تبذل الحكومة الفلسطينية، جهودا من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي في فلسطين، ولكنها تواجه تعقيدات في الوضع العام نتيجة استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإعادة احتلاله من قبل إسرائيل، حيث أن الاحتلال يسعى لفصل الضفة الغربية عن القطاع، في محاولة لإجهاض تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة.

سياسة تجويع الشعب الفلسطيني

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبدالله نعمة، الخبير بالعلاقات الدولية والاستراتيجية، إن  جيش الاحتلال والقيادة السياسية في إسرائيل يعلمون جيدا ماذا يفعلون بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأكد أن الغرض من هذه السياسة التي يتبعها الاحتلال هو لإنهاء حياة أكبر عدد منهم من الجوع والمرض، ولتهجير أكبر عدد منهم، ولولا موقف مصر المشرف بعدم سماح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لسيناء عبر معبر رفح لكانت القضية الفلسطينية قد انتهت.

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد "، أنه من الواضح أن التعنت من قبل جيش الاحتلال في عدم السماح لدخول المساعدات الإنسانية  والغذائية والطبية لقطاع غزة سوى القليل، هي سياسة تجويعية للشعب الفلسطيني لزيادة المعاناة لدرجة أن الناس لم تعد تملك رغيف خبز.

وأشار نعمة، إلى أن أهم إنجاز منذ بداية الحرب على غزة هو أن مصر وقفت ضد مخططات أمريكا وإسرائيل وقفة مشرفة، ولم تغلق معبر رفح رغم كل الضغوطات عليها، كما أننا نعلم أن جيش الاحتلال يريد ضم الضفة وهذا ما سيسمح به دونالد ترامب ضمن مشروع حل متفق عليه بينه وبين نتنياهو بعد تسلمه السلطة، ومن الواضح أن دونالد ترامب متفق على حل لأزمات منطقة الشرق الأوسط مع نتنياهو.

وتابع: "وخاصة بموضوع الحرب بين إسرائيل ولبنان والصراع مع إيران، ووضع سوريا أيضا عبر روسيا، والتي سيبدأ الحل أيضا معها في حرب أوكرانيا، كل هذا ممكن أن يبدـ ضمن سلة كاملة متكاملة لحل ضمن منطقة الشرق الأوسط عندما يتسلم دونالد ترامب السلطة وأهمها قطاع غزة وإتمام صفقة الرهائن".

واختتم: "كما أن هناك حديثًا أن مصر ستتولى القيادة على غزة مع السلطة الفلسطينية، وهناك حديث أيضا أن يكون هناك في لبنان قوات مصرية عربية من ضمن قوات الأمم المتحدة اليونيفيل لتقوم بالمراقبة والانتشار من ضمن لحظة تطبيق القرار 1701 لإنهاء الحرب بين لبنان وإسرائيل".

الأردن يدين قصف إسرائيل مدرسة أبوعاصي التابعة لـ «الأونروا» بقطاع غزة مظاهرات حاشدة في مدن وعواصم العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة  إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، إن قطاع غزة هو صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي الأراضي الفلسطينية، لافتا إلى أنه كما أكد الرئيس محمود عباس، أنه لا دولة بدون غزة ولا دولة في غزة وحدها"، لافتا إلى أنه "عند انتهاء العدوان، سيتم العمل على إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية سياسيا وجغرافيا ومؤسساتيا، تحت راية منظمة التحرير ودولة فلسطين".

وأكد أن الحكومة تبذل كافة الاتصالات والجهود الدبلوماسية وبتوجيهات من الرئيس من أجل وقف حرب الإبادة على شعبنا، وإنقاذ قطاع غزة من الاحتلال الجديد، والتركيز على الجانب الإغاثي، والبدء بعملية الإعمار وتوحيد المؤسسات.

وأضاف: "المرحلة الحالية تتطلب مسؤولية جماعية من أجل إنهاء معاناة شعبنا في قطاع غزة من الدمار والوضع الإنساني الكارثي، وتوحيد الجهود الوطنية الداخلية، والمصالحة الوطنية ضرورية والانقسام في نهايته، في الطريق نحو تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة الواحدة والموحدة".

وتابع: "نبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي والمالي في الضفة الغربية، رغم محاولات الاحتلال لنقل الحرب في قطاع غزة نحو الضفة، من خلال الحملات الممنهجة على شمال الضفة الغربية واستهداف المخيمات بالدرجة الأولى لإنهاء قضية اللاجئين، بالإضافة الى فرض الحصار المالي بالخصومات من أموال المقاصة، والاغلاقات والحواجز وإعاقة الحركة".

دمرت معدات مرتبطة باليورانيوم.. تفاصيل مهاجمة الاحتلال منشأة أبحاث للأسلحة النووية بإيران جيش الاحتلال يصدر إنذارا جديدا بإخلاء عدة أبنية في ضاحية بيروت الجنوبية ارتفاع عدد ضحايا العدوان

وجدير بالذكر، أن أفادت وزارة الصحة في غزة بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجـ ـازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 47 شهيدًا و 139 جريحا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفق ما ذكرت وكالة سبوتنيك الروسية.

ووثقت الوزارة أعداد الشهداء والمصابين مفيدة بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43.846 شهيدًا و 103.740 جريحا منذ 7 أكتوبر 2023.

وسبق صباح اليوم أن اعتبرت حركة "حماس" في بيانٍ لها أن مذبحة الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا في غزة تأكيد واستمرار لحرب الإبادة الجماعية في غزة.

وجاء في البيان: "إن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا؛ إمعان في حرب الإبادة والتطهير العرقي والانتقام الوحشي من المدنيين العزل، وتواصل المجازر الوحشية وحرب الإبادة وحرب التجويع التي تستهدف تهجير شعبنا وتصفية قضيتنا الوطنية، لن تفلح في تحقيق أهدافها أو كسر إرادة شعبنا، ونطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والحكومات العربية والإسلامية، بكسر حالة الصمت عن هذه الجرائم، والتحرّك الفوري لوقف المجازر المستمرة في قطاع غزة، وخصوصاً في الشمال".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاحتلال إسرائيل أمريكا غزة قطاع غزة جيش الاحتلال الشعب الفلسطيني الضفة الغربیة جیش الاحتلال فی قطاع غزة فی غزة من أجل

إقرأ أيضاً:

سموتريتش يشترط استئناف الحرب على غزة ونتنياهو يخشى انسحابه

قال مصدر إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرغب في الحصول على التزام صريح من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بعدم الانسحاب من الحكومة وذلك بعد اشتراط حزبه استئناف الحرب على قطاع غزة بعد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار للبقاء بالحكومة.

ونقلت القناة الـ14 عن مصدر إسرائيلي أن السبب الرئيسي لتأخير اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر (الكابينت) هو خوف نتنياهو من انسحاب سموتريتش من الحكومة.

وأضاف المصدر أن نتنياهو يرغب في الحصول على التزام صريح من سموتريتش بعدم الانسحاب من الحكومة.

وفي وقت سابق اليوم الخميس، اشترط حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف للبقاء في الحكومة الإسرائيلية حصوله على تعهد من نتنياهو بالعودة إلى الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وقال الحزب في تصريح مكتوب "بعيدا عن الشوق إلى عودة جميع رهائننا، فإن حزب الصهيونية الدينية يعارض الصفقة بشدة".

وأضاف "يقف الحزب وراء مطالب رئيس الحزب الوزير بتسلئيل سموتريتش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بضمان عودة إسرائيل إلى الحرب لتدمير حماس وإعادة جميع الرهائن، مع تغيير مفهوم الحسم والنصر، فور إتمام المرحلة الأولى من الصفقة، كشرط لبقاء الحزب في الحكومة".

إعلان

وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق 42 يوما. ولكن الاتفاق يشمل أيضا مرحلتين إضافيتين، مدة كل منهما 42 يوما.

تأجيل اجتماع الكابينت

وكان من المقرر عقد اجتماع للكابينت قبل ظهر اليوم، ولاحقا لمجلس الوزراء الإسرائيلي من أجل المصادقة على الاتفاق الذي تم الإعلان عنه مساء أمس.

لكن الاجتماع تأجل بعد أن زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تراجعت عن بعض التفاهمات، وهو ما نفته الحركة.

وبدورها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن السبب الرئيس لتأجيل الاجتماع هو انتظار نتنياهو لقرار حزب الصهيونية الدينية.

ولم يتضح إذا ما كان القرار سيدفع نتنياهو للإعلان عن انعقاد الكابينت والحكومة الموسعة من أجل المصادقة على الاتفاق.

وكان وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية إيتمار بن غفير، دعا سموتريتش للتعاون ضد الاتفاق بالانسحاب من الحكومة.

ومن شأن انسحاب القوة اليهودية والصهيونية الدينية من الحكومة إسقاطها.

ويمكن لاتفاق بين سموتريتش وبن غفير أن يمنع اعتماد الصفقة، ولكن بن غفير وحده غير قادر على إسقاط الحكومة.

ولدى بن غفير وسموتريتش مجتمعين 14 مقعدا بالكنيست من أصل 120، وهي كافية لإسقاط الحكومة، علما أن بن غفير وحده لديه 6 مقاعد فقط.

ويمتلك الائتلاف الحاكم 68 من مقاعد الكنيست، ويكفي الحكومة 61 للبقاء، وفق النظام السياسي الإسرائيلي.

ومساء الأربعاء، أعلنت الدوحة نجاح الوساطة القطرية المصرية الأميركية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، على أن يبدأ تنفيذه الأحد 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إعلان

مقالات مشابهة

  • توكل كرمان: آن الأوان لحل القضية الفلسطينية وعلى العالم أن يقف إجلالاً لنضالهم
  • سموتريتش يشترط استئناف الحرب على غزة ونتنياهو يخشى انسحابه
  • الحكومة الفلسطينية تعقد اجتماعاً مهماً استعداداً لوقف الحرب على قطاع غزة
  • احتفاء حذر في الضفة باتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • وقف إطلاق النار ودعم إقامة الدولة الفلسطينية
  • النائب محمد عبد العزيز: مصر أفشلت مخطط إسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية
  • محلل سياسي: الجهود المصرية والقطرية تمثل ضغطا كبيرا على إسرائيل ونتنياهو لإنهاء الحرب
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • المضادات الأرضية للجيش السوداني تتصدى لمسيّرات جديدة أستهدفت سد مروي
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: الاحتلال يُصعد عدوانه ويُسقط عشرات الشهداء في غزة