السفير غملوش: العالم المتفرج على مآسينا سيجدنا على أبوابه مشردين من اوطاننا
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بغداد اليوم - متابعة
رأى السفير العالمي للسلام رئيس جمعية "تنمية السلام العالمي حسين غملوش، اليوم الأحد (17 تشرين الثاني 2024)، أن "القمة "العربية – الإسلامية" حققت نجاحا كبيرا ووجهت رسالة سياسية عالية جدا لكل المؤثرين على الساحة الفلسطينية، وتميزت بحضور ايران وسوريا، وكانت توصياتها جريئة لم تكتف بإدانة العدوان، بل تعدته الى الدعوة لوقف امداد اسرائيل بالأسلحة وفتح الممار الإنسانية"، لافتاً الى ان "العبرة هي بجعل كل هذه التوصيات ملزمة للعدو الإسرائيلي".
وقال غملوش في بيان تلقته "بغداد اليوم" إنه "ليس جديدا القول ان الحقيقة هي اولى ضحايا الحرب، في وقت أصبح التشويه والكذب والتضليل لدى العدو الإسرائيلي نهجا واسلوبا ووسيلة بشكل قل مثيله، فاعتمد على إشاعة أخبار متناقضة عن اقتراب الوصول الى تسوية مع لبنان، فيما الغارات على الضاحية والجنوب والبقاع حققت أرقاما قياسية، بالتزامن مع التفخيخ ثم التفجير والتدمير لكل ما له علاقة بتاريخ لبنان وحضارته وتراثه، وكأن العدو يحاول محو ذاكرة وطن وشعب".
واعتبر ان "العالم الذي يقف اليوم متفرجا على مآسينا والمجازر التي ترتكب في حقنا، مكتفيا ببيانات الاستنكار والدعوات الى التهدئة وضبط النفس، سوف يجدنا في يوم من الأيام على أبوابه، مشردين ومهجرين من اوطاننا، فهل سيتحمل هذا العبء؟".
وتابع "عن أي سلام يتحدثون ؟ وما هو مفهوم السلام الذي يريدون فرضه على غزة ولبنان، في وقت يتم فيه تجويع سكان غزة لتطبيق خطة، بحسب ما نشرت احدى الصحف الإسرائيلية، تقوم على تحويل القطاع الى فقاعات انسانية ثم تدخل شركة امنية امريكية، ويتم إغراقه مجانا بكمية هائلة من الطعام، لن يحصل عليه الا من يهادن ويقبل بكل ما يفرضه الاحتلال".
وأضاف السفير العالمي للسلام "أما في لبنان فالعدو يتفنن في استخدام أدوات التدمير والتخريب، فيضيف الى الحرب البرية والجوية التي يشنها علينا حربا من نوع اخر وهي الحرب النفسية، معتمدا على الفسيفساء الطائفية التي يتميز بها، فيحاول ازكاء الحرب الاهلية، عبر استهدافات يقوم بها في مناطق حساسة، محاولا تأليب البيئة المضيفة على النازحين".
وقال "يملك العدو الإسرائيلي الكثير من الخطط التي يمكنه العمل عليها لتدميرنا، ولكن الرهان هو على وعي الشعب. لذلك نحن مطالبون بان نكون على قدر كبير من المسؤولية، لإعطاء الأمان لجميع المكونات اللبنانية".
وختم غملوش: "واجبنا الوطني يحتم علينا على اختلاف طوائفنا ومشاربنا، ان نثق ببعضنا البعض من اجل الدفاع عن لبنان وحدوده وسيادته وسلامة أراضيه، وقد علمنا تاريخ لبنان انه كلما حاولنا بناء وطننا على انقاض طائفة من الطوائف حل بنا الخراب".
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.