السلطة القضائية تدشن فعاليات ذكرى سنوية الشهيد وتضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الصماد
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الثورة نت|
دشنت أجهزة وهيئات السلطة القضائية اليوم الأحد، فعاليات إحياء الذكرى السنوية للشهيد 1446هـ بفعالية خطابية.
وفي الفعالية اعتبر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين، الذكرى السنوية للشهيد محطة مهمة لاستذكار عظمة الشهداء وبطولاتهم ومآثرهم والمبادئ والقيم التي جاهدوا واستشهدوا من أجلها.
وأشار في الفعالية التي حضرها رئيس المحكمة العليا القاضي عبدالصمد المتوكل، ووزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله، والنائب العام القاضي عبدالسلام الحوثي، ورئيس هيئة التفتيش القاضي الدكتور مروان المحاقري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي هاشم عقبات، وأمين عام المحكمة العليا القاضي سعد هادي، إلى أن السلطة القضائية نالت شرف المساهمة في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وأذنابه وقدمت الشهداء، فيما تعرضت منشآتها القضائية لاعتداءات مباشرة أسفرت عن تدميرها وارتقاء الشهداء.
وأشاد بصمود الجبهة القضائية ممثلة بمنتسبيها في الدفاع عن الوطن ومواصلة أداء واجبها في تحقيق العدالة لطالبيها متجاوزة التحديات التي فرضها العدوان والاستهداف الممنهج لمنتسبي السلطة القضائية وبنيتها التحتية.
ولفت رئيس مجلس القضاء، إلى منزلة الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الوطن وما سطروه من ملاحم بطولية في ميادين العزة والكرامة.. مشيرا إلى أن السلطة القضائية وهي تدشن فعالية الذكرى السنوية للشهيد تستحضر قوافل الشهداء من كل فئات الشعب اليمني.
وقال” إن القيادة الثورية هي السباقة في تقديم الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، كما قدمت القيادة السياسية الشهداء وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأكد القاضي شجاع الدين في الفعالية التي حضرها عضو مجلس القضاء القاضي أحمد العزاني، ونائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أن الشهادة تمثل والحصن الحصين للوطن في مواجهة الطغاة والظالمين.
إلى ذلك افتتحت قيادة السلطة القضائية، معرض صور شهداء السلطة القضائية، واطلعت على ما يحتويه المعرض من صور للشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله ومن أجل نصرة الدين والدفاع عن الوطن بالإضافة إلى مجسمات عن القدرات المتطورة للقوات المسلحة.
وأشاد النائب العام القاضي، بمستوى الإعداد والتنظيم للمعرض الذي يعبر عن مكانة ومنزلة الشهداء وعرفانا بتضحياتهم في الدفاع عن الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.
وأشار إلى أهمية إحياء ذكرى الشهيد لاستلهام الدروس من تضحيات الشهداء في الدفاع عن الوطن وسيادته.. لافتا إلى أن تضحيات الشهداء أثمرت عزة ونصراً في مختلف المجالات.
وبين القاضي عبد السلام الحوثي، أن الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن لها نتائج عظيمة وتعزز المبادئ الإيمانية التي ضحى الشهداء من أجلها.. معتبرا ذكرى الشهيد محطة مهمة للتذكير ببطولات الشهداء.
كما زارت قيادات السلطة القضائية اليوم، ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، ووضعت إكليلاً من الزهور على ضريح الشهيد الصماد ورفاقه، وتم قراءة الفاتحة على أرواحهم.
وخلال الزيارة أوضح رئيس هيئة التفتيش القضائي إلى الدلالات والمعاني التي تحملها الذكرى السنوية للشهيد لاستلهام معاني التضحية والفداء والشجاعة، والانتصار لقيم العدالة والعزة والكرامة وسيادة الأوطان.
وأشار القاضي الدكتور المحاقري إلى أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رسخ هذه القيم والمبادئ وسار على نهجه الشهداء الذين قدموا أرواحهم انتصارا لمظلومية الشعب اليمني ومنهم الشهيد الصماد الذي مثّل الأنموذج الأرقى للمدرسة القرآنية والروحية الجهادية والتوجه الوطني الصادق في تحركاته ونشاطه.
وأكد أهمية استلهام الدروس من عطاء وتضحيات الشهداء والسير على نهجهم في الانتصار للحق والدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
تخللت الفعالية التي حضرها رؤساء محاكم ونيابات استئناف الأمانة ومحافظة صنعاء وقضاة ووكلاء ورؤساء دوائر ومنتسبي هيئات السلطة القضائية قصيدة للقاضي عبد الوهاب الشيخ عبرت عن مكانة الشهداء وما سطروه من ملاحم بطولية في ساحات الجهاد المقدس.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الذكرى السنوية للشهيد الذکرى السنویة للشهید فی الدفاع عن الوطن السلطة القضائیة مجلس القضاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
تماثيل معطوبة القصيدة التي تستنطق وجعُ الوطنٍ في رحلة لعذابات الجنوب… لناظم كاطع الساعدي
بقلم : سمير السعد ..
في قصيدته “تماثيل معطوبة”، لا يكتب الشاعر العراقي ناظم كاطع الساعدي من على هامش الحياة، بل من قلبها النابض بالألم، ومن وجدانٍ تشرب من دجلة وميسان ونخيل العمارة. قصيدة تنبض بالصدق، وتحمل بين سطورها نداءً إنسانيًا خالصًا، ينهل من مرارة الحروب ومخلفاتها، ويعيد صياغة المشهد الوطني من زاوية القلب والذاكرة.
“لذلك الغبار الأصفر
لتلك الشناشيل
التي غادرتها قناديلها
وعصافيرها دون رجعة…”
بهذه الصور يفتتح الساعدي نصه، حيث يتحول الغبار إلى ذاكرة، والشناشيل المهجورة إلى رمزٍ لانطفاء الحلم، ولغياب الألفة التي كانت تملأ المدينة ذات زمن. الشعر عنده ليس لغة تجريد، بل مرآة لحياةٍ حقيقية عاشها وشارك أهلها تفاصيلها.
ناظم كاطع الساعدي لم يكن شاعرًا وكاتبًا فحسب، بل كان وما يزال ابنًا بارًا لمدينته العمارة، محبًا لأزقتها، وفياً لنخلها، متماهياً مع نبض أهلها. من أسرة عراقية أصيلة تنتمي إلى قبيلة “السواعد”، إحدى أعرق عشائر الجنوب المعروفة بالكرم، والنخوة، والمواقف الأصيلة. وقد انعكست هذه القيم في شخصيته، حيث اشتهر ببساطته وتواضعه وتعاونه مع الجميع. أبوابه مشرعة، وصدره رحب، وابتسامته تسبق كلماته. كان أخًا حقيقيًا لأصدقائه، ورفيقًا لكل من عرفه، لا يحمل في قلبه سوى المحبة.
رغم انشغاله في مجالات الإدارة والعمل السياسي، لم يتخلّ عن قلمه، ولم يغادر دفاتر الشعر، بل ظل وفياً للقصيدة، لأنها بالنسبة له ليست هواية، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية، ونافذة يُطلّ منها على وجع الناس وهمومهم:
“تلك السيدة التي أهدرت
حياتها بين قدر الباقلاء
على رصيف منحني
كأيامها التي لم تذق
غير وبال الحروب…”
في هذه اللوحة الشعرية، تتحول المرأة إلى أيقونة عراقية خالدة، شاهدة على تاريخٍ من الإنهاك والصبر. المرأة التي تمثل أمهاتنا وأخواتنا، اللائي دفعن ثمناً باهظاً لحروب لم يخترنها. مشهد تقشعر له الروح، حيث تصبح الكلمات نياشين على صدر الحزن.
الساعدي يرسم الوطن بملامح البشر، لا بالخرائط. حتى الجندي في قصيدته لا يُقدّم كرمز للحرب، بل كإنسان منهك، يبحث عن الحياة لا الموت:
“صور الجنود الفارين
من رصاصات الموت
بحثًا عن كسرة خبز…”
هنا تبلغ القصيدة ذروتها الإنسانية. إنها لا تُمجّد الموت، بل تُمجّد النجاة، وتدافع عن حق البسطاء في العيش الكريم. ومن هذا المنطلق، تأتي صرخة الشاعر في نهاية القصيدة، صرخة من يريد استبدال الرموز الحجرية بما هو أصدق وأقرب للناس:
“لذا كان لزامًا علينا
أن نستبدل تلك التماثيل
بما يليق بسيدة أرملة
في ريع طفولتها المنسية…”
الساعدي في هذه القصيدة لا يهجو، بل ينهض، ويُطالب بإعادة الاعتبار للإنسان الحقيقي. يقترح علينا نصباً جديدًا، لا من حجر، بل من حب، من وفاء، من وجعٍ صادق.
إن “تماثيل معطوبة” ليست مجرد نص، بل وثيقة شعرية وشهادة زمن، تحفر في ذاكرة الوطن، وتوقظ فينا أشياء كدنا ننساها. قصيدة تعيد تعريف البطولة، وتنتصر للضعفاء، وتقول: إن الشعر الحقيقي لا يُكتب من الرأس فقط، بل من القلب، ومن حب الناس والمدينة.
وفي زمنٍ صاخب بالكلمات الفارغة، يبقى ناظم كاطع السساعدي واحدًا من القلائل الذين يمنحون للكلمة شرفها، وللمدينة قُدسيتها، وللأصدقاء دفءَ المحبة، وللإنسانية حقّها في أن تُروى شعراً.
عن الشاعر:
ناظم كاطع الساعدي، شاعر وكاتب عراقي من محافظة ميسان، مدينة العمارة، ومن أبناء قبيلة السواعد العريقة، المعروفة بأصالتها وكرمها ونخوتها. برز اسمه في المشهد الثقافي العراقي من خلال قصائد تحمل طابعًا إنسانيًا عميقًا، وتُعبر عن واقع الجنوب بصدق وشفافية.
عرفه أصدقاؤه وأحباؤه ببشاشته، وبساطته، وتعاونه الدائم مع الجميع. تولّى مناصب إدارية وسياسية مهمة، ومع ذلك لم يبتعد يومًا عن القصيدة، فظلّ وفيًا لقلمه، ولأهله، ولمدينته التي أحبها حد التماهي. شاعرٌ ينتمي للكلمة كما ينتمي للأرض… بسيطٌ في هيئته، عظيمٌ في حرفه، ومحبٌّ صادقٌ لكل ما هو جميل.
سمير السعد