صدى البلد:
2025-02-20@20:35:26 GMT

فوضى السوشيال ميديا.. والتضليل الإعلامي

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

یشهد العالم برمته أحداثاً متلاحقة ومتضاربة في ظل تحولات اجتماعیة، وسیاسیة، واقتصادیة یكاد يكون العقل البشري أحیاناً غیر قادر على ملاحقتها، وتحلیلها وتفسیرها ضمن أطر واستراتيجيات واضحة المعالم.

وبفضل ذلك، تعددت أسالیب صناعة الخبر؛ كنتیجة طبيعة وحتمية لهذا التزاحم فى الأحداث.  

وقد أدى ظهور السوشيال ميديا إلى خلق نموذج جديد من الإعلام التفاعلي المعتمد على المخاطبة الرقمية، فساعدت الأفراد أن يعيشوا في مجتمع افتراضي وأدت إلى تغيير أنماط حياتهم اليومية الاجتماعية والتربوية.

ومع التزايد المستمر لمستخدمى مواقع السوشيال ميديا، أصبح الناس يتسابقون ويتمتعون بتبادل المعلومات والأخبار بين بعضهم البعض، خاصة إذا كانت تلك الأخبارذات صلة بقضايا راهنة. 

وعلى الرغم من أن أغلبهم قد لا يعتقدون في صحة هذه الأخبار، إلا أنهم يتناقلونها ويتمتعون بنشرها، ما ساهم فى سرعة انتشار الأخبار الخاطئة والمعلومات المضللة عبر تلك المواقع مثل “فيس بوك” و"إكس" و"يوتيوب" وغيرها والتى عرفت إقبالا واسعاً واستخداماً كثيفاً من قبل شرائح المجتمع المختلفة. 

هذا وقد سارعت غالبية القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة إلى الانضمام إلى شبكات التواصل الاجتماعي لما لها من أهمية كبيرة وانتشار واسع، ما ساهم في نشر وتبنى الأخبار المختلفة الحقيقية منها والمزيفة بين أفراد مجتمعنا وساعد على نشر وترويج الأفكار بسرعة أكبر لتصل إلى آفاق أوسع، ما أثر على إدراك المتلقي للواقع. 

إن هذا الوضع خلق حالة من الفوضى، والعشوائية فلم يعد القارئ يستطيع السيطرة على الكم الهائل من الأخبار فضلاً عن التحليلات، والتوقعات، وإصدار الأحكام التي أصبحت وبفضل التطورات المتسارعه فى مجال الاتصالات وتقنيه المعلومات تظهر في جزء من الثانية بل وتتحول إلى ترند يصبح موضوع الساعة، خاصهً بعد أن تحول العالم إلى قرية كونية صغيرة تنتقل فيها الأخبار إلى جميع أنحاء الكرة الأرضية في أجزاء من الثانية.

لقد شهدنا في الآونة الأخیرة ظاهرة انتشار المعلومات الخاطئة والمغلوطة بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والتى أصبحت تمثل ظاهرة خطيرة بل ومشكلة تهدد السلم العام والأمن المجتمعى، حیث تمتلئ مواقع السوشيال ميديا بالعديد من الشائعات والأكاذيب والمعلومات الزائفة، والتي غالباً ما تهدف إلى خداع الرأى العام وتضليل الجمهور وتحفز المشاعر العامة السلبیة وتعمل على تأجيج الصراعات والفتن، وهو ما يشكل تهدیدات خطیرة للأمن والسلم العام. 

ومن الواضح أن كثرة عدد المستخدمین للسوشيال ميديا وسهولة النشر بها قد أدخلتا المتلقى في متاهة حتى أصبح من الصعب التمییز بین ملایین من الصفحات المزیفة أو المفبركة عما سواها من صفحات حقیقیة، فلا شيء أسهل من أن يمسك الشخص هاتفه وينشر ما يشاء وينطلق عبر هذه المنصات المختلفة متحدثاً عن قضايا الساعة التي يمر بها المجتمع في شتى المجالات والتخصصات.

فالكل أصبح إعلاميا يدلو بدلوه فى شئون المجتمع دون أى ضوابط، ومن هنا أضحى انتشار المعلومات الخاطئة عبر السوشيال ميديا مصدر قلق واسع النطاق، خاصة أن الجمهور يتفاعل معه بكثافة تحت حافز وتأثیر هذه الأفكار المشوشة والمضللة.

لقد أصبحت قضية نشر الأخبارالكاذبة والمغلوطة وفبركة الوقائع والبيانات أو ما يسمى "التضليل الإعلامي" عبر منصات السوشيال ميديا المختلفة، لا سيما “فيس بوك” مصدر قلق واسع النطاق، حيث أضحت ظاهرة بل ومشكلة تؤرق الدول والمجتمعات نظراً لآثارها وتداعياتها السلبية والخطيرة وباتت تشكل تهديدات كبيرة للسلامة العامة والترابط المجتمعى. 

وعلى الرغم من حقيقة أن نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة ليست ظاهرة جديدة، إلا أن التقدم التكنولوجي قد خلق بيئة خصبة لانتشار الأخبار المزيفة بسرعة عبر مواقع السوشيال ميديا المختلفة، والتى أصبحت أرضا خصبة لتوليد الشائعات والأكاذيب وبث الفتن وتوزيع ونشر الأخبار المغلوطة، والتي غالباً ما تهدف إلى تزيف وعى المتلقى لتبنى رُؤىً وأفكار خاطئة. 

وبالتالي فمن المهم دراسة انعكاسات هذه المتغيرات على الساحة الإعلامية لمشاركتها الفعلية في نشر أفكار مضللة للجمهور عبر استخدام ركائز تعزيزية تساعد في التأثير على إدارك الأشخاص للحياة الواقعية فى تلك البيئة الملوثة، والتي من طبيعتها نشر وتعميم الرسالة التضليلية أيا كانت طبيعتها، فقد تكون بهدف خلق زخم إعلامي هائل من أجل التأثير على المجتمع والسيطرة على ثقافته وإحلال ثقافة جديدة من خلال بث معتقدات أخرى مكانها، أو بهدف خلق حالة من البلبلة بشكل متعمد ومقصود عن طريق ترديد الأكاذيب وتزييف الحقائق وبث معلومات مغلوطة ومفبركة عبر تلك البيئة التي تساعد على نشر المعلومات المضللة و ترويج الأفكار الهدامة داخل المجتمع.

أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مطالبة بتغییر تفاصیل أدائها وظبط علاقتها بمستخدمیها، لكن یبدو أن المشهد أكثر تعقیدا مما أتصور، حيث إن محاولات تحجیم انتشار الأخبار الكاذبة والتصدي لعملیات التضلیل الإعلامي لا تزال غیر فعالة بالكامل وبما یكفي، إذ لا تزال هناك العدید من الثغرات التي ینفذ من خلالها ذلك التدفق الهائل من الأخبار والأفكار والمعلومات بهدف التشويش على القناعات والمواقف أو تغيير قناعات الرأى العام. 

إن التضلیل الإعلامي لم يعد مجرد أكاذیب، وتزییف للحقائق والوقائع السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة فحسب، بل إن الأمر قد تعدى ذلك، وأصبح علماً قائماً بذاته وفنا له أساتذته وطلابه، فقد تحول من الممارسة العفوية إلى الاعتماد على عمليات واسعة، منظمة وممنهجة تعتمد على جملة من التقنيات والأساليب تعمل على هندسة الرأى العام وإحداث التغيرات المطلوبة للتأثیر على الثقافة والوعى المجتمعى، وإعادة تشكیل العقول وصولاً لبناء رأي عام یتناغم مع الأهداف المراد تحقیقها.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

فوضى في إدارة ترامب بعد إقالة موظفي الأمن النووي وإعادتهم للعمل.. تقرير

 وجد مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنفسهم في حالة طوارئ طوال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لاستعادة موظفين تم فصلهم مساء الخميس من الإدارة الوطنية للأمن النووي (NNSA)، وسط موجة من الانتقادات الحادة، وفقًا لما كشفه أربعة مصادر مطلعة لـCNN.  

في البداية، تم فصل أكثر من 300 موظف من الوكالة المسؤولة عن إدارة الترسانة النووية الأمريكية، ولكن بحلول نهاية الأسبوع، تم إعادة جميع الموظفين تقريبًا، باستثناء حوالي 25 موظفًا، وفقًا لموظفين حاليين في الوكالة. 

ومع ذلك، لم يتضح بعد عدد الذين سيعودون فعليًا إلى العمل يوم الثلاثاء.  

وأحدثت عمليات الفصل ارتباكًا داخل الوكالة، مما دفع المسؤولين إلى التراجع عن القرار يوم الجمعة الماضي، بعد أن قدم العديد من أعضاء الكونجرس التماسًا إلى وزير الطاقة كريس رايت لعكس القرار، محذرين من تداعياته على الأمن القومي.  

الموظفون المفصولون: من هم؟  

وشملت الإقالات موظفين يعملون في منشآت تصنيع الأسلحة النووية، ومسؤولين عن الإشراف على المقاولين في هذا المجال، إضافة إلى مفتشين مختصين بالأسلحة النووية.  

البيت الأبيض: ترامب تحدث مع ماكرون لبحث سبل إنهاء الصراع في أوكرانياعاهل الأردن يرفع "اللاءات الثلاث" في وجه مخطط ترامب بشأن غزةزيلينسكي: ترامب يحاول إرضاء بوتين.. ولن نتنازل عن أراضي أوكرانيا

كما تضمنت القائمة موظفين حاصلين على تصاريح أمنية عالية المستوى من فئة “Q” داخل وزارة الطاقة، ما يمنحهم حق الوصول إلى تفاصيل تصميم الأسلحة النووية والأنظمة الخاصة بها. 

وكان بينهم أيضًا موظفون في مقر الوكالة يضعون المعايير والإرشادات للمقاولين المسؤولين عن تصنيع الأسلحة النووية.  

قرار فوضوي أربك إدارة ترامب  

اللافت أن إدارة الموارد البشرية داخل الوكالة لم تشارك في قرارات الفصل، وهو أمر غير معتاد تمامًا، بحسب مصدر مطلع. وأدى ذلك إلى مشكلة لوجستية معقدة، حيث اضطر المديرون إلى البحث عن معلومات الاتصال الشخصية للموظفين المفصولين لإبلاغهم بأن وظائفهم لا تزال آمنة، وذلك بعد أن تم إغلاق حساباتهم البريدية الرسمية وتعطيل هواتفهم الحكومية.  

وقال أحد موظفي الوكالة، الذي كان من بين الذين فصلوا ثم أعيدوا إلى العمل، لـCNN “هذا لم يكن طبيعيًا، بل كان عبثيًا وغير مسبوق وعشوائيًا تمامًا. لم يكن هناك أي إجراء رسمي واضح”  

وأفاد موظف آخر بأنه فقد الوصول إلى بريده الإلكتروني الحكومي وملفاته الشخصية مساء الخميس، قبل حتى أن يتم إخباره رسميًا بأنه قد فُصل.  

وأضاف الموظف “لم أكن أعتقد أنني سأفصل حتى حدث ذلك فعلًا. كنا نعتقد أن وكالتنا ستكون مستثناة من عمليات تقليص القوى العاملة، لأنها مرتبطة مباشرة بالأمن القومي”.  

محاولات إعادة الموظفين وسط أزمة الثقة  

تزامن تنفيذ عمليات الفصل مع عطلة نهاية أسبوع طويلة، ما أدى إلى تعقيد عملية إعادة الموظفين وإبلاغهم بالقرار الجديد، وفقًا لمصدر مطلع.  

وفي مساء الجمعة، تلقى مدراء الوكالة قائمة بالموظفين المفصولين الذين ينبغي إعادتهم إلى العمل. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، بذلت الإدارة جهودًا مضنية للتواصل معهم.  

تم إرسال رسائل إلكترونية إلى عناوينهم الشخصية، مرفقة بمذكرة رسمية نصّت على “هذا الخطاب يُعد إشعارًا رسميًا بأن قرار الفصل الصادر في 13 فبراير 2025 قد تم إلغاؤه بأثر فوري. وبالتالي، يبقى عملك لدى الإدارة الوطنية للأمن النووي ساريًا، ومن المتوقع أن تستأنف مهامك المعتادة على الفور”  

لكن التداعيات لم تنتهِ عند هذا الحد. فهذه الإقالات المفاجئة أعطت انطباعًا بأن الإدارة ماضية في تقليص حجم الحكومة الفيدرالية دون النظر في العواقب الأمنية الخطيرة، وفقًا لمصادر في الوكالة.  

تأثيرات طويلة الأمد على الأمن القومي  

ورغم أنه لم تظهر حتى الآن أدلة على أن مهمة الوكالة قد تأثرت بشكل مباشر، فإن العديد من المسؤولين داخلها يعتقدون أن للقرار تداعيات خطيرة على المدى البعيد.  

وقال أحد المصادر “التأثير الأكبر كان ضربة قاسية للروح المعنوية وثقة الموظفين الذين فُصلوا”  

وأوضح المصدر أن عدم الاستقرار الوظيفي الذي تسببت به هذه الحادثة قد يدفع بعض الموظفين إلى البحث عن وظائف في القطاع الخاص، خوفًا من تكرار سيناريو الفصل في المستقبل.  

وأضاف “الذين تم استدعاؤهم الآن يتساءلون: هل هذا يعني أنه سيتم استهدافنا مجددًا إذا حصلت جولة أخرى من تقليص الوظائف؟”  

تسرب معلومات حساسة وتدخلات سياسية  

إلى جانب القلق بشأن فقدان الوظائف، هناك مخاوف متزايدة بشأن إمكانية الوصول غير المصرح به إلى معلومات سرية حول الأسلحة النووية الأمريكية.  

وقال أحد الموظفين في الوكالة “ماذا أفعل إذا جاءني شخص لا يملك صلاحية، وطلب الاطلاع على ملف سري يتعلق بتصميم الرؤوس النووية أو بملف أوكرانيا؟”  

وأضاف “الفكرة بأنك ستُجبر على تسليم بيانات حساسة، أو ستواجه خطر فقدان وظيفتك، تثير مخاوف عميقة بين الموظفين. الكثير منا يشعر بعدم الاطمئنان”  

استهداف الموظفين وتسييس الأمن النووي  

هناك قلق متزايد من أن يتم استهداف الموظفين الذين تسببوا في "إحراج" الإدارة من خلال الضغط لإلغاء قرارات الفصل.  

وأوضحت مصادر في وزارة الطاقة أن الخطة التي تسعى إدارة ترامب إلى تنفيذها، والتي تتضمن تحويل بعض المناصب غير السياسية إلى مناصب يعيّنها الرئيس مباشرة، تشكل تهديدًا لاستقلالية الوكالة، حيث لطالما تمت إدارة الأمن النووي بعيدًا عن التدخلات السياسية.  

وقال مصدر في الوزارة “الإدارة الوطنية للأمن النووي تعتمد بشكل كبير على موظفين غير سياسيين لضمان الاستقرار والاستمرارية بين الإدارات المختلفة، لكن إذا تم استبدال كبار الموظفين بمسؤولين سياسيين، فإن الشركاء الدوليين قد يرون في ذلك علامة على عدم الاستقرار”.  

وحذر المصدر من أنه إذا فقدت الولايات المتحدة نفوذها أو قيادتها في هذا المجال، فقد يكون الانتشار النووي من بين التداعيات غير المقصودة لهذه التغييرات.  

وما بدأ كقرار إداري مفاجئ بفصل أكثر من 300 موظف من وكالة تدير أخطر الأسلحة في العالم، تحول بسرعة إلى أزمة وطنية أجبرت إدارة ترامب على التراجع وسط ضغوط سياسية وأمنية.  

لكن هذه الحادثة كشفت عن ثغرات خطيرة في عملية صنع القرار داخل الإدارة، وأثارت مخاوف واسعة بشأن التدخلات السياسية في أحد أكثر جوانب الأمن القومي حساسية.  

مقالات مشابهة

  • أوروبا وخطر المعلومات المضللة: 42% من الشباب يستقون الأخبار من وسائل التواصل
  • ترامب وأوكرانيا.. إنقاذ أم ابتزاز أم خيانة أم فوضى؟
  • بوسي تثير الجدل بفستان لافت على السوشيال ميديا
  • خبيرة تجميل لبودكاست «يبان عادي»: السوشيال ميديا تصنع نموذجا غير واقعي للجمال
  • منة شلبي تشعل السوشيال ميديا بصورة غامضة
  • خطوبتها ومشهد الرقص.. نبيلة عبيد تتصدر السوشيال ميديا لهذا السبب
  • لحظات عائلية.. لماذا تصدرت الأميرة إيمان السوشيال ميديا؟
  • من محل ملابس سيدات لـ بقالة.. السوشيال ميديا توقع «حرامية» الإسكندرية
  • فوضى في إدارة ترامب بعد إقالة موظفي الأمن النووي وإعادتهم للعمل.. تقرير
  • إيجبس 2025| عمرو أديب: وزير الطاقة السعودي حديث السوشيال ميديا