” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
” فصلية “الاغنية التي اثارت جدلا واسعا في احترام المرأة اوائل السبعينات
الذائقة في الاستماع واصالة الماضي بعبقها الجميل وحين كان الفن في صراع لايصال الصوت النقي واللحن الذي يرتقي بأي صوت من اجيال العظماء والسلسة طويلة لجادة الفن العربي برمته حيث كانت الكلمة هي القوة التي تسكن القلب والاذن وتؤثر في استلاب روحك لتكن انت مؤديها دون ان يشغلك شاغل او هاجس هكذا انطلق عبادي العماري كما يحلو للبعض تسميته انذاك.
جابوها دفع للدار
لا ديرم ولا حنة ولا ملكة
ولا دف النعر بالسلف
لا هلهولة لا صفكة
سألت الناس عن قصة هابنية
عجب جارو عليها لغير حنية
رديت بقلب مكسور
من كالولي فصلية
جاءت الأغنية في وقت كان المجتمع بحاجة إلى هذا الصوت الفني الذي يدعو لاحترام المرأة بشكل أوسع، حيث أُحدثت ضجة في الرأي العام واستدعت مراجعة سلوكيات وقيم اجتماعية من شأنها أن ترفع من مكانة المرأة في المجتمع. وهذا الدور الذي قامت به أغنية “فصلية” يجسد بوضوح كيف يمكن للفن أن يكون رسالة سامية إذا تم توظيفه بشكل صحيح، إذ أن الفن ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل هو أداة لنشر القيم وتعزيزها.
الفن “كوسيلة لتعزيز التعايش السلمي ومكافحة التطرف”
إلى جانب قضايا المرأة، يمكن أن يمتد تأثير الفن إلى تعزيز قيم التعايش السلمي ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤدي إلى العنف. وبوصفه يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف. ومن هنا، يمكن للفنانين والشعراء توجيه رسائل تعزز من هذه القيم، وإثارة الوعي حول مخاطر التطرف بأشكاله المختلفة.
إن تجربة أغنية “فصلية” في السبعينات تعد نموذجًا حيًا على قدرة الفن على التأثير في مسار المجتمع، فالأغاني والقصائد التي تُعنى بقضايا مجتمعية أساسية يمكنها أن تكون سببًا في تغيير نظرة المجتمع، وترسيخ قيم تتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. الفن هنا ليس مجرد رسالة ترفيهية، بل دعوة إلى احترام الآخر، وتجنب التطرف، واحتضان قيم التسامح والاعتدال.
يتجلى دور الفن كصوت للضمير المجتمعي، ليكون رسالة
أمل وسلام، وليحمل في طياته قيمنا الأصيلة ويعزز الوعي بأهمية احترام المرأة ونبذ العنف والتطرف. الفن، حين يتم توجيهه بحكمة، يبقى وسيلة فعّالة لبناء مجتمع أكثر تماسكًا وسلامًا، قادرًا على التعايش بسلام مع اختلافاته، ورافضًا لكل أشكال العنف والتعصب.
في سياق تكريس الفن كأداة لتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع، تأتي أعمال الفنانين والمبدعين كرسائل سلام ودعوات للتعايش، بما يتماشى مع روح العصر التي تدعو إلى الوسطية. إن الفن قادر على التأثير في العقول والقلوب، وهو وسيلة فعّالة لنشر الذائقة التي تسمو بالجمال والتسامح، لا سيما عندما تتبنى الأغاني والشعر والدراما مواضيع اجتماعية تمس القضايا التي يعاني منها المجتمع، كنبذ العنف والتطرف.
إن تأثيره لا يقتصر على التسلية أو التعبير عن المشاعر، بل يتعداه ليصبح موجهًا للمجتمع نحو تبني سلوكيات إيجابية، وحافزًا للتغيير. ففي السبعينات، كانت أغنية “فصلية” نموذجًا رائدًا لتحدي المفاهيم التقليدية السائدة حول المرأة والمطالبة بتعزيز مكانتها وحقوقها. ومع تكرار مثل هذه الرسائل في الأعمال الفنية، يُزرع في المجتمع وعي جديد وراسخ حول أهمية احترام الآخر، بغض النظر عن جنسه أو فكره أو خلفيته الثقافية.
يمكن النظر إليه على أنه مرآة للمجتمع، تعكس قضاياه وتطلعاته وتعبر عن همومه. فعندما يستخدم الفن في نقل القيم النبيلة ،والتجذر من أسس واعية وبذلك يكون وسيلة فعالة للارتقاء بالمجتمع. إن الأغاني التي تناولت قضايا المرأة في السبعينات، كأغنية “فصلية”، كانت خطوة جريئة وضعت النقاط على الحروف بشأن ضرورة احترام المرأة ومكانتها في المجتمع.
لقد حملت هذه الأغاني رسائل واضحة تدعو لإعادة النظر في المعايير الاجتماعية، وتأكيد أهمية المعاملة العادلة والمساواة. ومع مرور الوقت، بدأت هذه القيم تأخذ حيزها في وعي المجتمع، لتصبح جزءًا من ثقافته وتطلعاته نحو بناء مجتمع أكثر اعتدالاً وتسامحًا.
في النهاية، يمكن القول بأن الفن هو بوصلة أخلاقية تعبر عن ضمير المجتمع، وتشكل أحد أهم الوسائل لإيصال الرسائل الإنسانية السامية. فعندما يعبر الفنان عن قضايا مهمة مثل احترام المرأة، والتعايش السلمي، ونبذ العنف والتطرف، فإنه لا يقدم مجرد أغنية أو قصيدة، بل يبني جسرًا يصل بين الماضي والمستقبل، ويعزز قيمًا ستظل راسخة في نفوس الأجيال.
إذن “الفن” بهذا المعنى، هو رسالة سامية تستحق أن تُوظّف بالشكل الذي يعكس قيمنا الإسلامية السمحاء، ويعزز بناء مجتمع يزدهر بالتسامح والاعراف المجتمعية القادرة على خلق نواة تسمو بالفرد واحترام احقيته بالعيش الكريم .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات التعایش السلمی احترام المرأة فی المجتمع
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من انهيار أضرار الفضائيات على المجتمع بسبب “البلوكرات” و “الفاشنستات”
23 مارس، 2025
بغداد/المسلة: تتصدر القنوات التلفزيونية العراقية المشهد الإعلامي خلال شهر رمضان ببرامج تضم مقابلات مع “البلوكرات” وشخصيات مواقع التواصل الاجتماعي المعروفة بـ”الفاشنستات”، حيث تسلط هذه اللقاءات الضوء على أنماط حياة مليئة بالمظاهر الاستهلاكية والتفاصيل الشخصية.
ويثير هذا التوجه نقاشاً حاداً حول دوره في تعزيز ثقافة المظهر على حساب القيم العلمية والعملية في المجتمع العراقي.
يبرز المحتوى الحواري لهذه البرامج تركيزاً واضحاً على تفاصيل تتعلق بالأزياء، السيارات الفارهة، وحتى العلاقات الخاصة، بعيداً عن أي مضمون فكري أو علمي يمكن أن يقدم قيمة مضافة.
ويظهر ذلك بوضوح في استعراض “البلوكرات” لمستويات معيشية فاخرة، تتضمن الحديث عن مئات الآلاف من الدولارات، مما يرسم صورة تبدو بعيدة كل البعد عن واقع الطبقة العاملة أو الطالبات اللواتي يسعين لتحقيق ذواتهن عبر التعليم والعمل الجاد.
يحذر الناشط الرقمي علاء الكعبي من أن هذا النوع من المقابلات يمثل “خطأً كبيراً” قد يؤدي إلى انهيار الخطاب الإعلامي الرصين.
ويرى الكعبي، في تصريحات أن الترويج لهذه الشخصيات يحفز الفتيات على محاكاة تجاربهن بدافع الثراء السريع، مما يعزز من انتشار المحتوى الهابط ويضعف مكانة النماذج الإيجابية كالعالمات والمدرسات.
تتجلى تداعيات هذا التوجه في رسائل محبطة تصل إلى الشابات المتفوقات أكاديمياً، حيث يواجهن تساؤلات عميقة حول جدوى الجهد الدراسي في ظل تفوق مادي واضح لشخصيات تعتمد على المظهر والشهرة الرقمية.
وتكشف هذه الفجوة عن أزمة قيمية تحتاج إلى معالجة فورية، خاصة في ظل غياب معايير واضحة لاختيار الضيوف وصياغة المحتوى الإعلامي.
يدعو الكعبي الجهات الرقابية، وعلى رأسها هيئة الإعلام والاتصالات، إلى التدخل العاجل عبر إصدار تعليمات صارمة تمنع عرض مثل هذه المقابلات. ويؤكد أن استمرار هذا النمط قد يفاقم مشكلة تدني المحتوى الإعلامي، مشيراً إلى ضرورة حماية الجيل الجديد من الانجراف وراء نماذج تعتمد على الاستهلاك بدلاً من الإنتاج الفكري أو المهني.
تتزامن هذه الدعوة مع منشورات حديثة على منصة “إكس” تعكس استياءً شعبياً من هذا التوجه. وتشير تغريدة لـ”@alforatnews18 إلى أن الخبير الكعبي يرى في هذه المقابلات تهديداً مباشراً للفتيات، محذراً من تحفيزهن على السعي نحو الشهرة السطحية. وتدعم هذه الرؤية آراء ناشطين آخرين يطالبون بإعادة تقييم السياسات الإعلامية في العراق.
وتظهر إحصائيات حديثة، وفقاً لتقارير غير رسمية نشرت في 2024، أن نسبة المشاهدات للمحتوى الاستهلاكي على منصات التواصل في العراق ارتفعت بنسبة 35% خلال الأعوام الأخيرة، مما يعكس تحولاً في اهتمامات الجمهور قد تستغله القنوات التلفزيونية لجذب المزيد من المشاهدين خلال رمضان. لكن هذا الارتفاع يثير قلق الخبراء حول تأثيره على المدى الطويل.
وتقترح الرؤية التحليلية ضرورة إعادة توجيه البوصلة الإعلامية نحو برامج تعزز الإبداع والعلم، مع التركيز على شخصيات ملهمة كالعالمات والمبدعات بدلاً من الترويج لنماذج تعتمد على الظهور الخارجي. ويبقى السؤال: هل ستستجيب الجهات الرقابية لدعوات الإصلاح أم أن السباق نحو الربحية سيظل هو المحرك الأساسي؟
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts