وسط عودة ترامب للرئاسة.. قمة العشرين تواجه أزمات بشأن المناخ وأوكرانيا وغزة
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
يجتمع زعماء أكبر عشرين اقتصادًا في العالم (مجموعة العشرين) في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، غدًا الاثنين لمناقشة التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم.
وستركز القمة على الإدماج الاجتماعي وإصلاح الحوكمة العالمية والتحولات في مجال الطاقة.
كما تتصدر التوترات الجيوسياسية والتجارية المستمرة قائمة بنود جدول الأعمال هذا العام، بما في ذلك الحرب المستمرة في أوكرانيا وغزة والعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويرأس قمة مجموعة العشرين هذا العام، الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي تعهد باستخدام رئاسة بلاده لمنح الجنوب العالمي صوتًا أقوى في صنع القرار العالمي.
وسيشهد حفل افتتاح القمة غدًا، إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، إذ تهدف هذه المبادرة البرازيلية إلى حشد البلدان والمنظمات الدولية لإحراز تقدم في مكافحة الجوع والفقر بحلول عام 2030.
ما هي مجموعة العشرين؟ومجموعة العشرين هي منتدى لأكبر الاقتصادات في العالم، تجتمع بانتظام لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وتمثل مجموعة العشرين مجتمعة حوالي 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهي النسبة التي نمت في السنوات العشرين الماضية، وأكثر من 75% من التجارة العالمية وحوالي ثلثي سكان الكوكب.
تتكون من 19 دولة وهيئتين إقليميتين. الأعضاء الحاليون هم الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي.
ما الذي تناقشه مجموعة العشرين؟بدأت مجموعة العشرين في عام 1999، في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، كمنتدى لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من الاقتصادات المتقدمة والناشئة الكبرى لمناقشة القضايا المالية العالمية.
وفي خضم الأزمة المالية العالمية في عام 2008، تطورت إلى قمة الزعماء، وهو المكان الذي يمكن فيه للرؤساء ورؤساء الوزراء أن يجتمعوا لمدة يومين لمحاولة حل المشاكل الاقتصادية العالمية.
وعقدت المجموعة اجتماعات متتالية لزعمائها في واشنطن عام 2008، وفي لندن في أوائل عام 2009، وفي بيتسبرج في أواخر عام 2009، ومنذ ذلك الحين أصبحت اجتماعات سنوية.
وفي الفترة التي تسبق القمم، يناقش كبار المسؤولين المعروفين باسم "الشيربا" القضايا المطروحة للمناقشة، بهدف دفع أعضاء مجموعة العشرين إلى التوصل إلى اتفاق في القمة.
كما تعقد اجتماعات لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وممثلي التجارة ومجموعات العمل لمكافحة الفساد.
وفي قمة غدًا، هناك قلق كبير خاصة مع تباعد وجهات النظر بين الدول الأعضاء حول القضايا الكبرى، خاصة بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
وحسب شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، فملف المناخ من أبرز القضايا الشائكة على طاولة الاجتماعات، كما كان الأمر في اجتماعات سابقة لمجموعة أكبر اقتصاديات في العالم، لكن دون الوصول إلى الزخم المطلوب.
وأوضحت أن العقبات لا زالت قائمة، وهي كانت أيضا حاضرة في قمة باكو التي دعت إليها الأمم المتحدة حول المناخ، وقبل ذلك في قمة باريس وغيرها، ولا شيء تغير. وما زال المشاركون في كوب 29 في باكو يناقشون هدفا جديدا لحجم الأموال التي ستقدمها الدول الأكثر ثراء لمواجهة تغير المناخ.
وتريد الدول المتقدمة من دول نامية ذات الاقتصاديات المتطورة، مساهمة أكبر في التمويل لمعالجة آثار الاحتباس الحراري، لكن العالم النامي يقول إن الأمر متروك لأغنى دول العالم لسداد الفاتورة.
وبات التوصل إلى اتفاق عالمي أكثر صعوبة، في ظل توقعات بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بقيادة رئيس منتخب سبق له أن قام بذلك في ولايته الرئاسية السابقة.
الحرب في أوكرانيا وغزةوحسب وكالة “رويترز” للأنباء، يعتبر التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية قضية شائكة أيضا بالنسبة لمجموعة العشرين منذ عام 2022، وقد زادت الحرب على غزة من الانقسامات الجيوسياسية بين المجموعة.
وحاول دبلوماسيون من مجموعة العشرين الذين يقودون المحادثات في ريو تجنب مناقشة الحربين في اجتماعات تحضيرية سابقة على مدى العام، ويقولون حاليا إنهم يخططون لقصر أي نص على فقرة عامة تستند إلى مبادئ الأمم المتحدة والحاجة إلى احترام السلام، تليها فقرة عن أوكرانيا وأخرى عن فلسطين.
كما اصطدمت قضية فرض ضرائب على الثروات الكبيرة، وهو اقتراح يهتم به الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مضيف قمة مجموعة العشرين، بحجر عثرة.
وفي تغيير في اللحظة الأخيرة، رفضت الأرجنتين التوقيع على إدراج الاقتراح في البيان الختامي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مجموعة العشرين ريو دي جانيرو مجموعة العشرین فی العالم
إقرأ أيضاً:
عودة ترامب: قلق في الأمم المتحدة من انقطاع التمويل.. والعراق يترقب المتغيرات
16 يناير، 2025
بغداد/المسلة: عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض تثير قلقًا عميقًا لدى الأمم المتحدة ووكالاتها، إذ قد تسفر عن زعزعة منظومة دولية متآكلة أصلًا.
التجربة السابقة خلال رئاسة ترامب (2017-2021) عززت هذا القلق، حيث خفضت إدارته المساهمات الأميركية المالية وقطعت علاقات مع هيئات مثل مجلس حقوق الإنسان واليونسكو، وانسحبت من اتفاق باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية.
الخبراء يتوقعون أن تكون الموجة الثانية أكثر سرعة وجرأة. يقول ريتشارد غوان من “International Crisis Group” إن ترامب قد يتخلى عن الاتفاقيات الدولية والوكالات الأممية بلا تردد. كما قد تواجه الأمم المتحدة خفضًا كبيرًا في التمويل الأميركي، إذ إن الولايات المتحدة هي المساهم الأكبر في ميزانية المنظمة.
في المقابل، يواصل مسؤولو الأمم المتحدة التأكيد على أهمية الشراكة الأميركية، حيث وصف المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك التعاون بين الطرفين بأنه “ركيزة أساسية للعلاقات الدولية”. لكن إدارة ترامب الجديدة قد لا تشارك هذا الرأي، خصوصًا أن سفيرته المحتملة لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك، وصفت المنظمة بأنها “فاسدة ومشلولة”.
بعض المحللين يعتقدون أن إدارة ترامب قد تسعى لاعتماد قوانين تؤدي إلى انسحاب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة. إلا أن جوسي هانهيماكي، أستاذ التاريخ الدولي، يرى أن الانسحاب الكامل غير مرجح، إذ لا ترغب واشنطن في منح الصين نفوذًا أكبر داخل الهيئات الدولية.
الأوضاع قد تزداد صعوبة مع احتمالية اتخاذ ترامب خطوات عدائية تجاه منظمة التجارة العالمية وقطع التمويل عن برامج تعنى بالحقوق الإنجابية.
في ولايته الأولى، ألغت إدارته تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان، متهمةً إياه بالتورط في ممارسات قسرية. وفي حين ترى بعض الوكالات الأممية أنها قادرة على التكيف، فإن أخرى قد تكون أقل استعدادًا لتحمل الضغوط.
الخطر الأكبر قد يتمثل في انسحاب الولايات المتحدة مجددًا من منظمة الصحة العالمية. هذه الخطوة، إن حدثت، قد تشكل “ضربة موجعة”، وفق سوري مون من مركز الصحة العامة في جنيف. ورغم الجهود الدولية لتعويض التمويل الأميركي، إلا أن المصادر البديلة تبدو شحيحة، خصوصًا مع تردد الدول الأوروبية في تقديم موارد إضافية.
في ظل هذه التحديات، بدأت بعض وكالات الأمم المتحدة التفكير في تخفيض النفقات والبحث عن ممولين جدد. الخبراء يحذرون من الاعتماد على دولة واحدة غير مستقرة سياسيًا كمصدر رئيسي للتمويل، مشيرين إلى أن تقلبات السياسة الأميركية تجعل النظام الأممي هشًا أمام الأزمات المقبلة.
ترامب والشرق الاوسط والعراق
عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض قد تفرض تحديات جديدة على العراق وتؤثر بشكل كبير على مستقبل علاقاته الإقليمية والدولية. فالسياسة الخارجية المتوقعة لترامب، وخاصة موقفه المتشدد تجاه إيران، قد تضع العراق في موقف حرج بين حليفين استراتيجيين: واشنطن وطهران.
قد يعيد ترامب تفعيل سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، مما قد يؤدي إلى توترات إقليمية تنعكس مباشرة على الساحة العراقية. كما أن طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في العراق قد تشهد تحولات جوهرية، مما قد يؤثر على المشهد الأمني الداخلي واستراتيجيات مكافحة الإرهاب.
من الناحية الاقتصادية، قد يشهد العراق تغيرات في مستوى الدعم الأمريكي والمساعدات التنموية. كما أن سياسات ترامب قد تؤثر على مستقبل الاستثمارات الأمريكية في العراق وعلاقاته التجارية مع الولايات المتحدة.
في السياق الإقليمي، قد تتغير ديناميكيات العلاقات العراقية مع دول الخليج، في ظل التوجهات المتوقعة لإدارة ترامب. هذا قد يؤثر على دور العراق كوسيط إقليمي وقدرته على الحفاظ على توازن في علاقاته مع مختلف الأطراف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts