في السنوات الأخيرة، أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) تحولاً جذريًا في إدارة الوصول والهويات (IAM)، حيث أصبح أداة أساسية لإعادة صياغة أساليب الأمن السيبراني. 

من خلال تسخير الذكاء التحليلي للذكاء الاصطناعي، يتمكن نظام IAM من مراقبة أنماط الوصول واكتشاف العيوب الذي قد يشير إلى اختراق أمني. 

وبحسب “thehackernews”، يشمل ذلك إدارة الهويات البشرية، والأنظمة المستقلة، وواجهات البرمجة (APIs)، والأجهزة المتصلة، مما يخلق نظامًا أمنيًا ديناميكيًا يتطور لمواجهة تهديدات الهجمات الإلكترونية المتقدمة.

اختراق بيانات عملاء شركة أمريكية وسرقة 50 مليار سجل مكالمات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في إدارة الهوية والوصول

أدى الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إلى تطوير نظام IAM أكثر قوة ومرونة، يتعلم باستمرار من البيئة لتعزيز الأمان

. فيما يلي نظرة على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي في مكونات IAM الأساسية:

المراقبة الذكية واكتشاف العيوب 

يتيح الذكاء الاصطناعي مراقبة مستمرة لهويات البشر وغير البشر، بما في ذلك حسابات الخدمة وواجهات البرمجة

. في حين أن أنظمة المراقبة التقليدية قد تفشل في اكتشاف التغيرات الطفيفة، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه تحديد الأنماط التي تشير إلى تهديدات أمنية محتملة.

 ومن خلال تحديد السلوك "الطبيعي" لكل هوية، يمكن للنظام الكشف بسرعة عن أي انحرافات، مما يسمح باستجابة سريعة.

على سبيل المثال، في البيئات الديناميكية، مثل التطبيقات الحاوية، يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف أنماط وصول غير عادية أو عمليات نقل بيانات ضخمة، ما يشير إلى مشكلات أمنية محتملة قبل تفاقمها.

الحوكمة المتقدمة للوصول

يتيح الذكاء الاصطناعي تحليل أنماط التفاعل مع الهويات لتطبيق مبدأ "أقل قدر من الامتيازات" بفعالية، حيث يتم منح كل هوية فقط ما تحتاجه دون تدخل يدوي.

 ويساعد الذكاء الاصطناعي في مراقبة انتهاكات السياسات بشكل مستمر، ويعمل على توليد تقارير امتثال تلقائيًا، مما يعزز الحوكمة التكيفية في الوقت الحقيقي.

كما يعزز الذكاء الاصطناعي في IAM مفهوم المصادقة القائمة على المخاطر، حيث يقيم التفاعلات بين الآلات استنادًا إلى مستوى المخاطرة، ما يُنشئ إطار عمل أمنيًا متكيفًا لا يعوق الأنشطة الشرعية.

تعزيز تجربة المستخدم

لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي في IAM على تحسين الأمان فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين تجربة المستخدم. 

يمكن لنظام IAM الذكي تسهيل عملية الوصول للمستخدمين الشرعيين من خلال المصادقة التكيفية، التي تعتمد على تقييم المخاطر لتقليل العوائق.

 ويمكنه أيضًا أتمتة عملية الإعداد التلقائي للأدوار الوظيفية، مما يجعل تجربة المستخدم أكثر كفاءة.

كذلك، يستطيع الذكاء الاصطناعي توفير الوصول عند الحاجة (Just-in-Time Access) لحماية الامتيازات التي يمكن استغلالها من قبل المهاجمين.

التخصيص وفق الاحتياجات الشخصية

يسمح الذكاء الاصطناعي بتخصيص نظام IAM بما يتناسب مع متطلبات كل مستخدم استنادًا إلى الدور والسلوك. 

على سبيل المثال، يمكن تعديل حقوق الوصول للمتعاقدين أو الموظفين المؤقتين استنادًا إلى أنماط الاستخدام. 

كما يتيح الذكاء الاصطناعي تخصيص سمات الدليل وتنسيقات التدقيق استنادًا إلى هيكل المؤسسة.

تقليل الإنذارات الخاطئة في كشف التهديدات

تعتبر الإنذارات الخاطئة تحديًا كبيرًا، حيث تؤدي إلى استنزاف الموارد.

 يُعالج الذكاء الاصطناعي هذه المشكلة من خلال التعلم من مجموعات البيانات الضخمة لتحسين دقة الكشف، مما يقلل الإنذارات الكاذبة ويُمكّن من استجابات أسرع وأكثر دقة.

التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في IAM

إلى جانب التحسينات النظرية، هناك تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي في مختلف مكونات IAM:

إدارة الامتيازات الخاصة (PAM): يمكن للذكاء الاصطناعي مراقبة الحسابات المتميزة في الوقت الفعلي واكتشاف السلوكيات غير الاعتيادية.

كما يقترح الوصول وفقًا للوقت أو مستويات الامتياز المحددة، مما يضمن الامتثال في البيئات السحابية المتعددة.

حوكمة الهوية والإدارة (IGA): يعمل الذكاء الاصطناعي على أتمتة دورة حياة الهويات غير البشرية من خلال تحليل الأنماط واكتشاف متى تتطلب الأدوار تعديل الامتيازات.

إدارة الأسرار: يساعد الذكاء الاصطناعي في مراقبة وإدارة مفاتيح API وكلمات المرور، ويتنبأ بمواعيد انتهاء الصلاحية ويقدم تنبيهات في الوقت الفعلي للتخفيف من المخاطر الأمنية.

محاكاة الهجمات على الهويات غير البشرية (NHI)

يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة أنماط الهجوم على الهويات غير البشرية لتحديد نقاط الضعف قبل استغلالها، مما يُمكّن المؤسسات من تعزيز الدفاعات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي إدارة الهوية والوصول الأمن السيبراني الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی استناد ا إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

هيئة الاتصالات تدعو العموم لتقديم مرئياتهم حول مشروع نظام المركز العالمي للذكاء الاصطناعي

دعت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية العموم لتقديم مرئياتهم حول مشروع المركز العالمي للذكاء الاصطناعي، الذي يسهم في توفير بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للاستثمارات النوعية في التقنية بشكل عام ومراكز البيانات والذكاء الاصطناعي بشكل خاص.
وأوضحت الهيئة أن النظام يهدف إلى تعزيز دور ومكانة المملكة كمركز رقمي عالمي وكقائد فعال ومؤثر في الاقتصاد الرقمي على مستوى العالم، ودعم الابتكار وريادة الأعمال والبحث والتطوير في التقنيات المتقدمة الممكنة لمختلف الحلول الرقمية، وتمكين إنشاء مراكز بيانات ذات سيادة وامتيازات تدعم استمرارية الخدمات والسيادة على البيانات خارج الحدود، وتمكين الاستثمار في خدمات التقنية والبيانات والذكاء الاصطناعي ونمو أسواقها، بالإضافة إلى تعزيز البينة التحتية الرقمية المستدامة.
وبينت أن النظام يشتمل على ثلاثة نماذج متطورة لمراكز البيانات، وهي: “المركز الخاص” الذي يستهدف مختلف دول العالم لاستضافة بيناتهم وخدماتهم في المملكة، وكذلك “المركز الممتد” و “المركز الافتراضي” الذي يستهدف كبرى شركات التقنية والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لاستضافة عملائهم حول العالم في المملكة وفق درجات من السيادة والامتيازات التي تناسب عملاءهم, مشيرة إلى توافق النظام مع الأطر ومبادئ المعاهدات الدولية ذات العلاقة.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يغير قواعد اللعبة في الأمن السيبراني
  • «الأمن السيبراني» يطلق أول برنامج لجوائز التميز التقديرية
  • نتفليكس تختبر طريقة بحث جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أوبن إيه آي
  • هيئة الاتصالات تدعو العموم لتقديم مرئياتهم حول مشروع نظام المركز العالمي للذكاء الاصطناعي
  • أوبن أيه آي تقيد الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية
  • الدورة الأولى من أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 21 أبريل الحالي
  • اليابان تلجأ للذكاء الاصطناعي لإنقاذ أشجار الكرز
  • اليمن يبحث مع منظمة دولية تعزيز التعاون الغذائي واعتماد الذكاء الاصطناعي لتحديد الاحتياجات
  • الأول من نوعه.. غوغل تكشف عن أقوى مسرّع مخصص للذكاء الاصطناعي
  • لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.. غوغل تكشف عن شريحة جديدة