أكدت أحدث الرسائل العلمية أهمية دور الإعلام الأمني فى المجتمع باعتباره ناقل للأحداث و ركيزة أساسية لدعم منظومة الأمن القومي من خلال نشر الوعي وتعزيز الشفافية وتنمية الحس الأمني والوقائي لدى الأفراد من خلال تعاونهم فى حفظ الأمن والاستقرار.

جاء ذلك في رسالة بعنوان دور الإعلام الأمني في دعم قضايا الأمن القومي للباحث كريم مسعد فهمي شرف بكلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، والتي حصل بها علي درجة الدكتوراة في إدارة المخاطر والأزمات.

 وأوضحت الرسالة العلمية أن الإعلام الامني له إسهامه المؤثر في بناء كيان مجتمعي مستقر يمتلك القدرة علي التصدي لكافة التحديات الحالية والمنتظرة التي تواجه البلاد داخليًّا وخارجيًّا، كما أنه أصبح وسيلة لتوسيع الآفاق المعرفية لأفراد المجتمع بحيث يكونوا على اتصال مباشر مع الأحداث.

وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور السيد خاطر العميد السابق لكلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة أستاذ الإحصاء الحيوي والسكاني، والدكتورة إيمان مصطفي مسلم منسق  عام البرامج المهنية بكلية الدراسات العليا والبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، واللواء أركان حرب أحمد السيد عبد الرازق نائب الأمين العام لمجلس الدفاع الوطني، والمحاضر بأكاديمية الشرطة، والدكتور أحمد عيسي عبدالله، والدكتور خالد سعد علي قطب.

وأكد الدكتور كريم مسعد فهمي شرف، إن العلاقة بين الأمن والإعلام علاقة ارتباطية، فالإعلام بوسائله المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) يلعب دور هام وبارز ويؤثر بفعالية فى دعم قضايا الأمن القومي .

وأشار الباحث إلي أن أهمية الدراسة تنبع من كونها تسهم فى فهم طبيعة دور الإعلام الأمني بوسائله المختلفة فى نشر الثقافة والوعي الأمني لدى كافة أفراد المجتمع ومن ثم تعميق علاقة مشاركة المجتمع مع المؤسسات الأمنية فى الأحداث الأمنية وصنع القرار تجاه مجابهة السلوك المعادى للمجتمع بكافة أشكاله .

وقال :"يتأثر الأمن تأثيراً كبيراً بما ينشره الإعلام فالإعلام يخاطب الشعور، والأمن فى حد ذاته شعور يحس من خلاله الفرد بالأمن والأمان لذلك فإن مخاطبة هذا الشعور من خلال أجهزة الإعلام يؤثر تأثير كبير وسريع جداً لذلك يكون للإعلام تأثير كبير على الأمن فقد يكون هذا التأثير على المجتمع تأثير إيجابي يعطى لرجل الأمن الاحترام والثقة بينه وبين المواطن وقد يكون له تأثير سلبي يؤدى إلى تهميش دور الأجهزة الأمنية ويقلل من قدرتها وفاعليتها".

وأوصت الدراسة بضرورة إنشاء هيئة وطنية لإدارة المخاطر والأزمات وتتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية تهدف إلى تحقيق سياسة الدولة فيما يخص الإجراءات اللازمة لإدارة المخاطر والأزمات والكوارث، بحيث تعتبر الهيئة الجهة الوطنية الرئيسية المسئولة عن تنسيق ووضع الأسس والمعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة المخاطر والأزمات والكوارث، ووضع خطة وطنية موحدة للاستجابة لحالات الطوارئ.

كما أوصت بتعزيز مسؤوليات إدارة الإعلام والاتصال في رفع درجة وعي المجتمع، من خلال تنظيم ووضع البرامج الوطنية المتعلقة بتثقيف وتوعية المجتمع والمساهمة في بناء المعرفة العامة المتعلقة بالمخاطر والأزمات.

 جانبه أكد  الدكتور السيد محمد خاطر رئيس لجنة المناقشة أهمية هذا البحث والاستفادة منه ، كما أشاد بمجهود الباحث فى محاولة تقديم افضل نتائج فى البحث المقدم .

وقال خاطر إن موضوع الرسالة له أهمية كبيرة كبري علي المستوي القومي، مشيرًا إلي أنه توصل مجموعة من النتائج والتوصيات تعتبر روشتة سيتم إرسالها إلى صناع القرار ونأمل أن تكون مفيدة للدولة المصرية للحفاظ علي أمننا القومي، كما أنه ستكون مصدرا مهما للباحثين والدراسين في مجال الإعلام والأمن القومي.

كما أشارت لجنة التحكيم على أهمية هذا الموضوع فى الإعلام وتوفيق الباحث فى اختيار عنوان البحث .

كما أشاد الدكتور عصام على أمين عبد الصمد عميد كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، بموضوع الرسالة مؤكدا أنها تناولت موضوع مهم جدا لحساسية وأهمية الإعلام وقدرته علي التأثير في المجتمع فضلا عن أهمية الأمن القومي باعتباره ركيزة أساسية لبناء المجتمع.

وأوضح أن قضايا الأمن القومى ودور الإعلام من أهم القضايا التي تشغل الشارع المصري والرأي العام في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد  والتحديات الداخلية والخارجية.

شهد مناقشة الرسالة العلمية من نخبة من الشخصيات العامة في مقدمتهم الدكتور عصام على أمين عبد الصمد عميد كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، اللواء/ حسام الدين إبراهيم العزبي، اللواء/ علاء أبوزيد، اللواء / نبيل المهندس، اللواء محمد مصري، اللواء/ وحيد عزت، اللواء خالد بيومي العربي، اللواء/خالد شوقي، اللواء فهمي هيكل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دور الإعلام الأمني المجتمع منظومة الأمن القومي حفظ الأمن المخاطر والأزمات الإعلام الأمنی الأمن القومی دور الإعلام من خلال

إقرأ أيضاً:

ما الذي تقصده الولايات المتحدة بالإصلاح الأمني الحقيقي في العراق؟

كتب: خبير الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور نبيل العبيدي:


إنّ الوضع الأمني المعقّد في العراق هو نتيجة طبيعية لأي بلد يواجه الاحتلال، حيث يُصبح مركزًا ومأوىً لمختلف التنظيمات المسلحة والمتطرفة ذات الأفكار الشاذة، ما يؤدي بدوره إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني.
ومع أن الولايات المتحدة تنظر إلى وجود قواتها في العراق كجزء من استراتيجيتها المتعلقة بأمنها القومي، فإن أي قضية أمنية مرتبطة بالعراق تتداخل حتمًا مع هذا الوجود.

يشهد العراق تنازعًا بين رؤى أمنية دولية وإقليمية؛ فالولايات المتحدة تركّز على تحقيق أهدافها الخاصة من خلال التعامل مع الوضع الأمني العراقي، لكنها لا تعطي الأولوية لأمن المواطن العراقي نفسه، مما يعمّق إشكاليات الأمن المجتمعي في البلاد.
في المقابل، تنظر إيران إلى الأمن العراقي من زاوية مختلفة تمامًا، إذ تسعى إلى إنهاء الوجود الأمريكي هناك وضمان سيطرتها بما يخدم أمنها القومي ويدعم نفوذها الإقليمي في العراق وبلدان أخرى مثل اليمن ولبنان.

تعيش الأجهزة الأمنية العراقية حالة من التوازن الهش بين القوى المتنوعة التي تدعمها.
فعلى سبيل المثال، قدمت الولايات المتحدة دعمًا كبيرًا لجهاز مكافحة الإرهاب، خصوصًا في مجالات الاستخبارات والتدريب والاستشارات، ما جعل هذا الجهاز أحد أكثر المؤسسات الأمنية فاعلية في البلاد.
في المقابل، ظهر الحشد الشعبي ككيان عسكري وأمني كبير، يمتلك إمكانات عسكرية واستخباراتية واسعة، وقد أثبت دوره الميداني في مواجهة التنظيمات المسلحة.

التحدي الأكبر الذي يواجه الأمن العراقي الآن هو الصراع الأمريكي–الإيراني، الذي طُبعت ملامحه على الخريطة الأمنية للعراق.
هذا الصراع لا يمكن تجاهل عواقبه أو تفادي تبعاته بجميع أشكالها، خاصة بعد أن أصبحت كل دولة ترى نفسها صاحبة أولوية في التأثير على الوضع داخل العراق.

أما فيما يتعلق بالمشهد الإقليمي، فقد أسهمت تعقيدات الأوضاع في سوريا، وسعي بعض الأطراف إلى إسقاط نظام بشار الأسد، في تعميق التهديدات وزيادة القلق الأمني في المنطقة عمومًا، وفي العراق خصوصًا.
فالتحولات السياسية والأمنية الإقليمية تحمل أبعادًا دولية تتداخل فيها المصالح وتتنافر أحيانًا، بحسب ما تقتضيه "مصالح السياسة".

اليوم، يعيش العراق وضعًا أمنيًا يتأرجح بين وجهات نظر دولية وإقليمية متعارضة، حيث تتعامل كل دولة مع الأمن العراقي وفق رؤيتها الخاصة.
فالولايات المتحدة لديها نظرة مُعدّة سلفًا لما يجب أن يكون عليه الأمن العراقي بما يخدم مصالحها، بينما تسعى إيران إلى ضمان تأثيرها الاستراتيجي وتعزيز ارتباطها بالفصائل الموالية لها داخل العراق.

لكننا، كعراقيين، نتطلع إلى تحقيق أمن مستقر يخدم مصالح الشعب، بعيدًا عن الأجندات الخارجية.
ويجب أن تكون رؤيتنا للأمن واضحة: أمن العراق أولًا وأخيرًا.
ينبغي التعاون مع أي طرف يخدم هذه المصلحة، شريطة ألّا يمسّ ذلك بسيادتنا الوطنية أو يقدّم مصلحة دولة على أخرى.

في النهاية، لا يمكننا القبول برؤية أميركا للأمن العراقي إذا كانت تقوم على التدخل العميق في بنية أجهزتنا الأمنية وتوجيهها لخدمة مصالحها الخاصة؛ فهذا أمر غير منطقي وغير مقبول.
ومع ذلك، نحن بحاجة ماسة إلى دعم الأصدقاء والشركاء الدوليين، على أن يكون هذا الدعم متوازنًا ويحترم سيادة العراق، وألا يكون على حساب مصلحة طرف على حساب آخر.

وبناءً عليه، فإن العلاقات الأمنية والاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة ستظل محفوفة بالتعقيدات والتحديات، بسبب الواقع العراقي الحساس، وتضارب المصالح بين الدول الكبرى والإقليمية.

مقالات مشابهة

  • مبادرة محمد بن زايد للماء تؤكد أهمية التعاون الدولي لضمان استدامة الموارد
  • رسالة دكتوراة تكشف دور إدارة مقاومة التغيير في نجاح إعادة هيكلة الشركات البترولية
  • ما الذي تقصده الولايات المتحدة بالإصلاح الأمني الحقيقي في العراق؟
  • الرئيس السيسي: المرأة المصرية ركيزة أساسية في بناء الدولة بجميع المجالات
  • الرئيس السيسي: المرأة المصرية ركيزة أساسية في بناء الدولة
  • آمنة الضحاك: تحلية المياه منخفضة الكربون ركيزة أساسية في استراتيجيتنا الوطنية
  • القومي للأشخاص ذوي الإعاقة يناقش أهمية تمثيل المرأة في الاستراتيجيات المختلفة
  • طحنون بن زايد : تعزيز التعاون ركيزة أساسية لدفع النمو المستدام مع تسارع التطور التقني
  • الإعلام الأمني تنفي استخدام الحوثيين معسكراً للتدريب بمنطقة الخالص
  • «القومي لبحوث المياه» يحتفل بـ 50 عامًا من الابتكار.. ووزير الري يؤكد أهمية التعاون العلمي