الخليج الجديد:
2024-10-02@06:37:03 GMT

تراجع العولمة وراء ارتفاع التضخم؟!

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

تراجع العولمة وراء ارتفاع التضخم؟!

هل كان تراجع العولمة وراء ارتفاع التضخم؟

تراجع العولمة تزامن مع ارتفاع مستويات التضخم ويبدو أن هذا التزامن ليس صدفة بل يرجع لأسباب مهمة وجوهرية.

تسببت جائحة كورونا والسياسات الشعبوية وإجراءات الحمائية وحرب أوكرانيا بتراجع العولمة مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم!

رفع سعر الفائدة لكبح التضخم ليس الحل الشافي لتحقيق ذلك ما لم يعاد النظر في السياسات الشعبوية، وما لم تتوفر الظروف الكافية لانتهاء حرب أوكرانيا.

أدت جائحة كورونا لتقييد حركة الأفراد وتقليص الأنشطة الاقتصادية والتبادل التجاري وانخفاض توفر المعروض من المنتجات، مما زاد أسعارها وفاقم التضخم.

يعود تراجع العولمة وارتفاع الأسعار وزيادة التضخم إلى تصاعد الشعبوية التي تعادي الانفتاح وتدعم تقييد حرية حركة الأفراد وحرية التجارة بمزيد من إجراءات الحمائية.

تراجع العولمة أحد تداعيات حرب أوكرانيا التي أدت لانكماش العلاقات التجارية والمالية والاقتصادية بين الغرب وروسيا وتقطع الإمدادات الزراعية والغذائية من أوكرانيا وروسيا.

* * *

باستثناء السنوات الأربع أو الخمس الماضية، فإن العولمة كانت في أوج ازدهارها، خلال الأربعين سنة الماضية، حيث إن معظم، إن لم يكن جميع دول العالم، كانت تشارك وتنعم بحرية التجارة وانسياب عناصر الإنتاج من مواد وأفراد واستثمارات دون كثير من العقبات والعراقيل.

كما أن شركات الإنتاج كانت تتنقل وتختار الأماكن والبلدان الأنسب لأنشطتها الاقتصادية، وفقاً للمزايا النسبية لهذه الأماكن والبلدان. وقد أدى هذا الوضع، من دون شك، بحرية التجارة وحركة عناصر الإنتاج ومختلف الأنشطة الاقتصادية، إلى ازدهار كبير لاقتصاديات دول العالم، كما أدى إلى تحسن واضح في الأوضاع المعيشية للدول النامية.

وقد استفاد المستهلك في جميع دول العالم من توفر المنتجات والخيارات من عدة مصادر، ووفقاً لأسعار تنافسية ومعقولة. للأسف هذا الوضع، ومنذ أربع سنوات تقريباً، أخذ في التغير، حيث بدأنا نشهد تراجعاً في مسيرة العولمة، وقد تزامن مع هذا التراجع ارتفاع في مستويات التضخم، حيث حسبما يبدو، فإن هذا التزامن لا يعد من باب الصدفة؛ بل يرجع إلى أسباب مهمة وجوهرية سنحاول التطرق إليها بشيء من التفصيل.

السبب الأول في تراجع العولمة، خلال السنوات القليلة الماضية، هو تفشي جائحة كورونا والتي عمت دول العالم خلال فترة ثلاث سنوات تقريباً من 2020 إلى 2022. وقد عايش العالم تداعيات تلك الجائحة من حيث الحد من حركة الأفراد، سواء داخل البلد الواحد أم عند تنقلهم للسفر من بلد إلى آخر.

وقد ترتب على تقييد حركة الأفراد تقلص كبير في مستوى الأنشطة الاقتصادية وحجم التبادل التجاري، ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في مدى توفر المعروض من المنتجات والسلع، انعكس في زيادة أسعارها وارتفاع مستوى التضخم.

وقد فاقم من هذا الوضع أن دولاً عديدة اضطرت إلى إنفاق مبالغ كبيرة لتعويض المؤسسات والأفراد، الذين فقدوا الكثير من أنشطتهم الاقتصادية، بسبب الجائحة، إلا أن إنفاقاً مثل هذه المبالغ الكبيرة، أدى إلى زيادة مهمة في السيولة النقدية، مقابل حجم محدود من البضائع والسلع المتوفرة، ما نتج عنه زيادة إضافية في الأسعار، وتفاقم في موجة التضخم.

السبب الثاني في تراجع العولمة والذي بدوره أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم، هو في الواقع سبب سياسي يرجع إلى تصاعد الشعبوية التي تعادي الانفتاح، وتدعو إلى تقييد حرية حركة الأفراد وحرية التجارة، من خلال وضع مزيد من الإجراءات الحمائية.

وقد استغل بعض السياسيين ما ترتب على العولمة من انتقال بعض الأنشطة الاقتصادية من أماكنها التقليدية إلى أماكن وبلدان جديدة أكثر تنافسية، وفقاً لقوانين المزايا النسبية. إلا أن ما ترتب على ذلك هو هجرة بعض المؤسسات والوظائف إلى أماكن وبلدان جديدة، وبالتالي خسارة البلدان التقليدية من هذه المؤسسات والوظائف.

وفي الواقع، فإن خسارة البلدان التقليدية يرجع إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج لديها، كما أن من خسر وظائفهم في هذه البلدان، هم في الغالب الأقل تعليماً وأصحاب المؤهلات المتواضعة إلى حد ما.

السياسة الشعبوية استغلت هذا الجانب لتحقيق مكاسب انتخابية، من خلال محاربة العولمة وعدم تشجيع مؤسساتها على الانتقال إلى العمل في أماكن خارج بلدانهم، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق على الدعم والإعانات للصناعات والمنتجات المحلية، ورفع الرسوم والضرائب الجمركية على المنتجات المستوردة، ما أدى إلى زيادة الأسعار على المستهلك المحلي، الذي كان من خلال العولمة يحصل على المنتجات من عدة مصادر وبأسعأر أقل. وبالطبع فإن هذا الوضع زاد من حدة موجة التضخم.

السبب الثالث والأخير في تراجع العولمة، هو المتمثل في تداعيات حرب أوكرانيا. وكما نعلم فإن هذه الحرب قد أدت أولاً إلى انكماش في العلاقات التجارية والمالية والاقتصادية بشكل عام بين الدول الغربية وروسيا.

كما أدت إلى تقطع في الإمدادات من المواد الزراعية والغذائية القادمة من أوكرانيا وروسيا، والتي تمثل أحد أهم مصادر المنتجات الغذائية مثل الحبوب وغيرها، ما أدى إلى عدم ضمان توفرها بشكل دائم، ما انعكس في زيادة أسعارها في السوق العالمي، وأسهم في ارتفاع مستويات التضخم.

إضافة إلى ذلك فإن التوتر الذي يسود العالم نتيجة لهذه الحرب، يمثل بدون شك سبباً في أضعاف الثقة، التي كانت سائدة خلال فترة أوج العولمة، ما جعل كثيراً من الدول تعمل على التقليل من الاعتماد على الخارج، وتدعم وتطور من قدراتها المحلية وإن كان ذاك على حساب الكلفة، ما انعكس في شكل ارتفاع تكاليف الإنتاج، وبالتالي زيادة الأسعار وتفاقم التضخم.

طبعاً حالياً يمكننا القول إن السبب الأول في تراجع العولمة، والمتمثل في تداعيات جائحة كورونا، لم يعد قائماً إلا أن السببين الأخيرين والمتعلقين بالسياسات الشعبوية وحرب أوكرانيا لا يزالان يؤثران بشكل واضح ومتزايد في وضع العولمة، ومن خلالها على مستوى الأسعار والتضخم.

لذلك فإن استخدام سعر الفائدة للقضاء على التضخم، لا يبدو بأنه الحل الشافي لتحقيق هذا الهدف، ما لم يعاد النظر في السياسات الشعبوية، وما لم تتوفر الظروف الكافية لانتهاء حرب أوكرانيا.

خلاصة القول إن تراجع العولمة خلال السنوات القليلة الماضية للأسباب التي تم ذكرناها، كانت حسبما يبدو وراء ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات التضخم، وعندما تنتفي هذه الأسباب نهائياً، فإن العولمة يمكن أن تعود بنفس الوتيرة السابقة إن لم يكن أكبر في تحقيق مزيد من حرية حركة الأفراد والتجارة والاستثمار، ما يتيح للمستهلك في مختلف دول العالم خيارات الحصول على البضائع والمنتجات من عدة مصادر وبأسعار تنافسية، مثلما كان عليه الوضع قبل نشوب الظروف التي أدت إلى تراجع العولمة.

*د. جاسم المناعي المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي سابقا.

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العولمة الشعبوية كورونا التضخم السيولة النقدية التبادل التجاري حرب أوكرانيا سعر الفائدة الأنشطة الاقتصادیة جائحة کورونا حرب أوکرانیا دول العالم هذا الوضع من خلال

إقرأ أيضاً:

الطماطم بـ15 جنيهًا.. تراجع أسعار الخضار اليوم 1 أكتوبر 2024

شهدت أسواق الجملة والشعبية في الإسكندرية، اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024، تراجعًا ملحوظًا في أسعار معظم الخضروات، مما يوفر فرصة للمستهلكين للاستفادة من الأسعار المنخفضة. 

فقد انخفضت أسعار الخضروات بشكل كبير، بما في ذلك الطماطم والبطاطس والثوم، مما يعكس تغيرات في العرض والطلب.

أسعار الخضروات في الإسكندرية

من خلال جولة ميدانية في الأسواق الشعبية، مثل محطة مصر والعامرية والمنشية وبحري، تم تسجيل أسعار الخضروات على النحو التالي:

سعر كيلو الطماطم: 15 جنيهًاسعر كيلو البطاطس: 20 جنيهًاسعر كيلو البامية: يتراوح بين 20 و25 جنيهًاسعر كيلو ورق العنب: 60 جنيهًاسعر كيلو الجزر: 10 جنيهاتسعر كيلو الكوسة: 25 جنيهًاسعر كيلو الثوم: 60 جنيهًاسعر كيلو البصل الأحمر: 8 جنيهاتسعر كيلو البصل الأبيض: 5 جنيهاتسعر كيلو الباذنجان: 10 جنيهاتسعر كيلو الفلفل الحامي: 20 جنيهًاسعر كيلو الفلفل الحلو: 30 جنيهًاسعر كيلو الفلفل الألوان: 30 جنيهًاسعر كيلو الليمون: 20 جنيهًاسعر كيلو البسلة الخضراء: 20 جنيهًاسعر الكرنب: يتراوح بين 5 و10 جنيهات حسب الحجمسعر كيلو الخيار: 20 جنيهًاسعر الكابوتشي: 3.5 و5 جنيهاتأسباب انخفاض الأسعار

تعتبر هذه الانخفاضات في الأسعار نتاجًا لعدة عوامل، من بينها:

زيادة العرض: موسم حصاد الخضروات في مصر قد أسهم في زيادة المعروض في الأسواق.التوزيع الفعال: جهود الحكومة في تحسين نظم التوزيع لجعل الخضروات أكثر وصولًا للمستهلكين.التعاون بين الوزارات: التعاون بين وزارة التموين ووزارة الزراعة لمراقبة الأسعار وضبط السوق.أهمية التغييرات في الأسعار

تُعتبر الأسعار المتغيرة للخضروات جزءًا مهمًا من حياة المواطنين، حيث تؤثر على ميزانياتهم اليومية.

تراجع الأسعار يسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل الأسر المصرية، خاصةً مع التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

مقالات مشابهة

  • تراجع التضخم في منطقة اليورو إلى 1.8% خلال سبتمبر
  • أسعار الدواجن في مصر: الأمل يعود مع تراجع الأسعار
  • أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 1-10-2024.. «تراجع 1100 جنيه للاستثماري»
  • الطماطم بـ15 جنيهًا.. تراجع أسعار الخضار اليوم 1 أكتوبر 2024
  • وزير التموين: أتمنى تطبيق الدعم النقدي في جميع المناطق مع بداية الموازنة الجديدة
  • عاجل:- نقيب الفلاحين: 20 جنيهًا تراجعًا في سعر كيلو الطماطم اليوم
  • أسعار الحديد اليوم الاثنين في مصر.. «كم تراجع الطن؟»
  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة أكبر المعوقات أمام الشركات بالسوق المحلي
  • تراجع مؤشر أداء الأعمال في الربع الثاني من 2024
  • بارومتر الأعمال: تراجع مؤشر أداء الأعمال فى الربع الثاني من 2024..