الاقتصاد نيوز - متابعة

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين إيران وروسيا، شهدت العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا حفلا رسميا حضره محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين وعدد من المديرين التنفيذيين للبنوك في إيران وروسيا، وذلك للإعلان عن ربط شبكة الدفع الروسية “مير” بشبكة “شتاب” الإيرانية.

يأتي هذا التطور في خطوة مهمة لمواجهة العقوبات المالية المفروضة على إيران وروسيا، وتوسيع خيارات الوصول إلى الخدمات المالية لكلا البلدين.

وبربط شبكة “مير” الروسية مع شبكة “شتاب” الإيرانية، سيتمكن حاملو البطاقات المصرفية الإيرانية من استخدامها داخل روسيا لسحب أموالهم بعملة الروبل مباشرة من أجهزة الصراف الآلي الروسية.

وتعد هذه الخطوة حلا ميسرا ومباشرا للمواطنين الإيرانيين الذين يسافرون إلى روسيا، حيث ستتيح لهم إمكانية التعامل المالي من دون الحاجة إلى تبادل العملات أو الاعتماد على طرق دفع خارجية، وفق مراقبين.

ويمثل هذا المشروع أولى خطوات التعاون المالي بين البلدين، إذ من المتوقع أن يتم تطبيقه على 3 مراحل:

المرحلة الأولى: ستتيح الخدمة للإيرانيين في روسيا سحب أموالهم بالروبل عبر البطاقات الإيرانية. المرحلة الثانية: سيتمكن المواطنون الروس المقيمون في إيران من الاستفادة من الخدمة داخل إيران، مما يسمح لهم بسحب أموالهم بالعملة المحلية أو الروبل حسب الحاجة. المرحلة الثالثة: سيتمكن حاملو بطاقات “شتاب” الإيرانية من استخدامها مباشرة في نقاط الدفع التابعة للمحال التجارية الروسية، مما يسهل عمليات الشراء والبيع ويزيد من كفاءة التبادل التجاري بين الدولتين. تسهيل التجارة والسياحة

ويمثل هذا الربط البنكي لأول مرة بين نظام الدفع الإيراني ونظام دفع أجنبي خطوة تاريخية في ظل العقوبات الغربية التي تواجهها كل من إيران وروسيا، فقبل هذه العملية لم يكن المواطن الإيراني قادرا على استخدام بطاقته البنكية في أي بلد آخر، وذلك بسبب العقوبات المفروضة على إيران.

ويعكس هذا التعاون رغبة البلدين في تحقيق قدر من الاستقلال المالي والقدرة على التبادل التجاري بعيدا عن الأنظمة المالية الغربية التي تعوقها العقوبات.

ويأتي هذا التعاون في وقت حساس بالنسبة لإيران وروسيا، إذ تخضع كلتا الدولتين لعقوبات اقتصادية واسعة النطاق من قبل الدول الغربية، مما أدى إلى تعطيل كثير من الأنشطة المالية والتجارية الدولية لهما.

ووفق الجمارك الإيرانية، منذ أبريل/نيسان الماضي حتى اليوم شكّل الاستيراد من روسيا 2.42% من الواردات الإيرانية. وزار إيران في عام 2023 أكثر من 60 ألف سائح روسي.

وكان رئيس البنك المركزي الإيراني قد أعلن في السابع من يوليو/تموز 2024 توقيع أول اتفاقية تبادل نقدي ثنائي للتبادل التجاري بين إيران وروسيا، موضحا أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تسهيل التجارة بين البلدين وتقليل الاعتماد على الدولار واليورو.

وبموجب هذا الاتفاق، سيتم إجراء التبادلات التجارية بين إيران وروسيا مباشرة باستخدام العملات الوطنية للبلدين (الريال والروبل)، كما سيساهم ذلك في التخلص من الوسطاء وتقليل تكاليف تحويل الأموال، وفق قوله.

ماذا عن الأهمية الاقتصادية؟

من جانبه، يرى أستاذ الاقتصاد آيزاك سعيديان أن عملية ربط شبكتي البنوك في إيران وروسيا لن تنعكس على اقتصاد إيران إيجابيا، ويعود ذلك إلى العقوبات التي تخضع لها كلتا الدولتين، إيران وروسيا.

وأضاف أنه باتصال شبكتي البنوك الإيرانية والروسية سيتم تسهيل عمليات التجارة، مشيرا إلى أن التجارة بين البلدين قليلة.

كما أوضح سعيديان أن العقوبات لن يمكنها أن تجهض هذا الاتفاق بين طهران وموسكو، إذ إنه لا يدور في فلكها، ولكن من جانب آخر، لا تستطيع طهران وموسكو الالتفاف على العقوبات وإفشالها من خلال ربط شبكتي بنوكها، لأنهما بلا شك بحاجة إلى التعامل مع البلدان الأخرى، وفق رأيه.

من جانبه، رأى أستاذ الاقتصاد بيمان مولوي أن هذه خطوة جيدة في مجال علاقات البلدين والسياحة والتجارة، لكنها لا تؤثر كثيرا على اقتصاد إيران، إذ إنها بلاد كبيرة وتضم نحو 86 مليون نسمة، ولديها احتياجات كثيرة وهي منقطعة تماما عن شبكة مصارف العالم، ما عدا الاتصال الآن بالبنوك الروسية.

وتوقع أن يكون المستقبل مبنيا على عدد من العملات العالمية، وهذا يزيد من عزلة البلدان التي تخضع للعقوبات، مثل إيران وروسيا.

وأوضح مولوي أن الحل الوحيد هو ربط شبكة البنوك الإيرانية مع كل بلدان العالم أو عدد كبير من البلدان، كل على حدة.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار إیران وروسیا

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة: الإمدادات الروسية قد تتعطل بشدة بعد العقوبات

قالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط، الأربعاء، إن أحدث جولة من العقوبات الأميركية على النفط الروسي، والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، قد تعطل سلاسل إمدادات النفط الروسية بشكل كبير.

ولا تزال توقعات سوق النفط الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية، والتي تقدم المشورة للدول الصناعية، تشير إلى أن السوق العالمية سوف تسجل فائضا هذا العام بسبب نمو المعروض بما يتجاوز زيادة ضعيفة في الطلب.

وقالت الوكالة إن العقوبات الأميركية الجديدة على إيران وروسيا تشمل كيانات تعاملت مع أكثر من ثلث صادرات النفط الخام الروسية والإيرانية في عام 2024.

وأضافت الوكالة: "نبقي على توقعاتنا لإمدادات كلا البلدين حتى يصبح التأثير الكامل للعقوبات أكثر وضوحا، لكن الإجراءات الجديدة قد تؤدي إلى خلل في توازنات النفط الخام والوقود".

وتابعت: "التأثير الكامل على سوق النفط وعلى إمكانية الحصول على الإمدادات الروسية غير مؤكد رغم أنه شامل".

وتستهدف حزمة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن أكثر من 160 ناقلة نفط، تقول وكالة الطاقة الدولية إنها شحنت نحو 22 بالمئة من صادرات النفط الروسية المنقولة بحرا في عام 2024.

وذكرت الوكالة أن العقوبات السابقة على السفن كانت "فعالة للغاية، إذ قلصت نشاط الناقلات المستهدفة بنسبة 90 بالمئة".

وقالت الوكالة إن أسعار النفط الخام تجاوزت 80 دولارا للبرميل في أوائل يناير بسبب تشديد العقوبات وموجة الطقس البارد في نصف الكرة الشمالي.

ومع ذلك، قالت إن مكاسب الأسعار قد تتأثر بالنمو القوي في الإمدادات من خارج تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، وكذلك بتطلع التحالف إلى التراجع عن التخفيضات، والقدرة على السحب من المخزونات بسرعة إذا لزم الأمر.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية الآن أن يصل نمو المعروض العالمي من النفط إلى 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وأن يشكل إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ أغلبية بواقع 1.5 مليون برميل يوميا.

وهذا أسرع من توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذا العام البالغة 1.05 مليون برميل يوميا، بعد تعديل طفيف بالخفض من 1.1 مليون برميل يوميا في تقرير الشهر السابق.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت قليلا اليوم الأربعاء إلى 79.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش، بانخفاض 21 سنتا عن الإغلاق السابق.

وذكرت الوكالة أن صادرات روسيا من النفط الخام والمنتجات النفطية انخفضت بواقع 350 ألف برميل يوميا العام الماضي، رغم أن عوائدها من الصادرات ارتفعت ما بين مليارين و3.8 مليار دولار.

وقالت الوكالة في التقرير إن إيرادات روسيا من تصدير النفط الخام والمنتجات النفطية بلغت 192 مليار دولار في عام 2024.

وتابعت تقول إن إيرادات تصدير النفط الخام زادت 4.5 مليار دولار، فيما انخفضت إيرادات المنتجات النفطية 0.8 مليار دولار.

وأضافت أن إمدادات روسيا من النفط الخام في ديسمبر انخفضت بمقدار 40 ألف برميل يوميا إلى 9.28 مليون برميل يوميا لكنها لا تزال أعلى من الحصة التي حددها تحالف أوبك+، وهي 8.98 مليون برميل يوميا.

وانخفضت صادرات الخام الشهر الماضي عن كمية نوفمبر بمقدار 250 ألف برميل يوميا إلى 4.6 مليون برميل يوميا لتطغى كثيرا على زيادة صادرات المنتجات النفطية البالغة 210 آلاف برميل يوميا.

ويبدو أن التحول في التدفقات يتماشى مع زيادة موسمية في إنتاج المصافي قدرها 200 ألف برميل يوميا.

مقالات مشابهة

  • بوتين: اتفاقيتنا مع إيران تعطي قفزة نوعية للعلاقات بين البلدين
  • بزشكيان: إيران وروسيا تنددان بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • إيران وروسيا توقعان على اتفاقية شراكة استراتيجية أثناء زيارة الرئيس الإيراني لموسكو
  • اتفاق الشراكة الروسية الإيرانية.. تصعيد استراتيجي يحمل رسائل مباشرة لإدارة ترامب
  • بزشكيان يصل إلى موسكو للقاء بوتين وتوقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الروسية الإيرانية
  • العقوبات الأمريكية على قائد الجيش لماذا؟
  • شراكة استراتيجية لمدة 20 عاماً بين إيران وروسيا
  • تقرير: الاتفاقية الإيرانية - الروسية رد استراتيجي على الضغوط الغربية
  • وكالة: العقوبات الأمريكية ربما تعطل إمدادات النفط الروسية
  • وكالة الطاقة: الإمدادات الروسية قد تتعطل بشدة بعد العقوبات