قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني إن حديث الجيش الإسرائيلي عن السيطرة في جبهة الشمال والسماح بحرية حركة المدنيين لا تعكس سوى دعاية سياسية وأمنية موجهة لجمهوره في الداخل، مؤكدا أن الواقع الميداني يعكس صورة مختلفة تماما.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قد نقلت عن مصادر أمنية قولها إن الواقع في الشمال قد تغير، ولم تعد هناك مناطق لا يمكن المرور فيها، ولم نعد بحاجة إلى طرق بديلة، ويمكن للمدنيين التحرك بحرية، معتبرة أن ذلك يأتي نتيجة لما وصفته بسيطرة الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية.

وأوضح العميد جوني في تحليل للمشهد العسكري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد هذه التصريحات لتبرير عملياته في جنوب لبنان وإظهار إنجازات وهمية، مؤكدا أن القوات الإسرائيلية ذاتها تعاني من ضربات مستمرة من المقاومة اللبنانية، حيث تتعرض ثكناتها العسكرية للقصف حتى داخل الأراضي الإسرائيلية.

وأضاف جوني أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في عملياته داخل القرى الحدودية اللبنانية، ورغم استهدافه المستمر لتلك المناطق، فإنه لم ينجح في السيطرة على أي منها بشكل كامل، سواء كان ذلك على مستوى الشوارع أو الأحياء.

وأشار إلى أن محاولات الجيش الإسرائيلي لتطوير المرحلة الثانية من عملياته تواجه مقاومة شديدة، خاصة في محاور مثل محور "طيرحرفا – شمع"، وفي القطاع الشرقي باتجاه طلوسة، حيث لم يتمكن حتى الآن من التقدم إلى المرتفعات الإستراتيجية.

تكتيكات المرحلة الثانية

وعن التكتيكات الإسرائيلية في المرحلة الثانية من المناورة، أوضح جوني أنها تختلف عن المرحلة الأولى، إذ يركز الاحتلال على محور واحد بدلا من العمل على 3 اتجاهات في آن واحد، فعندما يكثف الجهد في محور شمع وطيرحرفا، يهدأ النشاط في بقية المناطق، والعكس صحيح.

وأضاف أن الاحتلال يسعى لتنظيم المناطق التي يستهدفها عبر تفتيشها بحثا عن بنية تحتية للمقاومة، مشيرا إلى الطبيعة الجغرافية والحرشية لهذه المناطق، مثل قرية شمع، التي تجعلها مثالية لإخفاء المقاتلين.

وأكد جوني أن ما ينقله الإعلام الإسرائيلي لا يعكس الحقائق على الأرض، بل يهدف إلى رفع معنويات الجمهور الإسرائيلي، بينما يظل الجيش عاجزا عن تحقيق اختراق حقيقي في المواجهة مع المقاومة اللبنانية.

يشار إلى أن إسرائيل وسعت -منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي- نطاق حربها على لبنان لتشمل معظم المناطق بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأ جيش الاحتلال غزوا بريا للجنوب.

وقد أسفر العدوان الإسرائيلي إجمالا عن 3445 قتيلا، و14 ألفا و599 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.

وبوتيرة يومية، يرد حزب الله بإطلاق صواريخ ومسيّرات وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات عسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، فإن الرقابة العسكرية التابعة تفرض تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: قصف غلاف غزة رسالة بأن المواجهة المقبلة ستكون محتدمة

يعكس قصف حركة الجهاد الإسلامي مستوطنات غلاف غزة أن فصائل المقاومة وبعد 15 شهرا من القتال لا تزال تمتلك قدرات صاروخية ويؤكد أن هذا ليس محصورا في حركة حماس دون غيرها، برأي الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.

وأعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري للجهاد الإسلامي- اليوم الاثنين قصف مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية، وقد دوت صافرات الإنذار في زيكيم وسديروت، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه تصدى لهذه الصواريخ.

ووفقا لما قاله الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري، فإن غلاف غزة يعتبر منطقة تحشد لقوات الاحتلال التي تستعد لعملية برية جديدة في القطاع، فضلا عن كونها منطقة دعم لوجيستي.

ومن خلال هذا القصف، تؤكد المقاومة قدرتها على مواصلة الحرب واستهداف هذه المناطق في حال اندلاع حرب برية جديدة، كما يقول الفلاحي.

تأكيد على قدرة المقاومة

ولم يعرف حتى الآن المكان الذي انطلقت منه الصواريخ، لكن الفلاحي يقول إن الأيام الماضية شهدت قصفا عنيفا على شمال وجنوب والقطاع مع توغل بري في الجنوب، مما يعني أن هذه العمليات فشلت في وقف هذه الصواريخ.

وفي الجانب السياسي، تستهدف المقاومة القول إن المقاربة العسكرية لن تحول دون ضرب إسرائيل وإن المواجهة المقبلة قد تكون أكثر إيلاما، برأي الفلاحي.

إعلان

ويعتقد الخبير العسكري أن المقاومة أعادت بناء نفسها في عموم القطاع خلال فترة الهدنة، وخصوصا في الشمال، مما يعني أن أي مواجهة مقبلة ستكون صعبة لأن الصواريخ لا تزال تخرج من المناطق التي تم تدميرها تقريبا.

كما أن العديد من التقارير تشير إلى أن المقاومة تمكنت خلال الفترة الماضية من الوصول لعدد من مخازن الصواريخ التي لم تكن قادرة على الوصول إليها خلال الحرب، كما يقول الفلاحي.

وتحاول المقاومة التأكيد على خطأ الحسابات الإسرائيلية، خصوصا أنها لم تصطدم بشكل مباشر مع القوات الإسرائيلية التي دخلت للقطاع بعد انهيار الهدنة، واكتفت بالرسائل الصاروخية، برأي الخبير العسكري.

صورة أرشيفية لقوات إسرائيلية في نقطة قريبة من مستوطنة "بيري" بغلاف غزة (وكالة الأناضول) دعوة لإعادة الحسابات

وإلى جانب ذلك، فإن الجيش الإسرائيلي الذي يستعد لدخول غزة مجددا ليس هو نفسه الذي دخل القطاع في أول الحرب -برأي الفلاحي- لأنه أنهك وخسر الكثير من الأفراد والآليات فضلا عن فتح جبهات أخرى في اليمن ولبنان وسوريا.

ورغم محدودية الأثر العسكري لهذه الرشقات الصاروخية، فإنها تدفع الجانب الإسرائيلي لإعادة حساباته في كثير من الأمور وخصوصا فيما يتعلق بأي توغل بري محتمل.

وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام إن الجيش الإسرائيلي أعلن عن اعتراض صاروخين أطلقا باتجاه شمال غلاف غزة، ولم يحدد المنطقة التي أطلق منها الصاروخان.

وأدى القصف إلى إدخال نحو 50 ألف إسرائيلي إلى الملاجئ في ناحال عوز ونتيفا عسراه وسديروت، وهي مناطق عززت إسرائيل دفاعاتها الجوية فيها خلال الفترة الماضية، وفق كرام.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: المنطقة على حافة الانفجار وسط تصعيد أميركي متزايد
  • خبير عسكري: قصف غلاف غزة رسالة بأن المواجهة المقبلة ستكون محتدمة
  • خبير عسكري: إسرائيل تتهرب من الحل السياسي في غزة
  • 16 شهيدا جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة استعادت قدراتها والاحتلال يتعامل بالتدريج مع أهدافه
  • خبير عسكري: القصف المدفعي لم يهدأ على كامل لبنان من جيش الاحتلال
  • خبير عسكري: العدوان على غزة هدفه النهائي تحقيق رغبة ترامب في التهجير
  • خبير عسكري: الجيش الإسرائيلي لا يمكنه شن عملية عسكرية واسعة بغزة
  • خبير عسكري: إسرائيل بدأت تنفيذ خطة احتلال غزة بشكل دائم
  • خبير عسكري: صواريخ لبنان لا تحمل بصمة حزب الله والتصعيد هدف إسرائيلي