ألقى الدكتور محمد رمضان أبو بكر، وكيل كلية الدعوة الإسلامية لشؤون التعليم، كلمة افتتاح المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية، والذي ينعقد بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات تحت عنوان: «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري..رؤية واقعية استشرافية»، بحضور فضيلة أ.د/ محمد الضوينى، وكيل الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات جامعة الأزهر.

وأوضح وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن الحوار فطرة إنسانية وحاجة بشرية، حيث خلق الله- تعالى- البشر مختلفين في ألوانهم وألسنتهم وأفكارهم وثقافاتهم، مبينا أن هذا الاختلاف مقصود منه أن يتعارفوا ويتعاونوا لإعمار الأرض، وتوفير سبل الحياة الكريمة فيها ، والوصول بالإنسان  إلى السعادة والرفاهية من خلال تطبيق منهج الله تعالى- وعبادته وتوحيده.

وأضاف وكيل كلية الدعوة الإسلامية، أن هذا التعارف والتعاون يستحيل أن يتحقق دون وجود حوار بين الناس على مستوى الأفراد والمجتمعات بل على مستوى الحضارات أيضا، مؤكدا أن الحضارات الإنسانية لابد أن تفيد بعضها وتنقل عنها وتأخذ من آثارها ، بحيث يكون التبادل المعرفي والتلاقح الفكري والتفاعل الثقافي هو السائد والغالب بين الحضارات، وأن هذا كله لا يتم إلا من خلال الحوار والنقل والأخذ والرد بين تلك الحضارات والمجتمعات.

وشدد وكيل كلية الدعوة الإسلامية على أهمية الحوار في ظل عالم أحوج ما يكون أن يسكت صوت القنابل والرصاص بالتواصل والحوار، وليس أي حوار وإنما حوار حضاري منطلق من المصلحة الإنسانية العامة والمشتركة للجنس البشري، حوار حضاري يثمر تعايشا سلميا بين جميع الأديان والعرقيات والإثنيات، ويستثمر الخلاف للوصول إلى نقاط مشتركة، وفتح أفاق واسعة من التواصل البناء.

واستشهد وكيل كلية الدعوة، بقول فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في غير مناسبة أنه يؤمن بأن الحوار بين الثقافات والأديان يجب أن ينتقل من الإطار النظري إلى التطبيق العملي في المجتمعات عن طريق إشراك الشباب والاستفادة من طاقاتهم وأفكارهم المبدعة في تعزيز قيم السلام والتعايش المشترك بين أتباع الأديان حول العالم.

وبين الدكتور محمد رمضان، أن مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية يرتكز على ستة محاور رئيسة، تناقش خلال أربع جلسات، حيث يناقش المحور الأول «مفهوم الحوار الحضاري وتأصيله في مصادر الشريعة والفكر والدعوة الإسلامية، والجذور التاريخية له وقواعده وأدابه»، والمحور الثاني يتناول «الدعوة الإسلامية وواقع الحوار الحضاري»، أما المحور الثالث فيتناول «الدعوة الإسلامية واستشراف مستقبل الحوار الحضاري»، في حين يتناول المحور الرابع «العلوم الإسلامية والإنسانية والحوار الحضاري واستشراف المستقبل»، بينما يتناول المحور الخامس «المؤسسات الدينية والمجتمعية بين الواقع واستشراف الحوار الحضاري»، ويدور المحور السادس حول «الدعوة الإسلامية ورفض الصدام الحضاري».

وكشف وكيل كلية الدعوة الإسلامية أنه تقدم للمؤتمر ما يربو على ثلاثين بحثا وورقة بحثية من الباحثين والمفكرين والعلماء من دول مختلفة، تم تحكيمها تحكيما علميا وتم نشر ما أجيز منها في الكتاب الإلكتروني الخاص بالمؤتمر.

وفي ختام كلمته، تقدم وكيل كلية الدعوة الإسلامية بالنيابة عن أساتذته وزملائه، بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى صاحب الفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف على رعايته لهذا المؤتمر، ولفضيلة أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، و أ.د/ أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وأ.د/ سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، وجميع العلماء والقيادات والباحثين على حضورهم ومشاركتهم في المؤتمر الدولي الرابع لكلية الدعوة الإسلامية.

وتنظم كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر هذا المؤتمر، انطلاقا من إيمانها الراسخ بضرورة مناقشة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه العالم الإسلامي، والسعي صياغة منهج فكري منضبط، لتعزيز سبل الحوار الحضاري الذي يتناسب مع دعوة الإسلام ويتماشى مع منهجه الوسطي، لترميم جسور التواصل الثقافي والاجتماعي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وكيل الدعوة الإسلامية الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري الدكتور محمد الجندي وکیل کلیة الدعوة الإسلامیة الحوار الحضاری

إقرأ أيضاً:

الشؤون الإسلامية تصدر توجيهات جديدة لتهيئة المساجد خلال شهر رمضان

مكة المكرمة

أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تعليمات مشددة لتنظيم عمل المساجد خلال شهر رمضان المبارك 1446هـ، بهدف تقديم أفضل الخدمات للمصلين وتعزيز الأجواء الروحانية التي تميز هذا الشهر الفضيل.

وأكدت الوزارة على ضرورة التزام الأئمة والمؤذنين بمواعيد الأذان والإقامة وفق تقويم أم القرى، مشددة على أهمية الانتظام في أداء المهام الدينية وعدم التغيب خلال الشهر المبارك، كما حددت الوزارة مدة 15 دقيقة بين الأذان والإقامة لصلاة العشاء والفجر، حرصًا على راحة المصلين.

ووجّهت الوزارة بضرورة الالتزام بالسنة النبوية في دعاء القنوت أثناء صلاة التراويح، مع تجنّب الإطالة أو التكلف، كما شددت على ضرورة انتهاء صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان في وقت مناسب، بحيث لا يشق ذلك على المصلين.

ووضعت الوزارة ضوابط واضحة بشأن استخدام الكاميرات داخل المساجد، مؤكدة أنه يمنع تصوير الإمام أو المصلين أثناء الصلاة، وعدم نقل الصلوات عبر وسائل الإعلام أو منصات التواصل الاجتماعي.

وضمن جهودها للحفاظ على قدسية المساجد، شددت الوزارة على منع التسول داخل المساجد أو في محيطها، محذّرة من اتخاذ إجراءات نظامية ضد المخالفين، كما دعت المصلين للإبلاغ عن أي حالات تسول عبر القنوات الرسمية.

أكدت الوزارة ضرورة تنظيم موائد إفطار الصائمين داخل المساجد وفق ضوابط محددة، تشمل تنظيف المواقع فور الانتهاء من الإفطار، ومنع إقامة أي غرف أو خيام مؤقتة داخل المساجد أو في محيطها.

وحثّت الأئمة والخطباء على تكثيف جهود التوعية الدينية خلال شهر رمضان، من خلال تقديم الدروس والمحاضرات التي تبين فضائل الشهر الكريم وأحكامه، وتعزيز الوعي الديني لدى المصلين.

وأعلنت عن تكثيف جولاتها الميدانية لمراقبة تطبيق هذه التعليمات، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين لضمان الالتزام بالتوجيهات وتحقيق الأهداف المرجوة.

ودعت الوزارة المواطنين والمقيمين إلى التواصل مع مركز الاتصال الموحد (1933) أو التوجه إلى فروع الوزارة للإبلاغ عن أي ملاحظات تتعلق بأداء المساجد أو رصد أي مخالفات.

مقالات مشابهة

  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الوحدة الإسلامية تتطلب الحوار والوسطية وتوحيد الجهود
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • ملك إسبانيا: مصر هي الطريق الوحيد للوصول إلى استقرار المنطقة
  • شيخ الأزهر يحذر من محاولات بث الفرقة بين المسلمين: شغلت أذهان العلماء طويلا
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس الجمھورية الإسلامية الإيرانية
  • وكيل مأرب يبحث مع الصليب الأحمر والإعانة الإسلامية الوضع الإنساني في المحافظة
  • الشؤون الإسلامية تصدر توجيهات جديدة لتهيئة المساجد خلال شهر رمضان
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور القبلة في وحدة الأمة الإسلامية
  • معلومات الوزراء: مصر ضمن أفضل 12 دولة لتحقيقها 100% من نقاط مؤشر الأمن السيبراني
  • لجنة الإسكان بالبرلمان: إيجاد حلول جذرية لمشاكل المياه والصرف في أسوان ضرورة ملحة