدن كعدو".

وأضاف أن "الحادث في أمستردام لا يعتبر الحادث الواحد والوحيد، ويتوقع أن يكون أحداث كثيرة مثله في الدول الأوروبية، وفي المقام الأول هذا تعبير عن الغضب المتزايد على ما يحدث في منطقتنا، وليس فقط نتيجة الكراهية المتجدرة، القديمة، لليهود والإسرائيليين، بل إيضا غضب متزايد مما نفعله، وما نقوله وكيف نظهر في نظر الكثيرين الذين ليس لهم إرث تاريخي في كراهية اليهود".


واعتبر أنه "في أرجاء أوروبا وفي أمريكا الشمالية وفي أمريكا الجنوبية ودول كثيرة في آسيا فإن ما يشكل الوعي هو صور الدمار في غزة.. والتحقيق الذي تجريه الجهات الأمنية لدينا في هذه الفترة حول قتل مئات المدنيين الفلسطينيين الذين لم تكن لهم أي صلة بالإرهاب، هو فقط طرف جبل الجليد للأحداث التي تهز مزاج الملايين في أرجاء العالم".

وذكر أن "كثيرين تماهوا مع ألمنا بسبب المذبحة ال‘جرامية التي ارتكبها مشاغبو حماس في 7 أكتوبر، لكنهم ليسوا لامبالين إزاء المشاهد المتواصلة التي تبثها وسائل الإعلام في أرجاء العالم عن أكثر من مليون من الفلسطينيين الذين يسيرون وهم يحملون اكياس البلاستيك في أرجاء غزة، مرة من الشمال إلى الجنوب وأحيانا من الجنوب إلى الشمال بعد تدمير بيوتهم بالكامل، وكثيرون في العالم لا يمكنهم التسليم بتحويل غزة إلى أنقاض".

وقال إن "إعادة غزة أو الأحياء السكنية في بيروت (ليس الضاحية وحدها) إلى العصر الحجري كما وعد بعض الزعماء لدينا، هي ليست بالضبط الشعار الذي يحسن سمعة دولة إسرائيل ويعزز مكانتها في العالم، فالمظاهرات العنيفة أحيانا ضد إسرائيل والإسرائيليين ستستمر في مدن كثيرة أخرى في العالم، وأقوال الهراءات لنتنياهو التي تقارن هذه الأحداث بالكارثة لن تمنع ولن توقف هذا الهياج".

وبين انه "لا مناص من الاعتراف بأن المجتمع الإسرائيلي أحب حاجتنا إلى الظهور كضحايا للكراهية وما هو معروض كلاسامية، التي تأخذ تعبيرات عنيفة في أماكن مختلفة في العالم.. ولكن هذه المظاهر، هذه المرة خلافا لأحداث أخرى في التاريخ الدموي للشعب اليهودي، ترتبط بالتجربة المعاصرة لأعمال العنف والوحشية، وأحيانا القاتلة، التي نحن أنفسنا المسؤولون عنها".

وأكد أن "ما يحدث في هذه الفترة في غزة ليس حرب وجودية لنا، وليس تعبير عن حاجة مبررة للدفاع عن أنفسنا، بل هو استمرار بدون أي مبرر لعنف ليس له هدف أو اتجاه واضح، لكنه يساهم بشكل حاسم في تقليص احتمالية إنقاذ المخطوفين، وهو يتعلق بموت الكثير من الجنود في أحداث لا تؤدي إلى أي نتيجة مناسبة، وأيضا يجب الاعتراف بذلك بنزاهة، يؤدي إلى موت الكثيرين من سكان غزة غير المشاركين في الإرهاب".

وأشار إلى أن "الادعاء الكاذب بأن جميع سكان غزة هم مؤيدون لحماس، وبناء على ذلك فقد تم حسم مصيرهم، هو بالضبط ما يثير غضب الكثيرين في أرجاء العالم، ويشجع المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا على التظاهر ضدنا، وأحيانا استخدام العنف ضدنا، الذي لا يوجد له أي مبرر ولا توجد أي طريقة للتسليم به".

وأضاف أن "الاستحواذ المرضي لدينا كي نظهر ونشعر بالاضطهاد والكراهية ضدنا، يجد التشجيع الحقير من حكومة إسرائيل، وهو يستهدف تبرير مواصلة المعركة العسكرية وتعزيز تضامن الضحايا بين السكان الاسرائيليين واثبات الادعاء بأنه لا يجوز لنا تقديم أي تنازل قد يؤدي إلى إنهاء الحرب وإنقاذ المخطوفين، الذين بقوا على قيد الحياة وجثث الموتى، في نفس الوقت لعب دور الضحية يدفعنا إلى التورط بلا حاجة إلى استمرار القتال في لبنان، الذي يجبي أيضا عدد كبير من الضحايا في أوساط مواطني شمال البلاد وفي أوساط الجنود أيضا".

وقال إن "الحدث في أمستردام هو حدث مؤسس، لكن هذه الأحداث شكلت أيضا تذكيرا للعداء الآخذ في الازدياد تجاه إسرائيل والإسرائيليين، ليس لكونهم يهود.. العداء هو بسبب أنه يتم عرضهم في كل وسائل الاعلام العامة في العالم، وفي أوروبا بالتأكيد وفي الشبكات الاجتماعية، كممثلين لدولة التي العنف والتدمير والمس بالمدنيين تمثلها الآن بصورة لا يمكن تجاهل أبعادها أو أخطارها".


وأضاف "حتى الآن لم نقل أي شيء عما يفعله الإسرائيليون في الضفة الغربية.. أعمال الشغب هناك، القتل والتمييز وتدمير الممتلكات ونشاطات ممنهجة تستهدف سحق حقوق الإنسان للكثيرين هناك، ربما (للأسف) لا تجد أي تغطية كافية لها في وسائل الاعلام في إسرائيل، لكنهم في أوروبا يشاهدون ويسمعون ويفقدون الصبر علينا".

وأوضح أن "هذا يحدث بالذات في الأيام التي نسمع فيها وزراء مهمين في الحكومة وهم يتحدثون عن فرض سيادة إسرائيل في المناطق، وهذا يحدث في الوقت الذي فيه مكتب بن غفير يقتبس الرسائل التي تنتقل بين أعضاءه والتي تقول بأنه عند الحاجة يمكن إشعال كل المنطقة من خلال الاستفزازات في الحرم.. وعندما في وسائل إعلام معينة، التي توجد لديها الشجاعة، يقتبسون الأقوال الفظيعة لشوفال بن نتان حول قتل الكثير من الأطفال والمدنيين وإحراق البيوت من أجل الفرح، هل حقا يجب علينا أن نندهش من أن هذه الأقوال تثير موجة ردود معادية التي يمكن أن تتحول إلى أعمال شغب عنيفة".

وأكد "في كل الأحوال أنا غير مستعد للتسليم مع إمكانية أن الاحتجاج ضد إسرائيل سيصبح موجة عنف ونموذج عمل ثابت ودائم، ولكن هل نحن غير مُسلّمين بالانغلاق تجاه الفلسطينيين في المناطق كنموذج سلوك دائم وثابت؟ عندما الإدارة الأمريكية تهدد إسرائيل بفرض عقوبات بسبب رفض إدخال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، هل يمكن أن نندهش من أن هناك من يرون في هذا السلوك جريمة حرب تبرر الردود الشديدة؟".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي أولمرت أمستردام غزة إسرائيل غزة نتنياهو أمستردام أولمرت صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعمال الشغب فی هولندا فی أوروبا فی العالم وأضاف أن فی أرجاء یمکن أن یحدث فی

إقرأ أيضاً:

عربي21 تعيد سرد أحداث أمستردام.. هل تحوّل الظالم إلى مظلوم؟ (شاهد)

"تم اعتقال 62 شخصا بشكل عشوائي، جميعهم من أصول مغربية -تم إطلاق أغلبهم لاحقا-؛ فيما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد جمهور الفريق الإسرائيلي، المُتسبّب في الفوضى والاعتداء على الممتلكات العامة، ورفع شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين" هكذا لخّص الناشط المغربي في هولندا، عماد العتابي، الأحداث المُتسارعة حوله.

وأضاف العتابي، في حديث لـ"عربي21" أنّ: "ارتدادات الأحداث لم تنتهي بعد، حيث استقالت وزيرة من الحكومة الهولندية، على خلفية تصريحات عنصرية داخل المجلس الحكومي؛ والأيام المقبلة قد نشهد سقوط الحكومة الهولندية بسبب بهلوانيات اليمين المتطرف الهولندي الذي يلعب بالنار".

يقول عماد، الذي يحمل عتبا لكيفية تعامل الحكومة الهولندية مع الأحداث، إنّ: "التضامن مع غزة من قلب هولندا يعكس وعيا متزايدا بالقضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال، وهو جزء من موجة دعم عالمية، أصبحت أكثر وضوحا مع مرور الوقت".

يوثق التقرير الانتهاكات التي تعرّض لها المدافعين عن القضية الفلسطينية في هولندا، على مدار عشرة أيام؛ أي منذ اندلاع الأحداث في أمستردام. انتهاكات مارسها "الإعلام الغربي" في انحياز لرواية واحدة، مع اعتقالات طالت المغاربة فقط، دون الجمهور المُعادي.
ماذا جرى؟ 
اعتداء مشجعي فريق "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي لكرة القدم، على رمزية العلم الفلسطيني في قلب شوارع العاصمة الهولندية أمستردام، ناهيك عن الهتافات المُعادية للعرب والمسلمين، أثار موجة من الغضب والاستياء، وهو ما وثّّقته جُملة من المقاطع التي جابت مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي، طيلة الأيام القليلة الماضية.

وفي التفاصيل: عقب مباراة جرت الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، جمعت بين  فريقي "مكابي تل أبيب" الإسرائيلي، و"أياكس أمستردام" الهولندي، انتهت بنتيجة 5-0 لصالح الأخير، حصلت توتّرات فجّرتها هتافات عنصرية ونابية صدرت عن مشجعي الفريق الإسرائيلي ضد فلسطين والعرب، بالإضافة إلى الاعتداء على العلم الفلسطيني وتمزيقه.

رصدت "عربي21" جُملة تغريدات ومنشورات توثٍّق اللحظات الأولى من أحداث أمستردام، والتفاعل العربي الواسع معها، الذي وصل لقلب قطاع غزة المحاصر.

كانت ردة فعل عادله من رجال المغرب في هولندا نتيجة إزالة الصهاينة لأعلام فلسطين من منازل الهولنديين
????
ومن بين الذين تعرضوا للضرب في العاصمه أمستردام جنود إسرائيليين من قوات الإحتياط ، شاركوا في قتل المدنيين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة ???????????????????? pic.twitter.com/F4IvdL0RnW — عابد الضمور ???????? (@AabedDmour10) November 8, 2024 أبو سمير يحكي ???????? #هولندا غزة أوروبا #اسمعوا #المغرب #حيـفآ #TelAviv #غزه_تقاوم_وستنتصر_بإذن_الله pic.twitter.com/0nZ4xOhe9K — amira (@tifour23071969) November 8, 2024

إثر ذلك، تم اعتقال 62 شخصا من المؤيدين للفلسطينيين، يوم الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر. كما تم اعتقال شاب، يوم الجمعة 8 تشرين الثاني/ نونبر بخصوص الواقعة نفسها.

وفي يوم الجمعة 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، قالت الخارجية الفلسطينية، عبر بيان: "ندين الهتافات المعادية للعرب، والأعمال الهمجية التي قام بها جمهور المشجعين لأحد أندية كرة القدم العنصرية الإسرائيلية في العاصمة الهولندية أمستردام على مدار 3 أيام متواصلة".

كذلك، أقدمت الشرطة الهولندية، الأحد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، على اعتقال مجموعة من المؤيدين للفلسطينيين، بعد أن نظّموا وقفة تضامنية، وسط أمستردام؛ بحجة إنهم قد تحدّوا: "قرار حظر الاحتجاجات".

وكانت محكمة أمستردام المحلية، قد فرضت حظرا، لمدة ثلاثة أيام على الاحتجاجات، الأحداث التي تزال تداعياتها جارية.

وتفاعلا مع الأحداث، قالت البرلمانية المغربية السابقة، إيمان اليعقوبي، إن "الجمعيات المغربية في هولندا تحتاج لتأسيس لجنة من الحقوقيين والمحامين للدفاع عن المغاربة الذين يمكن أن تتم متابعتهم في أحداث الخميس، مع باقي العرب والمسلمين". 

وأضافت اليعقوبي، عبر منشور لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يجب إفشال التوجه نحو المظلومية التي سيحاول الطرف المعتدي الدفاع عن نفسه بها". وبحسب ما تلا عقب ذلك، وكأن اليعقوبي استشرفت الأحداث، حيث انطلق "الإعلام الغربي" في إبراز ما وُصف بـ"مظلومية الإسرائيليين" في قلب هولندا.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
تفاعلات مُتسارعة.. من الظالم ومن المظلوم؟
أدان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما وصفه بـ"الاعتداء المعادي للسامية"، فيما اعتبر في اتصال مع نظيره الهولندي، ديك شوف، أنه يشكل خطراً على  دولة الاحتلال الإسرائيلي وهولندا على السواء.

ووفقا لبيان صدر عن مكتبه، شدّد نتنياهو، على أنه "ينظر إلى هذا الاعتداء على مواطنين إسرائيليين مع سبق الإصرار، بمنتهى الجدية"، مطالبا بـ"زيادة الأمن لكامل المجتمع اليهودي في هولندا".

بدوره، أشار رئيس الوزراء الهولندي عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إلى أنه: "تابع برعب التغطية من أمستردام"، حيث وصف ما حدث بـ"المروع"، وشدّد على أن: "الاعتداءات المعادية للسامية غير مقبولة"، مشيرا إلى أنه أكد لنتنياهو أن "الجناة سوف يتمّ تعقبهم وملاحقتهم".

أيضا، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها. فيما أبدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، "استياءها" ممّا وصفته بـ"الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين في أمستردام".


وبسبب أحداث أمستردام، استقالت وزيرة الدولة في مجلس الأمن القومي، من أصول مغربية، نورا أشهبار، من منصبها في الحكومة الهولندية، بسبب عدم الرضا عن مناقشة أحداث أمستردام.

ووفقا لعدد من المصادر، فإنّ: "موقف أشهبار يسبب أيضا اضطرابات بين وزراء مجلس الأمن القومي الآخرين. حيث إن استقالة أشهبار هي مسألة مبدأ وليست مسألة ظروف شخصية".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏

وعلى الرّغم من أن "القناة 12" العبرية، علّقت بالقول: "إن المشجعين الإسرائيليين هم الذين يقفون وراء اندلاع أعمال الشغب، بعدما قاموا بتمزيق علم فلسطيني كان معلقا على أحد المباني، إضافة إلى استفزازهم سائق سيارة أجرة من أصول عربية وإسلامية"؛ إلّا أن عدد من المنابر الإعلامية وجّهت أصابع الاتّهام نحو داعمي القضية الفلسطينية في هولندا.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المتظاهر ماكس فان دن بيرغ، ذو 32 عاما، قوله "حرروا فلسطين، توقفوا عن قتل الأبرياء، توقفوا عن قتل الأطفال"، داعيا هولندا إلى وقف دعمها لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

بين الواقع وسردية الإعلام الغربي
في سياق السرديات التي وصفت بـ"الكاذبة"، انتشر بيان، جاء فيه: "أعربت فدرالية الجمعيات المغربية بهولندا، عن سخطها العميق، إزاء الأحداث المعادية للسامية الأخيرة التي وقعت في أمستردام". 

وأضافت: "نحن ندين هذه الأفعال بأكبر قدر من الحزم، نؤكد من جديد التزامنا الثابت بالتسامح والتعايش السلمي معا داخل مجتمعنا؛ لقد حافظت الجالية المغربية دائما على علاقة تتسم بالاحترام والود والأخوة مع الجالية اليهودية"؛ وبعد التقصّي، وصلت "عربي21" لعدم وجود "فدرالية الجمعيات المغربية بهولندا" على أرض الواقع.
على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، رصدت "عربي21" عدّة مقاطع لصنّاع محتوى، جلّهم من الأجانب، يبرزون التحيّز الجاري في الإعلام الغربي، بخصوص أحداث أمستردام.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎قصص رصد‎‏ (@‏‎rassdstories‎‏)‎‏ عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎قناة الجزيرة مباشر‎‏ (@‏‎aljazeeramubasher‎‏)‎‏


الشاب المغربي المقيم في هولندا، تابع لـ"عربي21": "في البداية، ربّما بدا أن السردية الغربية الرسمية تطغى بسبب البروباغندا الإعلامية، خاصة عقب أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن مع الوقت بدأ الناس يدركون حقيقة ما يحدث على الأرض".

وأوضح العتابي بكون الشارع الهولندي، كغيره في أوروبا، قد شهد تحرّرا تدريجيا من هذه السردية، إذ أصبح الخروج لدعم الفلسطينيين أمرا طبيعيا، يعبر عن: "قيم العدالة والإنسانية".

ويقول العتابي: "المغاربة في هولندا، ربما يواجهون تحديات أحيانا، ولكن التضامن مع غزة لم يشكل لهم مصاعب كبيرة"، مردفا: "هذه الأحداث أعطتنا لمحة عن الجيل الرابع والخامس من الهولنديين من أصول ريفية/ مغربية، الذين يتمسكون بهويتهم الثقافية الأمازيغية ويدافعون عن القضايا العادلة، بما فيها القضية الفلسطينية".


وأوضح عضو المركز المتوسطي للهجرة والتنمية بهولندا، عبدو المنبهي، أنّ: "الإعلام حاول الربط بين ما فعله النازيون في الحرب العالمية الثانية وما حصل اليوم بين المغاربة والجمهور الإسرائيلي، وهو شيء بعيد عن الواقع، حيث ما وقع في الأحداث الأخيرة مجرّد مناوشات، حيث أن الجمهور الإسرائيلي لم يُقتل منهم أي أحد، وتمّ حمايتهم أصلا من الشرطة الهولندية".

وأشار المنبهي، في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "هناك اقتراحات من اليمين المتطرف، من قلب البرلمان الهولندي، حيث دعا إلى: نزع الجنسية الهولندية عن كل من شارك في الأحداث، واعتبار كل نقد لـ"إسرائيل" هو ضد السامية". مردفا: "كأنهم يودون مطابقة القوانين بما يرتبط بالإرهاب، كما أنهم باتو يروّجون للدعايات المسمومة لتجريم المدارس الإسلامية والمساجد".

وفي خضمّ الأحداث التي لا تزال تداعياتها سارية على عدد من المغاربة المتواجدين في هولندا، أكّد المنبهي أنّهم: "سوف يستشيرون مع قانونيين بغرض الدفاع عن عدد من الضحايا المغاربة، ممّن تمّ مهاجمتهم، أو تكسير سيّاراتهم، عبر رفع دعوى قضائية ضد الحكومة الهولندية، وكذا ضد الفريق الكروي الإسرائيلي؛ لأننا ضد العقاب الجماعي، وهنا القضاء هو من يقرّر".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
من قلب هولندا.. جمعيات لتمثيل المغاربة
في بيان حول "أحداث أمستردام بهولندا"، أبرزت عدد من الأحزاب والجمعيات، أن: "ما قام به حوالي ثلاثة آلاف مشجع من المرافقين لفريق -مكابي تل أبيب- وغالبيتهم من عناصر الجيش والمخابرات الإسرائيلية، لم يكن بغرض التشجيع لفريقهم، الذي جمعته مباراة كرة القدم بفريق -أجاكس أمستردام-، بل كان الغرض منه خلق البلبلة وزعزعة الأمن والتعايش السلمي بهولندا".

وتابع البيان الذي وصل "عربي21" نسخة منه، أنّ: "وسائل الإعلام المنحازة لأطروحات الصهيونية، روّجت أخبارا كاذبة، مفادها أن من قام بالشغب والفوضى ولجأ للعنف عشية يوم الخميس 7 نونبر 2024، هم مهاجرين من أصول مغربية". 

"الحقيقة الساطعة لم تلبث أن ظهرت عبر الشهادات الدامغة التي وثقتها الصور والفيديوهات من صلب الأحداث، ومن عين المكان، والتي تُظهر بجلاء، سواء للرأي العام الوطني الهولندي أو للرأي العام الدولي والعالمي، أكاذيب الصهيونية التي تستعمل أكذوبة مُعاداة السامية ومحرقة الحرب العالمية الثانية، لتبرير سياسة حرب الإبادة تجاه الشعب الفلسطيني" وفقا للبيان نفسه. 

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Arabi21 - عربي21‎‏ (@‏‎arabi21news‎‏)‎‏
وأردف بأنّ: "ما جرى هو ردة فعل مشروعة، من قبل سكان المدينة في وجه هجوم سافر من طرف حشود من الصهاينة، الذين كانوا هم السباقون للإستفزاز والاعتداء الشنيع بشكل همجي وبلا سبب".

وأبرز أن: "الأحداث في واقع الأمر لم تبدأ مساء الخميس 7 نونبر، عقب انتهاء المباراة، كما تم الترويج لذلك، بل إن الواقعة بدأت يوم الأربعاء 6 نونبر 2024، حيث تحول مشجعي فريق مكابي إلى غزاة في شوارع أمستردام، ووحوش آدمية وهم يهتفون بصوت عال، مرددين شعارات عنصرية من قبيل: دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر..".

"كما تسلقوا جُدران المنازل لتمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة بشرفاتها، حاملين بهذه التصرفات الشنيعة، قيم التعصّب والكراهية من إسرائيل العنصرية إلى أمستردام الهادئة المسالمة" وفقا للبيان نفسه، الذي اطّلعت عليه "عربي21".


ووقّع على البيان، كل من: المركز الأورومتوسطي للهجرة والتنمية، والحزب الاشتراكي الموحد أوروبا الغربية، وحزب النهج الديمقراطي العمالي جهة أوروبا الغربية، وجمعية العمال المغاربة هولندا، ومؤسسة اكناري هولندا، و⁠تحالف مواجهة الإسلاموفوبيا والعنصرية بهولندا، و⁠المبادرة المغربية لحقوق الإنسان ⁠بهولندا.

وأوضح بأن "الآلة الإعلامية الصهيونية المسيطرة على وسائل الإعلام الغربية، روّجت لسردية كاذبة بتلفيق كل التُهم للمغاربة ووصفهم بالأشرار، وكأنهم كانوا ينتظرون "اليهود الأبرياء" الخارجين من المباراة ليهاجمونهم بلا سبب، في حين أن ما حصل لا علاقة له إطلاقا بمعاداة السامية، أو كما وصفها الإعلام الصهيوني بـ"مذبحة معادية للسامية ضد أبرياء يهود".

وأكّد: "لو تدخلت الشرطة الهولندية عند وقوع هذه التجاوزات وقامت بتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها، لوقف تصرفات هؤلاء المشاغبين، لَمَا لجأ المواطنون الهولنديّون، وأغلبهم من أصول مغربية للدفاع عن أنفسهم، وعن المدينة أمام الاعتداءات الوحشية".

مقالات مشابهة

  • المتطرف فيلدرز يدعو إلى طر مغاربة هولندا بعد أحداث أمستردام
  • عربي21 تعيد سرد أحداث أمستردام.. هل تحوّل الظالم إلى مظلوم؟ (شاهد)
  • عربي21 تعيد سرد أحداث أمستردام.. هل تحوّل الظالم إلى مظلوم؟
  • إيهود أولمرت: نتنياهو يحاول الحفاظ على سلطته بإثارة المخاوف من إيران
  • استقالة وزيرة هولندية من أصل مغربي على خلفية أحداث أمستردام
  • حكومة هولندا مهددة بالانهيار بسبب أحداث أمستردام.. «خطر وشيك»
  • أحداث أمستردام تهدد الحكومة الهولندية بالانهيار
  • بسبب أحداث غزة.. الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات تجارية على إسرائيل
  • مباراة فرنسا وإسرائيل تنتهي في باريس بعد مخاوف من تكرار عنف أمستردام