شدد وزير الزراعة عباس الحاج حسن، على أن "لبنان خسر حتى الآن آلاف الهكتارات جراء العدوان الإسرائيلي، كما نزح عشرات الآلاف من المزارعين"، مضيفاً أن "الأمن الغذائي مهدد إذا ما استمر العدوان على وتيرته". وأشار إلى "ضرورة الالتفات إلى أن إسرائيل قصفت عدداً من المعابر الحدودية، وهذا خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الإنساني، وهي تريد الإطباق على البلد وخنقه من كافة الاتجاهات"، مطمئناً في المقابل أن "إنتاجنا وإن تراجع قليلاً، إلا أنه لا يوجد أي منتج مفقود من الأسواق، ونعمل على أن يكون هناك استمرارية في سلاسل الإنتاج".



ولفت في مقابلة صحافية إلى أن "الخسائر بدأت تُسجَّل في القطاع الزراعي منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي، مع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكانت تركز على المناطق الجنوبية المحاذية لفلسطين المحتلة، بيد أن الضرر الأكبر بدأ منذ 23 أيلول الماضي، مع توسّع العدوان، ويمكن وصفه بالكبير جداً، بحيث تؤكد منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أنّ 70% من القطاع الزراعي في لبنان تأثر بشكل مباشر وغير مباشر، وآلاف الهكتارات قُضيَ عليها بشكلٍ كاملٍ أو شبه كاملٍ، وإن 65 ألف شجرة زيتون أحرقت بالكامل نتيجة القصف بالفوسفور الأبيض المحرَّم دولياً، وأيضاً القصف بالقنابل العنقودية التي ستدفع حتماً الحكومة ووزارة الزراعة إلى العمل طويلاً لتنظيف هذه الحقول الشاسعة، لأنه بمجرد أن تكون هناك قنابل عنقودية يعني عدم إمكان وصول المزارعين إلى هذه الحقول، لأنها ستكون مهدِّدة لحياتهم".

أضاف: "بدأنا مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" بإجراء مسحٍ لأربعة آلاف مزارع مبدئياً، وسيُستكمَل حتى نصل إلى 22 ألف مزارع من المسجلين في سجل المزارعين، لمعرفة أين هم موجودون الآن، وهل هم في مناطق تتعرَّض للقصف أو مناطق اللجوء؟ الأمر الذي من شأنه أن يؤسِّس لمعرفة أعداد المزارعين النازحين، وكيفية انعكاس ذلك وضرره على القطاع الزراعي، وتالياً بحث سبل دعمهم. من بين 25% إلى 35% كان يشكل ناتج الجنوب من الناتج القومي المحلي. وعلى صعيد المواسم الشتوية، فإنّ التحضير في كلّ المناطق التي لا تتعرَّض للقصف، حيث إنّ أربع محافظات تتعرّض لقصف يومي، هي النبطية والجنوب وجزء كبير من البقاع الأوسط والشمالي. وبالتالي، فإننا نعمل على توسيع المساحات الزراعية في المناطق التي لم تتعرَّض للقصف، أي سهول عكار والضنية والشريط الساحلي وجبل لبنان والبقاع الأوسط وبعض المناطق في البقاع الشمالي".

وتابع: "الفكرة أننا مسحنا كشوفات حول ما يُزرع في هذه المناطق وما هي الكميات؟ وبالتالي ما هي إمكانية توسيع المساحات؟ وكانت هناك عدة لقاءات عبر غرف التجارة والصناعة والزراعة في الشمال ورئيسها توفيق دبوسي، والتقينا عدداً من المزارعين، واستكملت بلقاءات عدة مع النقابيين والتعاونيات الزراعية، ونحن اليوم أمام واقع يمكن لسهول عكار والضنية والشريط الساحلي أن تعوّض قدراً كبيراً من المساحات التي فقدناها، نتيجة تعرّضها لاعتداءات إسرائيلية مرحلياً كخطة بديلة وسريعة".

وعن الزراعات الأكثر تأثراً قال الحاج حسن: "الأشجار المثمرة والبقوليات والعنب ومعظم المنتجات الزراعية تأثرت، وتحديداً المواسم الشتوية، لأنه لم يكن بمقدورنا زراعة موسمين متتاليين، لذلك الضرر سيكون كبيراً جداً في القادم من الأيام".

أضاف رداً على سؤال: "الأمن الغذائي مهدَّدٌ إذا ما استمرَّ العدوان على وتيرته على لبنان، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ إسرائيل قصفت عدداً من المعابر الحدودية، وهذا خرق فاضح للقانون الدولي والقانون الإنساني، وهي تريد الإطباق وخنق البلد من كافة الاتجاهات".

وقال: "نحن الآن نعتقد أن إنتاجنا وإن تراجع قليلاً، فلا يوجد أي منتج مفقود من الأسواق، ونعمل على أن يكون هناك استمرارية في سلاسل الإنتاج كي لا نفقد أي محصول من المحاصيل، وستتأثر عمليات التصدير لا شك، لكن الأمن الغذائي مقبول حتى الآن، ونخاف من اهتزازه فيما لو استمرت وتيرة العدوان بهذا التصاعد. هناك مساعدات من الجهات المانحة، تحديداً للقطاع الزراعي. وهناك خطط طوارئ موجودة أصلاً، ونعمل اليوم على وضع خطط وبدائل معها لكيفية تحويل بعض الأموال التي رصدت سابقاً لاستمرار وديمومة القطاع الزراعي، للتحول إلى مساعدات طارئة للمزارعين اللبنانيين".

وفي معرض رده على سؤال عن تحذيرات المنظمات الدولية من مجاعة في لبنان وهل تخشون هذا الأمر وكيف يتم العمل على منع حدوثه؟ قال الحاج حسن: "نحن نخاف ونحشى أن تنزلق الأمور إلى هذا الأمر، "الأمن الغذائي اللبناني" فيما لو اهتز سيهتز الأمن الغذائي العربي، لأن الأمن الغذائي تكاملي ما بين الأقطار العربية، ولا يمكن أن يكون هناك أمن غذائي للمنطقة ودولة أو عدة دول يهتز بها الأمن الغذائي. نعم نحشى هذا الأمر، ونعمل بكل طاقتنا لمنع حدوثه، وهنا نطلق صرخة ونداءً للمجتمع الدولي أن يوقف حمّام الدم، ويوقف إسرائيل التي تتفلت من أي عقال ويُلزمها بوقف إطلاق النار، والالتزام بالقرارات الدولية، وتحديداً القرار 1701".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

"الزراعة" تواصل جهودها لدعم وتوعية المزارعين في سوهاج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قامت الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، برئاسة الدكتورة أمل إسماعيل سعد بالتعاون مع الجهات المختلفة لتخطيط وتنفيذ برامج إرشادية تهدف إلى إحداث التنمية الزراعية المستدامة بالمحافظة وبالتعاون مع الحملة القومية لمحصول القمح للموسم الحالي.

حيث تم تنفيذ 96 حقل إرشادي بمساحة 96 فدان وتم تقديم التقاوي مجاناً للمزارعين  كخدمة إرشادية، كما تم تنفيذ 3 ندوات إرشادية، و 9 أيام حقل.

وفي إطار فاعليات مشروع ترشيد استخدام المياه في الأنشطة الزراعية فقد تم تنفيذ 2 يوم تدريبي، كما تم عمل 35  تجميعه إرشادية بمساحة حوالي 425 فدان تم تسوية الأرض بالليزر مجاناً كخدمة إرشادية بهدف توجيه المزارعين نحو أفضل الممارسات الزراعية.

جدير بالذكر أن المساحة المنزرعة بمحصول القمح بلغت 192713 فدان،  أما بالنسبة لمحصول قصب السكر فقد تم تنفيذ 6 ندوات إرشادية بالتعاون مع معهد بحوث المحاصيل السكرية، أما بالنسبة لمشروع تطوير الري الحقلي فقد تم تنفيذ عدد " 16 " ندوة عن تطهير المساقي والمراوي.

أما بالنسبة للتكثيف المحصولي فتم تنفيذ 8 أيام حقل إرشادي  تحميل دوار شمس على محاصيل الطماطم والباذنجان والقصب بمركزي جهينة ودار السلام، تم تنفيذ عدد 2ندوة حقلية لتعريف بأهمية وفوائد التحميل وتحميل القمح والفول على الطماطم بالظهير الصحراوي لمركز جرجا ومركز العسيرات، تم تنفيذ 2يوم حقل لمحصول الكانولا ودوار الشمس المحمل بمركز جهينة قرية جهينة الغربية بالتعاون مع قسم التكثيف المحصولي معهد بحوث المحاصيل الحقلية، وتم تنفيذ 2 ندوة عن محصول الكانولا  ومحصول دوار الشمس المحمل على محاصيل شتوية وذلك بالتعاون مع قسم بحوث الزيتية، وتم تنفيذ 2 ندوة إرشادية عن الحشائش الشتوية بالتعاون مع المعمل المركزي للحشائش .

مقالات مشابهة

  • "الزراعة" تواصل جهودها لدعم وتوعية المزارعين في سوهاج
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة
  • هاني خلال افتتاح معرض النبيذ في زوق مكايل: ملف الزراعة سيكون جزءا من اعادة الإعمار
  • تحقيق الأمن الغذائي المستدام وإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية في ‏ورشة عمل لوزارة الزراعة والفاو ‏
  • وزير الزراعة عرض مع رضا سبل دعم الأمم المتحدة للقطاع
  • النظام الغذائي و«صحة الأمعاء».. ما «الأطعمة» التي يجب تناولها وتجنبها؟
  • وزير الزراعة يبحث مع «الايفاد» منح تمويلات ميسرة لدعم صغار المزارعين
  • وزير التربية والتعليم: نتطلع لزيادة الاستثمارات اليابانية في القطاع بمصر.. ونواب: استكمال للتجارب الناجحة.. وسيفتح الباب لكي يكون هناك مجال أوسع للخريجين
  • تعزيز الأمن الغذائي بالقصيم
  • وزير الزراعة يبحث مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آفاق التعاون في المجالات التقنية والزراعية