كيف تصبر على ابتلاء موت غالي أو حبيب؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
الصبر على الابتلاءات، خاصةً عند فقدان حبيب أو غالي، يُعد من أصعب التجارب التي يواجهها الإنسان في حياته، وقد أوضح علماء الدين أن الصبر في هذه الظروف له أجر عظيم في الآخرة، وهو اختبار من الله لعباده، لكن كيف يمكن للإنسان أن يتعامل مع هذه المحنة؟ وهل يمكن تمييز بين نوعي الابتلاءات: ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب؟
الابتلاء بين الرضا والغضبمن خلال الأحاديث الشريفة والتفسيرات الدينية، يُظهر العلماء أن الابتلاءات تأتي كاختبارات لمدى رضا العبد عن قضاء الله وقدره.
في إطار الحديث عن الصبر، يُسهم العديد من العلماء في تفسير معنى الصبر على موت الأحبة. الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي أبرز في تصريحاته أهمية فهم الموت كجزء من قدر الله، وذكر أن فراق الأحبة يجب أن يُقابل بالصبر والرضا، خاصة عندما يكون المتوفى من الصالحين. وأضاف الشعراوي أن الحزن على من لم يكن صالحًا هو من باب الشفقة عليه.
أحاديث نبوية عن الصبرمن أبرز الأحاديث التي تناولت الصبر على الابتلاءات ما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها: «ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها»، حيث يشير الحديث إلى الأجر العظيم الذي يترتب على الاستعانة بالله في الأوقات الصعبة.
الصبر في القرآن الكريمورد الصبر في القرآن الكريم في العديد من الآيات، ومنها قوله تعالى: «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» (الزمر 10). وقد تحدث القرآن عن أنواع عدة من الصبر، منها الصبر على البلاء، وصبر على النعم، وصبر على الطاعة والمعاصي. وكل نوع من هذه الأنواع له فضائل عظيمة في الدنيا والآخرة.
دعاء الصبر على فقد الأحبةفي هذه الأوقات الصعبة، يُنصح المسلمون بالتوجه إلى الله بالدعاء، مثل: "اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء، اجعلنا من الصابرين، وارحم ميتنا واغفر له"، إذ يُعد الدعاء في هذه اللحظات تعبيرًا عن الإيمان الكامل بحكمة الله وقدره.
إن الصبر على الموت وفقد الأحبة لا يعد مجرد صبر على المأساة، بل هو اختبار من الله للعبد ليختبر قوة إيمانه وصبره على ابتلاءات الحياة. وقد بينت الشريعة الإسلامية أن الصبر لا يُقتصر على تحمل الألم، بل هو طريق للنجاة والرفع من درجات المؤمن في الآخرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصبر الله الابتلاء الأحبة الإنسان الصبر على
إقرأ أيضاً:
هل يجوز ترديد آيات قرآنية في السجود؟.. دار الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، إنه من المقرر شرعًا أن الركوع والسجود محلان لتعظيم الرب- سبحانه وتعالى- بالتسبيح والذكر والدعاء، وأنهما ليسا محلًّا لقراءة القرآن.
وأوضحت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: هل يجوز ترديد آيات قرآنية في السجود؟، أن العلماء أجمعوا على عدم جواز قراءة القرآن في الركوع والسجود، مستشهدة بقول الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (1/ 431، ط. دار الكتب العلمية): [أما قراءة القرآن في الركوع فجميع العلماء على أن ذلك لا يجوز.. وأجمعوا أن الركوع موضع لتعظيم الله بالتسبيح وأنواع الذكر] اهـ.
وأوضحت أن الأصل في هذا الإجماع ما ثبت من النهي عنهما فيما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ؛ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».
أما إن قصد المصلي -بقراءته بعض الآيات القرآنية التي جاء فيها الدعاء في ركوعه وسجوده- الدعاءَ والذكر والثناء على الله تعالى ولم يقصد تلاوة القرآن، فيجوز بلا كراهة؛ كدعاء المصلي في سجوده بنحو ما جاء في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].