أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن العمل المؤسسي الحكومي أمانة عزيزة يحملها كل فرد عامل في المجتمع، وهي أمانة تتجاوز حدود الواجب الوظيفي لتكون جزءاً من فطرة إنسانية تنبض بالعطاء والرغبة في خدمة المجتمع.

وقالت سموها، إن التفاني والإخلاص في العمل يضيفان قيمة سامية لكل جهد يُبذل؛ إذ أن كل خطوة تخطوها المؤسسات المجتمعية بصدق وإخلاص تُسهم في بناء مجتمعٍ قوي ومتماسك يشد أفراده روابط من التضامن والمحبة فكل جهدٍ يُسهم في تطوير الخدمات المقدمة للجمهور ليس مجرد إضافة بل هو لبنةٌ تُبنى بها رسالة سامية تَصبّ في الارتقاء بجودة الحياة وتقديم الأفضل لأفراد وأسر الإمارة كافة.

جاء ذلك خلال حضور سموها فعاليات منتدى “نحن” في دورته الرابعة، الذي نظمه المكتب التنفيذي لسموها أمس الأول بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ليواصل رحلته في تنمية الكوادر الوظيفية وتأهيلهم لأدوار محورية تسهم في بناء مجتمع إمارة الشارقة الواعي والمترابط.

وأضافت سموها: “عندما بدأتُ مسيرتي كانَ أهمُّ ما يدفعني للمُضيّ نحوَ الإنجازِ هوَ واجبي الوطنيُّ تُجاهَ إمارتي وأفرادِ مجتمعِها فبدأتُ العملَ وحولي نفرٌ منَ السيداتِ اللاتي حمَلْنَ معي ذاتَ الهمِّ وتطوَّعْنَ لنبنيَ معاً بيئةً فريدةً من نوعِها للمرأةِ والطفلِ في الشارقة، حتى أصبحت نمَوذجاً يُحتذى بِها على مستوى الدولةِ، وفي ذلكَ الوقتِ لمْ نكنْ نعملُ من أجلِ بصمةِ الدخولِ والخروجِ ولمْ يكن حافزُنا الأساسيُّ مجموعةً من الإستراتيجياتِ والأهدافِ التي نحرصُ على أن ننجِزَها كما كُتبت على الوَرَقِ، ولم تكن السياساتُ المؤسسيةُ دُستورَنا في إتمامِ المهامِ والمشاريعِ، بل إن كلُّ ما كانَ يحركُنا هو حُبُّنا لوطنِنا ولحاكِمِ إمارتِنا صاحبِ السموِّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وحبُّنا لمجتَمَعِنا، فكم كانت سعادتُنا كبيرةً عندما نرى أثرَ الجهودِ التي بُذلتْ على وجهِ طفلٍ سعيدٍ بإنجازهِ أو امرأةٍ اكتشَفَت في ذاتِها موهبةً وباشَرَت بتنميَتِها، أو عائلةٍ استشعرت الاستقرارَ بعد الشِّقاق”.

وشددت سموها على أهمية وضع المجتمع واحتياجاته أعلى قائمة أولويات جميع المؤسسات وموظفيها، قائلة: “إن تلكَ البذرةُ التي كانَ أساسُها مجموعةَ سيداتٍ طموحاتٍ كَبُرتْ لتُصبِحَ منظومةَ عملٍ حكوميٍّ متكاملٍ وَقودُهُ أنتم وأساسُ إنجازاتِهِ طاقاتُكُم، فأنا اليومَ لا أراكُم مُجرَدَ موظفينَ ذوي مهامَّ يومية وأوقاتِ عملٍ محددة، بل أرى في كلٍّ مِنكُم أفراداً مخلصينَ وطامحينَ أولويَتُهُم أن تكونَ بصمَتُهُم الحقيقيةُ محفورةً في مسيرةِ الارتقاءِ والتطورِ في الشارقة، معطاءين ليس من أجلِ الراتبِ الأعلى أو الترقيةِ القادمةِ مُستحَقَّةً كانت أو غيرَ مستَحَقَّةً، بل لأنَ ما يفعلونَهَ يُؤثِّرُ في كلِّ فردٍ في المجتمعِ، فكلُّ طفلٍ هو طفلُهُم وكلُّ امرأةٍ أمٌّ وأختٌ وابنةٌ وكلُّ رجلٍ أبٌ وأخٌ وابن”.

وعبرت سموها في ختام كلمتها عن اعتزازها بالعدد الكبير من القيادات المؤسسية التي خرّجتها المؤسسات وبمنجزاتها على مر الأعوام، التي تسهم في رفعة الشارقة، كما وجهت حديثها للعاملين بمؤسسات سموها المجتمعية قائلة: “أنتم سنَدُ هذهِ الإمارةِ وقيادَتُها وأنتم المحركُ الأساسيُّ لخُطَطِ القيادةِ للتأثيرِ في المجتمعِ وقد تعلمتُ من اجتماعاتي الدوريةِ مع قياداتِ المؤسساتِ أني وضعتُ ثقَتي في المحلِ الصحيحِ الذي هُوَ أنتُم، نريدُكُم اليومَ أن تلتفِتوا أكثرَ إلى إعادةِ استكشافِ طاقاتِكُم عبرَ الوعيِ بالذاتِ من منظورٍ جديدٍ فكُلَّما فهِمْنا طبيعَتَنا ودوافِعَنا وأمزِجَتَنا سيصبِحُ تعامُلُنا معَ الآخرِ أكثرَ نضجاً وتراحماً ويمسي صوتُنا أقوى وأثرُ أعمالِنا أبرزَ ونتكامَلُ جميعاً في منجزاتِنا نحوَ أسرةٍ واعيةٍ في مجتمعٍ متكافلٍ”.

ويُعد المنتدى محطة فريدة تجمع الكادر الوظيفي لأكثر من 25 مؤسسة مجتمعية تعمل ضمن خلية متكاملة بقطاعاتها واختصاصاتها وفرق عملها المختلفة لخدمة مجتمع الإمارة، ومنصة للتفاعل وتبادل الخبرات والأفكار، لتحقيق رؤية سموها على الصعيدين المحلي والعالمي.

ويركز منتدى “نحن” هذا العام على موضوع “الوعي بالذات” باعتباره ركيزة أساسية للنمو والتطوير الشخصي والمهني.

وانطلق برنامج المنتدى بجلسة رئيسية قدمها الكاتب وخبير التنمية الذاتية الدكتور خالد غطاس لينقل خبراته التخصصية في السلوك البشري لاستكشاف الدوافع البشرية العامة لتمكّن الأفراد من مواجهة تحدياتهم بثقة أكبر.

كما قدمت مدربة الحياة الدكتورة هناء نمنكاني، جلسة بعنوان “علاقاتنا والوعي”، سلطت الضوء على أهمية الوعي في بناء علاقات صحية ومتوازنة في نطاق العمل والحياة الاجتماعية.

و قدم المدرب صلاح أبو المجد، المتخصص في بناء العقلية والتدريب جلسة بعنوان “أدواتنا والوعي”، حيث تحدث إلى الجمهور في جلسة ملهمة تناولت الركائز الأساسية للنجاح المستدام من خلال الوعي الذاتي.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی بناء

إقرأ أيضاً:

كلية "فنون الأقصر" تستضيف سلسلة ندوات "أسرة مستقرة = مجتمع آمن".. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأقصر؛ اليوم السبت، ندوة “أسرة مستقرة = مجتمع آمن”؛ بكلية الفنون الجميلة بالأقصر؛ تفعيلا للمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"؛ وبرعاية الدكتورة صابرين عبدالجليل رئيس الجامعة، بالتعاون مع منطقة الأقصر الأزهرية؛ وإشراف الدكتور أحمد محيي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة.

حضر الندوة، الدكتور رمضان عبد المعتمد، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور أحمد حسن محمود الأستاذ المساعد بقسم الجرافيك؛ وذلك ضمن سلسلة الندوات المجتمعية التى ينظمها قطاع المجتمع، بمتابعة الدكتورة هناء حامد، مدير الإدارة العامة لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

وأكد الدكتور رمضان عبد المعتمد، أن الهدف من هذه الندوة توعية الشباب بأن تماسك واستقرار الأسرة يهدف بدوره إلى تحقيق مجتمع آمن وانطلاقا من دور منطقة وعظ الأقصر الأزهرية الدعوى والتعليم ونشرا للوعي.

 حاضر فى الندوة، الشيخ  أسامة حجاج حسنى محمد، واعظ عام مركز الأقصر؛ والتى تناول فيها كيفية مواجهة ظاهرة الطلاق من خلال الوقوف على الاسباب الحقيقية لظاهرة الطلاق حفاظاً على كيان الأسرة المصرية وشروط الخطبة وعقد الزواج، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة الطلاق فى الآونة الأخيرة مما يؤثر على استقرار الحياة الأسرية.

الندوة تناولت الأسباب التى تؤدى إلى تفكك الأسرة فى ظل الوسائل الحديثة

وتناولت الندوة، الحديث عن الأسباب التى تؤدى إلى تفكك الأسرة فى ظل الوسائل الحديثة وعن كيفية اختيار شريك الحياة بوعى للمقبلين على الزواج  لكل  من الفتاة والشاب؛ هو من أهم نجاح الحياة الأسرية وإدراك كل طرف لعيوب ومميزات الطرف الآخر وتقبلها للوصول إلى التفاهم بشكل أسهل، مؤكدًا على اهمية تحقيق التكافؤ الاجتماعى والمادي؛ لتقليل فجوات التواصل خلال مراحل الحياة المختلفة.

وفى كلمته، تناول الشيخ حمدى ذكى عبدالله واعظ عام مركز الاقصر، والتى تناول بالشرح التحديات التى تواجه الأسرة المصرية والحروب المنهجية لتفكيك التماسك الأسري وكيفية الحفاظ على قيمة الوقت وكيفية استثماره، وضوابط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وخطورة المخدرات وأثرها السلبي علي الفرد والمجتمع مؤكداً على مفهوم الاستقرار الأسري وأثره على تربية الأبناء.

وفى ختام الندوة تم  فتح باب الحوار مع الطلاب والإجابة على كافة تساؤلاتهم والتى تم التركيز على أهمية التفاهم بين الزوجين واختيار شريك الحياة المناسب لتأسيس أسرة متفهمة، وتم التأكيد أيضًا على الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الآباء لبناء أسر مستقرة، وكيف ينعكس ذلك على المجتمع للحد من مظاهر العنف.

ندوة كلية الفنون (5) ندوة كلية الفنون (4) ندوة كلية الفنون (3) ندوة كلية الفنون (2) ندوة كلية الفنون (1)

مقالات مشابهة

  • بناءً على توجيهات معالي وزير العدل د.خالد شواني .. وزارة العدل توقع مذكرة تعاون مشترك مع جامعة الدفاع للدراسات العسكرية لتطوير خبرات الحراس الإصلاحيين
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد لقاء «أسمار» في «الشارقة للكتاب»
  • جواهر القاسمي: العمل المؤسسي الحكومي أمانة عزيزة يحملها كل فرد عامل في المجتمع
  • جواهر القاسمي: ولاؤنا للوطن والمجتمع قبل السياسات والاستراتيجيات المؤسسية
  • سعود بن صقر: المبادرات الإنسانية تسهم في بناء مجتمع متماسك
  • «أسرة مستقرة = مجتمع آمن» ندوة توعية مجتمعية في جامعة الأقصر
  • كلية "فنون الأقصر" تستضيف سلسلة ندوات "أسرة مستقرة = مجتمع آمن".. صور
  • تلفزيون سلطنة عمان.. وقصة طويلة لبناء الوعي
  • سلطان بن أحمد القاسمي يلتقي طالبات جامعة الشارقة المبتعثات