استنساخ خروف عملاق بأمريكا.. شروط الاستنساخ الحيواني في الإسلام
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
ظهرت قضية غريبة شغلت الرأي العام الأميركي بعدما قام مزارع من مونتانا يُدعى آرثر شوبارث بتهريب خرفان من فصيلة "ماركو بولو" المهددة بالانقراض من قيرغيزستان إلى الولايات المتحدة واستنساخها سرًا، مما يجعل العقل البشري في حيره من أمر بين خوف من التطور المتسارع، ويطرح أسئلة حول هل يجب وضع قوانين تنظم ذلك، وهل الاستنساخ في حال الحيوان والنبات حرام شرعًا أم أمر مقبول بفعل التطور الزمني.
استنساخ “ماركو بولو”
تُعد خرفان "ماركو بولو" من أكبر أنواع الأغنام البرية في العالم وتتميز بقرون ضخمة قد يصل طولها إلى مترين، ما جعلها مطمعًا لهواة الصيد ومربي الحيوانات الفريدة.
بدأت القصة عام 2015 عندما استنسخ شوبارث خروفًا أسماه "ملك جبال مونتانا" (MMK) بهدف تهجين الأغنام المحلية بصفاته النادرة وبيع نسلها بأسعار باهظة. وقد وصلت أسعار بعض الأغنام المستنسخة إلى 13,200 دولار، بينما بيع أحد أحفاد MMK بـ10,000 دولار.
في سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة أميركية حكمًا بسجن شوبارث 6 أشهر بتهمة التهريب والاستنساخ غير القانوني. كما تم نقل الخروف المستنسخ إلى منشأة في أوريغون قبل عرضه في حديقة حيوانات نيويورك. وأثارت القضية قلقًا بيئيًا من تأثير هذه الأغنام المستنسخة على الأنواع المحلية واحتمال اختلال التوازن البيئي.
ما الحكم الشرعي في الاستنساخ ؟أصدرت دار الإفتاء بيان توضح فيه الأحكام الشرعية الخاصة بالاستنساخ بالنسبة للنبات والحيوان والإنسان، حيث قالت أنه فيما يخص الحكم الشرعي في الاستنساخ في حالة البشر، أو لأغراض علاجية كاستنساخ الأنسجة أو الأعضاء، نفيد بأن الاستنساخ يُتَصوَّر في ثلاثة أجناس من الكائنات: الإنسان، والحيوان، والنبات.
أما النبات فاستنساخه قائم ومعمول به منذ القدم، فيما يسمي بـ"التكاثر الخضري"؛ وله صور متعددة، منها: أن يؤخذ أي جزء من النبتة ويزرع، فيخرج نباتًا تامًّا كاملًا مطابقًا للنبتة الأم دون استخدام حبوب اللقاح، أو أن ينقل جزء نبات من الصنف المرغوب إكثاره بحيث يحتوي على برعم واحد ويوضع على جزء من نبات آخر بحيث يتم الالتحام بين هذين الجزأين لتكوين نبات جديد مستقل بطريقة معروفة عند المشتغلين بهذه الأمور.
والاستنساخ في هذا النوع مشروع، وقد يكون مطلوبًا؛ لما فيه من المصالح والفوائد كتحسين السلالات النباتية، وإنقاذ الأنواع الضعيفة الخصوبة المهددة بالانقراض.
وأما في مجال الحيوان:
فقد نجحت التجارب في ذلك، حيث أخذت بويضة غير ملقحة من إحدى إناث الخراف وأفرغت من نواتها، وأُدخل مكان النواة المنزوعة نواة خلية جسدية مأخوذة من ضرع نعجة أخرى حامل، وتم دمج هذا النواة داخل البويضة بواسطة تيار كهربي محفِّز، ثم أعيدت في رحم نعجة ثالثة، فبدأت الخلية في الانقسام إلى خلايا، إلى أن تكوَّن منها جنين كامل، وخرج إلى النور بعد ذلك حيًّا يرزق.
وهذا النوع من الاستنساخ أيضًا جائز، بشرط أن يكون خاليًا عن العبث محققًا لمصلحة حقيقية راجحة، كتحسين السلالات، أو البحث العلمي المشروع، وألا يترتب عليه إيذاء أو إيلام للحيوان ذاته بلا مسوغ شرعي.
ويؤيد هذا المعنى الذي قررناه قول الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29]، وقوله: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: 5].
وأما الاستنساخ البشري:
فإن كان الغرض منه استنساخ إنسان كامل، فقد منعه جماهير العلماء المعاصرين، وأصدر مجمع البحوث الإسلامية وغيره من المجامع الفقهية -كمجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة- قرارات بتحريمه، ووجوب التصدي له، ومنعه بكل الوسائل؛ لما فيه من تعريض الإنسان الذي كرَّمه الله لأن يكون مجالًا للعبث والتجربة، بما قد يخرج أشكالًا مشوهة أو ممسوخة من البشر، مع ما يتبعه من اضطراب في قضايا المحارم والميراث والنسب وغيرها من الحقوق والواجبات.
وأما إن كان الاستنساخ جزئيًّا لأنسجة الأعضاء الحيوية؛ كأنسجة القلب في حالة الذبحة الصدرية مثلًا، فتحقن الخلايا النسيجية المستنسخة في العضلة القلبية المصابة لتنمو وتحل محل التالف منها وتقوم بوظائفها وتعيد الحياة للقلب المريض، أو كان الاستنساخ لأعضاء كاملة كالقلب أو الكبد أو الكلية، أو غيرها من الأعضاء الحيوية بقصد الاستفادة منها في العلاج، فهذا كله جائز ما لم يترتب عليه إضرار بأحد، أو اعتداء على حرمته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: استنساخ خرفان الإفتاء الاستنساخ الحيوان
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تحذر من انفجار بركان يلوستون بأمريكا.. 90 ألف شخص في خطر
بين الأحداث المرعبة والحرائق التي التهمت مناطق هائلة في كاليفورنيا، هناك تهديد جديد في أحد أكبر المنتزهات في أمريكا يثير الرعب في منطقة متنزه يلوستون الوطني، الذي شهد ثلاثة ثورات بركانية هائلة في تاريخ الأرض، وحدث أكبر هذه الثورات البركانية، التي أدت إلى تكوين كالديرا، منذ 2.1 مليون سنة، وأسفرت عن قذف 2450 كيلومترًا مكعبًا من المواد، ما أكسبها صفة «البركان العملاق»، وعادت فكرة انفجار بركان يلوستون لتسيطر على عناوين الصحف الأمريكية بسبب دراسة بحثية نُشرت على مجلة «ناتشر» أجراها باحثين من مرصد البراكين في هاواي التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي، تشير إلى أن انفجار البركان قد يخلف نتائج مرعبة وسيناريوهات كارثية، فماذا يحدث؟
ماذا يحدث عند انفجار آخر لبركان يلوستون؟عند انفجار بركان يلوستون العملاق، ما سوف يحدث يكون الأمر على النحو التالي:
ستبدأ الحرارة المتصاعدة من أعماق قلب الكوكب في إذابة الصخور المنصهرة الموجودة أسفل سطح الأرض مباشرة، مما يخلق خليطاً من الصهارة والصخور والبخار وثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى.
ومع تراكم الخليط وارتفاعه على مدى آلاف السنين، سيؤدي الضغط في النهاية إلى دفع الأرض لتشكيل قبة، ويخلق شقوقاً على طول الحواف. ومع إطلاق هذا الضغط عبر الشقوق، تنفجر الغازات المذابة، مما يؤدي إلى إفراغ الصهارة بسرعة عبر الحديقة، وفقاً لموقع «howstuffworks» الأمريكي.
90 ألف شخص في خطركما توقعت الدراسة أن يستمر ثوران بركان يلوستون بتدفقات خطيرة من الحمم البركانية، حيث من المتوقع أن يقتل ما يصل إلى 90 ألف شخص على الفور وينشر طبقة من الرماد المنصهر بارتفاع 10 أقدام (3 أمتار) على مسافة تصل إلى 1000 ميل (1609 كيلومترًا) من الحديقة.
من المحتمل أن يواجه رجال الإنقاذ صعوبة في الوصول إلى المنطقة، حيث سيسد الرماد كل نقاط الدخول من الأرض، كما أن انتشار الرماد والغازات في الغلاف الجوي سيوقف معظم الرحلات الجوية، تماماً كما حدث عندما ثار بركان أصغر بكثير في أيسلندا عام 2010، ولا يقل سيناريو «الشتاء النووي» إثارة للخوف، حيث يقول بعض الخبراء إنه قد يغطي الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم. فإذا انفجر بركان يلوستون، ستنطلق الغازات الكبريتية المنبعثة من البركان إلى الغلاف الجوي وتختلط ببخار الماء على سطح الكوكب، وهذا الضباب الغازي لن يعتم ضوء الشمس فقط، بل سيؤدي أيضاً إلى خفض درجات الحرارة بشكل كبير.
متى ينفجر بركان يلوستون؟لم يحدد العلماء موعد انفجار بركان يلوستون، والمخاوف التي جعلته يتصدر عناوين الصحف، هي الدراسة التي أجراها مرصد البراكين في هاواي التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي، والتي حددت المكان الذي من المرجح أن ينفجر فيه البركان العملاق، مؤكدين أن الموعد غير معروف حتى الآن، لكن من المرجح أن تتركز الانفجارات المستقبلية على الجانب الشمالي الشرقي من الحديقة الوطنية.
كما أن الصهارة المذابة، بدلاً من تخزينها في بقعة كبيرة واحدة تحت متنزه يلوستون، تختبئ في أربعة خزانات منفصلة داخل قشرة كالديرا.