بعد خسارته من جيك بول.. لماذا يعض مايك تايسون قفازاته في أثناء النزال؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
في ليلة لن تُنسى، حقق جيك بول انتصارًا ساحقًا على مايك تايسون بأداء قوي ومفاجئ في نزال استحوذ على اهتمام العالم، حيث تابع الملايين هذه المواجهة التاريخية التي شاهدها 70 ألف مشجع في تكساس، وبعد خسارته أمام بول، لوحظ أنّ «تايسون» يعض قفازه عدة مرات في لقطة أثارت الجدل بين الجمهور.
لماذا يعض تايسون قفازاته في أثناء النزال؟وفي المقابلة التي أجريت معه بعد المباراة التي خسرها أمام خصمه جيك بول في حلبة دالاس للملاكمة، كشف مايك تايسون عن هوس غير عادي يدفعه لعض قفازه الأيسر، وعندما سُئل عن ذلك أجاب بطل الوزن الثقيل السابق قائلًا: «نعم لدي عادة قضم قفازاتي»، وعندما سُئل عن السبب قال إنّه يعاني من إدمان العضّ، وفقًا لصحيفة «independent».
Tyson and his biting fixation pic.twitter.com/RflU40TpAt
— DeHuff Uncensored - Podcast (@dehuffpodcast) November 16, 2024وكانت هذه العادة سببًا في استبعاده من إحدى المباريات العالمية، عندما قام «تايون» بعضّ أذن خصمه إيفاندر هوليفيلد أثناء مباراة على لقب العالم في عام 1997، وذكرت صحيفة «سبورتنج نيوز» أنّ مايك تايسون دخل المباراة بهدف الانتقام من خسارته أمام هوليفيلد في الجولة الأولى، لكنه بعد ذلك عض أذن هوليفيلد.
كما تمكن «تايسون» من عض أذن خصمه للمرة الثانية في الجولة الثالثة قبل أن يستبعده الحكم، وانتهى الأمر بتغريم تايسون 3 ملايين دولار بسبب العضة، كما تم إلغاء ترخيصه للملاكمة.
وذكرت صحيفة «يو إس إيه توداي»، أنّ «تايسون» عض قفازاته خلال مباراة استعراضية عام 2020 ضد روي جونز جونيور، وفسرت ذلك قائلة: «قد تكون هذه مناورة يقوم بها تايسون للحفاظ على واقي فمه محكمًا».
وكان مايك تايسون أصغر بطل عالمي للوزن الثقيل في التاريخ عندما كان يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، واستعاد لقب رابطة الملاكمة العالمية بفوزه على فرانك برونو في عام 1996 قبل أن يخسر معارك متتالية أمام هوليفيلد، لكنه لم يتمكن أبدًا من استعادة حزام البطولة، ما أضاف إلى سمعته السيئة بعد تصريحه الشهير بأنه يريد «أكل أطفاله» بعد خسارته أمام لينوكس لويس في عام 2000.
ورغم أن المبلغ المحدد لم يتم الكشف عنه رسميًا بعد، فإن قيمة الجائزة المالية التي سيحصل عليها بول ضد تايسون تبلغ نحو 60 مليون دولار، وفقًا لتقارير سبورتنج نيوز، وأشارت الصحيفة إلى أن «بول» قد يكسب 40 مليون دولار، ومن المتوقع أن يحصل مايك تايسون على نحو 20 مليون دولار من المباراة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مايك تايسون وجيك بول مايك تايسون جيك بول تايسون مایک تایسون
إقرأ أيضاً:
لماذا لا تُصدق الضحية؟
اهتمامي بسؤال لماذا يتعاطف الناس مع الجناة قادم في الحقيقة من زاوية معاكسة، ألا وهي: لماذا لا يصدق الناس الضحايا على نحو فطري؟ لماذا لا يصدقون الناجين ببساطة؟ لماذا تحتاج مجتمعاتنا لحملات من نوع «صدقوا الضحية»، «صدقوا الناجيات»؟ مجرد وجودها يعني أن ثمة نمطا سائدا للتشكيك بشهادات الضحايا تريد الناشطات ويريد الناشطون تغييره. خصوصا عندما نتحدث عن أنواع التجاوز التي تحدث في الفضاءات الخاصة، ولا يمكن للضحية إثباته، بل وأحيانًا يصعب على الضحية تسميته.
لـروبرت ب. شوماكر Robert B. Shoemaker ورقة منشورة في 2020 بعنوان: التعاطف مع المجرم «Sympathy for the criminal». وشوماكر هو بروفيسور تاريخ، متخصص في انجلترا في القرن الثامن عشر. وهو يتتبع في ورقته مشاهير المجرمين بلندن في القرن الثامن عشر، أو ما يطلق عليه القرن الثامن عشر الطويل والذي يُقصد به الأعوام من حوالي 1660 إلى 1830.
يُعرّف شوماكر المشاهير تعريفًا طريفًا حيث يقول: إن المشهور هو شخص معروف بمعروفيته، بمعنى آخر، معروف باعتباره شخصا ذائع الصيت. ويتحدث عن الطبيعة غير الخطية لتاريخ المشاهير، من رؤيتهم كتمثيل مطلق للشر حُبا في الشر إلى أناس لديهم دوافع لا يجب أن تُهمل تسوغ ارتكابهم للجرم. التعاطف مع الجناة يأتي مشفوعًا بالطبيعة الإنجليزية (التي ستغزو العالم) للابتهاج برؤية المشاهير - أيًّا كانوا - إن كانوا ينتمون للعائلة الحاكمة أو كانوا قطاع طرق. إذ يرى الجمهور قيمة في الشهرة بحد ذاتها. يتجلى هذا النمط في التفكير أيضًا في كيف تُتلقى «العبقرية» على نحو منفصل عن الأخلاق. باعتبارها أمرا مقدّرا ينظر إليها بإعجاب، حتى وإن كانت تُستغل للأذية، وارتكاب الشرور.
ظهر مع الطباعة - ولأول مرة - قدر من السيطرة على الصورة التي يظهر بها الجناة أمام العامة، وتوفرت لهم إمكانية أن يخبروا قصتهم، وأن يتحدثوا عن مشاعرهم ودوافع الجرم الذي ارتكبوه. هذا الانكشاف على حياتهم باعتبارهم أناسا وليس مجرد مجرمين خلق وهم الحميمية مع الجمهور. عزز هذا رواج البورتريهات، التي -وأخيرا- صورت المجرمين، بل وصورتهم بقدرات فنية عالية. ثمة رسمة لمجرم اسمه جاك شيبارد رسمها فنان الملك جورج الأول شخصيًّا. ظهور أعمال أدبية تعالج سير المجرمين، منحهم أيضًا سردية بديلة تستدر التعاطف. وبهذا يكونون ولأول مرة في التاريخ قد مُنحوا بُعدا آخر بجانب البعد الشرير، منحوا البطولة. كان بعض الجناة واعين بشهرتهم، واستثمروها حق استثمار بما يصب لصالح إطلاقهم أو التخفيف من العقوبة قدر الإمكان. فظهروا في محاكماتهم مهندمين، وسلكوا سلوكا يعكس مواقع اجتماعية رفيعة. لابد أن نتذكر هنا الربط التاريخي بين قباحة الشكل وسوء الخلق، والاعتقاد بأن التشوهات الجسمانية تعكس اعتلالاً في الشخصية.
ما عزز التصور الذهني ببطولة الجناة وقتها قادم أيضًا من رفض الضحايا مقاضاة المجرمين، وشهادات من عرفوهم أو من شهدوا الحوادث بحسن سيرتهم، فضلا عن التماسات العفو التي قُدمت عبر النخب التي تزور المجرم المشهور، أو تحضر محاكمته. التماسات مشفوعة بإظهار نساء النخبة «المحترمات» حساسية وتعاطفا مع الأشقياء، الذين ابتلوا بسوء الحظ.
ثمة عامل آخر لا يجب إهماله ألا وهو التطلع إليهم باعتبارهم شجعانا جريئين، عاصين، أحرارا، رافضين للقيود الاجتماعية، وفي أحيان كثيرة سعاة لتحقيق العدالة بأيديهم، في عالم ينتصر للأثرياء والمتنفذين.
تضيء لنا هذه الورقة شيئًا عن التعاطف القادم من توهم العلاقة الحميمة مع الجاني. لهذا عندما تتهم امرأة غير معروفة رجلاً ذا مكانة وسلطة، يتم التشكيك بروايتها. ليس لأنه يرى على أنه محاولة استرزاق، وأن دوافعه قد تكون الطمع في التعويضات، ولكن للمعرفة المتوهمة التي تجمعهم بالجاني. وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لمن كان الإجرام سبب شهرته، فما بالك بمن جمعته علاقة بالجمهور قبل مثوله أمام القضاء.