أزمات سياسية واجتماعية وأمنية تطارد حزب الله
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يعيش أزمة عميقة على المستوى السياسي والاجتماعي والأمني أيضاً، مستعرضاً ما فعلته إسرائيل حتى نجحت في تقويض قاعدة الدعم الاجتماعي للتنظيم، مما ألحق الضرر بمعنويات عناصره وخلق خلافات وصدع كبير لن يعترف به حزب الله.
ونقلت معاريف عن البروفسور أميتسيا برعام، وهو أستاذ في دراسات الشرق الأوسط، أن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في لبنان خلال الآونة الأخيرة، خلقت واقعاً معقداً وصعباً في لبنان، مما أثر على المجتمع والسياسة والأمن في البلاد.لماذا بدأ "حزب الله" في استخدام الصواريخ بعيدة المدى ضد إسرائيل؟https://t.co/K06fbf2tMe
— 24.ae (@20fourMedia) November 14, 2024
أزمة سكن حادة
بعيداً عن التوتر الاجتماعي، يقول برعام إن اللاجئين يواجهون أزمة سكن حادة، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات في المدن الكبرى، وخصوصاً في بيروت ثلاثة أضعاف تقريباً، ويضطرون أحياناً إلى العيش في ظروف غير مناسبة.
احتكاك طائفي
وأشار إلى أن التقارب بين المكونات المختلفة في لبنان يخلق احتكاكاً، لأنهم يلومون على إدخال لبنان في الحرب، والإضرار بالاقتصاد وإلغاء أي فرصة للاستقرار، كما يعتقدون أن حزب الله يقاتل من أجل غزة وليس من أجل لبنان.
ورأى أن الطائفة الاجتماعية تغلغلت في صفوف حزب الله بعد اضطرار العائلات إلى مغادة المنازل والبحث عن ملجأ، وهو ما خلق ضغطاً هائلاً على عناصر التنظيم، وهذا وضع غير مسبوق، لأنهم بدأوا بالضغط على قادتهم لوقف القتال، والسماح لعائلاتهم بالعودة إلى الديار مُجدداً.
وفي الوقت نفسه، يتزايد الضغط أيضاً بسبب الهجمات الإسرائيلية على أهداف في جنوب لبنان وبيروت، وقال برعام إن الضرر الذي سيلحق بمعنويات حزب الله وقدرته على الصمود أمام شعبه سوف يتعمق.
خلاف مفاجئ يهدد الاتفاق المُحتمل بين لبنان وإسرائيلhttps://t.co/6YtzDS4oaH pic.twitter.com/EeoK1vcNHt
— 24.ae (@20fourMedia) November 13, 2024 أزمة سياسيةوأشار إلى أن هذه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية تنعكس أيضاً في الساحة السياسية، حيث تحدث تغيرات كبيرة في ميزان القوى، وللمرة الأولى، أعلن التيار الوطني الحر، الشريك الأساسي في ائتلاف حزب الله، انسحابه، ووصف برعام ذلك بـ"نقطة التحول".
كما رأى أن الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، أعرب في خطاباته الأخيرة عن نهج متعرج يشير إلى انقسام داخلي في التنظيم، وأوضح أن قاسم في خطابه الأول، تجنب تماماً ربط وقف إطلاق النار في لبنان بوقف النار في غزة، ولكنه في الخطاب الثاني كرر موقف حسن نصرالله، مستطرداً: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حزب الله يتجه إلى فصل الجبهات".
واختتم برعام حديثه قائلاً إن الضغط على حزب الله متعدد ودقيق، وأن إسرائيل نجحت في تقويض قاعدة الدعم الاجتماعي للتنظيم، ما أدى إلى الأضرار بمعنويات نشطائه، وخلق انقسامات كبيرة في الساحة السياسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل حزب الله إسرائيل وحزب الله لبنان فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
الصايغ: مواجهة إسرائيل لا تكون في بيروت وجبل لبنان
علّق عضو كتلة الكتائب اللبنانية النائب سليم الصايغ على كلمة الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم عبر قناة "الحدث"، قائلا:" اليوم نرى مشهدية بعيدة كل البعد من معركة تحرير لبنان، فما سبّب باحتلال بعض الأراضي اللبنانية هي حرب الإسناد التي أطلقها حزب الله لدعم غزة وبعد سنة هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان ودمّر ما دمّر واحتل ما احتل، ونتج عن ذلك وقف اطلاق النار المعروف والذي فاوض عليه وفيه أو عبره حزب الله والذي هو وثيقة استسلام، بحيث أن الحزب اعترف بفك البنية التحتية العسكرية وضمنا التحول إلى حزب سياسي".
ولفت إلى أنه "علينا أن نسمع ما يقوله حزب الله منذ مدة طويلة ونستنتج العكس تمامًا على الأرض"، مشيرًا إلى أنهم "يتقنون الدعاية الحربية وغيرها إنما اليوم نحن أمام مشهدية تريد أن تنكر ما حصل واقعًا على الأرض".
أضاف: "أهالينا لهم الحق بالعودة الآمنة إلى قراهم لكن لا يمكن أن يستعملهم الحزب أكياس رمل ليحتمي وراءهم". وقال: "حزب الله تحطّم في معركته ضد إسرائيل في حرب الإسناد، واندثرت قواه العسكرية ويريد إعادة بناء قواته معنويًا أقله لربما يستطيع أن يستعيد بعض الوهج ويبرّر الاحتفاظ بسلاحه في شمال الليطاني، ونحن على قاب قوسين من تأليف حكومة لا تعطي الحزب ما اعتاد عليه من مغانم وهو يسعى للإنجازات الوهمية على الأرض ليرفع سعره في المفاوضات"، معتبرًا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة".
ورأى أن "حزب الله يريد أن يقبض على القرار المالي للدولة اللبنانية فهناك 3 أو 4 مواقع مالية في الدولة، ديوان المحاسبة، المدعي العام المالي ووزير المالية وهو الذي يراقب عمل بقية الوزراء ويقرر أن يصرف لهم الاعتمادات، وبهذه الطريقة يسعى الحزب إلى السيطرة على مفاصل بقية الوزارات وهذا ما حصل في السابق وليس تكهنًا فهي هي التجربة في آخر 3 حكومات"، مضيفا: "من هنا يسعى الى النفاذ عبر القرار المالي ليعطل أكثر وأن يكون في المعادلة اللبنانية وكأنه لا يزال يتمتع بكامل قوته العسكرية والأمنية على الأرض وهذا ما يرفضه اللبنانيون بعد المآسي التي عانينا منها". وقال: "على الحزب أن يتوجه للإسرائيلي الذي حاربه لا إلى أخيه في الوطن المفترض أن يكون شريكهم وأخاهم في الوطن الذي احتضنهم".
ورأى الصايغ أن "حزب الله لا يعرف أن يحفظ جميلًا للناس الذين احتضنوه"، مشيرًا إلى ان"ما قام به أمس من استباحة لشوارع طويلة عريضة في وسط العاصمة بيروت وعمليات ترهيب وكما حصل الليلة في جبل لبنان في منطقة الجديدة أكثر من 200 دراجة وإطلاق النار في الهواء"، سائلًا: "على من هذه العراضات؟ على شريككم في الوطن الذي احتضنكم عندما كان الإسرائيلي يهجّر أبناءكم من الجنوب ويستهدف مراكزكم ويدمّر الضاحية الجنوبية فهل هكذا تردون المعروف؟".
وأكد " ان لا حاضنة شعبية أبدًا للحزب، فقد أمضينا الليل نقوم بالاتصالات مع أبنائنا في المناطق التي تدخلها الدراجات النارية لكي لا يأتوا بردة فعل، لأننا لا نريد أن ننجرّ إلى مواجهة أهلية مع هذا السلاح غير الشرعي ونترك للجيش اللبناني أن يفعل ما يجب ان يفعله"، معتبرًا أن "حزب الله يريد أن يضرب هيبة الجيش اللبناني والقوى الأمنية وهيبة رئاسة الجمهورية، فالشيخ نعيم قاسم يقول غير ما يُضمر فهو يقول إنه يعوّل على رئيس الجمهورية الذي كان حتى الأمس القريب قائدًا للجيش ولكن في الوقت نفسه حصل أمس اعتداء على الجيش اللبناني من قبل جماعة حزب الله واليوم هذه المشاكل الأمنية في جبل لبنان ووسط بيروت هي ضربة موجّهة إلى العهد الذي يرأسه العماد جوزاف عون".
وطمأن الصايغ حزب الله بأننا "لن نلعب لعبته مهما كلّف الأمر ولن ننجرّ إلى منطق الدويلة والممارسات الإرهابية التي مارسها ضد أهالي بيروت وجبل لبنان، نحن نواجه بمنطق الدولة والقانون والمعايير والجيش عمد إلى توقيف كثيرين من المرتكبين والقوى الأمنية في صدد ملاحقة والقبض على المرتكبين الذين أطلقوا النار ترهيبًا على الناس وهذا رهاننا، وهو السلطة الشرعية اللبنانية". وختم: "يريدون مواجهة إسرائيل فهي لا تواجَه في بيروت ولا في جبل لبنان، هم لا يستطيعون أن يعوّضوا عن خسارتهم المدوية بانتصارات على أبناء وطنهم في الداخل".