متجاهلاً أزمات ترامب القضائية.. بايدن يرد على منافسه الجمهوري دون تسميته
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يُبدي بايدن كثيراً من الحذر قبل منافسته المحتملة عام 2024 مع ترامب الذي لا يزال المرشّح الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري.
ألقى الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاباً في ولاية ويسكونسن، ركّز فيه على ملفّ طاقة الرياح وتوفير فرص عمل، إضافة لإنجازاته الرئاسية في الفترة الماضية.
ومع تزايد التهم الجنائيّة الموجّهة إلى دونالد ترامب، يُبدي بايدن تصميمه على تجنّب التعليق على المشاكل القانونيّة التي يُواجهها سلفه الجمهوري.
وفي داخل مصنع ينشغل بطلبيّات توربينات الرياح، تفاخر الديمقراطي بالوظائف والاستثمارات الجديدة المرتبطة بحسب قوله بسياسات كبيرة تتعلّق بالطاقة والبنية التحتيّة أقرّها خلال فترة ولايته.
"أمريكا لا تنحدر"وعلى الرغم من أنّ خطاب بايدن كان يهدف في شكل مباشر إلى الردّ على تصريحات لترامب عن انحدار الولايات المتحدة، إلا أنّ الرئيس الأمريكي حرص على عدم ذكر اسم سلفه ولم يعلّق على لائحة الاتهام الصادرة في جورجيا.
وقال بايدن: "يقولون لنا إنّ أمريكا تنحدر. إنهم مخطئون. أمريكا لا تنحدر بل تربح".
ورداً على سؤال حول أحدث التطورات القانونية المتعلقة بترامب، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أوليفيا دالتون الثلاثاء على متن طائرة الرئاسة إنها "بالتأكيد لن تعلّق".
"الوقت مناسب لاغتيال رئاسي".. مقتل رجل هدد بقتل بايدن في ولاية يوتاتعرف على هانتر بايدن.. نجل الرئيس وصاحب التاريخ الحافل بالمخدرات والصفقات المشبوهة بايدن: "الصين قنبلة موقوتة وفي ورطة"، ونيوزيلندا تتهم بكين بالتجسس عليهاتعيين مدّع عام مستقل للتحقيق مع ابن الرئيس الأمريكي بايدنويُبدي بايدن كثيراً من الحذر قبل منافسته المحتملة عام 2024 مع ترامب الذي لا يزال المرشّح الأوفر حظاً لنيل ترشيح الحزب الجمهوري من أجل خوض السباق إلى البيت الأبيض.
ويعلم الرئيس الديمقراطي أنّ أيّ تعليق منه على لوائح الاتّهام الصادرة بحقّ ترامب سيُشكّل على الفور أداة في أيدي الجمهوريّين الذين يتّهمونه باستغلال القضاء ضدّ سلفه الجمهوري.
وقال بايدن الثلاثاء: "ما زلنا دولة تؤمن بالصدق والأخلاق والنزاهة"، في إشارة مبطّنة منه إلى الملياردير الجمهوري وأنصاره.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: طالبان تحيي الذكرى الثانية لتوليها السلطة في أفغانستان شاهد: جنازة قيادي إسلامي بارز في بنغلادش توفي بنوبة قلبية داخل السجن شاهد: الرئيس الأمريكي يتعهد بزيارة هاواي في أقرب وقت جو بايدن دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية الحزب الجمهوريالمصدر: euronews
كلمات دلالية: جو بايدن دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية الحزب الجمهوري فرنسا الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط طالبان أفغانستان إسرائيل حرائق غابات أوروبا كرة القدم فيلم سينمائي دونالد ترامب فرنسا الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط طالبان أفغانستان إسرائيل الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
عقوبات أم مساومات.. من بايدن الى ترامب: كيف تستخدم واشنطن العراق لخدمة مصالحها؟
بغداد اليوم - خاص
في دهاليز السياسة الأمريكية، حيث تُدار الحروب بقرارات رئاسية، ويُرسم مصير الدول بمصالح الشركات الكبرى، يبرز العراق كأحد أبرز الساحات التي تُستخدم لتصفية الحسابات السياسية والاقتصادية.
منذ سنوات، تحولت بغداد إلى نقطة ارتكاز في الاستراتيجيات الأمريكية، ليس كحليف حقيقي، بل كورقة تُستغل كلما دعت الحاجة. واليوم، تحت إدارة دونالد ترامب، يتعرض العراق لموجة جديدة من الضغوط تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية للولايات المتحدة، بينما تُقدَّم على أنها حملة لضبط النفوذ الإيراني.
لكن خلف هذه الإجراءات، تتوارى أزمات داخلية أمريكية خانقة، ومحاولات مستميتة للتغطية على فشل الإدارات السابقة، وعلى رأسها إدارة جو بايدن، التي تركت إرثًا من الإخفاقات في الشرق الأوسط، إلى جانب أزمة اقتصادية تهدد بانهيار غير مسبوق للاقتصاد الأمريكي.
الضغوط الأمريكية.. لعبة سياسية أكثر من مواجهة حقيقية
كل ما يفعله ترامب في الشرق الأوسط، والضغوط التي يمارسها على العراق، لا تعكس بالضرورة استراتيجية أمنية واضحة أو سياسة خارجية ثابتة، بل هي مجرد أدوات يستخدمها لخدمة مصالحه السياسية والاقتصادية.
الأمر الأول: محاولة التغطية على إخفاقات إدارة بايدن، حيث توجد أدلة على أن بايدن، خلال فترة حكمه، تواطؤ مع جهات شرق أوسطية وسمح بتمدد النفوذ الإيراني في العراق، مما جعل الجمهوريين يستخدمون هذا الملف لإظهار ضعف الديمقراطيين في إدارة السياسة الخارجية.
الأمر الآخر: الأزمة الاقتصادية العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة، والتي باتت تُشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المالي الأمريكي، حيث تظهر أرقام التسريح الجماعي للموظفين في الشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية كدليل على حجم الأزمة. ترامب، الذي يواجه ضغوطًا داخلية متزايدة، يسعى إلى تحويل الأنظار عن الداخل الأمريكي، عبر افتعال أزمات خارجية تشغل الرأي العام، ويأتي العراق في مقدمة هذه الملفات.
مصرف الرافدين في عين العاصفة: اتهامات بلا أدلة
ضمن سلسلة الضغوط، يأتي ملف مصرف الرافدين كواحد من أبرز الأهداف الأمريكية، حيث تتهم واشنطن العراق وإيران بالتورط في تمويل أنشطة مشبوهة ودعم الحرس الثوري، وهي اتهامات لم تستند إلى أدلة قانونية واضحة، بل جاءت في سياق حملة تضييق اقتصادي على بغداد.
الحكومة الأمريكية تدرك جيدًا أن هذه التعاملات تتم ضمن الأطر القانونية والتجارية الدولية، لكنها تسعى إلى خلق حالة من الهلع المالي والاقتصادي داخل العراق، لإجبار بغداد على الخضوع لخيارات أمريكية محددة.
لكن المفارقة هنا، أن الإدارة الأمريكية نفسها لا تملك القدرة على إغلاق هذا الملف، ولا حتى تقديم بدائل اقتصادية للعراق، مما يجعل الضغوط أشبه بأداة ابتزاز سياسي، أكثر منها إجراءً اقتصادياً ذا أثر حقيقي.
الاقتصاد العراقي بين واشنطن والحاجة لدول الجوار
العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على الغاز والكهرباء المستوردين من إيران، لم يجد أي خطط بديلة قدمتها الولايات المتحدة، بل تُرك يعتمد على منظومة اقتصادية هشة، جعلته مضطرًا إلى تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار، رغم الضغوط الخارجية.
الولايات المتحدة، التي كانت تمتلك فرصة تاريخية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي على أسس متينة بعد 2003، تركت البلاد متخلفة اقتصاديًا، باستثناء الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل.
هذا الفشل الأمريكي في تقديم حلول حقيقية، يجعل أي ضغوط لمنع العراق من التعامل مع إيران أو أي دولة أخرى، أقرب إلى محاولة خنق بغداد اقتصاديًا، دون تقديم بدائل ملموسة.
الملف العراقي: ساحة لخدمة مصالح ترامب الاقتصادية
تحت غطاء مواجهة النفوذ الإيراني، تسعى واشنطن إلى تمرير صفقات اقتصادية لصالح شركات أمريكية مرتبطة بدوائر النفوذ داخل إدارة ترامب. فالضغوط التي تُمارس على الحكومة العراقية لا تهدف فقط إلى عزل إيران اقتصاديًا، بل إلى إجبار العراق على تقديم امتيازات لشركات أمريكية محددة، في قطاعات الطاقة والاستثمار والمقاولات.
الرئيس الأمريكي، الذي يواجه انتقادات متزايدة بسبب سياساته الداخلية، يحاول إعادة فرض الهيمنة الاقتصادية الأمريكية على العراق، عبر صفقات تخدم دوائر النفوذ الاقتصادي داخل البيت الأبيض.
ازدواجية المعايير: واشنطن ليست جادة في مواجهة إيران
لو كانت الولايات المتحدة جادة حقًا في محاصرة إيران، لكانت المواجهة مباشرة، بدلاً من استخدام العراق كأداة ضغط. فالواقع يشير إلى أن واشنطن، رغم كل تصريحاتها، لا تزال تدير علاقتها مع طهران وفق حسابات دقيقة، وتستغل العراق فقط كوسيط لتطبيق استراتيجياتها.
الأمر لا يتعلق فقط بفرض عقوبات أو إغلاق ملفات مالية، بل هو جزء من سياسة أمريكية طويلة الأمد، تُبقي العراق في حالة من الفوضى الاقتصادية والسياسية، حتى يظل بحاجة دائمة إلى التدخل الأمريكي.
إلى أين يتجه العراق وسط هذه الضغوط؟
المشهد الحالي يعكس حقيقة واضحة: واشنطن تستخدم العراق كورقة ضغط لخدمة أجنداتها الداخلية والخارجية، دون أن تقدم حلولًا واقعية لمشكلاته الاقتصادية والسياسية. ومع استمرار هذه الضغوط، تجد بغداد نفسها أمام خيارين:
إما الخضوع لهذه السياسات، والاستمرار في حالة الارتهان الاقتصادي والسياسي، أو تبني سياسة أكثر استقلالية، عبر تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل الاعتماد على واشنطن، لصياغة معادلة أكثر توازنًا في علاقاتها الدولية.
لكن هذه الخطوة ليست سهلة، إذ تتطلب إجماعًا داخليًا، وإرادة سياسية قادرة على مقاومة الابتزاز الأمريكي، والبحث عن حلول عملية تُخرج العراق من هذه الحلقة المفرغة.
المصدر: قسم التحليل والمتابعة في وكالة بغداد اليوم